تخطى إلى المحتوى

مصطلح الحديث فوائده 2024

مصطلح الحديث ( تعريفه – فوائده – غاياته )

تعريف مصطلح الحديث:
هو علم يُعرف به حال السّند والمتن من حيث القبول والرد.

وفائدته:
معرفة ما يُقبل ويُردُّ من المتن.

والحديث يتكون من شقين:
السند والمتن.

• السّند: هو سلسلة الرّجال الموصلة للمتن، وأحيانا يسمّى طريق، ويُستفاد منه معرفة حال الحديث من حيث الصّحة والضعف.

• المتن: هو ما انتهى إليه السّند من الكلام.

مثال: قال البخاري – رحمه الله – حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنّه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – على المنبر قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ اِمْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَته إِلَى دُنْيَا يُصِيبهَا أَوْ اِمْرَأَة يَنْكِحُهَا فَهِجْرَته إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ".

• فالسند هو: حدثنا الحميدي…." إلى سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "….

• والمتن هو: " إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ…" إلى تمام الحديث".

وبالنظر إلى السند وتتبع رجاله في كتب الجرح والتعديل نجد رجال السند لا قدح فيهم.

وبالنظر إلى المتن نجد أنه ليس فيه شذوذ ولا علّة.

فالحديث على هذا يكون مقبولاً.

غايات علم المصطلح:-
1- علم المصطلح يحفظ دين الإسلام من التحريف والتبديل، ولولا أن هيّأ الله هذا العلم لهذه الأمة لالتبس الصحيح بالضعيف والموضوع، ولاختلط كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بكلام الناس.

2- معرفة صحّة ما نتعبّد به من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

3- حُسن الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – ولا يكون ذلك إلا باتباع ما صحّ عنه.

4- ابتعاد المسلم عن الوعيد العظيم من التحدث على رسول الله- صلى الله عليه وسلم – بالكذب، ففي صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة، وسمرة بن جندب – رضي الله عنهما – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ"، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ‏فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".

5- حفظ العقول، والكتب من الخرافات والإسرائيليات التي تُفسد العقيدة والعبادات.

الإسناد من خصائص هذه الأمة:
إنّ الله – تعالى – تكفّل بحفظ كتابه، ومن كمال حفظه للقرآن حفظ السُنّة؛ لأنها مفسِّرة للقرآن.

ولذا هيّأ الله – عز وجل – لهذه الأمّة رواةً عدولا ًينقلون هذه السُّنة جيلاً بعد جيل، ليحفظوا على الناس دينهم من عهد الصحابة – رضي الله عنهم – حتى عهد تدوين الحديث، وبين عصر الصحابة وعصر تدوين السُّنة يوجد رجال هم رجال أسانيد الحديث لذا نبّه الأئمة على أهمية السّند.

قال عبد الله بن المبارك – رحمه الله -:
"الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. "رواه مسلم في مقدمة صحيحه، وروى آثاراً أخرى تبيّن أهمية الإسناد، ورواه الترمذي في العِلَل من جامعه، وقال أبو حاتم الرازي-رحمه الله-: "لم يكن في أمّة من الأمم منذ خلق الله آدم أمّة يحفظون آثار نبيهم غير هذه الأمّة"[1].

نشأة التصنيف في علم الحديث:
كانت قواعد علم مصطلح الحديث مبثوثة في قلوب الرجال، وهذا من عهد الصحابة – رضوان الله عليهم – فهم ما إن يسمعوا كلاما حتى يعرضوه على كلام الله – تعالى -، وعلى سُنّة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، كانوا إذا سمعوا حديثاً من رجل سألوا عنه غيره: "هل سمعت هذا الحديث من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟" وهذا من شِدّة حرصهم وتثبتهم – رضوان الله عليهم -، وأحيانا يطلبون ممن يحدّثهم شخصا آخرا سمع بالذي حدّثهم به.

ثم بعد ذلك بدأت هذه القواعد تزداد في عصر التابعين وعصر تابعي التابعين- رحمهم الله -، حتى بدأت تظهر بعض مباحث علم المصطلح في بعض المصنّفات كما ظهرت على سبيل المثال في كتاب (الرسالة) للإمام الشافعي – رحمه الله – وأيضا في مقدّمة صحيح مسلم جملة من المباحث في مصطلح الحديث، ثم جاء الإمام الترمذي -رحمه الله- وذكر في نهاية كتابه الجامع كتاب أسماه (كتاب العلل).

ثم بعده أبوحاتم في كتابه (قواعد الجرح والتعديل)، وكل هذه القواعد كانت متفرقة في كتبهم.

ثم بدأ بعد ذلك التصنيف المستقل في قواعد المصطلح، فكان أوّل من صنّف في مصطلح الحديث هو: أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي في كتابه (المحدّث الفاصل)، ثم تتابعت التصانيف حتى جاء الخطيب البغدادي فصنَّف العديد من المؤلفات التي تهتم بعلم الحديث مثل كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) وهو في آداب الرواية، وكتابه (الكفاية في علم الرواية)، واستمر التصنيف بعده حتى جاء أبو عمرو ابن الصلاح حيث جمع ما تفرّق في كتب الخطيب البغدادي في كتاب أسماه (علوم الحديث).

وكل من جاء بعده عكف على هذا الكتاب بين منتقد، و منتصر، وشارح، وناظم ومختصر للشرح، ومستدرك؛ ومن أحسن ما أُلف على هذا الكتاب: كتاب (النكت على ابن الصلاح) لابن حجر، و(فتح المغيث) للسّخاوي، و(تدريب الراوي) للسيوطي – رحمهم الله جميعا -.

النظر في الحديث صحة وضعفاً يتطلب من طالب العلم النظر في ثلاثة محاور وما تقتضيه:
1- مصطلح الحديث.
2- الجرح والتعديل.
3- دراسة الأسانيد.

والذي سنتناوله في هذه المقدّمات هو ما يخص مصطلح الحديث، ونعرّج بلمحة يسيرة على الجرح والتعديل، وأمّا دراسة الأسانيد فهي التطبيق العملي للخطوتين السابقتين، فهي تحتاج إلى تطبيق عملي، وهذا ربما يكون صعب في هذه الدورة اليسيرة.

الفرق بين الحديث والأثر والخبر:
• الحديث: هو ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من قول أو فعل أو تقرير أو وصف.

مثال القول: الحديث السابق: "إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ".

مثال الفعل: حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أراد أن ينام وهو جُنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة".

مثال التقرير: حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: "أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سأل الجارية: أَيْنَ اللَّهُ؟ فقالت في: السَّمَاءِ" فلم ينكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قولها؛ لأنّه هو الصحيح، فكان كأنما قاله هو أو أقرها عليه وهذا يسمّى: إقرار منه صلى الله عليه وسلم.

مثال الوصف: وهو ما حوى صفة من صفات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مثل حديث ابن عباس – رضي الله عنه -: "كَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ"، وهذا مثال على صفة خُلُقه صلى الله عليه وسلم، وأمّا خَلْقه فحديث البراء بن عازب – رضي الله عنه -:
"كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحسن الناس وجهاً، وأحسنهم خَلْقا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير".

• والأثر: هو ما جاء عن غير النبي – صلى الله عليه وسلم – من الصحابة – رضي الله عنهم -، أو التابعين – رحمهم الله -، أومن دونهم.

مثاله: ما أخرج مالك في موطئه، عن عبد الله بن دينار قال: "سمعت عبد الله بن عمر يُسئل عن الكنز ما هو؟ فقال: هو المال الذي لا تؤدى زكاته".

• والخبر: هو ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أو عن غيره من الصحابة – رضي الله عنهم -، أو التابعين – رحمهم الله -، أو من دونهم.

تنبيه:
من أهل العلم من جعل الأثر أشمل وأوسع، فجعله يشمل كل ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، أو الصحابة – رضي الله عنهم -، أو التابعين – رحمهم الله – والأمر في هذا واسع.

قاعدة:
كل خبر فهو حديث أو أثر، وكل حديث فهو خبر.

_______________________________
[1] انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (38/30)، وانظر: منهاج السنة النبوية (7/37).

    الونشريس

    تسلمي يا قمر

    معلومات رائعه ومميزه

    مشكورررة حبيبتى

    الونشريس

    الوسوم:

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.