تخطى إلى المحتوى

المسجد الأقصى 2024

بسم الله الرحمن الرحيم

المسجد الأقصى هو مسجد وأحد أكثر المعالم قدسيةً لدى المسلمين في العالم، حيث يُعد أولَى القبلتين في الإسلام. يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس في فلسطين. وهو اسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة. تبلغ مساحته قرابة 144 دونماً، حيث يشمل قبة الصخرة والمسجد القبلي وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى "هضبة موريا"، كما تعد الصخرة أعلى نقطة في المسجد، حيث تقع في موقع القلب بالنسبة له.
ذُكر المسجد الأقصى في القرآن: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 1 القرآن الكريم سورة الإسراء، الآية 1. وهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها، كما قال رسول الإسلام محمد
يُقدّس اليهود أيضًا المكان نفسه، ويطلقون على ساحات المسجد الأقصى اسمَ "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل حسب مُعتقدها.
التسمية
للمسجد الأقصى عدة أسماء، أهمّها ثلاثة:
المسجد الأقصى: وكلمة "الأقصى" تعني الأبعد،[2] وسُمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام ، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظَّم بالزيارة. والذي سمّاه بهذا الاسم وفقًا للعقيدة الإسلامية الله في القرآن، وذلك في الآية: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 1سورة الإسراء، الآية: 1.
البيت المُقَدَّس: وكلمة "المقدّس" تعني المبارك والمطهّر، وقد ذكر علماءُ المسلمين وشعراؤهم هذا الاسم كثيرًا، كما قال الإمام ابن حجر العسقلاني:
إلى البيت المقدّس قد أتينا حِنان الخُلد نُزُلاً من كريم
بيت المَقْدِس: وهو الاسم الذي كان متعارفًا عليه قبل أن يُطلق عليه اسم "المسجد الأقصى" في القرآن الكريم، وهذا الاسم هو المستَخدَم في معظم أحاديث النبي محمد، مثل ما قاله يوم الإسراء والمعراج: «ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين».

    المسجد الأقصى
    منظور جوي للمسجد الأقصى من الجنوب.
    موقع المسجد الأقصى في القدس القديمة
    معلومات أساسيّة
    الموقع البلدة القديمة، القدس، فلسطين
    الإحداثيات الجغرافية 31°46′34″n 35°14′09″e / 31.77617°n 35.23583°e
    الانتماء الديني الإسلام
    الطبيعة مسجد جامع
    العمارة
    الطراز المعماري إسلامية، مملوكية، أموية
    المواصفات
    المآذن 4
    المسجد الأقصى هو مسجد وأحد أكثر المعالم قدسيةً لدى المسلمين في العالم، حيث يُعد أولَى القبلتين في الإسلام. يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس في فلسطين. وهو اسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة. تبلغ مساحته قرابة 144 دونماً، حيث يشمل قبة الصخرة والمسجد القبلي وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى "هضبة موريا"، كما تعد الصخرة أعلى نقطة في المسجد، حيث تقع في موقع القلب بالنسبة له.
    ذُكر المسجد الأقصى في القرآن: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 1 القرآن الكريم سورة الإسراء، الآية 1. وهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها، كما قال رسول الإسلام محمد [1]
    يُقدّس اليهود أيضًا المكان نفسه، ويطلقون على ساحات المسجد الأقصى اسمَ "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل حسب مُعتقدها.
    التسميةعدل
    للمسجد الأقصى عدة أسماء، أهمّها ثلاثة:
    المسجد الأقصى: وكلمة "الأقصى" تعني الأبعد،[2] وسُمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظَّم بالزيارة.[3] والذي سمّاه بهذا الاسم وفقًا للعقيدة الإسلامية الله في القرآن، وذلك في الآية: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 1سورة الإسراء، الآية: 1.
    البيت المُقَدَّس: وكلمة "المقدّس" تعني المبارك والمطهّر، وقد ذكر علماءُ المسلمين وشعراؤهم هذا الاسم كثيرًا، كما قال الإمام ابن حجر العسقلاني:[4]
    إلى البيت المقدّس قد أتينا حِنان الخُلد نُزُلاً من كريم
    بيت المَقْدِس: وهو الاسم الذي كان متعارفًا عليه قبل أن يُطلق عليه اسم "المسجد الأقصى" في القرآن الكريم، وهذا الاسم هو المستَخدَم في معظم أحاديث النبي محمد، مثل ما قاله يوم الإسراء والمعراج: «ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين».[5]
    تاريخ المسجد الأقصىعدل
    القدس
    الأسماء
    موريا · صهيون · مستعمرة إيليا الكابيتولينية
    التاريخ · الجدول الزمني للقدس
    الجدول الزمني · 1000 ق.م · 721 ق.م · 597 ق.م
    587 ق.م · عهد الهيكل الثاني · 70
    614 · الفتح الإسلامي · القرون الوسطى · 1099
    1187 · 1244 · 1917 · 1947 · 1948
    الأهمية الدينية
    في اليهودية · في المسيحية · في الإسلام
    الحرم القدسي الشريف · حائط البراق
    قبة الصخرة · المسجد الأقصى
    كنيسة القيامة
    الديمغرافيا · السكّان
    البطاركة · الحاخامات
    المفتين · المحافظون
    المواقع الأثرية · الأماكن
    الحارات · الجبال
    المواصلات · التعليم
    المناصب في القدس
    القدس الشرقية
    قانون القدس · يوم القدس العالمي
    العلم · الشعار
    أول بنائه
    لا يُعرف بشكل دقيق متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، ولكن ورد في أحاديث النبي محمد بأن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عامًا، فعن أبي ذر أنه قال: «قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة».[6] وقد اختلف المؤرخون في مسألة الباني الأول للمسجد الأقصى على عدة أقوال: أنهم الملائكة، أو النبي آدم أبو البشر، أو ابنه شيث، أو سام بن نوح، أو النبي إبراهيم، ويرجع الاختلاف في ذلك إلى الاختلاف في الباني الأول للكعبة، وقد رجّح الباحث عبد الله معروف بأن آدم هو من بنى المسجد الأقصى البناء الأول، لرواية عن ابن عباس،[7] ولترجيح أن يكون آدم هو الباني للكعبة، كما رجّحه الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري.[8][9] ويُرجّح عبد الله معروف أن يكون البناء الأول للمسجد الأقصى قد اقتصر على وضع حدوده وتحديد مساحته التي تتراوح ما بين 142 و144 دونماً.[10]
    عهد اليبوسيين وبني إسرائيل
    الجدار الجنوبي، بناه اليبوسيون الذين استقروا في فلسطين حوالي عام 3000 ق. م.
    أما من بعد عهد آدم، فقد انقطعت أخبار المسجد لانعدام التأريخ في تلك الفترة، إلى أن سُجلت معلومات تاريخية عن أول مجموعة من البشر قدمت إلى مدينة القدس وسكنتها، وهم اليبوسيون (3000 – 1550 ق.م)، وهم الذين بنوا مدينة القدس وأسموها "يبوس"،[11] حتى أن بقايا الآثار اليبوسية ما تزال باقية في سور المسجد الأقصى بحسب رأي بعض الباحثين. وفي تلك الفترة، هاجر النبي إبراهيم إلى مدينة القدس، وعمّر المسجد وصلّى فيه، وكذلك ابنه إسحق وحفيده يعقوب من بعده.[10]
    وبعد ذلك آل أمر مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى الفراعنة (1550 – 1000 ق.م)، ثم استولى عليها لاحقًا "القوم العمالقة"، ثم فتح المدينة النبي داود ومعه بنو إسرائيل عام 995 ق.م،[12] فوّسع المدينة وعمّر المسجد الأقصى. ثم استلم الحكم ابنه سليمان، فعمّر المسجد وجدّده مرة أخرى، ويروي النبي محمد ذلك فيقول: «لمَّا فرغ سُليمانُ بنُ داودَ عليهما السَّلامُ من بناءِ بيتِ المقدسِ سأل اللهَ عزَّ وجلَّ ثلاثًا أن يُؤتيَه حُكمًا يُصادِفُ حُكمَه ومُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِه وأنَّه لا يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيه إلَّا خرج من ذنوبِه كيومِ ولدَتْه أمُّه» فقال النبي محمد: «أما اثنتيْن فقد أُعْطِيهما وأرجو أن يكونَ قد أُعْطِي الثَّالثةَ»،[13] وهذا البناء لسليمان هو الذي يقول اليهود بنسبته إليهم، ويطلقون عليه اسم "هيكل سليمان". وبوفاة النبي سليمان، انتهى حكم بني إسرائيل الذي دام 80 عامًا.[14]
    عهد الهياكل
    بعد وفاة سليمان، انقسمت دولة بني إسرائيل إلى "مملكة إسرائيل" في الشمال، و"مملكة يهوذا" في الجنوب ومعها القدس، وما لبثت أن هاجمها البابليون وأحرقوا الهيكل، وسبوا اليهود إلى بابل فيما عٌرف بالسبي البابلي.[15] بعد ذلك هزم الفرس البابليين، وسمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم،[16] فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا في بناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا بملك اليهود حيرود الكبير الذي قام بتوسيعه.[17][18]
    عهد الرومان والبيزنطيين
    احتلّ الإغريق أراضي فلسطين، وخضعت للإسكندر المقدوني (حوالي عام 332 ق.م)، ثم لخلفائه البطالمة، ثم للسلوقيين، ولم تلبث المدينة حتى خضعت لحكم الإمبراطورية الرومانية، وكان من أوائل الحكام وأبرزهم الذين عينهم الرومان لحكم القدس الحاكم هيرودس (حوالي عام 37 ق.م)، وقد قام بتجديد بناء البيت المقدس (حوالي عام 20 ق.م)، كما أقام قلعة عظيمة بباب الخليل (يطلق عليها اليهود الآن اسم "قلعة داود").[15] وفي تلك الفترة تذكر المصادر الإسلامية بعثة النبي عيسى بن مريم وزكريا وابنه يحيى بن زكريا إلى بني إسرائيل في القدس، حيث كان يحيى يعِظُهم داخل المسجد الأقصى، كما يفيد الحديث النبوي: «فجمع يحيى بن زكريا بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وأمركم أن تعملوا بهن..»،[19] كما يذكر الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم أن عيسى بن مريم أنكر على بني إسرائيل انحرافهم عن عبادة الله تعالى داخل المسجد الأقصى، وتحويلهم إياه إلى مكان للبيع والشراء.[20]
    وبعد النبي عيسى بن مريم بحوالي 300 عام، انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية الغربية في الغرب، والإمبراطورية البيزنطية في الشرق، وبقيت الإمبراطورية البيزنطية هي المُسيطرة على القدس، فأصبحت القدس مدينة نصرانية، وبنوا فيها كنيسة القيامة. أما المسجد الأقصى فبقي متروكًا كما هو دون بناء. وفي عام 614 احتل الفرس مدينة القدس بمعاونة اليهود، وذلك بعد حرب طويلة ضد البيزنطيين الروم، وقد وقع ذلك في الفترة التي بُعث فيها النبي محمد في مكة، إذ يذكر القرآن قصة الحروب في سورة الروم: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ .2سورة الروم، آية: 2-3. وما لبث أن عاد البيزنطيون الروم إلى الحكم عام 624، وفي تلك الفترة أصبحت أرض المسجد الأقصى مكبًّا للنّفايات، وذلك انتقامًا من اليهود، إذ كانت الصخرة المُشرفة قبلة لهم.[21]
    عهد النبي محمد
    حائط البراق، حيث ربط النبي محمد دابّته البراق في رحلة الإسراء والمعراج.
    كانت هناك أهميّة خاصة للمسجد الأقصى في عهد النبي محمد، إذ كان القبلة الأولى للمسلمين بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة عام 1 هـ الموافق 622م، فقد كان المسلمون يتوجّهون إلى المسجد الأقصى في صلواتهم، ومكثوا على ذلك مدة 16 شهرًا تقريبًا.[22] فقد روى البراء بن عازب أنه قال: «لما قَدِمَ النَّبيُ صلى الله عليه وسلم المدينةَ صلّى نَحوَ بيتِ المقدسِ سِتةَ عَشرَ شهرًا أو سبعةَ عَشرَ شهرًا، وكان يُحبُ أنْ يُوَجِّهِ إلى الكَعبةِ، فأنزل اللّه تعالى قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ 3سورة البقرة، الآية: 144.» [23][24].
    وكان المسجد الأقصى وجهة النبي محمد في الرحلة المعجزة المعروفة باسم الإسراء والمعراج، وذلك ليلة 27 رجب بعد البعثة بعشر سنين (3 ق هـ)،[25] إذ يؤمن المسلمون أن النبيَّ محمدًا خرج من المسجد الحرام بصحبة المَلَك جبريل راكبًا دابّة البراق، فنزل في المسجد الأقصى وربط البُراق بحلقة باب المسجد عند حائط البراق، وصلّى بجميع الأنبياء إمامًا،[26] ثم عُرج به من الصخرة المشرّفة إلى فوق سبع سماوات مارًا بالأنبياء: آدم ويحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ويوسف وإدريس وهارون وموسى وإبراهيم.[27]
    الفتح الإسلامي
     مقالات مفصلة: فتح القدس العهدة العمرية
    عندما تولّى الخليفة أبو بكر الصديق خلافة المسلمين خلفاً للنبي محمد، قام بتسيير جيش أسامة بن زيد لفتح بلاد الشام عامّة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، وقد كان النبي محمد قد جهّز جيش أسامة قبل وفاته، وما لبث أن تُوفي أبو بكر الصديق، فتولّى عمر بن الخطاب الخلافة، فكان أوّل ما فعله أن ولّى أبا عبيدة بن الجراح قيادة الجيش الفاتح لبلاد الشام بدلاً من خالد بن الوليد، فوصل أبو عبيدة بن الجراح إلى مدينة القدس (وكانت تُسمى "إيلياء")، فاستعصت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار، فحاصرهم حتى تعبوا وأرسلوا يطلبون الصلحَ وتسليم المدينة بلا قتال، واشترطوا أن يأتي خليفة المسلمين بنفسه إلى القدس ليتسلّم مفاتيحها منهم، فخرج عمر بن الخطاب من المدينة المنورة حتى وصل القدس، وذلك عام 15 هـ الموافق 636م، وأعطى أهلها الأمن وكتب لهم العهدة العمرية. وقد صحبه البطريرك "صفرونيوس" فزار كنيسة القيامة، ومن ثم أوصله إلى المسجد الأقصى، فلمّا دخله قال: «الله أكبر، هذا المسجد الذي وصفه لنا رسول الله »، وكان في تلك الأيام عبارة عن هضبة خالية في قلبها الصخرة المشرفة، ثم أمر الخليفة عمر بن الخطاب ببناء المصلّى الرئيسي الذي سيكون مكان الصلاة الرئيسي في المسجد الأقصى، وهو موقع "الجامع القبلي" اليوم، ويقع في الجنوب في جهة القبلة، وكان المسجد في عهده عبارة عن مسجد خشبي يتّسع لحوالي 1000 شخص، وبقي على حاله إلى زمن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان.[28]
    العهد الأموي
    بعد قيام الدولة الأموية في عام 41 هـ الموافق 661 على يد معاوية بن أبي سفيان، قام بتجديد بناء المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى الذي بناه عمر بن الخطاب،[29] فجعل من الحجر بدلاً من الخشب، ووسّعه ليسع 3000 مصلٍ.[29] وقد ذكر بعض المؤرخين المسلمين في مذكراتهم مثل مجير الدين والمقدسي والسيوطي أن أوسع حركة تعمير للمسجد تمت في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان منذ عام 65 هـ الموافق 685 جنبا إلى جنب مع قبة الصخرة،[29][30] وتواصلت في عهد ابنه الوليد بن عبد الملك حتى عام 96 هـ الموافق 715. حيث بدأ البناء الأموي للمسجد الأقصى ببناء قبة الصخرة وهي عبارة عن قبة ذهبية فوق الصخرة المشرفة الواقعة في قلب الأقصى (في منتصف المسجد أقرب إلى الغرب قليلا)، والتي تمثل أعلى نقطة في جبل البيت المقدس، ويعتقد أن معراج النبي محمد إلى السماء تم منها، لتكون قبة للمسجد كاملاً. وقبل الشروع ببنائها، أقيمت بجانبها قبة صغيرة في منتصف المسجد الأقصى تماماً، عُرفت بـ "قبة السلسلة"، لتكون مقراً للمشرفين على البناء للأقصى، وخزانة لجمع الأموال اللازمة لذلك، وقيل لتكون نموذجاً لقبة الصخرة.
    المسجد الأقصى، حيث الجامع القبلي على يسار الصورة ومسجد قبة الصخرة في المنتصف.
    الزلزال وإعادة البناء
    في عام 746، تعرض المسجد الأقصى إلى زلزال أدى إلى تدميره، وبعد أربع سنوات أطاح السفاح بالخلافة الأموية، وأنشأ الخلافة العباسية عام 750م. وبعد أربع سنوات توفي السفاح بعد ان عهد بالخلافة لأخيه أبو جعفر المنصور، وقد أعلن المنصور نيته لإصلاح المسجد، وقال أنه لويحات الذهب والفضة التي غطت بوابات المسجد يجب إزالتها وتحولت إلى دينار ودرهم لتمويل إعادة الإعمار التي انتهت في عام 771. وفي عام 774، ضرب زلزال ثاني المسجد أدى إلى تدمير معظم إصلاحات المنصور، باستثناء تلك التي في الجزء الجنوبي من المسجد.[30][31] وفي عام 780، أعيد بناء المسجد في عهد الخليفة محمد المهدي الذي أمر ببنائه فانقص من طوله وزيد في عرضه [30][32][33] وفي عام 985، أشار الجغرافي المقدسي أن المسجد الذي تم تجديده كان يضم " خمسة عشر رواق وخمسة عشر باب".[31]
    المنبر الذي أمر نور الدين الزنكي بتشييده وتم إضافته بواسطة صلاح الدين الأيوبي
    في عام 1033، تعرض المسجد لأضرار بليغة بسبب وقوع زلزال آخر. وفي عهد الخليفة الفاطمي الظاهر تم إصلاح الأضرار، وتجديد المسجد بين عامي 1034 و 1036. وتم تخفيض عدد الأروقة جذريا من خمسة عشر إلى سبعة.[31] وفي عهد الظاهر بنيت الأروقة الأربعة من القاعة المركزية والممر الذي يستخدم حاليا كأساس للمسجد. وقد كان الممر المركز ضعف عرض الممرات الأخرى،[29] وقد وصف الجغرافي الفارسي ناصر بن خسرو المسجد الأقصى خلال زيارته له عام 1047:[34][35][36]
    «…الْمَسْجِد شَرْقي الْمَدِينَة والسوق فَإِذا دخله السائر من السُّوق فَإِنَّهُ يتَّجه شرقا فَيرى رواقا عَظِيما جميلا ارتفاعه ثَلَاثُونَ ذِرَاعا وَعرضه عشرُون وللرواق جَنَاحَانِ وواجهتاهما وإيوانه منقوشة كلهَا بالفسيفساء المثبتة بالجص على الصُّورَة الَّتِي يريدونها وَهِي من الدقة بِحَيْثُ تبهر النّظر وَيرى على هَذَا الرواق كِتَابَة منقوشة بالمينا وَقد كتب هُنَاكَ لقب سُلْطَان مصر فحين تقع الشَّمْس على هَذِه النقوش يكون لَهَا من الشعاع مَا يحير الْأَلْبَاب وَفَوق الرواق قبَّة كَبِيرَة من الْحجر المصقول وَله بَابَانِ مزخرفان وواجهتاهما من النّحاس الدِّمَشْقِي الَّذِي يلمع حَتَّى لتظن أَنَّهُمَا طليا بِالذَّهَب وَقد طعما بِالذَّهَب وحليا بالنقوش الْكَثِيرَة وَطول كل مِنْهُمَا خمس عشرَة ذِرَاعا وَعرضه ثَمَان ويسميان بَاب دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَحين يجتاز السائر هَذَا الْبَاب يجد على الْيَمين رواقين كبيرين فِي كل مِنْهُمَا تِسْعَة وَعِشْرُونَ عمودا من الرخام تيجانها وقواعدها مزينة بالرخام الملون ووصلاتها مثبتة بالرصاص وعَلى تيجان الأعمدة طيقان حجرية وَهِي مقامة فَوق بَعْضهَا بِغَيْر ملاط وجص لَا يزِيد عدد حِجَارَة الطاق مِنْهَا على أَربع أَو خمس قطع وَهَذَانِ الرواقان ممتدان إلى الْمَقْصُورَة…»
    .
    الحملة الصّليبيّة
    في عام 1099م ، سيطر الصليبيون على القدس، أثناء الحملة الصليبية الأولى. وبدلا من تدمير المسجد أطلقوا عليه اسم معبد سليمان، وقد إستخدمه الصليبيين أولا كقصر ملكي وإسطبل للخيول. وفي عام 1119م، تم تحويله إلى مقر لفرسان الهيكل. وخلال هذه الفترة، خضع المسجد إلى بعض التغييرات الهيكلية، بما في ذلك توسيع الشرفة الشمالية، وإضافة حنية (محراب الكنيسة) وجدار فاصل. وقد تم بناء دير جديد وكنيسة أيضا في الموقع، جنبا إلى جنب مع غيرها من الهياكل المختلفة [37] وقد شيد فرسان المعبد أقباء ومرفقاتها في الجهة الغربية والشرقية للمبنى؛. ويستعمل القبو الغربي حاليا كمسجد للنساء أما الشرقي فيستخدم كمتحف إسلامي.[31]
    بعد حصار 1187 استطاع صلاح الدين الأيوبي بإستعادة القدس من يد الصليبيين، وأجريت العديد من الإصلاحات والتجديدات في المسجد الأقصى. من أجل إعداد المسجد لأداء صلاة الجمعة، وفي غضون أسبوع من إستعادة صلاح الدين للقدس تم إزالة المراحيض ومخازن الحبوب المثبتة من قبل الصليبيين في الأقصى، وقد تم أيضا إزالة الأرضيات المغطاة بالسجاد الثمين، وباطنها المعطر بماء الورد والبخور، [38] وقد كلف نور الدين الزنكي، ببناء منبر جديد مصنوع من العاج والخشب في 1168-1169، ولكن تم الانتهاء منه بعد وفاته، وقد قام صلاح الدين بإضافة منبر نور الدين زنكي إلى المسجد في نوفمبر 1187،[39] وفي عام 1218م، تم تشييد الرواق الشمالي للمسجد مع ثلاث بوابات في عهد المعظم السلطان الأيوبي لدمشق، وفي عام 1345م، تم إضافة أضاف اثنين من البلاطات وبوابتين على الجانب الشرقي للمسجد ، بأمر من السلطان المملوكي الكامل سيف الدين شعبان إبن قلاوون.[31]
    وبعد وصول العثمانيين إلى السلطة في 1517، لم يقوموا بأي تجديدات أو إصلاحات للمسجد نفسه، لكن قاموا ببعض الإضافات للحرم الشريف ككل. وشمل ذلك بناء نافورة قاسم باشا عام (1527)، وتم ترميم بركة من رارانج، وبناء ثلاث قباب قائمة بذاتها، وأبرزها قبة النبي التي بنيت في عام 1538.[40] وقد اهتم الولاة العثمانيين في القدس بالمسجد كثيرا وجعلوه في مقدمة أولياتهم[40]
    العصر الحديث
    المسجد القبلي في عام 1982
    المسجد القبلي في عام 2024
    التجديد الأول للمسجد الأقصى في القرن العشرين حدث في عام 1922، عندما كلف المجلس الإسلامي الأعلى تحت أمين الحسيني (مفتي القدس الكبرى) المهندس المعماري التركي أحمد كيماليتين استعادة المسجد الأقصى والمعالم الآثرية في ساحاته. كما أن المجلس أيضا قام بتكليف المهندسين المعماريين البريطانيين وخبراء مصريين والمسؤولين المحليين للمساهمة والإشراف على الإصلاحات والإضافات التي نفذها كيماليتين مابين 1924–1925. وقد شملت التجديدات تعزيز الأسس الأموية القديمة للمسجد، وتصحيح الأعمدة الداخلية، لتحل محل العوارض ونصب السقالات، وشملت أيضا التجديدات ترميم الأقواس والمنطقة الداخلية للقبة الرئيسية وكيفية الحفاظ عليها، وقد تم إعادة بناء الجدار الجنوبي، واستبدال الأخشاب في الصحن المركزي مع بكتلة من الخرسانة. وكشفت التجديدات أيضا عن فسيفساء تعود إلى العصر الفاطمي، وأيضا أكتشف وجود نقوش على الأقواس الداخلية التي كانت مغطاة بالجبس. وقد زينت الأقواس بالذهب والجص الأخضر ملون واستبدلت الأخشاب بالنحاس.[41] وجدد ربع نوافذ الزجاج المعشق أيضا بعناية شديدة حفاظا على تصاميمهم العباسية والفاطمية الأصلية، وقد تعرض المسجد الأقصى لأضرار شديدة بسبب وقوع زلازل مابين 1927 و 1937، وقد تم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمسجد في عام 1938 و 1942.[31]
    حريق المسجد
     مقالات مفصلة: حريق المسجد الأقصى انتفاضة
    تعرض في صبيحة يوم الخميس الموافق 22 أغسطس 1969م لحريق على يد يهودي أسترالي متطرف اسمه مايكل دينس روهن،[42] حيث تم حرق الجامع القبلي الذي سقط سقف قسمه الشرقي بالكامل،[39] كما احترق منبر صلاح الدين،[39] الذي أمر ببنائه قبل تحرير المسجد الأقصى من الصليبيين وقام ((صلاح الدين الأيوبي)) بوضعه داخل المسجد بعد التحرير،[39] وقد قال روهن تعقيبا على الحريق الذي إفتعله أنه كان يأمل من إحراق المسجد الأقصى كان من شأنه أن يعجل المجيء الثاني للمسيح ، مما يجعل الطريق لاعادة بناء الهيكل اليهودي المزعوم على جبل الهيكل .[43] وأدخل روهن إلى مصحة الأمراض العقلية، وردا على الحادث ، تم عقد قمة للدول الإسلامية في الرباط في العام نفسه ، الذي استضافه الملك فيصل. ويعتبر حريق الأقصى أحد العوامل المحفزة لتشكيل منظمة المؤتمر الإسلامي (والآن منظمة التعاون الإسلامي )، وفي عام 1972 ، تم ترميم المسجد الأقصى والمنبر معه، وتتولى الأردن ترميم وإصلاح المسجدين على نفقتها الخاصة كلما دعا الأمر لذلك.[44]
    في الثمانينات من القرن الماضي، تآمر بن شوشان ويهودا اتزيون وكلاهما عضو في منظمة غوش امونيم السرية، لتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة. أما اتزيون فقد كان يعتقد أن تفجير اثنين من المساجد سوف يتسبب بصحوة روحية في الكيان الصهيوني، وسوف يحل جميع مشاكل اليهود. كما أعرب كل من بن شونان واتزينون عن أملهم في بناء المعبد الثالث في القدس وتحديداً في موقع المسجد الأقصى.[45][46] وفي 15 يناير 1988، خلال الانتفاضة الأولى، أطلقت القوات الصهيونية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين خارج المسجد، مما أدى إلى إصابة 40 من المصلين.[47][48] وفي 8 أكتوبر 1990، قتل 22 فلسطينياً وأصيب أكثر من 100 آخرين من "شرطة الحدود الصهيونية" خلال الاحتجاجات التي تم تشغيلها بواسطة الإعلان عن "جبل الهيكل"، على يد مجموعة من اليهود المتدينين، الذين كانوا في طريقهم لوضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم.[49][50]
    القرن 21
     مقالة مفصلة: انتفاضة الأقصى
    في 28 سبتمبر 2024 ، قام أرئيل شارون وأعضاء من حزب الليكود ، جنبا إلى جنب مع 1000 حارس مسلح ، بزيارة المسجد الأقصى، مما تسبب بمظاهرة كبيرة من الفلسطينيين إحتجاجا على هذه الزيارة، و بدأ الفلسطينيون من الحرم القدسي الشريف برمي الحجارة على شرطة الصهاينة. التي قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع و الرصاص المطاطي على الحشد مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة حوالي 200 شخص،[51] مما اسفر عن اصابة 24 شخصا . وقد أثارت هذه الزيارة انتفاضة لمدة خمس سنوات على يد الفلسطينيين ، ويشار إليها باسم انتفاضة الأقصى ، ويرى بعض المعلقين ، نقلا عن خطب لاحقة من قبل مسؤولين في السلطة الفلسطينية ، وخاصة عماد الفالوجي وعرفات نفسه، أن الانتفاضة كانت مخططة مسبقا قبل أشهر من هذه الزيارة ، ربما في يوليو أو تموز عند عودة ياسر عرفات من محادثات كامب ديفيد.[52][53][54]
    قدسية المسجد الأقصى عند المسلمينعدل
    فضائل المسجد الأقصى
    ورد لدى المسلمين في القرآن، وفي أحاديث النبي محمد العديد من فضائل المسجد الأقصى وأهميته، منها:
    في القرآن: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ 1سورة الإسراء، آية: 1"
    عن ميمونة بنت الحارث أنها قالت: «يا رسول الله أفتِنَا في بيت المقدس، فقال: إِيتوهُ فصلُّوا فيه، وكانت البلاد إذ ذاك حربًا، فإن لم تأتوه وتصلّوا فيه فابعثوا بزيتٍ يُسرَج في قناديله».[171]
    عن أم سلمة عن النبي محمد أنه قال: «من أهلَّ بعمرةٍ من بيتِ المقدسِ غُفر له».[172][173]
    عن أبي سعيد الخدري، عن النبي محمد أنه قال: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا».[174]
    عن جابر بن عبد الله، عن النبي محمد أنه قال: «صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، وفي بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ».[175]
    عن أبي ذر الغفاري، عن النبي محمد أنه قال: «صلاةً في مسجدي هذا (المسجد النبوي) أفضلُ من أَرْبَعِ صلواتٍ فيهِ (المسجد الأقصى)، ولَنِعمَ المُصَلى هُوَ، ولِيُوشِكَنَّ أَنْ لا يَكُونَ للرَّجلِ مثلُ شطنِ فرسهِ من الأرضِ حيث يَرَى مِنهُ بيتَ المقدسِ خيراً لَهُ مِنَ الدنيا جميعاً».[176][177]
    نموذج ثلاثي الأبعاد للمسجد الأقصى في نقابة المهندسين الأردنيين، عمّان، 2024.
    الصخرة المشرفة التي عرج منها النبي محمد إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.
    للمسجد الأقصى قدسية كبيرة عند المسلمين ارتبطت بعقيدتهم منذ بداية الدعوة. فهو يعتبر قبلة الانبياء جميعاً قبل النبي محمد وهو القبلة الأولى التي صلى إليها النبي قبل أن يتم تغير القبلة إلى مكة.
    وقد توثقت علاقة الإسلام بالمسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج حيث أنه أسرى بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيه صلى النبي إماماً بالانبياء ومنه عرج النبي إلى السماء. وفي السماء العليا فرضت عليه الصلاة.
    ذكر القرآن واصفاً ليلة الإسراء والمعراج:
    {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} ووصف الله للمسجد الأقصى بـ "الذي باركنا حوله" يدل على بركة المسجد ومكانته عند الله وعند المسلمين. فالأقصى هو منبع البركة التي عمت كل المنطقة حوله في اعتقاد المسلمين.
    وروي عن أم المؤمنين أم سلمة أنها سمعت رسول الله يقول:
    منْ أَهَلَّ بِحَجَّة أوْ عُمْرَة من المسجد الأقصى إِلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر" (سنن أبي داود[178])
    وللصلاة في المسجد الأقصى ثواب يعادل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد. قال رسول الله: " الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة ". وفي رواية أخرى أن الصلاة في المسجد الأقصى تعدل مئتين وخمسين صلاة في غير المساجد الثلاثة. وهو المسجد الذي أمر النبي الصحابة بالبقاء قربه روى أحمد في مسنده عن ذِي الأصَأبِعِ قَال: قلت يا رسول الله، إِنِ أبْتُلِينَا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: " عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون ".[179]
    ويعتبر المسجد الأقصى هو المسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال، فقد ذكر النبي ان المساجد الثلاثة الوحيدة التي تشد إليها الرحال هي المسجد الحرام، والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.
    روي عن أبو هريرة في صحيح البخاري وصحيح مسلم:
    لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى، حديث صحيح
    وكلها أحاديث تدل على مكانة المسجد وعمق علاقته بالإسلام وهناك العديد من الأحاديث الأخرى التي ذكرت المسجد الأقصى وحثت على زيارته والصلاة فيه.
    الأقصى 2024عدل
    يعاني الأقصى من إغلاق ومنع الصلاة أحياناً فيه وتخرج مسيرات كل يوم جمعة نصرة للأقصى وتحدث مواجهات في أقرب نقاط تماس، كما يعاني سكان الضفة الغربية من عدم القدرة على دخول الأقصى والقدس، لقيام سلطات الاحتلال بمنعهم. وغالبا ما يتم منع من دون الأربعين من دخول المسجد.
    يسلمو ايديكي

    ينقل لعالم المعرفه
    تم نقل الموضوع من قسم شخصيات وأحداث تاريخية.
    بواسطة : صفاء الحياة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.