الدعاة يبحثون عن أرض صحراء يزرعونها، والرعاة يركضون وراء أرض خضراء يأكلونها، الدعاة نظرهم إلى عنان السماء، والرعاة يطأطئون رؤوسهم إلى خشاش الأرض، فإن كنت من عمار بيوت الله من الفجر إلى العشاء، فهذا من صفات الدعاة، وإن كنت ممن يعمر المجالس والمشاهد دون المساجد فأنت من الرعاة!!.
إن كنت ممن يسعى نحو الغنائم الباردة في أذكار واردة أو حلقات علم شاهدة تأخذ بعقلك وقلبك إلى ذكرى الآخرة، وعمارة الدنيا فأنت على صفة من صفات الدعاة، وإن كنت من أصحاب الغنائم الهابطة، تغزو الأسواق بلا ضابط شرعي أو ميزان، حركتك وسفرك للدراهم والدنانير والدولارات فأنت من الرعاة لا الدعاة.
إن كنت تستضيف القوم من غني وفقير، تصل بطونهم بالطعام، وعقولهم بالأفكار، وقلوبهم بالحب والوداد، وترتقي معهم في مدارج السالكين إلى اللهفأنت من أصحاب هجرة الدعاة، وإن كنت تستضيف فقط الأغنياء أو ذوي المصالح لك والحاجات، لتختال بأنواع المطعومات والمشروبات فأنت من أصحاب هجرة الرعاة.
إن كنت تربي نفسك وأهلك وأولادك على أنكم أصحاب رسالة وحملة أمانة، وتحرصون على فعل الخير، ونفع الغير، وإدخال السرور إلى كل بيت فأنتم من أصحاب هجرة الدعاة، وإن كان البيت كالقبر يخلو من الحنان، ولا يقرأ فيه القرآن، ولا يقومون للصلاة ولا يجتمعون للأذكار ولا تلتفتون إلى حاجات ذوي البأس من الناس، فأنتم من أصحاب هجرة الرعاة.
إن كنت تحلم بالإسلام عزيزا في الأرض، عاليا في كل صوب، حاكما في كل درب، وتسعى لنصرته وتمكينه في نفسك ومجتمعك فأنت من أصحاب هجرة الدعاة، وإن كنت تحلم فقط بوظيفة زاهية، ورواتب عالية، ومراكب فانية و……..فأنت من أصحاب هجرة الرعاة .
سعدت باطلالتكم العطرة اسعدكم الله واكرمكم ونعمكم فى الدارين