الرياض: «الشرق الأوسط»
مرض البواسير الشرجية من أكثر الأمراض انتشارا على الرغم من أن السبب الحقيقي لحدوثها غير واضح تماما. كما أن معظم المرضى يرجعون أي شكوى أو مرض في منطقة الشرج إلى البواسير الشرجية وهذا ليس صحيحا، حيث إن هناك أمراضا أخرى تصيب المنطقة وتشارك في الأعراض مثل (الشرخ الشرجي، والناسور أو الشق الشرجي، التهابات الشرج). ويتم تحديد وتشخيص المريض من قبل الطبيب الجراح المختص وعلى ضوء ذلك يتم تحديد العلاج اللازم. ما هي البواسير الشرجية؟ تحتوي قناة الشرج على ثلاث طبقات من أنسجة رخوة بداخلها أوعية دموية وتنتج البواسير من تضخم الأنسجة وتمدد الأوردة الدموية داخل المستقيم والشرج. وأغلب البواسير التي تسبب الأعراض المرضية توجد داخل الشرج وتسمى بواسير داخلية أو كما تحدث لبعض المرضي خارج الشرج وتسمى بواسير خارجية وتكون متدلية خارج فتحة الشرج.
* الأعراض والتشخيص
* تنتج البواسير عن زيادة الضغط داخل الأوردة الشرجية، ويحدث ذلك غالبا عند حدوث الإمساك والضغط الشديد أثناء التبرز لطرد البراز الجاف الصلب، والتي تحدث غالبا أثناء الحمل والولادة.
يعاني مريض البواسير الداخلية من ظهور دم أحمر قان من دون ألم أو بعد التبرز على هيئة قطرات وهو أول أعراض البواسير، أما البواسير التي تحدث قرب فتحة الشرج قد لا يلاحظها المريض حتى تمتلئ بالدم وتكون جلطة، والتي قد تتفاوت من حجم البسلة الى حجم الجوزة، مكونة كتلة زرقاء حول فتحة الشرج.
ويشعر المريض بالألم الذي يزداد شدة لمدة يوم أو يومين، لكنه عادة ما يتحسن خلال أسبوع مع ذوبان الجلطة تاركة خلفها أكياس جلدية صغيرة خاوية.
والبواسير المتدلية لا تخطئها العين، ويمكن الإحساس بها ككتلة متدلية من الشرج، وقد تكون مؤلمة بالاحتكاك ومثيرة للحكة، تلك البواسير يمكن أن تتحرك عائدة داخل القناة الشرجية تلقائيا أو نتيجة لضغط رقيق بالإصبع، أما إذا أصبحت البواسير الداخلية متدلية بشكل دائم، فقد تلتهب وتسبب إفرازات مائية. كيف يتم تشخيص هذه البواسير الشرجية؟
يتم ذلك بتحليل شكوى المريض وأعراض المرض والفحص الإكلينيكي، ومنظار الشرج والمستقيم. ويتم على ضوء هذه المعطيات ونتائج الفحوصات تشخيص وتحديد نوع ودرجة الإصابة، فهنالك بواسير داخلية تشمل الشبكة الداخلية للأوعية الدموية الشرجية وهي أربع درجات:
> الدرجة الأولى: تحدث داخل قناة الشرج وترى من الخارج.
> الدرجة الثانية: تظهر أثناء التبرز وتعود تلقائيا إلى مكانها.
> الدرجة الثالثة: تبرز أثناء التبرز وتعود إلى الداخل بالضغط عليها.
> الدرجة الرابعة: تبرز إلى الخارج ولا تعود إلى الداخل.
وهنالك البواسير الخارجية وتشمل الشبكة الخارجية للأوعية الدموية الشرجية. والسبب الحقيقي للبواسير الشرجية غير معروف بالتأكيد، لكن هناك بعض العوامل المساعدة على حدوثها مثل:
ـ الإمساك الشديد، والبراز المتيبس.
ـ الجلوس لفترات طويلة مع عدم الحركة.
ـ الحمل والولادة وزيادة الوزن.
ـ عدم تناول الأغذية المحتوية على ألياف.
* المضاعفات والعلاج
* أما مضاعفات البواسير الشرجية:
> أهم المضاعفات، الأنيميا وفقر الدم الناتج عن النزيف المستمر ولمدة طويلة.
> التهاب في الشرج وحول الشرج نتيجة للإفرازات المستمرة من البواسير المتضخمة.
> تجلط الدم في البواسير وينتج عنه تضخم مؤلم جدا ويحتاج لتدخل جراحي سريع.
> سقوط الشرج نتيجة ترهل العضلات المحيطة به وعدم التحكم بها.
وفي العلاج تشترك الأساليب الجراحية لعلاج البواسير في ما بينها، حيث تجب إزالة البواسير مع ربط الأوعية الدموية المغذية لها باستعمال وسائل مختلفة تعتمد على رؤية الجراح وحالة المريض مثل:
> الاستئصال الكلي مع ربط الأوعية المغذية لها.
> إزالة البواسير جراحيا مع خياطة مكانها كليا أو جزئيا.
> استئصال البواسير باستعمال الدباسة الجراحية.
ويعتمد نوع العلاج على نوع البواسير داخلية أو خارجية، وعلى درجة البواسير والأعراض المصاحبة. بالنسبة للبواسير الداخلية من الدرجة الأولى تعالج باستعمال العلاجات الدوائية القابضة للأوعية الدموية والمراهم والتحاميل الموضعية لجعلها تنقبض وتضمر.
أما البواسير من الدرجة الثانية تعالج مثل الدرجة الأولى وقد تستخدم وسائل أخرى مثل الحقن بأدوية مجلطة أو استعمال الرباط المطاطي أو الأشعة تحت الحمراء، وكلها تسبب ضمور البواسير في كثير من الحالات، ولكن في بعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي عند عدم الاستجابة لهذا النوع من العلاج أو حدوث مضاعفات.
والدرجتان الثالثة والرابعة: يتم استئصال البواسير كليا من داخل الشرج وهناك طرق مختلفة للاستئصال الجراحي وتؤدي للتخلص النهائي من البواسير الشرجية. أما في حالة البواسير الخارجية، فيتم استئصالها جراحيا ويستعمل العلاج الموضعي فقط لتخفيف الأعراض لحين عمل العملية.
ويعتبر التدخل الجراحي هو الحل الأمثل لعلاج مرض البواسير الشرجية وخاصة بعد تطور الطرق الجراحية واستعمال الأجهزة الحديثة لتقليل الألم ومشاكل ما بعد الجراحة وتعطي نسبة عالية جدا من الشفاء التام.
* الوقاية
* وللوقاية من حدوث الإصابة:
> عدم الجلوس لمدة طويلة وممارسة الرياضة.
> تناول أغذية تحتوي على ألياف بكثرة.
> تناول السوائل باستمرار.
> معالجة الإمساك واتباع عادات سليمة للإخراج.
> الربط الثلاثي للبواسير من دون استئصال.
كما وينصح بأن يكون الغذاء متوازنا ومحتويا على ألياف بكثرة حتى تجعل البراز لينا ويسهل عملية الإخراج لذلك ينصح بالآتي:
> تناول الكثير من السوائل ما يعادل ثمانية أكواب من الماء يوميا.
> وأن يكون الخبز الكامل المحتوي على النخالة وليس الأبيض.
> تناول منتجات الشوفان.
> الإكثار من الفاكهة مثل التفاح والبرتقال.
> الخضراوات الطازجة، خاصة ذات القشور مثل الجزر والخص والطماطم والخيار.
> الحبوب مثل الفاصوليا والعدس.
> ممارسة تمارين كيجل التي تساعد على تقوية عضلات الشرج.
ولتخفيف أعراض معظم أشكال البواسير قد يفيد الجلوس في ماء دافئ لفترة 10 الى 15 دقيقة عدة مرات يوميا، مع وضع كمادات باردة على المنطقة المصابة أثناء التمدد على الفراش، وتشمل الوسائل التي تصرف بدون الحاجة الى وصفة طبية الفازلين والكريمات الموضعية للبواسير والتي تحتوي على الليدوكين المسكن للألم بصورة مؤقتة ومستحضرات الهيدروكورتيزون المضادة للالتهاب أو ضمادات قطنية خاصة لتخفيف الحكة.
البواسير الشرجية.. أعراضها ومعالجتها
علاجها يعتمد على أنواعها.. والأسلوب الجراحي هو الأنجح
شكرا ياقمراية