تخطى إلى المحتوى

مسابقه ثقافية عن الصحابة 2024

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اية رايكم ياجماعة نعمل مسابقه ثقافية عن الصحابة

والمسابقة تكون بطرح سؤال ومن ثم الإجابة عنه ومن يجيب يطرح سؤالًا آخر، وهكذا …

ثم يطرح معلومات قصيرة جداً عن الصحابي أو الصحابية
أو ألقابهم ..

جمعنآ الله بهم فِ الفردوس الأعلى من الجنه~

وأبدأ بالسؤال الأول :

من هو غسيل الملائكة ؟

ارجو ان يتم التفاعل مع المسابقة حتي نستفيد جميعا ان شاء الله

    موضوع رائع

    ¤§( غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر )§¤°

    هو حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة

    الأنصاري الأوسي ، من بني عمرو بن عوف.

    °¤§( أبوعامر الراهب )§¤°

    أبوه أبو عامر واسمه عمرو ، وقيل عبد عمرو يعرف بالراهب

    في الجاهلية ، قرأ كتب اليهود ورأى فيها صفات النبي الله صلى الله

    عليه وسلم ، وكان يذكر البعث ودين الحنيفية ، فلما بعث رسول الله

    صلى الله عليه وسلم حسده.

    ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينه لقيه أبو عامر

    فقال له : ما هذا الذي جئت به يامحمد ؟

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جئت بالحنيفية ، دين ابراهيم "

    قال أبو عامر : انا عليها

    فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انك لست عليها "

    قال أبو عامر: أدخلت في الحنيفية ما ليس منها

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " ما فعلت ، ولكن جئت بها بيضاء نقية "

    قال أبوعامر : أمات الله الكاذب منا طريدا غريبا وحيدا

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمين "

    فقال أبو عامر : لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم .

    وفي نهاية اللقاء أطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

    لقب : الفاسق

    فصار يسمى أبو عامر الفاسق بدلا من الراهب ، وخرج الى مكة

    والتقى فيها بزعماء قريش وراح يحرضها على قتال رسول الله

    صلى الله عليه وسلم وتعهد لها بمساندتهم إذا قدموا إلى المدينة ،

    وأقام بمكة فلما فتحت هرب إلى هرقل والروم فمات كافرا غريبا

    وحيدا كما دعى على نفسه

    °¤§( إسلام حنظلة )§¤°

    كان حنظلة رضي الله عنه من سادات المسلمين وفضلائهم ، أسلم

    مع قومه الأنصار لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، و كان

    من المصدقين ويعد في الطبقة الثانية للصحابة .

    وكان حنظله رضي الله عنه يعاني الألم والعذاب من موقف أبيه

    المعادي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان شريكه في تلك

    المعاناة مؤمنا تقيا صادقا هو عبدالله بن عبدالله بن ابي بن سلول

    رضي الله عنه ابن راس النفاق الذي لقي منه رسول الله صلى الله عليه

    وسلم الأمرين وكان حنظلة وعبدالله رضي الله عنهما يزدادان في كل

    يوم قربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له ، بينما يزداد أبواهما

    له كرها وحقدا .

    °¤§( زفاف الى الجنة )§¤°

    روي أن حنظلة رضي الله عنه قد خطب لنفسه جميلة بنت عبدال

    له بن أُبي بن سلول ، واستأذن حنظلة رضي الله عنه النبي صلى الله

    عليه وسلم في أن يدخل بها فأذن له ، فكانت ليلة غزوة أحد أسعد ليالي

    حنظله رضي الله عنه واكثرها فرحا وسرورا ، إنها ليلة زفافه على

    جميله بنت عبدالله بن أبى بن سلول وشقيقة صاحبه عبدالله رضي الله

    عنهما ..

    وبعد زُفت اليه وأفضى حنظلة رضي الله عنه إلى عروسه في أول

    ليلة ، سمع منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يهيب بالمسلمين

    أن يخرجوا إلى أحد فترك حنظله عروسه ونسي فرحته الصغرى طمعا

    في الفرحة الكبرى ، إنها مجاهدة الكفار للفوز بإحدى الحسنيين النصر

    أو الشهادة ، فشغله الصوت عن كل شيء ، وأعجلته الاستجابة السريعة

    حتى عن الاغتسال ، والتحق حنظلة برسول الله صلى الله عليه وسلم

    وهو يسوي الصفوف ، فلما انكشف المشركون ، كان حنظله رضي الله

    عنه يثب على ارض المعركة ويتفحص الوجوه كالنمر الجائع يريد أن

    يجد فريسه سمينة دسمه يسكت بها جوعه ، ولاحت له عن كثب تلكم

    الفريسة التي يتمناها ، ولقد كانت أبا سفيان زعيم قريش ، فضرب عرقوب

    فرسه فقطعه ، ووقع أبو سفيان إلى الأرض يصيح :

    يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب

    وفيما كان حنظله رضي الله عنه يهم بان ينقض عليه ويرديه قتيلا ،

    كان ابن شعوب وهو شداد بن الأسود يراقبه فحمل على حنظله ،

    وضربه بسيفه فقضى عليه والحقفه بقافه الشهداء البررة .

    °¤§( غسيل الملائكة )§¤°

    مضت المعركة حتى نهايتها ، ثم تحدث رسول الله صلى الله علية وسلم

    عن حنظلة رضي الله عنه الشهيد ، فقال لأصحابه :

    " ما شأن حنظلة ؟ إن صاحبكم لتغسله الملائكة ،

    فاسألوا أهله ما شأنه ؟ "

    فسُئلت زوجته عن ذلك ، فقالت:

    ( سمع صيحة الحرب وهو جنب ، فخرج مسرعا ولم يتأخر للاغتسال )

    فلما بلغ كلامها مسمع النبي صلى الله علية وسلم قال :

    " لذلك غسلته الملائكة ، لقد رأيت الملائكة تغسله في صحائف الفضة ،

    بماء المزن ، بين السماء والأرض "

    وفي روايه :

    " ‏لذلك غسلته الملائكة ، وكفى بهذا شرفا ومنزلةً عند الله "

    و روى الحاكم في المستدرك أن حنظلة بن أبي عامر رضي

    الله عنه تزوج فدخل بأهله الليلة التي كانت صبيحتها يوم أحد ،

    فلما صلى الصبح لزمته "جميلة " فعاد فكان معها ، فأجنب منها

    ثم أنه لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ومنذ ذلك اليوم وحنظلة رضي الله عنه يلقب بـــ :

    " غسيل الملائكة "

    س:من هو حواري النبي صلى الله عليه وسلم؟

    الزبير بن العوام ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب .
    حواري رسول الله وابن عمته صفية بنت عبد المطلب وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أهل الشورى وأول من سل سيفه في سبيل الله أبو عبد الله رضي الله عنه .

    من الأحدايث المروية عنه : روى أحاديث يسيرة فعن عامر ولفظ أبي يعلي سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قلت لابي مالك لاتحدث عن رسول الله كما يحدث عنه فلان وفلان قال ما فارقته منذ أسلمت ولكن سمعت منه كلمة سمعته يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

    مكانته عند رسول الله و الصحابه عن اسماعيل بن أبي خالد عن البهي قال كان يوم بدر مع رسول الله فارسان الزبير على فرس على الميمنة والمقداد بن الاسود على فرس على الميسرة .

    وقال هشام بن عروة عن أبيه قال كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء فنزل جبريل على سيماء الزبير .
    قال رسول الله يوم الخندق " من يأتينا بخبر بني قريظة فقال الزبير أنا فذهب على فرس فجاء بخبرهم ثم قال الثانية فقال الزبير أنا فذهب ثم الثالثة فقال النبي ( لكل نبي حواري وحواري الزبير )"
    وعن أسماء قالتعندي للزبير ساعدان من ديباج كان النبي أعطاهما إياه فقاتل فيهما ( رواه أحمد )
    قال الزبيرما تخلفت عن غزوة غزاها المسلمون إلا أن أقبل فألقى ناسا يعقبون
    وعن الثوري قالهؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة حمزة وعلي والزبير
    عن هشام عن عروة قالكان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف إحداهن في عاتقه إن كنت لادخل أصابعي فيها ضرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك
    قال عروة قال عبد الملك بن مروان حين قتل ابن الزبير يا عروة هل تعرف سيف الزبير قلت نعم قال فما فيه قلت فلة فلها يوم بدر فاستله فرآها فيه فقال ( بهن فلول من قراع الكتائب ) ثم أغمده ورده علي فأقمناه بيننا بثلاثة آلاف فأخذه بعضنا ولوددت أني كنت أخذته
    عن أبي هريرة أن رسول الله كان على حراء فتحرك فقال( اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ) وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير
    قـالـوا فى خُـلقٍـه:حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال أوصى إلى الزبير سبعة من الصحابة منهم عثمان وابن مسعود وعبد الرحمن فكان ينفق على الورثة من ماله ويحفظ أموالهم .
    حدثني نهيك بن مريم حدثنا مغيث بن سمي قال كان للزبير بن العوام ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فلا يدخل بيته من خراجهم شيئا

    قال جويرية بن أسماء باع الزبير دارا له بست مئة ألف و كانت كلها في سبيل الله

    قال علي بن ابي طالب بعد معركة الجمل " حاربني خمسة أطوع الناس في الناس عائشة وأشجع الناس الزبير وأمكر الناس طلحة لم يدركه مكر قط واعطى الناس يعلى بن منية وأعبد الناس محمد بن طلحة كان محمودا حتى استزله أبوه وكان يعلى يعطي الرجل الواحد ثلاثين دينارا والسلاح والفرس على أن يحاربني ."

    قال عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي عن جده عن أبي جرو المازني قال شهدت عليا والزبير حين تواقفا فقال علي " يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله يقول إنك تقاتلني وأنت لي ظالم قال نعم ولم أذكره إلا في موقفي هذا ثم انصرف "
    شعبة عن منصور بن عبد الرحمن سمعت الشعبي يقول" أدركت خمس مئة أو أكثر من الصحابة يقولون علي وعثمان وطلحة والزبير في الجنة قلت لأنهم من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن البدريين ومن أهل بيعة الرضوان ومن السابقين الأولين الذين أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه ولأن الأربعة قتلوا ورزقوا الشهادة فنحن محبون لهم باغضون للأربعة الذين قتلوا الأربعة "
    قالوا فى إستشهاده : قال البخاري وغيره قتل في رجب سنة ست وثلاثين وادي السباع على سبعة فراسخ من البصرة .

    عن بن قتادة قالكنت مع الزبير يوم الجمل وكانوا يسلمون عليه بالامرة إلى أن قال فطعنه ابن جرموز ثانيا فأثبته فوقع ودفن بوادي السباع وجلس علي رضي الله عنه يبكي عليه هو وأصحابه .


    من هو الصحابي الذي اجهز على ابي جهل يوم بدر؟

    ماشاء الله جزاكم الله كل خير

    من هو الصحابي الذي اجهز على ابي جهل يوم بدر؟

    هوعبدالله بن مسعود رضي الله عنه

    سيرة الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
    هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)… وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.

    أول لقاء مع الرسول

    يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: (يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا؟)… فقلت: (إني مؤتمـن ولست ساقيكما)… فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل؟)… قلت: (نعم)… فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: (اقْلِص)… فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: (علمني من هذا القول)… فقال: (إنك غلام مُعَلّم).

    إسلامه

    لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.
    وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بالجنة.
    فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَمّ تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ).

    جهره بالقرآن

    وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: (والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم؟)… فقال عبد الله بن مسعود: (أنا)… فقالوا: (إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه)… فقال: (دعوني فإنّ الله سيمنعني)… فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته.
    بسم الله الرحمن الرحيم: {الرّحْمن، عَلّمَ القُرْآن، خَلَقَ الإنْسَان، عَلّمَهُ البَيَان}… فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)… فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)… فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟!)… قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون).

    حفظ القرآن

    أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: (اقرأ علي)… قال: (يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟)… فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)… قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى.
    قوله تعالى: {فكَيْفَ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}… (النساء -41).
    فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم-: (حسبـك)… قال ابن مسعود: (فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان).
    كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: (أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد)… وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل)… كمـا كان يقول: (من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد)…
    قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)… فقال: (إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).
    وحين أخذ عثمان بن عفان من عبد الله مصحفه، وحمله على الأخذ بالمصحف الإمام الذي أمر بكتابته، فزع المسلمون لعبد الله وقالوا: (إنّا لم نأتِكَ زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا الخبر)… فقال: (إنّ القرآن أُنزِلَ على نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد).

    قربه من الرسول

    وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته… أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه… وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره، لذا كان اسمه (صاحب السَّواد)… حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد).
    كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: (إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب)… فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار… يقول أبو موسى الأشعري: (لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله).

    مكانته عند الصحابة

    قال عنه أمير المؤمنين عمر: (لقد مُليء فِقْهاً)… وقال أبو موسى الأشعري: (لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم)… ويقول عنه حذيفة: (ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد).
    واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: (يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود)… قال علي: (نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم؟)… قالوا: (نعم)… قال: (اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة).
    وعن تميم بن حرام قال: (جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه، من ابن مسعود).

    ورعه

    كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا… يقول عمرو بن ميمون: (اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من هذا قال الرسـول).
    ويقول علقمـة بن قيـس: (كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع).

    حكمته

    كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان: (إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه)… كما يقول عن العمل: (إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة)… ومن كلماته الجامعة: (خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب، وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له).
    وقال عبدالله بن مسعود: (لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً، همّه المعاد، كفاه الله سائرَ همومه، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك).

    أمنيته

    يقول ابن مسعود: (قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه، والرسول يقول: أدنيا إلي أخاكما… فدلياه إليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه… فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة.

    أهل الكوفة

    ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة، وقال لأهلها حين أرسله إليهم: (إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا)… ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله… حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة: (أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه)… ولكنه أجاب: (إن له علي الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها).

    المرض

    قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: (كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن؟)… قال: (أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا)… قلنا: (كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن؟)… قال: (إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان)… قلنا له: (ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟)… قال: (أشتكي ذنوبي و خطايايَ)… قلنا: (ما تشتهي شيئاً؟)… قال: (أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه)… قلنا: (ألا ندعو لك طبيباً؟)… قال: (الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون).
    ثم بكى عبد الله، ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى: (عبدي في وثاقي)… فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال: (اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته)… فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي).

    الوصية

    لمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال: (يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، إنّي موصيك بخمس خصال، فاحفظهنّ عنّي: أظهر اليأسَ للناس، فإنّ ذلك غنىً فاضل، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور، ولا تعملْ به، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها).

    الحلم

    لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالِماً مذكّراً: (رأيتُكَ البارحة، ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع، وأنتَ دونه وهو يقول: (يابن مسعود هلُمّ إليّ، فلقد جُفيتَ بعدي)… فقال عبد الله: (آللّهِ أنتَ رأيتَهُ؟)… قال: (نعم)… قال: (فعزمتُ أن تخرج من المدينة حتى تصلي عليّ)… فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل الصلاة عليه.

    وفاته

    وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم… توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان… رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين.

    جزاكي الله خيراا يا سمسمة على المسابقة الجميلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.