تخطى إلى المحتوى

طاعة الرسولﷺ و حجيّة الحديث 2024

منقول : فتح الجواد فی معارف آيات الجهاد
للشيخ الامام المفسر المجاهد المهاجر فی سبيل الله
محمد مسعود ازهر الباکستاني حفظه الله

طاعة الرسول فريضة:
قال الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}سورة الحشر آية 7.
قال الخازن رحمه الله:
«هذا نازل في أموال الفيئ وهو عام في كل ما أمر به النبي ·، أو نهى عنه من قول أو عمل من واجب أو مندوب أو مستحب أو نهي عن محرم، فيدخل فيه الفيئ وغيره». (الخازن)
وقد ذكر أهل العلم في هذا الموضع قصة، واستدلوا بها على حجيّة الحديث، لاحظوها في ألفاظ صاحب أنوار البيان:
قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فيها إشارة إلى عدم ضرورة وجود الأوامر والنواهي كلها في القرآن، لاشك أن الله ذكر الأحكام في القرآن، وهناك عدد آخر منها ذكرها النبي · بسنته، فهناك أفعاله وأقواله وتقريراته، (والتقريرات هي ما أقره النبي · من عمل وقع بين يديه، ولم ينه عنه) وهو من الحجج الشرعية، وقد أشار الله تعالى إلى صفاته · فقال: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث}.سورة الأعراف157
الرد على منكري الحديث:
ظهر في أيامنا هذه كثير من الزعماء الذين قالوا: لا يجوز الاحتجاج بالأحاديث النبوية، وبالتالي رفضوا كثيرا من الأمور الإسلامية. فهذا في الواقع ضلال وكفر، كما أن ادّعاءهم الإيمان بالقرآن ادّعاء مزيّف، لأنهم إن كانوا يؤمنون بالقرآن، لَمَا رفضوا بحجيّة الحديث، إذ جاء في القرآن:
{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}
( 59 ) ) سورة النساء.

و {من يطع الرسول فقد أطاع الله}سورة النساء الآية 80
و{ما آتاكم الرسول فخذوه}سورة الحشر آية 7..
(هؤلاء لا يهدفون من وراء رفضهم لحجية الحديث إلا التحريف في الإسلام، وليس تصديق القرآن، فهم عملاء أعداء الإسلام، يستلمون منهم أموالا طائلة، ويعملون لحسابهم، من نشر الزيغ والكفر بين المسلمين، (نسأل الله العافية).
فقد أخرج الإمام البخاري بسنده :
4507 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ
فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ فَجَاءَتْ فَقَالَتْ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ فَقَالَ وَمَا لِي أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَتْ لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ قَالَ لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ أَمَا قَرَأْتِ { وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } قَالَتْ بَلَى قَالَ فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ قَالَتْ فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ قَالَ فَاذْهَبِي فَانْظُرِي فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا فَقَالَ لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعْتُهَا.

فعبد الله بن مسعود رضي الله عنه لم يتردد في نسبة قول الرسول · إلى الله تعالى، وأشار إلى أن من لعنه الرسول فقد لعنه الله. (أنوار البيان)

    بارك الله فيك

    الونشريس

    اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد

    شكرا لك وجزاك الله خيرا

    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.