أما بعد:
فهذه نبذة مختصرة عن العقيدة الإسلامية نتعلم فيها أهم ما على المسلم أن يعرفه في عقيدته
سائلين المولى عز وجل أن ينفع بها
تعريف العقيدة :
هي جملة من الأمور التي تصدق بها النفوس وتطمئن إليها القلوب وتكون يقينا عند أصحابها لا يمازجها ريب ولا يخالطها شك. ولذا تدور مادة (عقد) في اللغة على اللزوم والتأكيد والاستيثاق
الأصول الثلاثة التي يجب معرفتها:
1- معرفة الرب
2- معرفة الدين
3- معرفة الرسول
الإسلام :
هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله. وأركانه خمسة:
1) شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
2) إقامة الصلاة.
3) إيتاء الزكاة.
4) صوم رمضان.
5) حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً.
ومعنى لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله. وله ركنان هما:
النفي: لا إله: نافيًا جميع ما يعبد من دون الله.
الإثبات: إلا الله: إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.
وشروطها ثمانية:
1) العلم المنافي للجهل.
2) اليقين المنافي للشك.
3) الإخلاص المنافي للشرك.
4) الصدق المنافي للكذب.
5) المحبة المنافية للبغض.
6) الانقياد المنافي للترك.
7) القبول المنافي للرد.
8) الكفر بالطاغوت.
وشروط شهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلمسبعة:
1) أنه عبد الله، ليس له شيء من خصائص الألوهية أو الربوبية.
2) أنه خاتم النبيين لا نبي بعده.
3) محبته. وكمالها أن تكون أكثر من النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين.
4) تصديقه فيما أخبر.
5) طاعته فيما أمر.
6) اجتناب ما نهى عنه وزجر.
7) أن لا يُعبدَ الله إلا بما شرع.
منزلة السنة
1) أن السنة وحي كما أن القرآن وحي.
2) السنة تفسر القرآن.
3) السنة تبين ما أجمل من القرآن، فإن الله تعالى أمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وغيره من العبادات وبينت السنة تفاصيلها.
4) السنة تخصص القرآن، فقد حرم الله الميتة والدم، واستثنت السنة: ميتة الجراد والحوت. ومن الدم: الطحال والكبد.
5) السنة تزيد على القرآن، فقد حرم الله الأم من الرضاعة والأخت من الرضاعة، وجاء في السنة زيادةً على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب» رواه الشيخان عن عائشة.
الإيمان :
لغة : التصديق، واصطلاحاً: قول باللسان، وتصديق بالجنان (القلب) وعمل بالأركان (الجوارح).ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويتفاضل أهله فيه .
وفي هذا الباب العظيم مسائل:
1) أن الأعمال الصالحة داخلةٌ في مُسَمَّى الإيمان وركنٌ فيه.
2) أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
3) أن الإيمان يتفاوت في قلوب المؤمنين.
4) أن مرتكب الكبيرة لا يكفر إلا باستحلالها.
5) أن الكفر يكون بالاعتقاد والقول والعمل.
6) أن المُوَحِّدَ العاصي إذا مات من غير توبة، فأمره إلى الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، لقوله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ".
7) أن الموحد العاصي إذا دَخَلَ النار فإنه لا يخلد فيها.
8) أن الكفرَ كفران، والشركَ شركان، وهكذا الظلم، والنفاق، والفسق، والخطيئة، والمعصية، أي أن منها ما هو ناقل عن الملة ومنها ما هو غير ناقل.
9) جواز الاستثناء في الإيمان، وهو قول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله.
10) أن التوبة مقبولة من العبد إذا توفرت شروطها.
أركان الإيمان
ستة أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى
أنواع التوحيد ثلاثة
1) توحيد الربوبية:
هو إفراد الله تعالى بأفعاله: مثل الخلق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير وأنه مالك الملك وأنه على كل شيء قدير.
2) توحيد الألوهية:
هو إفراد الله بالعبادة الظاهرة والباطنة والقولية والفعلية كالدعاء والنذر والنحر والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة، وهو موضوع دعوة الرسل.
3) توحيد الأسماء والصفات:
هو إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلمفي سنته من الأسماء والصفات على الوجه الذي يليق بالله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
والتحريف : صرف اللفظ عن المعنى المتبادر منه بلا دليل وينقسم إلى قسمين :
1) تحريف لفظي: كتحريف الأشاعرة لقوله تعالى: " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " أي استولى.
2) تحريف معنوي: وهو صرف اللفظ عن ظاهره. كقولهم في صفة الغضب: إرادة الانتقام. وفي اليد: القوة والنعمة.
والتعطيل : انكار ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات ، وينقسم إلى قسمين :
1) سلب الصفات عن الله وإنكارها بالكلية.
2) سلب بعضها كالأشاعرة الذين لا يثبتون لله إلا سبع صفات فقط.
والتكييف : هو حكاية كيفية الصفة
والتمثيل : إثبات المماثلة لله عز وجل فيما يختص به سبحانه من الحقوق والصفات
طريق أهل السنة في أسماء الله وصفاته
1) يثبتون ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كما تقدم.
2) ينفون ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، من صفات النقص والعيب مع إثبات كمال ضدها.
3) ما لم يرد نفيه ولا إثباته من الأسماء والصفات فإنهم يتوقفون فيه، فلا يثبتونه، ولا ينفونه ويستفصلون عن معناه، فإن أُريد به باطل ردوه، وإن أُريد به حق يليق بالله قبلوه.
الشرك :
لغة : هو اتخاذ الشريك وهو نوعان:
1) شرك أكبر: وهو جَعْلُ شريكٍ لله في أنواع التوحيد الثلاثة أو أحدها. وهذا هو النوع من الشرك، لا مغفرة لمن لم يتب منه، وصاحبه مخلد في النار.
2) شرك أصغر: وهو نوعان:
أ/ شرك ظاهر: على اللسان والجوارح، كالحلف بغير الله، وقول الإنسان: لولا الله وفلان، وكتعليق التمائم إذا اعتقد أنها سببٌ لرفع البلاء أو دفعه.
ب/ شرك خفي: وهو الشرك في الإرادات والنيات، كالرياء والسمعة، ومن ذلك: العمل من أجل الدنيا.
وهذا النوع من الشرك لا يخرج من الملة ولكنه ينقص التوحيد.
الكفر :
الكفر ضد الإيمان، وهو عدم الإيمان الله ورسوله، وهو نوعان:
الأول: كفر أكبر،وهذا النوع – أي الكفر الأكبر – يُخْرِجُ من الملة.
وهو أقسام:
1- كفر التكذيب.
وهذا الكفر تارة يكون تكذيباً بالقلب ـ وهذا الكفر قليل في الكفار كما يقول ابن القيم رحمه الله ـ وتارة يكون تكذيبا باللسان أو الجوارح وذلك بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ً، ككفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى عنهم : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به )
ويلحق بهذا الكفر كفر الاستحلال فمن استحل ما عَلِم من الشرع حرمته فقد كذَّب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، وكذلك من حَرَّم ما عَلِم من الشرع حِله .
2- كفر الإباء والاستكبار.
ككفر إبليس إذ يقول الله تعالى فيه : ( إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
3- كفر الشك.
وهو التردد في اتباع الحق أو التردد في كونه حقاً ، لأن المطلوب هو اليقين بأن ما جاء به الرسول حق لا مرية فيه
4- كفر النفاق.
هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله ، مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس ككفر ابن سلول وسائر المنافقين
الثاني: كفر أصغر: وهذا القسم لا يخرج من الملة، وهو الذنوب التي وردت تسميتُها في الكتاب والسنة كفرًا، مثل «كفر النعمة، وقتال المسلم، والحلف بغير الله».
النفاق :
إظهارُ الإسلام والخير ، وإبطانُ الكفر والشر ؛ سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ، ويخرج منه من باب آخر
وهو نوعان:
الأول: نفاق اعتقادي: وهو النفاق الأكبر الذي يُظْهِر صاحبُه الإسلام، ويُبطن الكفر. وهذا النوع مُخرجٌ من الدين بالكلية: وهو ستة أنواع:
1) تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم .
2) تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
3) بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
4) بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
5) المَسَرَّة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
6) الكره لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثاني: نفاق أصغر: وهو عمل شيء من أعمال المنافقين، مع بقاء الإيمان في القلب، كإخلاف الوعد والكذب في الحديث والخيانة في الأمانة والغدر والكسل والتكاسل عن الصلاة. وهذا النوع لا يخرج من الملة ولكنه وسيلة إلى ذلك.
يتبع
هو الخروج عن الطاعة وتجاوز الحد بالمعصية . والفسق يقع بالقليل من الذنوب إذا كانت كبائر ، وبالكثير ، لكن تعورف فيما كان كثيراوالفسق أحيانا يكون بترك الفرائض ، وأحيانا بفعل المحرمات
والفسق أعم من الكفر؛ حيث إنه يشمل الكفر وما دونه من المعاصي كبائرها وصغائرها، وإذ أطلق يراد به أحياناً الكفر المخرج من الإسلام، وأحياناً يراد به الذنوب والمعاصي التي هي دون الكفر؛ بحسب درجة المعصية، وحال العاصي نفسه .
الظلم :
معناه: مجاوزة الحد، ووضع الشيء في غير موضعه
والظلم ينقسم إلى عدة أقسام:
الأول: ظلم العبد فيما يتعلق بجانب الله، وهو الشرك وهذا أعظمها.
وهو أن تعبد غير الله يقول تعالى : "إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ "
الثاني: ظلم العبد لنفسه.
يدخل فيه الشرك والمعاصي، كبيرها وصغيرها، جليلها وحقيرها، فكل معصية فهي ظلم بحسبها على العبد
الثالث: ظلم العبد لإخوانه.
يأخذ من حقوقهم أو أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم
البدعة:
هي التقرب إلى الله تعالى بما لم يشرعه الله ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي من أعظم ما يفسد دين المرء، قال بعض السلف: (الشيطان أفرح بالبدعة من المعصية، لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها).
والسبب في ذلك أن فاعل البدعة يرى أنه يتقرب إلى الله تعالى بفعله، وهذا هو الذي يجعله لا يتوب.
وليس هناك شيء في الدين اسمه بدعة حسنة، بل البدع كلها شر وضلالة.
و البدعة نوعان:
بدعة اعتقادية: كمقالات الجهمية والمعتزلة في نفي الصفات. والخوارج والمرجئة في باب الإيمان. وغيرهم من أهل البدع.
بدعة عملية: وتكون في العبادات الظاهرة، كمن يتقرب إلى الله بعبادة لم يشرعها الله ولم يشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل الأذكار التي يحدثها بعض الصوفية ومثل الاحتفال بالمولد أو الإسراء والمعراج، وغير ذلك.
التوسل:
هو التقرب إلى الشيء،
وهو قسمان:
الأول: توسل مشروع، وهو أنواع:
1) التوسل بأسماء الله وصفاته.
2) التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي قام بها المُتَوَسِّل.
3) التوسل إلى الله تعالى بتوحيده.
4) التوسل إلى الله تعالى بإظهار الضعف والافتقار إلى الله.
5) توسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء.
6) توسل إلى الله بالاعتراف بالذنب.
ثانيًا: توسل ممنوع، وله صُوَر:
1) طلب الدعاء من الأموات وطلب الشفاعة وهذا شرك أكبر.
2) التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو بجاه غيره، وهذا بدعة.
3) التوسل بحق المخلوق.
نواقض الإسلام :
1) الشرك في عبادة الله.
2) من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم.
3) من لم يكفر المشركين أوشك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.
4) من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلمأكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم.
4) من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلمولو عمل به.
5) من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
6) السحر ومنه الصرف والعطف.
7) مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين.
8) من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
9) الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به.
مرتكب الكبيرة :
الذنوب عند أهل السنة صغائر وكبائر.
والكبيرة: هي كل ذنب ختم بعذاب أو لعن أو عقوبة في الدنيا.
وقيل: إنها ما أوجبت حداً في الدنيا أو حداً في الآخرة.
والصغائر: ما لم يكن فيها ذلك.
و الكبائر لا تنقض الإيمان ولا تنافيه فعليه فمرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان.
أما حكمه في الآخرة فإن مرتكب الكبيرة إذا مات وهو مصر على شيء من الكبائر فهو تحت المشيئة، إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، ولا يخلد في النار أحد من أهل الإسلام.
والأدلة على ذلك كثيرة منها:
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء48] , فجعل الله ما دون الشرك تحت المشيئة.
الإيمان بالملائكة
التصديق بوجودهم، وأنهم عباد مكرمون، خلقهم الله لعبادته، وتنفيذ أوامره، خلقهم الله تعالى من نور، وهم بالنسبة إلى الأعمال التي يقومون بها أصناف، فمنهم حملة العرش، ومنهم المقربون ومنهم الموكلون بالنار، ومنهم الموكلون بالجنة، ومنهم جبريل الموكل بالوحي.
وقد أعطاهم الله القدرة على التشكل، ومن كفر بوجودهم، فهو كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
الإيمان بالكتب
هو التصديق الجازم بأنها حق وصدق، وأنها كلام الله عز وجل، منها ما سماها الله لنا، كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور. ومنها ما لم يسمه الله لنا. نؤمن بها جميعها، وأعظمها القرآن وهو ناسخها والمهيمن عليها. فيجب اتباع ما جاء فيه وأنه كلام الله تكلم به حقيقة منزل من عند الله وغير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.
الإيمان بالرسل
التصديق برسالاتهم، والإقرار بنبوتهم، وأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله. وقد بلغوا الرسالات، وبينوا للناس ما أُمِرُوا به. ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بهم جميعًا، ومن كفر بهم فقد كفر بالله.
والرسل الذين ذكر الله أسماءهم في القرآن يجب الإيمان بأعيانهم. ومن لم يُسَمِّ في القرآن من الرسل وجب الإيمان بهم إجمالاً.
وأفضل الرسل أولو العزم وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم.
وأفضل أولي العزم: الخليلان إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام.
وأفضل الخليلين: محمد صلى الله عليه وسلم.
الإيمان باليوم الآخر :
هو يوم القيامة. ومعناه: أن تصدق بكل ما بعد الموت من عذاب القبر، ونعيمه، وبالبعث بعد ذلك، والحساب، والميزان، والثواب، والعقاب، والجنة، والنار، وبكل ما وصف الله به يوم القيامة، ومن ذلك رؤية المؤمنين لربهم.
وبعض أهل العلم يذكر أشراط الساعة في هذا الباب، لأن اليوم الآخر مسبوق بعلامات تدل على قرب وقوعه، فصار الإيمان بها واجب بل من صلب العقيدة.
الإيمان بالقضاء والقدر:
هو تقدير الله للكائنات وعلمه السابق بها، وهو أربع مراتب:
1) العلم: وهو علم الله بكل شيء جملة وتفصيلاً، وعلمه بالأشياء قبل وجودها، ومن ذلك علمه بأعمال العباد قبل أن يعملوها، يعلم سبحانه ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
2) الكتابة: وهو أن الله تعالى كتب كل شيء في اللوح المحفوظ.
3) المشيئة: والمراد بذلك مشيئة الله الشاملة لكل حادث، وقدرته التامة عليه.
4) الخلق: أي أن الله خالق كل شيء وموجده، وأنه الخالق وحده وما سواه مخلوق.
أنواع التقديرات:
1) التقدير الشامل: لكل كائن وهو المكتوب في اللوح المحفوظ.
2) التقدير العمري: وهو الذي يكون في شأن الجنين وهو في بطن أمه حين كَتْبِ رِزْقِه وعمله وأجله وشقاوته وسعادته.
3) التقدير الحولي: وهو ما يقدر في ليلة القدر، كما في قوله تعالى: " فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ".
4) التقدير اليومي: كما في قوله تعالى: " كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ "وهو ما يقدر من حوادث اليوم من حياة وموت وعز وذل.
تتمة لما سبق في باب القدر، يجب على المسلم أن يعلم ما يلي:
1- أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطاه لم يكن ليصيبه.
2- لا يجوز الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية أو ترك الطاعة.
3- لا يجوز الخوض في القدر لأنه من علم الغيب، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «إذا ذكر القدر فأمسكوا». رواه الطبراني عن ابن مسعود. ولأن الخوض في القدر يفضي إلي:
أولاً: التكذيب.
ثانيًا: الاعتراض على الله.
ثالثًا: الحَيْرَة وعدم الإيمان الصحيح.
الإحسان :
أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وله مرتبتان:
الأولى: مرتبة المشاهدة كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه» أي كأنك تشاهده.
الثانية: المراقبة كما في قوله صلى الله عليه وسلم : «فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
العبادة:
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
ومبناها على أصلين:
1) إخلاص الدين لله.
2) متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم .