مـا الـفـرق بـيـن الـذّنـب والـسّيئـــة ؟؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
قال الله تعالى :
" رَبَّـنَـا فَـاغْـفِـرْ لَـنَـا ذُنُـوبَـنَـا وَكَـفِّـرْ عَـنَّـا سَـيِّـئَـاتِـنَـا وَتَـوَفَّـنَـا مَـعَ الأبْــرَارِ "
[ سورة آل عمران ]
==♥==
فمـا الـفـرق بـيـن الـذّنـب والـسّيئـــة ؟؟
اللافت في الآية الكريمة وعند استقراء الألفاظ القرآنيّة أنّ المغفرة تكون للذنوب ، والتكفير يكون للسيّئات .
جاء في عمدة الحفاظ للسمين الحلبي :
" ذنْب : كل معصية صغيرة كانت أو كبيرة، وأصله الأخذ بذنب الشيء …
ثم استعمل في كل فعل يُستوخم عقباهُ … والذَنَب من الدّابة معروف … " .
وعليه يكون الذنْب كل ما نتج عنه إثم واستحق فاعله المؤاخذة .
فالمؤاخذة هنا أثرٌ يعقب العمل كما هو الذَّنَب في الدابة .
وكل ذَنْب سيِّئة .
أما السيّئة فكل ما يسوء الإنسان ، ويقابلها الحسنة .
ومعلوم أنّ هناك أموراً تسوء الإنسان ولا يؤاخذ عليها ، لأنّها لا تصدر عن نيّة المعصية ، كالمصائب التي تحل بالناس على الرغم منهم ، وبهذا المعنى جاء قوله تعالى في الآية 168 من سورة الأعراف : " …
" وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " .
وهناك أمور سيّئة تصدر عن الإنسان ولا يؤاخذ عليها لعدم وجود نيّة المعصية .
وهناك أمور يؤاخذ عليها لوجود نيّة المعصية عند الفعل ، وهذه هي الذنوب .
وعليه نقول :
كل ذنب سيّئة وليست كل سيّئة ذنباً .
وهذا يعني أنّ مفهوم السيّئة أشمل من مفهوم الذنب .
يصبح معنى الآية :
اغفر لنا ما كان منا من أعمال نؤاخذ عليها، وكفّر عنا كل ما فعلناه مما نؤاخذ أو لا نؤاخذ عليه .
شكرا لكي
اللهم كفر عن سيئاتنا وتوفنا مسلمين
بارك الله فيك
بارك الله فيك