هل للصيام اضرار علي المراة الحامل او الجنين
ان لاحظت المرضع قلة إدرار الحليب وكانت تود الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، وذلك هو الأفضل للطفل، فيجوز الإفطار والإكثار من السوائل بما سيؤدي إلى زيادة كمية الحليب.
بما ان فترة الحمل تمتد 9 اشهر، فقد يمر شهر الصيام خلال هذه الفترة الحساسة، وهنا تتساءل المرأة حول أمن الصيام على حملها.
حول هذا الموضوع، أشار الدكتور عصام صقر، استشاري ورئيس قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى رويال حياة، إلى ضرورة إدراك حقيقة انخفاض معدل سكر دم الحامل أثناء الصيام بشكل اكبر مقارنة بغير الحامل، وهو ما يعرف بتسارع الجوع في جسم الحامل. وعليه، إن زادت فترة الصيام على 14ــــ 16 ساعة، يحاول الجسم التعويض عن انخفاض السكر (الطاقة) بتوليده من خلال تكسير الدهون، ويترتب عن هذه العملية خروج نفايات عبارة عن حمض اللاكتيك والكيتون في الدم والبول.
مع استمرار الصيام والجفاف يرتفع تركيز الكيتونات، مما يسبب شعور الحامل بآلام في المفاصل والكلى والجسم عموما، وقد تنتقل الأجسام الكيتونية إلى الجنين لتؤثر على نموه ووظائفه الحيوية. لكن قد يسمح الصيام لبعض الحوامل غير المصابات بأي أمراض أو مضاعفات، لكن مع شرط المداومة على فحص كيتون البول (من خلال الشرائط)، خاصة في الساعات السابقة للإفطار التي يزداد فيها تكون الكيتونات. بينما يؤدي إصرار بعض الحوامل على الصيام رغم توجيهات المعالج بالإفطار إلى مضاعفات دائمة عليهن وعلى الجنين.
منع الصيام في الأشهر الأولى
في أشهر الحمل الأولى، تعاني معظم الحوامل من إعياء الصباح والغثيان والقيء، بما لا يمكنهن من الصيام. فالحامل خلال هذه المرحلة محتاجة لتعويض ما تفقده خلال الترجيع من سوائل، وتتطلب تغذيتها تناول وجبات خفيفة والماء على فترات متقطعة، حتى تتفادى الجفاف وانخفاض سكر الدم المسببين للتعب والدوخة ومضاعفات عديدة خلال اليوم. لذا من الضروري الإفطار خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل على الأقل.
الحامل خلال الأشهر الأخيرة
تصوم بعض الحوامل، خاصة خلال أشهر الحمل الأخيرة، فيتحملن مشقة الابتعاد عن الطعام والشراب لمدة تصل إلى 14 ساعة يوميا. وأكد د. صقر على خطر صيام الحامل لأكثر من 14 ساعة، خاصة في الأجواء الحارة التي ترفع من التعرق والتعب، وبالتالي خطر تعرضها لانخفاض السكر وضغط الدم والجفاف.
وشدد على ضرورة مراجعة هؤلاء للمعالج لمناقشة الأمر، وأضاف:
ــــ لا أفضل الصيام أثناء الحمل بكل مراحله، وذلك لان الله رخص الإفطار للحامل حتى لا تعرض صحتها وصحة الجنين للمضاعفات. فإن قررت صاحبة الحمل المستقر الصيام، فيمكنها ذلك لكن مع شرط مراقبة معدل الكيتون في البول واتباع بعض الإرشادات الغذائية، وإن لاحظت ارتفاع الكيتون أو الدوخة أو أعراض تعب فعليها الإفطار والإكثار من شرب الماء.
أما لو كانت الحامل تعاني من إصابة بمرض، كداء السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو اعتلال في الكلى أو القلب، فيمنع عنها الصيام خوفا من المضاعفات، حتى لو كانت حالتها مستقرة.
كيف يتكون الكيتون؟
يحتاج جسم الحامل لسكر «الطعام» بشكل مستمر لكونه المصدر الرئيسي لتوفير الطاقة لها وللجنين. وغالبا ما تعزوا الدوخة التي تشعر بها الحامل إلى انخفاض نسبة سكر الدم. وفي حالة صيام الأم رغما عن حاجة جسمها المستمرة، فسيقوم الجسم بتكسير الدهون لتوليد الطاقة، وتنتج عن هذه العملية فضلات ومن أهمها الكيتونات (مواد حمضية). ويترتب عن انخفاض السكر لفترة طويلة ارتفاع في تركيز الكيتونات في الجسم، بما يسبب الشعور بآلام في أماكن متعددة كالمفاصل والكلى والقلب والعضلات، ويمكن ان تطال المضاعفات الجنين لتؤثر على أجهزته الحيوية وتطوره.
وتابع د. صقر:
ــــ ان سبب نصح الحامل بتناول وجبات خفيفة طوال اليوم هو لضمان توفير كمية كافية من الغلوكوز طوال الوقت والحفاظ على ثبات معدل سكر الدم. وبذلك نتفادى الزيادة أو الهبوط الشديد في معدل سكر الدم، فكلاهما له مضاعفات مضرة بالحمل.
لا يؤثر على الإنجاب
إلا في حالات خاصة
بالنسبة لصيام من ترغب في الحمل بشكل طبيعي، فلا توجد أي دراسة تشير إلى فائدة أو سلبية الصيام على هرمونات المرأة أو على خصوبتها. كما لا يوجد تأثير ملحوظ على معدل إفراز هرمونات الجسم عموما.
بيد أن الأمر يختلف أحيانا بالنسبة للخاضعين للعلاج بهدف الإنجاب، مثل حالات الحمل بطفل الأنابيب، أو من يتطلب علاجها تفجير البويضة والجماع في أوقات محددة. فإن كانت السيدة تخضع لعلاج يتطلب الخضوع للسونار الداخلي وتفجير البويضة في نهار رمضان ومن ثم الجماع فلا يمكنها الصيام. لكن يمكن استشارة المعالج حول إمكانية ترتيب إجراءات العلاج لتتم بعد الإفطار إن أمكن.
تأخير الدورة
ترغب بعض السيدات في تأخير الدورة الشهرية (نزول الطمث) إلى ما بعد شهر رمضان، وفي هذه الحالة أشار د. صقر إلى ضرورة مراجعة الطبيب لتحديد العقار المناسب.
وتابع: إن كانت السيدة تستعمل حبوب منع الحمل سلفا، فلا بأس من الاستمرار بتناول الشريط التالي مباشرة عند انتهاء آخر حبة من الأول، لمنع نزول الطمث. لكن، إن كانت لا تتناول عقاقير منع الحمل، فيفضل أن تستخدم حبوب هرمون البروجيسترون فقط، قبل فترة مناسبة من موعد الدورة لتعمل على تأخيرها. وبشكل عام، لا توجد آثار جانبية خطرة من هذا الأمر، لكن قد تلحظ السيدة غزارة الطمث وارتفاع شدة الألم في الدورة التالية، ويمكن تناول العقاقير لتخفيف هذه الأعراض. كما لا تسبب أضرارا على جهاز المرأة الهرموني، ان قامت السيدة بهذا الإجراء بشكل مؤقت (بمعنى شهر في السنة).
صيام المرضعة
قد تنتهي فترة النفاس مبكرا عند بعض النساء (تمتد الفترة الطبيعية إلى 6 أسابيع)، فإن أرادت السيدة الصيام فذلك سيسبب مشقة وجهدا عليها، حيث يتطلب إرضاع الطفل في الأسابيع الأولى نوبات تتباعد لفترات قصيرة لا تتعدى 3 ساعات.
كما قد تتأثر كمية الحليب التي تدر من الثدي، فلا يشبع الطفل منه وهنا تضطر إلى تغذيته بالحليب الصناعي.
ومن المهم، التذكير بأهمية بدء الرضاعة الطبيعية على الفور بعد الولادة لما لها من فائدة كبيرة على صحة الطفل والأم أيضا. ولزيادة إدرار الحليب تنصح المرضع بالإكثار من شرب السوائل والمغذيات، خاصة الحليب واللبن.
حوامل يمنع عنهن الصيام
ــــ المصابة بأمراض الكلى مع زيادة نسبة الكرياتين في الدم.
ــــ المصابة بقصور في وظائف الكبد أو التهابات الكبد الفيروسي سواء الحادة أو المزمنة.
ــــ المصابة بأمراض أو التهابات في المسالك البولية والتي يتطلب علاجها تناول العقاقير (سواء وريدية أو حبوب) في أوقاتها مع الاستمرار في تناول الماء بكثرة خلال اليوم.
ــــ المصابة بداء السكر التي يعتمد علاجها على اخذ حقن الأنسولين وتناول وجبات متعددة خلال اليوم، حتى تتمكن من تنظيم معدل سكر الدم. حيث يعرضها الصيام للهبوط الحاد وبما يرفع من معدل تكون الأجسام الكيتونية. ويجب ان تحرص على ثبات معدل السكر، فالارتفاع والهبوط الشديد في سكر الدم مضر بصحة المرأة والجنين. وفي حال اعتماد سكر الحمل على العلاج بتنظيم الغذاء (اتباع حمية) يمكنها الصيام مع شرط اتباع الحمية أثناء الإفطار والإكثار من فحص سكر الدم والكيتون في البول.
ــــ المصابة ببعض أمراض الرئة المزمنة التي يتطلب علاجها استعمال البخاخ بشكل متكرر.
ــــ وجود تاريخ سابق للإصابة بالجلطة الدموية أو تكون معرضة للإصابة بها، حيث تحتاج هذه الحالات للإكثار من تناول السوائل لزيادة سيولة الدم.
ــــ الحمل المتعدد (التوأم) لكونه يزيد من الإجهاد على جسم الأم.
ــــ المصابة بتسمم الحمل، نتيجة ارتفاع ضغط الدم ويتمثل في وجود زلال في البول مع تورم أسفل العين والقدم.
ــــ الشعور بصداع شديد مع زغللة في العين وعدم القدرة على العمل، فعادة ما ينتج عن انخفاض سكر الدم.
ــــ إذا انخفضت حركة الجنين عن 10 حركات خلال 12 ساعة، فيجب عليها الإفطار وإن لم يتحسن الوضع، فيجب استشارة الطبيب وعمل تخطيط لضربات قلب الجنين.
تأثير الجفاف
أثبتت الدراسات ان جفاف جسم الحامل يرافقه خطر انخفاض حركة الجنين في الرحم، لذا فإن لاحظت المرأة قلة حركة الجنين عن 10 على الأقل في اليوم، فعليها مراجعة الطبيب فورا لعمل تخطيط لضربات قلب الجنين. كما وجدت الدراسات ان الجفاف يرفع من فرصة حدوث تشنجات الرحم والطلق المبكر.
ايضا ترتفع نسبة إصابة الحامل بالتهابات المسالك البولية، نتيجة لما يحدث من اختلال في بيئة أعضائها التناسلية، وأيضا بفعل ضغط ثقل الجنين على منطقة أسفل الحوض والمثانة، بما يسبب بطء خروج البول وبالتالي ترسبه.
وعليه، تنصح الحامل بالإكثار من شرب الماء تفاديا لمشاكل الجفاف التي تسبب ارتفاع تركيز البول وتهييج قناة البول والتهابها.
نصائح لمن يسمح لها بالصيام
ــــ عجلي الإفطار وأخّري السحور بقدر المستطاع، مع الحرص على عدم النوم مباشرة بعد السحور، حتى لا ترفعي من خطر تعرضك لارتجاع حمض المعدة للمريء، والقيء.
ــــ تناولي كميات كبيرة من السوائل خلال فترة الليل، كالماء والعصير والحليب واللبن. فكثرة السوائل وبخاصة السكرية تعوض الجسم عما فقده أثناء الصيام، وتنظم إلى حد كبير عمل الأمعاء، وتقي من الإمساك، وتقلل من فرصة الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
ــــ تجنبي الإجهاد والعمل في درجات الحرارة المرتفعة حتى لا تفقدي كمية كبيرة من سوائل الجسم
ــــ ليكن الإفطار تدريجيا حتى لا تتخم المعدة بالطعام مباشرة. فتناولي الوجبة على مراحل، تبدأ بالتمر واللبن لقيمتهما الغذائية العالية وسهولة هضمهم والامتصاص. ثم الراحة لربع ساعة قبل تناول وجبة الطعام الرئيسية الخفيفة والصحية. فيما يجب الابتعاد عن الأغذية الدسمة لكونها صعبة الهضم وتسبب عسر الهضم والشعور بالغثيان والمغص.
ــــ لا تركزي على تناول الحلويات والنشويات وتنسي تناول كمية كافية من الخضروات والفواكه ومنتجات الحليب، لتغذية الجسم وتفادي الإمساك، فمن المعروف ان الحامل أكثر عرضة للامساك.
ــــ يفضل تجنب الدهنيات (المقليات) وحلوى رمضان الدسمة مثل الكنافة والبقلاوة وغيرها من اطباق تعج بالسكر والنشا والدهون، مع الحرص على عدم البدء بها على الإفطار مباشرة.
ــــ ابتعدي عن الأكلات الحريقة بالفلفل والشطة التي تهيج المعدة وتزيد من افرازاتها الحمضية.
ــــ يفضل تناول الغذاء الغني بالحديد أو اخذ حبوب الحديد بعد استشارة الطبيب.
ــــ تناولي كميات مناسبة من الخضروات والفواكه على فترات.
ــــ احصلي على قسط كاف من الراحة والنوم، وتجنبي الإرهاق والتوتر وابتعدي عن مسببات العدوى بعد الولادة.
في أشهر الحمل الأولى، تعاني معظم الحوامل من إعياء الصباح والغثيان والقيء، بما لا يمكنهن من الصيام. فالحامل خلال هذه المرحلة محتاجة لتعويض ما تفقده خلال الترجيع من سوائل، وتتطلب تغذيتها تناول وجبات خفيفة والماء على فترات متقطعة، حتى تتفادى الجفاف وانخفاض سكر الدم المسببين للتعب والدوخة ومضاعفات عديدة خلال اليوم. لذا من الضروري الإفطار خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل على الأقل