هو أصلا ساعتها هيبقى فيه شدة ؟
يابخت من كان ربنا سبحانه وتعالى معاه
لكن لو عايزة ده فعلا يبقى لازم تنفذى الوصدية الى في حديثنا النهاردة فالرسول صلى الله عليه وسلم بيهدي ابن عباس والأمة كلها وصايا ثمينه تحقق كل ده
وكمان فيه قيمة عظيمة وهي :
كيف نربي أولادنا ونغرس فيهم العقيدة الصحيحة والقيم من صغرهم
وهنلاحظ كمان إن الجزاء من جنس العمل
نقرأ الحديث مع بعض
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .
تعالوا نشوف الوصايا الواردة في الحديث :
1- ( احفظ الله يحفظك )
يعني إيه احفظ الله ؟
يعني إن المسلم يراعي حقوق الله تعالى ، ويلتزم بأوامره ، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه ، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له
طيب لو طبقت الوصية دي النتيجة هتكون إيه ؟
زي ما قلنا الجزاء من جنس العمل يبقى ربنا هيحفظك
وهذا الحفظ الذي وعد الله به من اتقاه يقع على نوعين :
الأول : حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه ، فيحفظه في بدنه وماله وأهله ، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته ، كما قال تعالى : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } ( الرعد : 11 ) أي : بأمره ،
الثاني : حفظ الله للعبد في دينه ، فيحميه من الفتن ، والشهوات
والإنسان كلما اهتدى زاده الله عزّ وجل هدى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد:17)
وزي ما شفنا في حفظ الله تعالى لدين يوسف عليه السلام ، على الرغم من الفتنة العظيمة التي أحاطت به ، يقول الله تعالى : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } ( يوسف : 24 )
وتستمر هذه الرعاية للعبد حتى يلقى ربّه مؤمنا موحدا .
2- ( احفظ الله تجده تجاهك )
ومعنى تجده تجاهك يعني أمامك
فتجد الله عزّ وجل أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه ويبعد عنك كل شر
لكن الفوز بهذا الموعود العظيم في الوصية الأولى والثانية يتطلب من المسلم أمور ،
لازم يبقى فيه إقبال حقيقي على الدين ، واجتهاد في التقرب إلى الله عز وجل ، ودوام الاتصال به في الرخاء قبل الشدة ، وهذا هو المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية لهذا الحديث : ( تعرّف إلى الله في الرخاء ، يعرِفك فـي الشدة )
فمن اتقى ربه حال الرخاء ، وقاه الله حال الشدّة والبلاء .
لأن فيه ناس كتيرة مش بتعرف ربنا سبحانه وتعالى وتلجأ ليه إلا في وقت الشدة
فنقول لهم أين كنتم وقت الرخاء ؟ هل كنتم في عباده وطاعة وخوف من الله ولا كنتم على المعاصي والغفلة والبعد عن الله سبحانه وتعالى
فالعمل الصالح ينفع في الشدة وينجي فاعله ، وعلى العكس المعاصي تؤدي بصاحبها إلى الشدة ، قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام : {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات :143-144]
3- ( إذا سأَلت فاسأَل الله )
سؤال الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء من أبرز مظاهر العبوديّة والافتقار إليه
ومن تمام هذه العبادة ترك سؤال الناس ، لأن في سؤالهم تذلل لهم ومهانة للنفس ، وكتير بنلاقي منّة أو جرح للمشاعر ، أو نيل من الكرامة
كما قال طاووس لعطاء رحمهما الله : " إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه ، وجعل دونك حجابه ، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تسأله ، ووعدك أن يجيبك "
فإذا سالت حاجة فلا تسأل إلا الله عزّ وجل ولا تسأل المخلوق شيئاً وإذا قدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عزّ وجل لو شاء لمنعه من إعطائك سؤالك فاعتمد على الله تعالى.
وطبعا احنا هنا بنتكلم في الأمور اللي بيقدر عليها الناس لو طلبتها منهم
لكن اني أطلب من إنسان حاجة لايقدر عليها زي اللي بيطلبوا من قبور الأولياء والصالحين أمور علشان يحققوها ليهم ده شرك بالله عز وجل
4- ( وإذا استعنت فاستعن بالله )
أمر بطلب العون من الله تعالى ، لأن كل واحد فينا محتاج إلى من يعينه في أمور معاشه ومعاده ، ومصالح دنياه وآخرته ، ولا يقدر على ذلك إلا الحي القيوم ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، فمن أعانه الله فلا خاذل له ، ومن خذله الله فلن تجد له معينا ونصيرا ، قال تعالى : { إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } ( آل عمران : 160 )
و كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : ( اللهم أعني ولا تعن علي) ، وأمر معاذا رضي الله عنه ، ألا يدع في دبر كل صلاة ( يعني بعد كل صلاة ) أن يقول ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه النسائي وأبو داود .
وإذا استعنت بمخلوق فيما يقدر عليه فاعتقد أنه سبب، وأن الله هو الذي سخره لك
وبعدها تكلم الحديث عن قاعدة عظيمة في الإيمان بالقدر
واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف
فنفع الخلق الذي يأتي للإنسان هو من الله في الحقيقة لأنه هو الذي كتبه له وبالتالي لازم نعتمد على الله عزّ وجل ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزّ وجل. ونفس الحال في الضرر ميقدروش يضرونا إلا بأمر قد كتبه الله علينا
ولو حسينا بالمعنى ده هنرضى ومش هنخاف غير من الله سبحانه وتعالى
و كمان هنلاقي بشارة جميلة ياريت نحس بيها وبفضل الله علينا في الرواية التانية نختكم بيها كلامنا
(واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .