تخطى إلى المحتوى

قصة القفص الذهبى 2024

الونشريس

كانت الفكرة فكرته، فقد أصرَّ فريد ابن التاسعة

على أن يشتريَ له أبوه قفصًا ذهبيًا وفيه طائرا كَنارى ،

انّه يحبّ الكناري بلونه الأصفر المائل إلى الحُمرة
وصوته العذب الرخيم ، فقد شاهده عند صديقه منير .
كان ذلك منذ سنة ، ولكن فريدًا تغيّر في هذه الأيام كثيرًا ،

فقد علّمته معلمة الصّفّ والتي يحبّها كثيرًا ،
علّمته أنّ الطيور والعصافير

خُلقت لتعيش حُرّة تنعم بالفضاء والحريّة والربيع
الذي ملأ الأرجاء ، لا أن تُحبس في أقفاص.
لقد فكّر فريد وفكّر …كيف يمكن

أن يحرّر هذين الطائرين الجميلين
من الأسر ، صحيح أن والده دفع ثمنهما

مبلغًا من المال ،ولكنّ الحريّة أغلى ثمنًا

احتار فريد هل يخبر امّه أم أباه بالأمر ،
أم يتصرّف بنفسه ، وحكّ رأسه وضحك…
وفي اليوم التالي عندما جاءت الأم لتطعم الكناريين ،

تعجّبت حين لم ترَ الا كناريًا واحدًا.
أين الثّاني تساءلت ،وتساءل الأب ،

وتساءل حتّى فريد ، فباب القفص مقفَلٌ

ولا أثر للريش بجانبه.وظلّ اللغز لغزًا ،

رغم أن الوالدين نظرا إلى ولدهما نظرة فيها شيء من الشّكّ .
مرّت الأيام والكناري يعيش الوحدة والحزن ،
فأقترح الأب أن يشتري كناريًا آخر ،
ولكنّ فريد حاول ان يمنع هذه الخطوة ،

فاتفق الجميع على التأجيل اخذ فريد في عصر احد أيام
الربيع المتأخرة القفص الذهبيّ والكناري في داخله،
أخذه إلى الحديقة وعلّقه بغصن شجرة التوت ،

وما هي إلا لحظات حتى هبط الكناري الثاني على القفص ،

وأخذ يزقزق ويشارك شريكه الغناء.
نادى فريد والديه ، ونظر إليهما طويلا ،
وكأنه يرجوهما شيئًا .ولم يخب ظنّه ورجاه ،

فها هو الأب يقوم إلى باب القفص الذهبيّ فيفتحه ،
لينطلق الكناري الأسير إلى الخارج مسرعًا ومزقزقًا

وكأنه يقول :
شكرًا … شكرًا .وطار الكناريان بعيدًا،
وطار معهما فريد إلى غرفته ليعود حاملاً

من حصّالته مبلغاً من المال ، وعرضه على أبيه
لقاء حريّة العصفورين ، ومعتذرا

بأنه هو هو الذي حرّر الكناري الأول ،
في خطوة لتحرير الثاني .ضحك الوالدان كثيرًا،

ورفضا قبول المبلغ ، بل مدحاه على أخلاقه ومبادئه.
ظلّ القفص الذهبيّ مُعلَّقًا بشجرة التوت ،

مفتوح الباب ، عامرًا بالطعام ،
يبيت فيه الكناريان ليلا،
ليطيرا صباحًا على أجنحة الحُريّة ،

ليس قبل أن يُغرّدا أغنية الصّباح الجميلة
على نافذة غرفة فريد.

الونشريس

    جزاكِ الله خيراً و نفع بكي حبيبتي
    الونشريس
    جزاكِ الله خيراً

    قصه مؤثره

    تسلم ايدك

    يسلمووو قصه كتير حلوه

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.