وحش بحيرة لوخ نيس (بالإنجليزية: Loch Ness Monster) هو مخلوق غير مؤكد الوجو
د (مخلوق أسطوري) ويطلق على هذا النوع من المخلوقات كلمة كريبتيد (بالإنجليزية: cryptid)
يقال أنه يسكن بحيرة لوخ نيس في أسكتلندا، والتي تعتبر أكبر بحيرة للماء العذب في بريطانيا العظمى.
الاسم الذي اختاره السير بيتر سكوت لوحش بحيرة لوخ نيس في مجلة نيتشر هو نيسيتيراس رهومبوبتيريك
وهو اسم يوناني معناه "معجزة نيس ذو الزعانف"
وحش بحيرة لوخ نيس لايوجد دليل قاطع على وجوده ويعتبر المخلوق من أكثر ألغاز علم
الكريبتوزوولوجي (بالإنجليزية: cryptozoology) شهرة.
معظم العلماء والخبراء يجدون الأدلة المتوفرة لاتدعم وجود وحش البحيرة ويعتبرون المشاهدات لهذا المخلوق
إما غير صادقة أو هي أخطاء في تحديد هوية مخلوقات أو ظواهر معروفة. بالرغم من ذلك لايزال العديد من الناس
حول العالم يؤمنون بوجود هذا الكائن. السكان المحليين وبعدهم أناس من حول العالم بدأوا
بإطلاق اسم مؤنث على وحش البحيرة وأصبحو يسمونه نيسيي.
أنها قصة وحش بحيرة (لوخ نس) الاسكتلندي المجهول .. الغامض .. الأسطوري ! .. الذي حكت عنه الكثير
من الأساطير و المراجع و القصص و الأبحاث العلمية الجادة عن مصداقية وجوده .. الا أن لازال يبقى لغزا من ألغا
ز عالمنا الذي لا يزال غامضا مجهولا .. وهنا مقال من مقالات الكاتب د.أحمد خالد التوفيق
(أسطورة وحش لوخ نس) – العدد رقم 3 من السلسلة .. عن وحش بحيرة لوخ نس الغامض.
بقلم د.أحمد خالد توفيق
نشأة الأسطورة
(الأسطورة قديماً )
عندما وصل الرومان لأول مرة إلى اسكتلندا الشمالية في القرن الأول الميلادي, وجدوا المرتفعات مأهولة بقبائل
شرسة تدعى الملونون (نسبة إلى الوشم الذي يغطيهم), تلك القبيلة كانت تقدس الحيوانات بشكل خاص
و كان معظم الوشم على أجسادهم عبارة عن رسم لحيوانات, يذكر أيضاً أن تلك القبيلة كانت شديدة البراعه
بالرسم, و من أغرب الرسوميات الجدارية التي وجدها الرومان قرب بحيرة لوخ نس رسم جداري لوحش ذو
خطم طويل, ذو زعانف محل القدمين, تم وصف هذا الوحش من قبل بعض الباحثين بأنه أشبه بفيل يسبح في الماء
و وصف هذا الوحش الذي أرتبط بقبائل الملونين كان بداية الأسطورة بوجود وحش مائي في تلك البحيرة ..
بحيرة لوخ نس.
ارتبطت وحوش الماء بالفولكلور الاسكتلندي كثيراً, بداية من الأنهار الصغيرة حتى البحيرات شاسعة المساحة
بداية بأساطير أحصنة الماء أو (kelpie) و هي أسطورة عن وحش مائي يشبه الحصان يحاول إغراق
كل من يقترب من البحيرة التي يقطنها من أطفال محاولاً إغراؤهم بالركوب على ظهره, و من ثم تلتصق أيدي
الطفل بالوحش الذي يغوص به إلى أعماق الماء حتى يغرقه.
من أوائل المخطوطات التي ذكرت أسم وحش لوخ نس كانت على الأرجح في مذكرات القديس كولومبا
(Columba) عام 565 ميلادي و الذي كان له الدور الأساسي في نشر الديانة المسيحية بأسكتلندا
يحكى أن هذا القديس كان في طريقه لزيارة ملك قبائل الملونين مرورا ببحيرة لوخ نس, فرأى وحشاً هائل الحجم
يوشك على مهاجمة شخص يسبح بالبحيرة, فأخذ القديس يبتهل إلى الله و يأمر الوحش بأن يذهب في سلام, فأمتثل
الوحش له و تم إنقاذ السابح.
نقش جداري يبلغ عمرة حوالي 1500 عام يصف الوحش ..
و يعتبر أقدم دليل علي وجود وحش يقطن بحيرة لوخ نس
يتبع
أسطورة لوخ نس المعاصرة بدأت عام 1933 عندما تم رصف أول طريق شمالي شاطئ البحيرة, بدأت المشاهدات
في أبريل تحديداً, عندما رأى (جون ماكي) صاحب فندق (رمنادروشيت) و زوجته وحشاً هائل الحجم يغطس
و يطفو فوق سطح البحيرة, تلك الحادثة نشرت أيامها في جريدة (Inverness Courier)
و التي أستخدمت لفظة (وحش) لأول مرة للدلالة على ذلك المخلوق الذي يقطن البحيرة,
و تعتبر تلك الحادثة هي بداية تحول وحش لوخ نس إلى ظاهرة اعلامية.
صورة التقطها (هوج جارى) في سنة 1933 .. ويظهر بها جسم غامض متعرج ادعى
جارى انه جزء من حيوان مائي بلغ طوله 12 مترا ! .. و تعتبر أول الصور للوحش بحيرة نس
بعد الحادثة المذكورة تحول لوخ نس إلى هوس إعلامي, ففي شهر أكتوبر من نفس العام – 1933 –
أصبحت اسكتلندا مقراً للصحفيين القادمين من لندن للبحث عن حقيقة الوحش, و كان هناك برنامج خاص
بإذاعة لندن لمتابعة آخر مشاهدات الوحش أو أي معلومات عنه, و عرض سيرك (برايتون)
الأنجليزي مبلغ 20,000 جنيه أسترليني (مبلغ شديد الفداحة عام 1933) لمن يقبض على الوحش
و سرعان ما أمتلأت المنطقة حول بحيرة لوخ نس بالمستكشفين و المغامرين و العلماء الباحثين عن الوحش.
وصلت حمي البحث عن وحش لوخ نس إلى أقصاها في ديسمبر من نفس العام, حيث أستأجرت صحيفة
الديلي ميل اللندنية (London Daily Mail) ممثلاً و مخرجاً و صياداً محترفاً يدعي
Marmaduke Wetherell لإصطياد الوحش, و بعد أيام معدودة علي شاطئ البحيرة أبلغ الصياد
عن اكتشافه لآثار أقدام ضخمة لكائن ذو أربع أصابع قدر طوله بعشرين قدماً على الأقل, و قد صنع هذا الصياد
قالباً من الجبس لأقدام الوحش و أرسله إلي متحف التاريخ الطبيعي بلندن لتحليلها, و أثناء انتظار نتيجة التحليل
امتلأت فنادق البلدة بجحافل من الصيادين من مختلف أنحاء العالم, و أكتظت الشوارع المحيطة بشاطئ البحيرة
بالسيارات من الإتجاهين.
انفجرت فقاعة الحماس في يناير 1934, حيث أعلن علماء الحيوان المكلفين بدراسة آثار الأقدام أن تلك الآثار
لفرس نهر, و أن تلك الآثار اصطناعية, و لم يعلم أحد من أصطنع تلك الآثار, هل هو الصياد
Wetherell أم انه كان – فقط – مخدوعاً كالجميع, و لا شك في أن هذا الإكتشاف قد أحبط جميع
الباحثين عن الوحش, و من ساعتها لم يعد العلماء يأخذون بأي دليل على وجود وحش ببحيرة لوخ نس مأخذ الجد
و أخذت النظريات المعارضة لوجود الوحش في الظهور بقوة من تفسيرات باوهام بصرية, أو أخشاب طافية على
سطح البحيرة, أو أنواع من الأسماك ضخمة الحجم.
ثم جاء الكوماندور روبرت توماس جولد (R.T.Gould) ببعض المحاولات عن طريق مسح قناة كاليدونا
بالموجات الصوتية (السونار) ليكتب ثاني أهم كتاب عن الوحش
(The Loch Ness Monster and Others)
عام 1934 و الذي رصد فيه 51 رؤية للوحش مع تحليل تلك الرؤي لإثبات وجود الوحش.
يتبع
بدأ البحث عن وحش لوخ نس يأخذ منحني جاداً مرة أخرى في الخمسينات, عندما بدأت طبيبة تدعي
(كونستانس وايت) (Constance Whyte) في تجميع شهود العيان ممن رأوا الوحش رأي العين
لتجمعهم في كتاب يعتبر أهم ما كتب عن الوحش عنوانه (More Than a Legend)
أهتمت فيه بالدفاع عن مصداقية الناس ممن رأوا الوحش كما قالت في مقدمة كتابها.
بعد نشر وايت لكتابها, بدأت حملات البحث عن نيسي (Nessie) (أسم التدليل الذي يطلقونه على الوحش)
بجدية أكبر, و كانت أول مرة لإستخدام السونار في تمشيط قاع البحيرة بإنتظام, و بدأ البحث يزداد ثقلاً
علمياً بإنضمام جامعات من أعرق جامعات بريطانيا و العالم إلى البحث و هم (أكسفورد, كامبردج, برمنجهام)
و بدأت جهود العالم (وذرل) الذي جاء و معه فريق كامل من الحركة الكشفية ليعسكروا على شاطئ البحيرة
أياماً طويلة, و لكن محاولاتهم لم تأتِ بفائدة تذكر.
و من الجدير بالذكر أن هناك العديد من المشاهدات للوحش منذ عام 1933 حتي الآن .. و العديد من الصور
و الأفلام التي لا تنفي و لا تؤكد وجوده بشكل قاطع و تجعل هناك مجالاً كبيرا للتشكيك في صحة الأسطورة
بشكل عام .. و لكن أكثر الصور إثارة للجدل ألتقطت لهذا الوحش كانت عام 1934 ..
تظهر رقبة لمخلوق ما علي سطح البحيرة, و سرعان ما نشرت تلك الصورة في جريدة الديلي ميل
البريطانية لتغدو أكبر دليل حتي وقتنا هذا علي وجود الوحش.
صورة من الصفحة الرئيسية لجريدة الديلي ميل التي نشرت – لأول مرة – صورة للوحش
ما يؤكد صحة تلك الصورة هو ملتقطها .. الجراح البريطاني (R. Kenneth Wilson)
الذي كانه يتمتع بسمعة محترمة في ذلك الوقت.. و الذي التقط تلك الصورة عندما لاحظ إضطراباً في سطح
البحيرة و هو في سيارته – حيث كان عائداً من رحلة لتصوير الطيور مع صديق له – علي طريق البحيرة ليتوقف
لرؤية ما يسبب هذا الإضطراب ليجد هذا الوحش يطل برقبته فوق سطح المياه ليلتقط له واحدة من أكثر الصور
التي سببت جدلاً في عالمنا المعاصر.
أشهر صورة التقطت للوحش و أكثرهم قابلية للتصديق
و لكن بعد 60 عاماً من التقاط تلك الصورة (تحديداً عام 1994) أخذت الصحف حول العالم في إثارة
الجدل مرة أخري حول (صورة الجراح) كما يسمونها .. و بدأ التشكيك في زيفها و أنها كانت مؤامرة محكمة
للنصب علي جريدة الديلي ميل .. فقط ليكتشف الجميع الصورة الأصلية لدي (Maurice Chambers)
صديق الجراح صاحب الصورة .. و الذي أكد الشكوك بأن تلك ليست هي الصورة الأصلية و إنما هي
مقصوصة أن الصورة الأصلية التي تحوي نفس المشهد بشكل أكثر توسعاً تم إكتشاف وجودها في الثمانينات.
الصورة الأصلية التي التقطها د.كينيث ويلسون عام 1934
و هناك أيضاً الإعتراف الذي قيل أن (كريستيان سبيرلنج) قد قاله قبل موته .. بأن سخرية الناس منه
بعد محاولاته المضنية لإثبات وجود الوحش جعلته يصنع غواصة تبدو من الأعلي كالوحش تماماً و أنه قد توقع
وجود د.ويلسون في ذلك الوقت بالذات من صديقه الذي كان عنده (موريس تشامبرز) ليصوره و لتنجح خدعته
إلي حد لم يكن يتوقعه .. و لكن كعادة البت في أمر من أمور هذا الوحش, لا أحد يستطيع إثبات صحة هذا
الإعتراف من عدمه. و ليس تلك هي المشاهدة الوحيدة بالطع للوحش و إنما هي أكثر المشاهدات إثارة للجدل
فهناك عدد ضخم من الصور و التسجيلات و المشاهدات العينية منذ عام 1933 حتي يومنا هذا.
و جدير بالذكر محاولة محطة الـBBC عام 2024 التي تضمنت مسحاً شاملاً للبحيرة بالسونار و تقصي لأقوال
شهود العاين ممن رأوا الوحش أو أدعوا ذلك .. لتخرج بعنوان (ليس هناك شئ يدعي نيسي) ..
و لكن ذلك لم يكن ليحبط عزيمة المؤمنين بوجود الوحش .. أو ممن هم متأكدين من رؤيته رؤي العين.
صورة نادرة يفترض أنها للوحش قرب قلعة أوركهارت .. ربما لا تكون قطعة خشب طافية رغم كل شئ
صورة ألتقطت في 14 أبريل 1933 بواسطة Alex Campbell صاحب حانة قرب البحيرة ..
و الذي وصف مشاهدته بأنه وحش هائل الحجم ذو رأس صغيرة, أفعواني الشكل, ذو حدبة كبيرة
صورة بالسونار ألتقطت عام 1972 ضمن مسح شامل للبحيرة قام بها المركز الأمريكي للعلوم التطبيقية بقيادة
د.روبرت رينز (Robert Rines) .. تم تصويره قرب قاع البحيرة
حيث قدر طول الوحش بحوالي ستة أقدام
صورة (أنتوني شيلز) ألتقطت في 21 مايو 1977.. وهي صورة واضحة جدا لوحش نس
صورة أخرى لـ نيسى يظهر منها رأسه .. هذه الصورة ألتقطت في عام 1982
صورة أخرى لوحش نس ألتقطت في سيتمبر عام 1983.. وهي تشبه تماما الصورة التي التقطها (د.ويلسون) في 1934
بات في حكم المؤكد أن أسطورة وحش لوخ نيس حقيقة ماثلة بلا شك بعد أن عثر المحققون على سن
عملاقة لهذا الوحش الكاسر كدليل على أن وجوده ليس ضرباً من الخيال.
فقد عثر على ذلك الناب الحاد كالشفرة والذي يبلغ طوله 4 بوصات، طلاب جامعيون وهو مغروس
في أحد أضلاع غزال افترسه الوحش ومزقه إرباً في بحيرة تقع في مرتفعات اسكتلندا.
ويعتقد الخبراء الآن ان هذه السن تخص وحشاً مفترساً يبلغ طوله بين 50 إلى 60 قدماً على أقل تقدير
وقالوا إنه قطعاً ليس ديناصوراً، ولكنه من نفس فصيلة الديناصورات.
يتبع
يجب توضيح الأمر من اجل الفائدة للجميع و من اجل تكامل الموضوع
الأمر كله محض اسطورة
و من اهم الأمور التي تثبت ذلك تقرير ال bbc
حيث قامت الوكالة في عام 2024 بالقيام ببحث ضخم عن الوحش المزعوم و استخدمت لذلك ما يقارب 6000 جهاز سونار منفصل للبحث في المياه بالإضافة للأقمار الصناعية
و قد قامت الوكالة يعملية بحث طويلة قامت خلالها بتمشيط مياه البحيرة شبرا شبرا دون وجود اي شئ
الموضوع طويل جدا في هذا الصدد و هناك اكثر من دليل على ان الأمر كله اسطورة .
إنتهـــــــــى
وشكرا عالمجهود الجميل