( تحمل على الغمام يقول الله جل جلاله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين /حسن)
( تصعد إلى السماء كأنها شرار/صحيح)
قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – :
الظلم نوعان:
ظلم يتعلق بحق الله عز وجلّ ، وظلم يتعلق بحق العباد
فاعظم الظلم هو المتعلق بحق الله تعالى والإشراك به …ويليه الظلم في الكبائر، ثم الظلم في الصغائر
أما في حقوق عباد الله فالظلم يدور على ثلاثة أشياء
بينها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع ، فقال :" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم " …
وكل الظلم بأنواعه محرم
ولن يجد الظالم من ينصره ( أما ) الله تعالى قال الله تعالى :
( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ)
أي : أنه يوم القيامة لا يجد الظالم حميماً إي صديقاً ينجيه من عذاب الله ، ولا يجد شفيعاً يشفع له فيُطاع
لأنه منبوذ بظلمه وغشمه وعدوانه …
( وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
يعني : لا يجدون انصاراً ينصرونهم ويخرجونهم من عذاب الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم…
" لتؤدون الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء" …
قال – رحمه الله – :
في هذا الحديث دليلٌ على أن البهائم تُحشر يوم القيامة وهو كذلك …
وكل شيء مكتوب ، حتى أعمال البهائم والحشرات مكتوبة في اللوح المحفوظ
( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) …
ففي يوم القيامة
يُقتص للمظلوم من الظالم ، ويؤخذ من حسنات الظالم إلا إذا نفدت حسناته؛ فيؤخذ من سيئات المظلوم فتطرح عليه
قال النبي عليه الصلاة والسلام :" من تعدون المفلس فيكم" – أي الذي ليس عنده شيء-
قالوا: المفلس من لا درهم عنده ولا متاع
قال:" المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات مثل الجبال
فيأتي وقد ضرب هذا ، وشتم هذا، وأخذ مال هذا، وسفك دم هذا
فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته
فإن بقي من حسناته شيء، وإلا أخذ من سيئاتهم فطُرحت عليه ، ثم طرح في النار "
لابد أن يقتص للمظلوم من الظالم
ولكن
إذا أخذ المظلوم بحقه في الدنيا ، فدعا على الظالم بقدر مظلمته، واستجاب الله دعاءه فيه
فقد اقتص لنفسه قبل أن يموت
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ:" واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب "
فإذا دعا المظلوم على ظالمه في الدنيا واستجيب لدعائه فقد اقتصّ منه في الدنيا
أما إذا سكت فلم يدع عليه ولم يعفف عنه فإنه يتقصّ له منه يوم القيامة
والله المستعان .
" من كان عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء
فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم"
قال – رحمه الله – :
فإنه في الدنيا يمكن أن يتحلل الإنسان من المظالم التي عليه بأدائها إلى أهلها ، أو استحلالهم منها
لكن في الآخرة ليس هناك شيء إلا الأعمال الصالحة
فإذا كان يوم القيامة أقتص من الظالم للمظلوم من حسناته ؛ يؤخذ من حسناته التي هي رأس ماله في ذلك اليوم
فإن بقي منه شيء وإلا أخذ من سيئات المظلوم وحملت على الظالم والعياذ بالله ، فازداد بذلك سيئات إلى سيئاته
وظاهر هذا الحديث أنه يجب على الإنسان أن يتحلل من ظلم أخيه حتى في العرض
سواء علم أم لم يعلم ) انتهى مختصرا
– فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
( الظلم ثلاثة ، فظلم لا يتركه الله ، وظلم يغفر ، وظلم لا يغفر
فأما الظلم الذي لا يغفر ، فالشرك لا يغفره الله
وأما الظلم الذي يغفر ، فظلم العبد فيما بينه وبين ربه
وأما الظلم الذي لا يترك ، فظلم العباد ، فيقتص الله بعضهم من بعض )
حسن .السلسلة الصحيحة برقم : 1927
ويا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم
جزاك الله خير الجزاء