المخاض والانقباضات المنتظمه والعلامات الحقيقيه للولادة :_
تحدث مجموعة من التغيرات عندما يصل تكوين الجنين الى درجة تمكنه من الحياة خارج الرحم ودخوله العالم الجديد الخارجي وتدخل المرأة الحامل في مرحلة مهمة جداً وهي مرحلة المخاض والولادة وقبل الوصول لهذه المرحلة تحدث تغيرات في الشهر الاخير حيث تشعر بأن الضغط على البطن قد بدأ يخف وان الجنين نزل الى اسفل البطن وتحرك الى اسفل القناة العظمية للحوض ليكون على استعداد عندما تبدأ الولادة وهذا عادة ما يلاحظ في الحمل الاول أكثر من الولادات المتتالية.
ولم يتوصل الباحثون والعلماء الى يومنا هذا لمعرفة العوامل الرئيسية التي تجعل الولادة تبدأ.
ففي لحظة معينة بقدرة الله سبحانه وتعالى تبدأ عملية المخاض ويتهيأ الجنين للولادة ويستعد الرحم وتبدأ عضلاته القوية في الانقباض بانتظام وبهذه الطريقة يدفع الجنين خارج الرحم خلال قناة الولادة ثم الى العالم الخارجي. يحدث ما يعرف بالمخاض الكاذب قبل حدوث المخاض الحقيقي حيث تستعد عضلات الرحم طوال مدة الحمل لعملية المخاض التي تساعد على ولادة الجنين فمن حين لآخر تتقلص عضلات الرحم ثم ترتخي وهذا التقلص الذي يتلوه ارتخاء يسمى انقباضاً.
وهذه الانقباضات لا تسبب اي ألم في الحالات الطبيعية بل ان المرأة لا تشعر بها في غالب الاحيان ولكنها على اي حال قد تشتد احياناً في اواخر الحمل وهذه هي انقباضات المخاض الكاذب فقد تكون الانقباضات قوية ولكنها تكون غير منتظمة وهذا ما يجعلها مختلفة عن المخاض الحقيقي وقد تحدث الانقباضات ثم تزول ويستمر ذلك عدة ساعات فيجب على المرأة ان لا تنشغل بها فهي ليست علامة على اي متاعب مقبلة ولكنها تكون احياناً من القوة بحيث يصعب تمييزها من المخاض الحقيقي.
انقباضات قوية
اما المخاض الحقيقي فانه يتميز بانقباضات قوية منتظمة في عضلات الرحم وتزداد هذه الانقباضات قوة وعدداً كلما تقدمت الولادة ومن الممكن ان المرأة اذا وضعت يدها على بطنها ان تحس بهذه الانقباضات والارتخاء. وقد يبدأ المخاض في هيئة شدّ أو توتر في الظهر ينتشر تدريجياً حتى يصل الى البطن او قد يبدأ في صورة احساس بضغط متزايد في الجزء الاسفل من البطن ثم ينتشر الى الاعلى وهذه الانقباضات تعمل لفتح عنق الرحم حتى يمكن الجنين من الخروج كما انها في غاية الانتظام مما يجعلها مختلفة عن المخاض الكاذب.
فاذا كانت الانقباضات تحدث على فترات منتظمة بالضبط فهذا يعني ان المرأة دخلت في مرحلة الولادة الفعلية، وقد تكون المسافة بينها ساعة في البداية او قد تأتي كل عشر دقائق الى خمس عشرة دقيقة ويقصر الوقت بينها كلما اقتربت الولادة وفي الفترة التي تتخلل الانقباضات تشعر المرأة غالباً بارتخاء ونعاس وقد تستطيع النوم من الارهاق والتعب.
وقد ينفجر جيب المياه في اول المخاض او قد لا ينفجر إلا قبل ولادة الجنين مباشرة وكثيراً ما ينفجر جيب المياه مبكراً في الولادة الاولى وقد يساعد انفجار المياه على زيادة تحريض الطلق في بعض الحالات لأن ذلك يصاحبه افراز مادة البروساجلاندين المهيجة للطلق ولكن انفجار كيس المياه مبكراً واستمرار المخاض فترة طويلة قد يعرض المرأه لحدوث الالتهابات والعدوى.
[المخاض الحقيقي يتميز بانقباضات قوية منتظمة في عضلات الرحم]
العديد من السيدات يتساءلن عن المدة التي يستغرقها المخاض ودائماً ما يجيب الطبيب بانه لا يستطيع ان يحدده بالضبط. ان مدة الولادة تختلف في كل سيدة وفي كل حمل، كما ان مدة الوضع لا تتأثر بكون المرأة طويلة او قصيرة نحيفة او سمينة. ويستغرق الطفل الاول في ولادته مدة اطول عن الاطفال التالين.
واغلب السيدات يلدن الطفل الاول بعد عدد من الساعات يتراوح بين 16و18ساعة من ابتدأ المخاض الحقيقي. اما الولادات التالية فتستغرق فترة اقل تتراوح ما بين 8 إلى 10ساعات ولكن هذا القاعدة لا تعمم على جميع السيدات والولادات.
وتدل الدراسات على ان السيدات اللواتي كن يحظين بطعام جيد وعناية دقيقة أثناء الحمل تستغرق ولادتهن مدة أقصر كما ان الحالة العصبية لها تأثير كبير في ذلك ايضاً فاذا كانت المرأة غير خائفة فستجد المرأة انه يسهل عليها الاسترخاء واخذ قسط من الراحة بين الانقباضات وسيبدو الوقت اسرع مروراً. توصف الولادة غالباً بانها مقسمة الى فترات او مراحل.
اما في المرحلة الاولى فان الانقباضات الرحمية تقوم بتوسيع عنق الرحم حتى يمكن للجنين الخروج الى القناة الولادية. وفي المرحلة الثانية ينزل الجنين الى قناة الولادة ومنها الى الخارج خلال فتحة المهبل التي تتمدد بدورها لتمكنه من ان يولد.
وفي المرحلة الثالثة تنفصل المشيمة والاغشية وهي ما تعرف بالخلاص وتتخذ سبيلها الى الخارج.
وعند نهاية الولادة يكون الرحم فارغاً الا من بقايا الغشاء المبطن السميك. والمرحلة الاولى من الولادة هي اطولها جميعاً.
فان عنق الرحم يبدأ اثناء الحمل في اللين والارتخاء حتى انه منذ بدء الوضع يكون رقيقاً وانتح تقريباً 1سم ويغلب ان تكون فية كمية صغيرة من المخاط على هيئة سدادة. وفي هذه المرحلة من الولادة يجب ان يتمدد عنق الرحم ليصير قطره 10سم حتى يسمح لرأس الجنين بالمرور.
ويلين عنق الرحم والغشاء المبطن للمهبل في أثناء الحمل حتى يتمكنا من التمدد للدرجة المطلوبة. وكلما دفعت الانقباضات القوية الجنين تجاه عنق الرحم اتسعت فتحة العنق تدريجياً حتى يستطيع الجنين المور منها في النهاية.
وباتساع عنق الرحم تنفصل سدادة المخاط وتخرج الى الخارج وكثيراً ما تكون مختلطة بقليل من الدم وتتم متابعة تطور المرحلة الاولى بالفحص السريري الذي يتضمن قياس توسع عنق الرحم كل 2 إلى 3 ساعات او كلما استدعى الامر ذلك مثل حدوث تغيرأت مفاجئة في نبضات قلب الجنين او احساس المرأة بنزول الجنين المفاجىء. اما المرحلة الثانية من الولادة فهي اقصر بكثير وتستغرق في الغالب من نصف ساعة الى ساعتين وتبدأ فيها عضلات البطن القوية في مساعدة الرحم لدفع الجنين الى الخارج ويبدأ الشعور بما يسمى رغبة الزحير او الحزق وتحس المرأة بحافز قوي يدفعها بالضغط على اسفل الحوض ومنطقة العجان مع كل انقباض وتطلب القابلة او الطبيب من المريضة ان تكتم النفس والدفع والزحير الى الاسفل حيث يساعد ذلك في نزول الجنين.
اما اذا زحرت قبل ان تدعو الى ذلك حالتها الجسمية فان المريضة تجهد نفسها دون جدوى. وقد تتعجب المرأة كيف يمر الجنين هذا الممر الضيق بسلام. ان الممر العظمي في وسط الحوض مملوء بانسجة رخوة وهي المهبل والرحم والمستقيم والمثانة وقناة المثانة وفي أثناء الحمل يرتفع الرحم والمثانة في فراغ البطن فيبعدان عن الطريق فاذا بدأت الولادة فان القناة البولية تدفع تجاه عظم العانة ويفلطح المستقيم على عظم العجز وبهذا يصبح كل فراغ الحوض متروكاً للمهبل ليتمدد فيه ويسمح للجنين بالمرور من خلاله.
وما لم يكن حجم الجنين كبيراً جداً او كانت هناك مضاعفات أخرى فان الجنين يمر خلال هذا الممر الضيق دون اي ضرر يصيبه او يؤثر على الأم وقد يجد الطبيب المولد من الضروري عمل شق صغير عند فتحة المهبل اذا وجد ان الجزء على وشك التمزق أثناء خروج الجنين ويسمى هذا بالشق الجانبي وسوف يعيده الطبيب الى ما كان عليه ببضع غرز بعد ان يولد الجنين والشق والغرز غير مؤلمة لان الطبيب يستخدم مخدراً موضعياً أثناء هذه العملية.
والشق كثيراً ما يكون ضرورياً في حالة الطفل الاول ولكن فتحة الفرج تكون في الولادات التالية أكثر مرونة وغالباً ما تتمدد التمدد الكافي لمرور الجنين دون ان تتمزق.
يا اجمل عدولات