1- البسملة، ومعناها في هذا المقام:
أبدأ دخولي الإنترنت مستعينا بالله، وقد نص العلماء على استحباب تسمية الله تعالى في بداية الأمور المهمة إلا ما ورد في الشرع بدؤه بذكر مخصوص مثل التكبير في الأذان، فبذكر الله تحل البركة ويخنس الشيطان، انظر شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية (1 /168) وعمدة القاري شرح صحيح البخاري (2 / 266) وعون المعبود شرح سنن أبي داود (13 / 128)، وفتاوى الشبكة الإسلامية (71374)، وفتاوى موقع الألوكة (2323 ).
2- غض البصر عن الحرام:
فالإنترنت مع كونه نعمة عظيمة إلا أنه فتنة كبيرة، فيه دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27]، فليعتز المسلم بإيمانه وليكن من الذين وصفهم الله بقوله: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾، وقوله:﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55]، واللغو كل ما لا فائدة فيه من قول أو فعل.
3- الخوف من الله عند الخلوات:
فعند الخلوة بالإنترنت يتبين المؤمن القوي صاحب القلب السليم المنيب الأواه الذي لا يطمئن إلا بذكر الله، والمنافق الذي في قلبه مرض، وقد وصف الله المنافقين بقوله: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾، وعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا"، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ!! قَالَ: "أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا"، سنن ابن ماجه (4245) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (5028)، فالحذر الحذر من ذنوب الخلوات فإنها أعظم أسباب الانتكاسات.
4- تقوى الله في السر والعلن:
والسفر والحضر، والغنى والفقر، فالتقوى وصية الله لعباده، وقد ذكرها الله في أكثر من 120 آية في كتابه، وهي خير ما يتزوده العقلاء، وهي خير ما يتزين به الفضلاء، وهي ستر لصاحبها في الدنيا والآخرة، وهي في القلب، فإذا صلح القلب صلحت الجوارح، فعلى مستخدم الإنترنت أن يتقي الله في سمعه وبصره ولسانه ويده، وليتق الله فيما يكتب، فليكتب بعلم وحلم وإنصاف، وليحذر من إيذاء المسلمين بالغيبة أو النميمة، وليحذر من الكذب ولو كان مازحا.
5- التبين في الأخبار:
كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6]، وأكثر نقلة الأخبار اليوم ليسوا مؤتمنين، وكثير منهم مجهولون لا يجوز الجزم بأخبارهم، حتى الأخبار المصورة قد يحصل فيها كذب وخداع وتضليل، فعلى العاقل أن يتثبت كما أمره الله في كتابه الكريم.
6- عدم الإسراف في استخدام الإنترنت:
وإنما يستخدم بقدر الحاجة، فعلى المسلم أن يحافظ على وقته، فإن عمره ينقص في كل لحظة، وسيسأل عن عمره فيما أفناه، كما أنه سيسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، والله يكره إضاعة المال، وضياع الوقت أشد من ضياع المال، فليحرص المسلم على ما ينفعه في دينه ودنياه، وليغتنم أوقات فراغه فيما يقربه من الله، فلا يشغله الإنترنت عن ذكر الله وعن الصلوات جماعة أو عن صلاة النافلة،وليحذر من السهر على الإنترنت فتفوته صلاة الفجر جماعة، فالمؤمن الموفق يسارع في الطاعات ويسابق فيها، ويغتنم شبابه قبل هرمه، وفراغه قبل شغله، وحياته قبل موته، ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا * وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان:62 – 64]، وقال الله سبحانه: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾.
7- الحذر من المشاركة في التجارات المشتملة على القمار والغرر والخداع، وعدم الاغترار بالإعلانات الجذابة، وعدم التطفل بالنظر في المواقع المحرمة والمريبة، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وعدم المشاركة في الدردشات التافهة، ولا بأس بالتواصل مع الأخوة في الله بالكلام الطيب، والمزاح معهم أحيانا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه ولا يقول إلا حقا.
8- الحذر من أن يكون الكاتب في الإنترنت ذلك الرجل التافه:
المذكور في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ"، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: "الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ" صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1887)، فمن الناس من يشغل نفسه بالكتابة في الإنترنت في الأمور العامة والرد والمناقشات وهو مفرط في أمر الله، أو هاجرٌ لكتاب الله، وكان الأولى به أن يحرص على إصلاح نفسه، والعاقل لا يستغني عن التزود من العلم النافع، والإكثار من العمل الصالح، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾، ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ﴾،ومن تلبيس الشيطان بالعبد أن يشغله بأمر مفضول عن أمر فاضل، فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، والله المستعان.
9- الاستفادة من المواقع الإسلامية:
التي تزيد الناظر فيها إيمانا وعلما وعملا، ويجد فيها من يذكره بالله، وينصحه في دينه ودنياه، وهي كثيرة جدا بحمد الله، ومنها: ملتقى أهل التفسير، وملتقى أهل الحديث، وموقع الألوكة، والمختار الإسلامي، وموقع الشبكة الإسلامية القطرية، والإسلام سؤال وجواب، ومختصر الأخبار، وغيرها.
10- ذكر دعاء ختم المجلس:
((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مَجْلِسًا قَطُّ، وَلَا تَلَا قُرْآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا، وَلَا تَتْلُو قُرْآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْرًا خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ "أخرجه النسائي في السنن الكبرى في باب ما تختم به تلاوة القرآن (10067) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3164).
والله يجعل ما قدمتِ بميزآن اعمالك