الملف الشامل لجميع الرجيمات 2024

الملف الشامل لجميع ريجيمات الشيف عبدالله يوسف

من خلال هذا الملف سوف يتم عرض جميع برامج تخفيف الوزن ( رجيمات ) التي عرضها الشيف عبدالله يوسف في كتابة" الصحة والحياة "
وبرنامج " مهارات الطبخ " الذي يقدمة على تلفزيون الشارقة .
كما سيتم إضافة جميع الملاحظات والإرشادات التي قدمها الشيف لكي تعم الفائدة على الجميع.

رجيم سبعة أيام حياة جديدة

اليوم الأول
الفطور : كوب شاي أخضر بدون سكر + ثمرة غريب فروت + 100 غ جبن خالي الدسم + صحن من الحساء المنحف
قبل الظهر: صحن من الحساء المنحف
الغذاء: 20 غ جبن على النار مع زيت زيتون و3 مشروم ¼ فليفلة + صحن حساء منحف + 2 شريحة أناناس طبيعي + ك شاي أخضر
بعد الظهر: لبن زبادي خالي الدسم
العشاء:صحن من الحساء المنحف + بياض أربع بيضات+ حبة كيوي + 100غ جبن خالي الدسم

اليوم الثاني
الإفطار: كوب شاي أخضر + مانجا طازجة + 125 غ لبن زبادي أو عيران + صحن من الحساء المنحف
قبل الظهر: صحن من الحساء المنحف
الغداء: صحن حساء منحف + سمك مشوي مدهون بملعقة زيت زيتون +20 غ جزر مسلوق أو نيء + شريحة شمام + ك شاي أخضر
بعد الظهر: 100 غ جبنة خالية الدسم
العشاء :صحن من الحساء المنحف+ 120 غ صدر دجاجة منزوعة الجلد مشوية + صحن من البروكلي + ك صغير من التوت

اليوم الثالث
الإفطار: كوب شاي أخضر + صحن من الحساء المنحف + 2 مشمش + 125 غ زبادي أو عيران
قبل الظهر: صحن من الحساء المنحف
الغداء: صحن من الحساء المنحف + 150 غ سمك مشوي + صحن ملفوف نيء أو مطبوخ على البخار + كوب فراولة + كوب شاي أخضر
بعد الظهر: 125 غ زبادي أو عيران
العشاء : صحن من الحساء المنحف+ 10 غ ديك رومي + صحن سبانخ مسلوق+ أجاصة واحدة

اليوم الرابع
الإفطار : كوب شاي أخضر + صحن من الحساء المنحف + جريب فروت + 100 غ جبن خالي الدسم
قبل الظهر:صحن من الحساء المنحف
الغداء: 140 غ الاسكلوب العجل+ صحن سبانخ + صحن من الحساء المنحف + 2 مشمش + ك شاي أخضر
بعد الظهر: 100 غ جبن خالي الدسم
العشاء: صحن حساء المنحف+ تونة مصفاة من الزيت مع الخل و البقدونس و الخس و البصل+ 1أرض شوكي + شريحة البطيخ الأحمر

اليوم الخامس
الإفطار: كوب شاي أخضر+ صحن من الحساء المنحف+ دراق+ 125 غ زبادي أو عيران
قبل الظهر:صحن من الحساء المنحف
الغداء : 150غ روستو + صحن لوبيا خضراء+ صحن من الحساء المنحف+ برتقال+ ك شاي أخضر
بعد الظهر: 125 غ لبن زبادي أو عيران
العشاء: صحن من الحساء المنحف + 50 غ ديك رومي+ صحن باذنجان مقلي مع قليل من الثوم+ بابايا

اليوم السادس
الإفطار: صحن من الحساء المنحف +كوب شاي أخضر+ تفاحة+ 125 غ زبادي
قبل الظهر: صحن من الحساء المنحف
الغداء: 150غ دجاج مشوي+ صحن ملفوف+ ك من ثمار التوت+ ك من الشاي الأخضر
بعد الظهر: 125 غ زبادي أو عيران
العشاء: صحن من الحساء المنحف + بياض أربع بيضات + صحن رشاد مع ملعقة زيت زيتون وخل و ليمون

اليوم السابع
الإفطار: كوب شاي أخضر + صحن حساء المنحف + 2 خوخ + 125 غ زبادي أو عيران
قبل الظهر: صحن من الحساء المنحف
الغداء: 150 غ سمك مشوي + صحن خيار+ صحن من الحساء المنحف+ ك شاي أخضر
بعد الظهر: 125 غ زبادي أو عيران
العشاء: صحن من الحساء المنحف + شريحة روستو عجل + صحن من بوريه اليقطين + برتقالة

مقادير شوربة الندى
ملفوفة صغيرة خضراء + فليفلة صغيرة خضراء + 4 فصوص ثوم + 4 كراث + 2 طماطم + 3 هليون + عرق بقدونس + بصلتان+ عرقا كرفث+ 2 باذنجان + عرق زعتر + 3 ورق غار + رشة بهار + رشة ملح + 3 ليتر ماء

ملحوظة : كلما زاد عدد مرات تناول الشوربة كان أفضل

رجيم الندى

يعتبر نظام الندى طريقة جديدة لمساعدة الجسم على التخلص من السموم المتراكمة فيه، والطريقة المثلى للقيام بهذا النظام هي تخصيص يومين أو ثلاثة حيث تتوقفين عن تناول جميع أنواع المأكولات المصنعة واللحوم والشيكولاتة والشاي والقهوة والمشروبات الغازية والمصنعة وتكتفين بقدر كبير من الماء والخضار والفاكهة الطازجة فقط وعلى الرغم من أن نظام الرجيم يساعد على تخفيف الوزن إلا انه تقليد عرفة الطب القديم لعلاج أمراض الجهاز التنفسي والالتهابات الفطرية وتقوية مناعة الجسم.

تخطيط نظام الندى:
عليكي باختيار يوم واحد أو أكثر لا تكوني مدعوة فيه للغداء أو العشاء وتحاولين في هذا اليوم التخلص من المأكولات التي يمكن أن تغريك فلا تستطيعين مقاومتها مثل البسكويت،والشيكولاتة

اليوم الأول:
على الريق: شرب 2 كئوس ماء صباحا ويكون فاترا
الإفطار: عصير ½ ليمونة
قبل الغداء: اشربي كأسا من النعناع أو عصير الفواكة
الغداء:سلطة خضراء + طبق خضار سوتيه
العشاء: سلطة فواكة
قبل النوم: كأس نعناع أو بابونج
ولا تنسي الإكثار من شرب المياه في حدود لتر و½ اللتر

اليوم الثاني:
الإفطار: كوب مياه دافئة + ½ ليمونة على الريق
الضحى: فواكه طازجة
الغداء:خضراوات سوتية + طبق سلطة خضار
العشاء: سلطة خضار أو فواكه طازجة مع كمية صغيرة من الخضار المطبوخ

اليوم الثالث:
الإفطار: 2كوب مياه دافئة
الضحى: جبن أبيض خالي الدسم + ربع رغيف بلدي
الغداء:خضار طازج سوتيه + سلطة خضراء
العشاء: 2كوب عصير فواكه طبيعية
قبل النوم مباشرة: منقوع النعناع الساخن أو البابونج

ملاحظة أخيره:
يمكنك القيام بنظام الندى بشكل مستمر لكن يجب ألا تزيدي من اللجوء إليه لأكثر من يوم واحد في الأسبوع أو يومين أو ثلاثة أيام متتابعة مره في الشهر
وبشكل عام حاولي أن تخفي من تناول الأغذية المصنعة والشاي والقهوة

رجيم القمر

خبراء التغذية وضعوا نهاية لتساؤلات السمان الصعبة .. دخلوا معاملهم . وفي النهاية خرجوا برجيم يمكنك من خلاله أن تفقد ½1كيلو من وزنك في يومين فقط ..

وطبقا لما يقوله الخبراء لا ينبغي أن تكرر هذا الرجيم أكثر من مرة واحدة في الشهر .. وينصحونك بأن تبدأه يوم الخميس مساء وتنتهي منه مساء السبت ..

وبمنتهى الكرم يسمح لك الخبراء ب 150 ملل من اللبن منزوع الدسم . بالإضافة إلى 150 غ من أي جبن تحبه بشرط أن يكون منزوع الدسم و مربى منخفضة السعرات .. وشريحة خبز يوميا ..

وينصحونك بتناول 7 أكواب من الماء كل يوم .
أما إذا كنت تعاني من أي أمراض فينبغي أن تستشير الطبيب قبل اتباع أي نظام غذائي خاص ..

الخميس :
العشاء : ½ حبه جريب فروت أو ½ برتقالة كبيرة + 75 غ سمك مشوي + طبق سلطة كبير خيار وطماطم + 100 غ سلطة فواكه

الجمعة :
الافطار: 120ملل عصير فواكه غير محلى + موزة صغيرة مقطعة + 2 م ط زبادي بدون دسم + شريحة خبز مع م ص عسل نحل .
الغداء: 175غ بطاطس مشوية أو في الفرن + 150 غ فاصوليا + 25 غ جبن ½ دسم + طبق كبير سلطة خضراء + تفاحة متوسطة
العشاء : 175غ سمك مطهو في الفرن بعد تتبيله بالليمون + 75 غ أرز مسلوق + 10 غ جزر و 10 غ نوع آخر من الخضراوات مسلوقة + شريحتان من الأناناس من العصير الطبيعي + 6 غ جبن قريش

السبت:
الإفطار:120 ملل عصير برتقال أو جريب فروت + 25 غ كورن فليكس مع 120 ملل لبن منزوع الدسم
الغداء: 25 غ لحم بارد أو صدر دجاج + 50 غ جبن منزوع الدسم + طماطم كبيرة + خس كما يحلو لك
العشاء: ½ حبه جريب فروت أو ½ برتقالة كبيرة + شريحة لحم متوسطة " بدون دهون " مشوية + 100 غ بطاطس مسلوقة + طماطم مشوية مع خضراوات+ 100 غ فاصوليا مسلوقة+ 2 ك عصير ليمون

رجيم الصباح

السبت:
الإفطار: ثمرة خوخ + شاي أو قهوة
الغداء: طبق سلطة خضراء + كوب و½ زبادي
العشاء: قطعة دجاج مشوية أو لحم منزوع الدهن+ سلطة + خضار مع ملعقة كبيرة زبادي

الأحد:
الإفطار: أي نوع فاكهة + شاي أو قهوة
الغداء: طبق سلطة خضراء + بيضة مسلوقة + قطعة توست + ثمرة فاكهة
العشاء: قطعة دجاج + كوب زبادي منزوع الدسم

الأثنين:
الإفطار: 2ثمرة فاكهة متوسطة الحجم
الغداء:شريحة خبز+جبن قليل الدسم+طبق سلطة خضراء
العشاء:كوب عصير فواكه طبيعية

الثلاثاء:
الإفطار:½ إصبع موز+شاي أو قهوة
الغداء:جبن أبيض قليل الدسم + طبق سلطة خضراء +2 توست رجيم + ثمرة فاكهة
العشاء:سمك مشوي أو صينية + طبق سلطة

الأربعاء:
الإفطار: 2ثمرة مشمش أو أي فاكهه + شاي أو قهوة
الغداء:كوب و½ زبادي + كوب من فراولة أو أي فاكهه + طبق كبير سلطة خضراء+قطعة توست + كوب حليب قليل الدسم
العشاء:كباب دجاج + طبق سلطة خضراء

الخميس:
الإفطار:½ ثمرة خوخ + شاي أو قهوة بدون سكر
الغداء: بيضة مسلوقة + 1 توست ريجيم + طبق كبير من سلطة خضراء + ½ موزة أو أي نوع آخر فاكهه + كوب شاي بدون سكر
العشاء:قطعة سمك مشوية + ½ كوب أرز أبيض+ثمرة كمثرى أو أي فاكهه + كوب حليب قليل الدسم

الجمعة:
الإفطار:ثمرة تفاح + قهوة أو شاي
الغداء: جبن متوسط الدسم + قطعة توست0 +طبق كبير سلطة خضراء0+ فاكهة نوع واحد ،ثمره واحده
العشاء:سمك فيليه + ثمرة فاكهه

رجيم الجزء الأسفل من الجسم

تتركز السمنة ومعظم الوزن الزائد في الجزء الأسفل من الجسم،عند أهل الشرق،خاصة في النساء،فيبدو شكلهن مثل شكل الكمثرى،الأمر الذي يفرض إعلان الحرب على الوزن الزائد بهذا النوع من الريجيم،ويقول خبراء التغذية والجمال:انه من الصعب التخلص من الدهون والشحوم إذا كانت بالجزء الأسفل من الجسم،والرجيم الذي نقدمه في هذه الطريقة نتيجة أبحاث مكثفة ،قام بها الخبراء لإزالة الوزن الزائد غير المرغوب فيه0

ويعتمد هذا الريجيم على خفض كمية الدهون من الطعام اليومي نهائيا،فعلى الرغم من أن السمن أو الزبد أو الزيت يكسبون الطعام نكهة وطعما لذيذين0الا انه ممنوع استعمال الدهون في فترة الريجيم مع ابتكار بدائل أخرى غير الدهون0

قائمة الممنوعات: ونقدم فيها وصفات لا تحتاج إلى أي نوع من أنواع:
دهون للطهو: مثل المارجرين أو الزيت أو شحوم الحيوان ، وكل الطعام المحمر0
مستخرجات الألبان: مثل الزبدة والقشدة واللبن والحليب الكامل الدسم،والجبن عامة،ما عدا الجبن القريش،وصفار البيض0
الأسماك: الأسماك الدهنية مثل سمك الماكريل والرنجة والسردين والقراميط والثعابين0
اللحوم: مثل لحم الضأن أو أي دهون على اللحم0
المكسرات واللب: كل أنواع المكسرات واللب أيضا0
الحلوى: مثل الشيكولاتة والتوفي والكيك والبسكويت والجاتوه عامة0

البرنامج الغذائي اليومي: ويمكن إتباع هذه الخطة ضمن برنامج النظام الغذائي اليومي:
_كوب من اللبن (الحليب)المنزوع الدسم0أو ثلاثة أرباع كوب ½ دسم0
_تناول أي كمية من الشاي أو القهوة بدون سكر، مع إضافة القليل من الحليب من الكمية المسموح بها يوميا0
_شريحتان من الخبز التوست0مع ثمرة طماطم وخيار،مع علبة سلمون بدون زيت وكمية من السلطة0
_شريحتان من خبز التو ست و4 شرائح (75) جراما من لحم الدجاج الأبيض (الصدر) وثمرتان من الطماطم وثمرة فاكهة0
_كمية من الجبن القريش0مع الجمبري المسلوق المقشر0
_حبة بطاطس بالفرن مع القشر، 225جرام فاصوليا بيضاء أو جبن قريش، مع سلطة أو ذرة مسلوقة0

قائمة العشاء:تناول واحدة فقط من مجموعة الأطباق التالية:
مشهيات: تختار واحدة فقط0
_ثمرة ليمون هندي (جريب فروت)0
_قطع من الشمام0
_مرق منزوع الدسم0
_كوسة محشوة بالجمبري0
الوجبة الرئيسية 100 جرام (بيف برجر) منزوع الدسم،خضر،قطعة خبز مستدير أسمر0
سمكة (تراوت) مشوية،أو مطهوة بالبخار محشوة مع وحدات من الجمبري وسلطة0
175 جراما من شرائح كبد عجل صغير (بتلو) مطهو، مع بصلة صغيرة وخضر0
75 جراما من شرائح لحم (بتلو) مع خضر0
دجاج مطهو مع كرات أفرنجي0

الحلو:
_شرائح موز مع لبن زبادي بالفاكهه0
_تفاحة، مع لبن زبادي منزوع الدسم0
_فاكهه طازجة، مع لبن زبادي منزوع الدسم0
_قطعة من حلوى المارنج ، مع لبن زبادي منزوع الدسم0
ووحدات فراولة أو توت0
_كمبوت فاكهة0

وقد اخترنا طريقة عمل ثلاثة أطباق من الأطباق المقدمة خلال هذا النظام الغذائي لتتضح لمن يتبع هذا الريجيم:

أولا: الكوسة المحشوة تكفي 4 أشخاص
المقادير: 4 كوسا متوسطه مقطعة إلى ½ين بالطول + 75غ روبيان صغير مسلوق + 2 طماطم مفرومه + ½ بصله صغيره مفرومة ناعما + 225 جراما من الجبن القريش+ 4 نقط صلصة (تباسكو)+ ملح وفلفل حسب الرغبه0

الطريقه: يجب طهو الكوسة في ماء مغلي مملح مدة دقائق ثم تصفى وعندما تبرد تزال البذور مع بعض اللحم ويقطع إلى قطع صغيره0
يفرم ثلثا مقدار الجمبري فرما خشنا ويخلط مع الطماطم والبصل والكوسه والجبن القريش والملح والفلفل ونقط التباسكو0
تحشى كل واحدة من أنصاف الكوسة بالحشو السابق
يزين الطبق بوحدات الجمبري المتبقية وتوضع في الثلاجة إلى حين التقديم0

ثانيا: دجاج بالفرن مع الكرات: تكفي 4 أشخاص0
المقادير: 4حبات مقانق صغيرة+ 2 بصل مفروم + ملعقة كبيرة طحين + علبة طماطم مفرومة وزنها 793 جراما+ 2جزر مقطع شرائح+
فص ثوم مفروم+ 4 وحدات كرات إفرنجي صغير ومغسول ومنظف+ ½كوب مرق دجاج + ½ ملعقة صغيرة (ريحان جاف)+
½ ملعقة صغيرة أعشاب عطرية+ 4 قطع صدر دجاج بدون عظم+ ملح وفلفل0

الطريقة: يوقد الفرن على درجة حرارة متوسطه،وتحمر المقانق في طاسه ذات قاعدة سميكة بدون دهن على نار مرتفعة جدا0ثم يضاف البصل ويجب طهوه لمدة دقيقتين
• يضاف الدقيق ويمزج مع البصل والمقانق جيدا0ثم تضاف الطماطم0ويقلب الجميع ويضاف الملح والفلفل مع التقليب الجيد0
• تضاف قطع الدجاج ويمزج الجميع معا ثم ينقل كل الخليط إلى طبق فرن0 ويجب طهوه لمدة ساعة و½ الساعة حتى ينضج الدجاج والخضر ويقدم ساخنا0

ثالثا: سلطة الفاكهة: تكفي من 4 إلى 6 أشخاص0المقادير: والكمبوت هو الفاكهة المطبوخه+ برتقالتان+ ثمرة أناناس صغيرة+ ربع كيلو كرز منزوع البذور ومقطع إلى 4 قطع+ 300 ملليتر عصير الأناناس الطبيعي+ ملعقة صغيرة قرفه+ موزتان0

الطريقة:يقشر البرتقال ويؤخذ قشر برتقالة واحدة، ويوضع في ماء مغلي لمدة 5 دقائق ثم يصفى ويوضع في الثلاجة ليبرد0
• يقطع البرتقال إلى شرائح رقيقة،ثم تقطع كل شريحة إلى ارباع0
• تقشر ثمرة الأناناس،ثم تقطع إلى حلقات،وتقطع كل حلقة إلى 5 أو 6 قطع0
• توضع كل الفاكهة في سلطانية مع عصير الأناناس ويغطى ويوضع بالثلاجة0قبل التقديم يقطع الموز إلى حلقات ويضاف إلى باقي الفاكهة،ثمل يرش السطح بقشور البرتقال والقرفة0

ريجيم الحرية

يعتبر هذا النظام من أشهر نظم الوزن الزائد،/الذي بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية ومنها أنتشر إلى بعض المدن الأوروبية مثل باريس وميونخ وشوتجارت وبازل وغيرها0بعد أن ثبت نجاح هذا النظام في إنقاص الأوزان الزائدة لدى الرجال والنساء والأطفال أيضا0
ويعتمد هذا النظام على تناول أنواع مختلفة من الأغذية التي تعطى ما يعادل 1200 سعر حراري/طاقة يوميا بالنسبة للنساء و 1600 سعر حراري طاقة/يوميا بالنسبة للرجال،1700 سعر حراري طاقة/يوميا بالنسبة للأطفال0وتتكون المواد الغذائية في هذا النظام من بروتينات بنسبة 44% و 50% كربوهيدرات و 6%دهون ، وبهذا يوفر للجسم جميع العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على حيوية الجسم ونضارته0
ومن مميزات هذا النظام الغذائي الشهير أنة يعطي الإنسان حرية اختيار غذائة حسب رغبته بشرط المحافظة على عدد الوحدات الحرارية وعدم تجاوزها،وتحتوي قائمة ريجيم الحرية على ثلاث وجبات غذائية0

الإفطار:
يبدأ بتناول ثمرة فاكهة واحدة على الريق وزنها حوالي 100 جرام مع بيضة واحدة وقطعة خبز محمصة تزن حوالي 30 جراما وملعقة عسل نحل وكوب من الشاي أو القهوة مع الحليب بدون سكر0

الغداء:
يتكون من مائة جرام من صدر الدجاج المشوي مع طبق سلطة من الخضراوات المكونة من (مائة جرام جزر مسلوق ومائة جرام بطاطس مسلوقة و50 جرام خيار)0
ثم تتناول أي ثمرة من الفواكه المتوافرة بعد مرور ثلاث ساعات على الأقل، ويسمح بتناول كل أنواع الفواكه ما عدا العنب والموز0

العشاء:
يتكون من قطعة سمك مشوية أو مسلوقة حوالي مائة جرام مع أربع زيتونات و20 جرام خبز محمص0

قبل النوم:
يمكن تناول ثمرة فواكه أو كوب من اللبن المنزوع الدسم (الرائب)0

ويسمح هذا النظام بحرية تبديل وتغيير المواد الغذائية التي تحتويها القائمة على الا تتجاوز تلك الوجبات عدد الوحدات الحرارية المسموح بها0
والجديد في نظام د0جو ريتشارد أنه يسمح بتطبيق جماعي لهذا النظام مع مجموعات من ذوي الأوزان الزائدة،ويتم خلالها التعرف على مشاكلهم النفسية وحلها وكذلك ممارسة أنواع خفيفة من الرياضات البدنية المناسبة0
ونجح هذا النظام فعلا في إنقاص الوزن الزائد لتلك المجموعات،لذلك يطبق هذا النظام على نطاق واسع في معاهد التغذية المتخصصة،كما يمكن بسهولة وصفه ومتابعته بمعرفة الأخصائي ، وكذلك يمكن تطبيقه بشرط معرفة المحتوى الطاقي لأنواع الأغذية المختلفة0

ريجيم المشاهير – ريجيم الفواكه
يخلصك من الكرش في أسبوع

ولعل منة أحدث صيحات الريجيم المتبعة في بعض مراكز التخسيس هو ريجيم الفواكه أو كما يسميه البعض ريجيم المشاهير ويعتمد هذا الريجيم على استخدام الموز ومجموعة أخرى من الفواكه كنظام غذائي لمدة أربعة أسابيع لإنقاص الوزن والتخلص من الكرش0
ولكن يجب أن يتم ممارسة هذا الريجيم تحت إشراف طبي لفقرة إلى العناصر الغذائية المختلفة وهو كالتالي:

اليوم الأول:
شمام في الإفطار والغداء (أي كمية)0
2 ثمرة موز في العشاء0

اليوم الثاني:
300 جرام تفاح في كل من الإفطار والغداء0
2 ثمرة موز في العشاء0

اليوم الثالث:
شمام طوال اليوم وبأي كمية0

اليوم الرابع:
3 ثمرات موز في كل من الإفطار والغداء والعشاء0

اليوم الخامس:
سلطة فواكه طوال اليوم (تفاح ، موز ، برتقال ، ففراولة ، كمثرى)0

اليوم السادس:
100جرام من التين في الإفطار +2 ثمرة موز في كل من الغداء والعشاء0

اليوم السابع:
شمام طوال اليوم0

ويكرر هذا النظام لمدة أسبوع آخر ثم يعطى راحة لمدة أسبوع ثم يكرر لمدة أسبوعين آخرين0
من الممكن تناول سلطة الفواكه بدلا من أي نوع من الفواكه السابقة0

ريجيم المرضع

عند الاستيقاظ:
كوب حلبة باللبن منزوع الدسم0

الإفطار:
بيضة مسلوقة جيدا أو قطعة جبن قريش + رغيف عيش + فاكهة الموسم0

بين الوجبتين:
كوب من شوربة العدس0

الغداء:
سلطة خضراء + 2قطعة لحم مشوية + خضار سوتيه0

عصرا:
كوب من شراب النعناع البلدي0

العشاء:
كوب من شراب الشمر0

يتبــــــع

    أسرع ريجيم أعشاب

    أسرع ريجيم أعشاب يمكنك أن تقومي به هو ريجيم الأيام الخمسة وهو ريجيم يستمر لمدة خمسة أيام فقط،تستطيعين فيه التعود على نظام غذائي قليل السعرات متوازن غذائيا يستخدم الأعشاب كعامل مساعد لنجاح النظام الغذائي المنشود، ويشترط الاستمرار على منوال الريجيم بعد الانتهاء منة لتثبيت الوزن الجديد،ويمكنك خلال خمسة أيام أن تفقدي من 2 إلى 3 كيلو جرامات،وعند استمرارك على نظام الريجيم لمدة شهر واحد ثقي بأنك قد تكونين أكثر رشاقة بعد فقد 5 كيلوجرامات على الأقل0

    في اليوم الأول:
    الإفطار: كوب شاي أعشاب أو عصير الليمون أو عصير برتقال + بيضة مسلوقة + شريحة خبز أسمر محمص + شاي أو قهوة بدون سكر0
    الغداء: شوربة أعشاب ساخنة + قطعة خبز + قطعة جبن بدون دسم(100)جرام + كوب من عصير الليمون أو شاي الأعشاب،عند الشعور بالجوع يمكن تناول خسة طازجة أو كوب من عصير الطماطم0
    العشاء: كوب من عصير العنب + 100جرام من السمك المشوي + شريحة خبز + سلطة خضراء طازجة + شاي أو قهوة بدون سكر0

    في اليوم الثاني:
    الإفطار: كوب عصير الأعشاب الطازج أو شاي الأعشاب أو ½ ثمرة جريب فروت أو كوب عصير ليمون دافئ + ½ كوب حليب خالي الدسم0
    الغداء: شوربة أعشاب + 100جرام بفتيك الأحمر + 2 توست + سلطة خضراء(خس ،طماطم،وجزر) + شاي أو قهوة بدون سكر0
    العشاء: ½ كوب عصير طماطم + قطعة خبز جافة محمصة +100 جرام جبن خالي الدسم+خس+كوب شاي أو قهوة،ويمكن لهدوء الأعصاب تناول كوب حليب وعند الإحساس بالجوع بين الوجبات يمكن تناول شمامة صغيرة أو 500جرام جزر أو بعض أوراق الخس أو الكرفس0

    اليوم الثالث:
    الافطار: عصير جريب فروت أو عصير ليمون دافيء أو أعشاب بابونج+ بيضة مقلية + 1 توست + سلطة خضراء(خس،جزر،طماطم)0
    الغداء: شوربة خضار بالأعشاب الدافئة +شريحة الدجاج أو اللحم البقري حمراء( مسلوقة أو بفتيك) (100 جرام) +100 جرام خبز + سلطة خضراء + ثمرة تفاح أو جريب فروت0
    العشاء: ½ كوب من الكريز والموز المقطع مضروب في الخلاط + شريحة من فخذ دجاج مشوي بدون جلد + خبز محمص،ويمكن أيضا تناول كوب من عصير الطماطم أو كوب من الكريز الطازج أو موزه واحدة لا أكثر أو شرائح من الشمام حوالي 200 جرام أو 200 جرام كرفس أو جزر أو خس0

    اليوم الرابع:
    يمكن تكرار ما حدث تماما في اليوم الأول،00من الريجيم في وجبة الافطار أو الغداء أو العشاء واختيار ما يروق لك من الأطعمة أو الشوربات التي تساعد على إنقاص وزنك الزائد0

    اليوم الخامس:
    يمكنك تكرار ما تتناولينه في اليوم الثاني أو الثالث من الريجيم حسب الرغبة مع مراعاة عدم تكرار الوجبات واختيار ما تشتهيه نفسك فقط0

    خلال هذا الريجيم تستطيعين تناول وجبات تعطيك حوالي (1100) سعر حراري ولا بد من استشارة الطبيب قبل القيام بأي نوع من أنواع الريجيم لمساعدتك في اختيار أفضل النظم التي يمكن أن توفر لك بأمان جميع العناصر الغذائية اللازمة لجسمك0

    منقووول

    تسلم ايدك يا ريمووو جهد رائع
    جزاك الله كل خير

    منوووره

    يتصفح الموضوع حالياً : 15 (1 عدلات و 14 زائرة)

    الف شكر بارك الله فيكي

    سواتر ومظلات مؤسسة الشامل للمظلات والسواتر وبيوت الشعر والقرميد 2024

    مؤسسه الشامل للمظلات والسواتر
    متخصصون في تركيب جميع انواع المظلات والسواتر
    مظلاتpvc,مظلات سيارات.مظلات ساحات.مظلات مدارس.مظلات عامه،مظلات فوم ،أشرعه.سواتر
    سواتر بلاستيكيه.هناجر ، بيوت شعر ، قرميد
    الونشريس
    ضمـآن لمــده عشر سنــوات
    ننفذ مشآريع المظلات والسواتر
    بجميـع منآطق السعوديه
    مقرنـآ الرئيسي
    الرياض
    للتواصل على الارقام التالية
    0557888437
    0566631354
    أو بإمكانكم. زيارة موقعنا الأكتروني

    الونشريس
    الونشريس
    الونشريس
    الونشريس

    جميع الحقوق محفوظه لدى مؤسسة الشامل

    0557888437


    0566631354


    أو بإمكانكم. زيارة موقعنا الأكتروني

    www.mathalat.com

      موفقه

      بالتوفيق
      ممنوع الروابط

      الدليل الشامل لانواع الببغاء 2024


      African Grey

      African Grey Timneh
      الونشريس

      African Grey Congo
      الونشريس

      Amazon Parrot

      Blue-fronted Amazon
      الونشريس

      Green-cheeked Amazon
      الونشريس

      Lilac-crowned Amazon
      الونشريس

      Lilacine Amazon ~ (Ecuadorian)
      الونشريس

      Mealy Amazon
      الونشريس

      Orange-winged Amazon
      الونشريس

      Panama Amazon
      الونشريس

      Red-lored Amazon
      الونشريس

      White-fronted Amazon
      الونشريس

      Yellow-crowned Amazon
      الونشريس

      Double Yellow-headed Amazon
      الونشريس

      Yellow-naped Amazon
      الونشريس

      Caique

      Black-headed Caique
      الونشريس

      White-bellied Caique
      الونشريس

      Yellow-thighed Caique
      الونشريس

      Cockatoo

      Citron-crested Cockatoo
      الونشريس

      Goffin’s Cockatoo
      الونشريس

      Greater Sulfur-crested
      الونشريس

      Lesser Sulpher Crested
      الونشريس

      Muluccan’s Cockatoo
      الونشريس

      Rose-breasted Cockatoo
      الونشريس

      Umbrella Cockatoo
      الونشريس

      Conure

      Austral Conure
      الونشريس

      Blue-crowned Conure
      الونشريس

      Dusky Conure
      الونشريس

      Golden-capped Conure
      الونشريس

      Green-cheeked Conure
      الونشريس

      Half-Moon Conure
      الونشريس

      Jenday Conure
      الونشريس

      Mitred Conure
      الونشريس

      Nanday Conure
      الونشريس

      Patagonian Conure
      الونشريس

      Queen of Bavaria
      الونشريس

      Red-Masked Conure
      الونشريس

      Sun Conure
      الونشريس

      Peach-fronted Conure
      الونشريس

      White-eyed Conure
      الونشريس

      Lorikeet

      Green-naped Rainbow Lorikeet
      الونشريس

      Macaws

      LARGE MACAWS

      Blue and Gold Macaw
      الونشريس

      Blue-throated Macaw
      الونشريس

      Buffon’s Macaw
      الونشريس

      Green-winged Macaw
      الونشريس

      Hyacinth Macaw
      الونشريس

      Military Macaw
      الونشريس

      Red-fronted Macaw
      الونشريس

      Scarlet Macaw
      الونشريس

      MINI MACAWS

      Hahn’s Macaw
      الونشريس

      Severe Macaw
      الونشريس

      Illiger’s Macaw
      الونشريس

      Yellow-collared Macaw
      الونشريس

      Parakeet

      Alexadrine Parakeets
      الونشريس
      Eastern Rosella
      الونشريس

      Derbyan Parakeets
      الونشريس

      Indian Ringneck Parakeets
      الونشريس

      Plum-headed Parakeets
      الونشريس

      Quaker Parakeet
      الونشريس

      Regent Parakeet
      الونشريس
      Black-hooded Parakeet (Nanday Conure(
      الونشريس

      Pionus

      Blue-headed Pionus
      الونشريس

      Bronze-winged Pionus
      الونشريس

      Dusky Pionus
      الونشريس

      Maximilian’s Pionus
      الونشريس

      White-crowned Pionus
      الونشريس

      Other Parrots

      Meyer’s Parrot
      الونشريس

      Red-bellied Parrot
      الونشريس

      Senegal Parrot
      الونشريس

      Eclectus Parrot

      female
      الونشريس

      male
      الونشريس

      Hawk-Headed Parrot
      الونشريس

        مشكووووووورة

        بارك الله فيكي موضوع جميل

        مشكوره

        يعطيك الصحة

        الونشريس

        كتالوج ماى واى الشامل معايا اتفضلو وبالصور 2024

        دى منتجات ماى واى الى يحب يشترك تحت امرو والى يحب يشترى بردو تحت امرو

           الصور المرفقة
          نوع الملف: jpg 1270048533[1].jpg‏ (165.8 كيلوبايت, المشاهدات 107)
          نوع الملف: jpg 1270048785[1].jpg‏ (196.3 كيلوبايت, المشاهدات 75)
          نوع الملف: jpg 1270145317[1].jpg‏ (189.7 كيلوبايت, المشاهدات 86)
          نوع الملف: jpg 1270148922[1].jpg‏ (181.7 كيلوبايت, المشاهدات 92)
          منتجات كويسه بس اشترك ازاي

           الصور المرفقة
          نوع الملف: jpg 1270048533[1].jpg‏ (165.8 كيلوبايت, المشاهدات 107)
          نوع الملف: jpg 1270048785[1].jpg‏ (196.3 كيلوبايت, المشاهدات 75)
          نوع الملف: jpg 1270145317[1].jpg‏ (189.7 كيلوبايت, المشاهدات 86)
          نوع الملف: jpg 1270148922[1].jpg‏ (181.7 كيلوبايت, المشاهدات 92)
          منتجات حلوة بس مفيش كريمات تفتيح للبشرة

           الصور المرفقة
          نوع الملف: jpg 1270048533[1].jpg‏ (165.8 كيلوبايت, المشاهدات 107)
          نوع الملف: jpg 1270048785[1].jpg‏ (196.3 كيلوبايت, المشاهدات 75)
          نوع الملف: jpg 1270145317[1].jpg‏ (189.7 كيلوبايت, المشاهدات 86)
          نوع الملف: jpg 1270148922[1].jpg‏ (181.7 كيلوبايت, المشاهدات 92)

          الملف الشامل حول هتلر كل ما يخص حياته أو السلسلة التاريخية التي عاشها 2024

          الملف الشامل حول هتلر كل ما يخص حياته أو السلسلة التاريخية التي عاشها
          الملف الشامل حول هتلر كل ما يخص حياته أو السلسلة التاريخية التي عاشها
          الملف الشامل حول هتلر كل ما يخص حياته أو السلسلة التاريخية التي عاشها

          لم يكن أدولف هتلر رجلا عاديا كي تلفه عجلة الزمن ..وتنثره وراءها غبارا تضيع آثاره في أرجاء الكون الفسيح ..وليس أدولف هتلر ملكا للشعب الألماني وحده ..إنه واحد من العظماء القلائل ..الذين كادوا يوقفون سير التاريخ ويبدلون اتجاهه ويغيرون شكل العالم ..فهو إذا ملك التاريخ ..ولكن هتلر الجندي لم يخلف وراءه سوى أسطورة يشوبها واقع هوة المأساة بعينها ..مأساة دولة انهارت أحلامها ..ونظام حكم تقوضت دعائمه وحزب تفرقت أركانه ..فهتلر رجل العقيدة قد خلف تراثا فكريا هيهات أن يبلى ..هذا التراث الذي يشمل السياسة والإجتماع والعلم والحرب كعلم وفن ..

          الونشريس

          سنوات حياته الأولى

          ولد أدولف هتلر في 20 أبريل 1889 في برونو بالإمبراطورية النمساوية المجرية. وكان هتلر الابن الرابع بين ستة من الإخوة. أما والده فهو ألويس هتلر (1837 – 1903) وكان يعمل موظفًا في الجمارك. وكانت والدته كلارا هتلر (1860 – 1907) هي الزوجة الثالثة لوالده.ونظرًا لأن الهوية الحقيقة لوالد ألويس شكلت سرًا غامضًا في تاريخ الرايخ الثالث، كان من المستحيل تحديد العلاقة البيولوجية الحقيقية التي كانت تربط بين ألويس وكلارا؛ وهو الأمر الذي استدعى حصولهما على إعفاء بابوي لإتمام زواجهما. ومن بين ستة أبناء كانوا ثمار زواج ألويس وكلارا لم يصل إلى مرحلة المراهقة سوى أدولف وشقيقته باولا التي كانت أصغر منه بسبع سنوات. وكان لألويس ابن آخر اسمه ألويس هتلر الابن وابنة اسمها انجيلا من زوجته الثانية.

          عاش هتلر طفولة مضطربة حيث كان أبوه عنيفًا في معاملته له ولأمه. حتى إن هتلر نفسه صرح إنه في صباه كان يتعرض عادةً للضرب من قبل أبيه. وبعدها بسنوات، تحدث هتلر إلى مدير أعماله قائلاً: "عقدت – حينئذ – العزم على ألا أبكي مرةً أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط. وبعد ذلك بأيام، سنحت لي الفرصة كي أضع إرادتي موضع الاختبار. أما والدتي، فقد وقفت في رعب تحتمي وراء الباب. أما أنا فأخذت أحصي في صمت عدد الضربات التي كانت تنهال علي مؤخرتي." ويعتقد المؤرخون أن تاريخ العنف العائلي الذي مارسه والد هتلر ضد والدته قد تمت الإشارة إليه في جزء من أجزاء كتابه كفاحي والذي وصف فيه هتلر وصفًا تفصيليًا واقعة عنف عائلي ارتكبها أحد الأزواج ضد زوجته. وتفسر هذه الواقعة بالإضافة إلى وقائع الضرب التي كان يقوم بها والده ضده سبب الارتباط العاطفي العميق بين هتلر ووالدته في الوقت الذي كان يشعر فيه بالاستياء الشديد من والده.

          وغالبًا ما كانت أسرة هتلر تنتقل من مكان لآخر حيث انتقلت من برونو آم إن إلى مدينة باسساو ومدينة لام**** ومدينة ليوندينج بالقرب من مدينة لينز. وكان هتلر الطفل طالبًا متفوقًا في مدرسته الابتدائية، ولكنه رسب في الصف السادس، وهي سنته الأولى في Realschule (المدرسة الثانوية) عندما كان يعيش في لينز وكان عليه أن يعيد هذه السنة الدراسية. وقال معلموه عنه إنه "لا يرغب في العمل". ولمدة عام واحد، كان هتلر في نفس الصف الدراسي مع لودفيج فيتجنشتاين ؛ الذي يعتبر واحدًا من أكثر الفلاسفة تأثيرًا في القرن العشرين. وبالرغم من أن الولدين كانا في العمر نفسه تقريبًا، فقد كان فيتجنشتاين يسبق هتلر بصفين دراسيين. ولم يتم التأكد من معرفة هتلر وفيتجنشتاين لبعضهما في ذلك الوقت، وكذلك من تذكر أحدهما للآخر.

          وقد صرح هتلر في وقت لاحق أن تعثره التعليمي كان نابعًا من تمرده على أبيه الذي أراده أن يحذو حذوه ويكون موظفًا بالجمارك على الرغم من رغبة هتلر في أن يكون رسامًا. ويدعم هذا التفسير الذي قدمه هتلر ذلك الوصف الذي وصف به نفسه بعد ذلك بأنه فنان أساء من حوله فهمه. وبعد وفاة ألويس في الثالث من شهر يناير في عام 1903، لم يتحسن مستوى هتلر الدراسي. وفي سن السادسة عشرة، ترك هتلر المدرسة الثانوية دون الحصول على شهادته.
          وفي كتابه كفاحي أرجع هتلر تحوله إلى الإيمان بالقومية الألمانية إلى سنوات المراهقة الأولى التي قرأ فيها كتاب من كتب والده عن الحرب الفرنسية البروسية والذي جعله يتساءل حول الأسباب التي جعلت والده وغيره من الألمان ذوي الأصول النمساوية يفشلون في الدفاع عن ألمانيا أثناء الحرب.

          الونشريس

          النسب والأصول

          كان والد هتلر – ألويس هتلر – مولوداً غير شرعي. وخلال السنوات التسع والثلاثين الأولى من عمره، حمل ألويس لقب عائلة والدته وهو تشيكلجروبر.

          وفي عام 1876، حمل ألويس لقب زوج والدته يوهان جورج هيدلر. وكان يمكن كتابة الاسم بأكثر من طريقة كالآتي: Hiedler وHuetler وHuettler وHitler، وربما قد قام أحد الموظفين بتوحيد صيغته إلى Hitler. وقد يكون الاسم مشتقًا من "الشخص الذي يعيش في كوخ" (ألمانية فصحى: Hütte) أو من "الراعي" (ألمانية فصحى: hüten = يحرس) والذي تعني في الإنجليزية ينتبه أو قد يكون مشتقًا من الكلمة السلافية Hidlar وHidlarcek. (وفيما يتعلق بالنظريتين الأولى والثانية، فإن بعض اللهجات الألمانية قد يمكنها التمييز إلى درجة بسيطة أو لا يمكنها التمييز بين الصوتين ü- وi- عند النطق.

          وقد استغلت الدعاية الخاصة بقوات الحلفاء اسم العائلة الأصلى لهتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، فكانت طائراتهم تقوم بعملية إنزال جوي على المدن الألمانية لمنشورات تحمل عبارة "Heil Schicklgruber" تذكيرًا للألمان بنسب زعيمهم. وبالرغم من أن هتلر كان قد ولد وهو يحمل اسم هتلر قانونيًا، فإنه قد ارتبط أيضًا باسم هيدلر عن طريق جده لأمه يوحنا هيدلر.

          أما الاسم "أدولف" فهو مشتق من الألمانية القديمة ويعني "الذئب النبيل" (ويتكون الاسم منِ Adel التي تعني النبالة، بالإضافة إلى كلمة ذئب). وهكذا، كان واحدًا من الألقاب التي أطلقها أدولف على نفسه الذئب (ألمانية: Wolf) أو السيد ذئب (ألمانية: Herr Wolf). وقد بدأ في استخدام هذه اللقب في أوائل العشرينات من القرن التاسع عشر وكان يناديه به المقربين منه فقط (حيث لقبه أفراد عائلة فاجنر باسم العم ذئب) حتى سقوط الرايخ الثالث. وقد عكست الأسماء التي أطلقها على مقرات القيادة المختلفة له في كل أنحاء أوروبا القارية ذلك، فكانت أسماؤها وكر الذئب في بروسيا الشرقية، وWolfsschlucht في فرنسا، وWerwolf في أوكرانيا وغيرها من الأسماء التي كانت تشير إلى هذا اللقب. علاوةً على ذلك، عرف هتلر باسم "آدي" بين المقربين من عائلته وأقاربه.

          وكان جد هتلر لأبيه على الأرجح واحدًا من الأخوين يوهان جورج هيدلر أو يوهان نيبوموك هيدلر. وسرت الشائعات بأن هتلر كان ينتسب إلى اليهود عن طريق واحد من أجداده؛ لأن جدته ماريا شيكلجروبر قد حملت عندما كانت تعمل كخادمة في أحد البيوت اليهودية. وأحدث المعنى الكامن في هذه الشائعات دويًا سياسيًا هائلاً حيث إن هتلر كان نصيراً متحمساً لإيديولجيات عنصرية ومعادية للسامية. وقد حاول خصومه جاهدين إثبات نسب هتلر إلى أصول يهودية أو تشيكية. وبالرغم من أن هذه الإشاعات لم تثبت صحتها أبدًا، فإنها كانت كافية بالنسبة لهتلر لكي يقوم بإخفاء أصوله. ووفقًا لما ذكره روبرت جي إل وايت في كتابه The Psychopathic God: Adolf Hitler، فقد منع هتلر بقوة القانون عمل المرأة الألمانية في البيوت اليهودية. وبعد ضم النمسا إلى ألمانيا، قام هتلر بتحويل المدينة التي عاش فيها والده إلى منطقه لتدريب المدفعية.

          الونشريس

          النشأة

          بدءاً من عام 1905، عاش هتلر حياة بوهيمية في فيينا على منحة حكومية لإعانة الأيتام ودعم مالي كانت والدته تقدمه له. وتم رفض قبوله مرتين في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا وذلك في عامي 1907 و1908 لأنه "غير مناسب لمجال الرسم" وأخبروه أن من الأفضل له توجيه قدراته إلى مجال الهندسة المعمارية.وعكست مذكراته افتتانه بهذا الموضوع:

          كان الهدف من رحلتي هو دراسة اللوحات الموجودة في صالة العرض في المتحف الذي كان يطلق عليه Court Museum، ولكنني نادراً ما كنت ألتفت إلى أي شيء آخر سوى المتحف نفسه. فمند الصباح وحتى وقت متأخر من الليل، كنت أتنقل بين المعروضات التي تجذب انتباهي، ولكن كانت المباني دائمًا هي التي تستولي على كامل انتباهي

          وبعد نصيحة رئيس المدرسة له، اقتنع هو أيضًا أن هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه ولكن كان ينقصه الإعداد الأكاديمي المناسب للالتحاق بمدرسة العمارة.

          وفي غضون أيام قلائل، أدركت في أعماقي إنني يجب أن أصبح يومًا مهندسًا معماريًا. والحقيقة هي أن سلوكي هذا الطريق كان مسألة شاقة للغاية حيث إن إهمالي لإتمام دراستي في المدرسة الثانوية قد ألحق الضرر بي لأنه كان ضروريًا إلى حد بعيد. وكان لا يمكن أن التحق بالمدرسة المعمارية التابعة للأكاديمية دون أن أكون قد التحقت قبلها بمدرسة البناء الخاصة بالدراسة الفنية والتي كان الالتحاق بها يستلزم الحصول على شهادة المدرسة الثانوية. ولم أكن قد قمت بأية خطوة من هذه الخطوات. فبدا لي أن تحقيق حلمي في دنيا الفن مستحيلاً بالفعل.

          وفي 21 ديسمبر، 1907، توفيت والدة هتلر إثر إصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة وأربعين عامًا. وبأمر من أحد المحاكم في لينز، أعطى هتلر نصيبه في الإعانة التي تمنحها الحكومة للأيتام لشقيقته باولا. وعندما كان في الحادية والعشرين من عمره، ورث هتلر أموالاً عن واحدة من عماته. وحاول هتلر أن يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين وبعد أن تم رفضته أكاديمية الفنون للمرة الثانية، كان ماله كله قد نفذ. وفي عام 1909، عاش هتلر في مأوى للمشردين. ومع حلول عام 1910، كان هتلر قد استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال في Meldemannstraße.

          وصرح هتلر أن اعتقاده في وجوب معاداة السامية ظهر لأول مرة في فيينا التي كان تعيش فيها جالية يهودية كبيرة تشتمل على اليهود الأرثوذكس الذين فروا من المذابح المنظمة التي تعرضوا لها في روسيا.وعلى الرغم من ذلك، فقد ورد على لسان أحد أصدقاء طفولته وهو أوجست كوبيتسك أن ميول هتلر "المؤكدة في معاداة السامية" قد ظهرت قبل أن يغادر لينز في النمسا. وفي هذه الفترة، كانت فيينا مرتعًا لانتشار روح التحيز الديني التقليدية، وكذلك للعنصرية التي ظهرت في القرن التاسع عشر. ومن الممكن أن يكون هتلر قد تأثر بكتابات لانز فون ليبنفيلس؛ واضع النظريات المعادي للسامية، وكذلك بآراء المجادلين من رجال السياسة أمثال: كارل لويجر مؤسس الحزب الاشتراكي المسيحي وعمدة فيينا بالإضافة إلى المؤلف الموسيقي ريتشارد فاجنر وجورج ريتر فون شونيرر وهو أحد زعماء حركة القومية الألمانية التي عرفت باسم بعيداً عن روما!؛ وهي الحركة التي ظهرت في أوروبا في القرن التاسع عشر والتي كانت تهدف إلى توحيد الشعوب التي تتحدث الألمانية في أوروبا. ويزعم هتلر في كتابه كفاحي أن تحوله عن فكرة معارضة معاداة السامية من منطلق ديني إلى تأييدها من منطلق عنصري جاء من احتكاكه باليهود الأرثوذكس وإذا كان هذا التفسير صحيحًا، فمن الواضح أن هتلر لم يكن يتصرف وفقًا لهذا المعتقد الجديد. فقد كان غالبًا ما ينزل ضيفًا على العشاء في منزل أحد النبلاء اليهود بالإضافة إلى قدرته الكبيرة على التفاعل مع التجار اليهود الذين كانوا يحاولون بيع لوحاته.

          وربما تأثر هتلر أيضًا بقراءته للدراسة التي قام بها مارتن لوثر والتي كان عنوانها "عن اليهود وأكاذيبهم" (بالإنجليزية: On the Jews and their Lies‏). وفي كتابه كفاحي يشير هتلر إلى مارتن لوثر باعتباره محاربًا عظيمًا ورجل دولة حقيقي ومصلح عظيم، وكذلك كان كل من فاجنر وفريدريك الكبير بالنسبة له. وكتب فيلهلم روبك عقب واقعة الهولوكوست، قائلاً: "مما لا شك فيه أن مذهب مارتن لوثر كان له تأثير على التاريخ السياسي والروحي والاجتماعي في ألمانيا بطريقة – بعد التفكير المتأمل في كل جوانبها – يمكن وصفها بأنها كانت جزء من أقدار ألمانيا.

          وزعم هتلر أن اليهود كانوا أعداءً للجنس الآري. كما ألقى على كاهل اليهود مسئولية الأزمة التي حدثت في النمسا. واستطاع الوقوف على صور محددة من الاشتراكية والبلشفية التي تزعمها العديد من القادة اليهود – كنوع من أنواع الحركات اليهودية – ليقوم بعمل دمج بين معاداة السامية وبين معاداة الماركسية. وفي وقت لاحق، ألقى هتلر باللوم في هزيمة الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الأولى على ثورات عام 1918 ومن ثم، أتهم اليهود بجريمة التسبب في ضياع أهداف ألمانيا الاستعمارية، وكذلك في التسبب في المشكلات الاقتصادية التي ترتبت على ذلك.

          وعلى ضوء المشاهد المضطربة التي كانت تحدث في البرلمان في عهد الملكية النمساوية متعددة الجنسيات، قرر هتلر عدم صلاحية النظام البرلماني الديمقراطي للتطبيق. وبالرغم من ذلك – ووفقًا لما قاله أوجست كوبيتسك والذي شاركه الغرفة نفسها في وقت من الأوقات – أن هتلر كان مهتمًا بأعمال الأوبرا التي ألفها فاجنر أكثر من اهتمامه بآرائه السياسية.

          واستلم هتلر الجزء الأخير من ممتلكات والده في مايو من عام 1913 لينتقل بعدها للعيش في ميونيخ. وكتب هتلر في كفاحي أنه كان يتوق دائمًا للحياة في مدينة ألمانية "حقيقية". وفي ميونيخ، أصبح هتلر أكثر اهتمامًا بفن المعمار؛ وذلك ما جاء على لسان هتلر وظهر في كتابات هوستن ستيوارت تشامبرلين. كما أن انتقاله إلى ميونيخ قد ساعده أيضًا على التهرب من أداء الخدمة العسكرية في النمسا لبعض الوقت بالرغم من أن الشرطة في ميونيخ (والتي كانت تعمل بالتعاون مع السلطات النمساوية) تمكنت في نهاية الأمر من إلقاء القبض عليه. وبعد فحصه جسديًا وتقدمه بالتماس يدل على ندمه على ما اقترفه، تقرر أنه غير لائق لأداء الخدمة العسكرية وتم السماح له بالعودة إلى ميونيخ. ومع ذلك، وعندما دخلت ألمانيا الحرب العالمية الأولى في أغسطس من عام 1914، تقدم هتلر بالتماس لملك بافاريا لودفيج الثالث للسماح له بالخدمة في بالجيش. وبالفعل وافق الملك على التماسه، وتم تجنيد أدولف هتلر في الجيش البافاري.

          يتـــــــــبع


            الونشريس

            الحرب العالمية الأولى

            هتلر أثناء الحرب العالمية الأولى

            خدم هتلر في فرنسا وبلجيكا مع الفوج البافاري الاحتياطي السادس عشر -والذي عرف باسم فوج ليست (بالألمانية: Regiment List) نسبةً إلى قائده الأول-. وانتهت الحرب بتقلده رتبة جيفريتر (وهي رتبة تعادل وكيل عريف في الجيش البريطاني وجندي من الدرجة الأولى في الجيوش الأمريكية). عمل هتلر كرسول بين الجيوش؛ وهي واحدة من أخطر الوظائف على الجبهة الغربية، وكان معرضًا في أغلب الأحيان للإصابة بنيران العدو. كما اشترك في عدد من المعارك الرئيسية على الجبهة الغربية، وتضمنت هذه المعارك: معركة يبريس الأولى ومعركة السوم ومعركة آراس ومعركة باسكيندايلي.

            ودارت معركة يبريس في أكتوبر من عام 1914 والتي شهدت مقتل حوالي 40,000 جندي خلال عشرين يومًا (وهو ما بين ثلث ونصف عدد الجنود المشاركين فيها). أما الكتيبة التي كان هتلر فرداً من أفرادها فقد تقلص عددها من مائتين وخمسين جندي إلى اثنين وأربعين جنديًا بحلول شهر ديسمبر. وكتب كاتب السير الذاتية جون كيجان أن هذه التجربة قد جعلت هتلر يتجه إلى الانعزال والانطواء على نفسه خلال السنوات الباقية للحرب.

            وتقلد هتلر وسامين تقديرًا لشجاعته في الحرب. حيث تقلد وسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية في عام 1914، وتقلد أيضًا وسام الصليب الحديدي من الدرجة الأولى في عام 1918؛ وهو تكريم نادرًا ما يحصل عليه عسكري من رتبة جيفريتر. ومع ذلك، لم تتم ترقية هتلر إلى رتبة أونتيروفيزير (وهي رتبة تعادل العريف في الجيش البريطاني) نظرًا لكونه يفتقر إلى المهارات القيادية من وجهة نظر قادة الفوج الذي كان ينتمي إليه. ويقول بعض المؤرخين الآخرين أن السبب وراء عدم ترقيته يرجع إلى أنه لم يكن مواطناً ألمانياً. وكانت المهام التي كان هتلر يكلف بها في المقرات العسكرية محفوفة عادةً بالمخاطر، ولكنها سمحت له بمتابعة إنتاج أعماله الفنية. وقام هتلر برسم الصور الكاريكاتورية والرسومات التعليمية لإحدى الصحف التابعة للجيش. وفي عام 1916، أصيب هتلر بجرح إما في منطقة أصل الفخذ أو في فخذه الأيسر وذلك أثناء مشاركته في معركة السوم ولكنه عاد إلى الجبهة مرةً أخرى في مارس من عام 1917. وتسلم شارة الجرحى في وقت لاحق من نفس العام. وأشار سباستيان هافنر إلى تجربة هتلر على الجبهة موضحًا أنها سمحت له على أقل تقدير بفهم الحياة العسكرية.

            وفي 15 أكتوبر 1918، دخل هتلر إحدى المستشفيات الميدانية على إثر إصابته بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجوم بغاز الخردل. ويشير العالم النفسي الإنجليزي ديفيد لويس وكذلك بيرنارد هورسمتان إلى أن إصابة هتلر بالعمى قد تكون نتيجةً اضطراب تحوّلي (والذي كان معروفًا في ذلك الوقت باسم هيستريا). وعقب هتلر على هذه الواقعة فقال إنه أثناء هذه التجربة أصبح مقتنعًا أن سبب وجوده في الحياة هو "إنقاذ ألمانيا." ويحاول بعض الدارسين – خاصةً لوسي دافيدوفيتش، أن يبرهنوا على أن نية هتلر لإبادة يهود أوروبا كانت تامة الرسوخ في ذهنه في ذلك الوقت على الرغم من عدم استقراره على الطريقة التي سيتمكن بها من تنفيذ هذا الأمر. ويعتقد معظم المؤرخين أنه اتخذ هذا القرار في عام 1941 بينما يعتقد البعض الآخر أنه قد عقد العزم عليه في وقت لاحق في عام 1942.
            هتلر مع بعض زملائه أثناء الحرب العالمية الأولى

            كان إعجاب هتلر بألمانيا قد سيطر عليه منذ زمن بعيد، وأثناء الحرب أصبح وطنيًا متحمسًا أشد الحماس للدفاع عن ألمانيا بالرغم من أنه لم يصبح مواطنًا ألمانيًا حتى عام 1932. ورأي هتلر أن الحرب هي "أعظم الخبرات التي يمكن أن يمر بها المرء في حياته". وفي وقت لاحق، أشاد به عدد من قادته تقديرًا لشجاعته. وصدم هتلر من اتفاقية الاستسلام التي وقعتها ألمانيا في نوفمبر من عام 1918 على الرغم من سيطرة الجيش الألماني حتى ذلك الوقت على أراضِ للعدو. ومثله مثل العديد من المناصرين للقومية الألمانية، كان هتلر يؤمن بأسطورة طعنة الخنجر (بالألمانية: Dolchstoßlegende) التي قالت بإن الجيش "الذي لم تتم هزيمته في ساحة المعركة" قد "تعرض لطعنة في الظهر" من قادة مدنين وماركسيين على الجبهة الداخلية. وقد عرف هؤلاءالسياسيين فيما بعد باسم مجرمي نوفمبر.

            وحرمت معاهدة فرساي ألمانيا من مناطق عديدة كانت تابعة لها، وجردت منطقة رينهارد من الصفة العسكرية التي كانت تتمتع بها، كما فرضت عقوبات اقتصادية مدمرة أخرى على ألمانيا. وأعادت المعاهدة الوجود لدولة بولندا من جديد؛ وهو الأمر الذي اعتبره لألمان – حتى المعتدلين منهم – نوعًا من أنواع الإهانة. وحملت المعاهدة ألمانيا مسئولية كل فظائع الحرب، وهو الأمر الذي ينظر إليه مؤرخون بارزون من أمثال: جون كيجان الآن باعتباره على أقل تقدير تطبيقًا للعدالة من وجهة نظر الطرف المنتصر: فقد طغت الصفة العسكرية على معظم الأمم الأوروبية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى بشكل متزايد وكانت هذه الأمم تتلهف للقتال. وكان إلقاء اللوم على ألمانيا هو الأساس لفرض إصلاحات على ألمانيا (وقد تم تعديل مقدار هذه الإصلاحات بشكل متكرر وفقًا للخطط المعروفة باسم خطة داوس خطة يونج وHoover Moratorium). أما ألمانيا، فقد رأت أن المعاهدة وخاصةً البند رقم 231 منها وبالتحديد الفقرة التي تتحدث عن مسئولية ألمانيا عما حدث في الحرب نوعًا من أنواع الإهانة. فعلى سبيل المثال، كان هناك تجريد كامل للقوات المسلحة الألمانية من صفتها العسكرية يسمح لها بالاحتفاظ بست بوارج فقط ويمنعها من الاحتفاظ بغواصات أو قوات جوية أو مركبات مدرعة أو جيش يفوق عدده مائة ألفًا من الجنود إلا تحت ظروف التجنيد الإجباري التي يمكن أن تفرضها الحرب. وكان لمعاهدة فرساي دورًا مهمًا في الظروف الاجتماعية والسياسية التي صادفها هتلر وأتباعه من النازيين أثناء سعيهم للفوز بالسلطة. ونظر هتلر وحزبه إلى توقيع "مجرمي نوفمبر" على المعاهدة كسبب يدعوهم إلى بناء ألمانيا من جديد بشكل لا يتكرر معه ما حدث مرةً أخرى. واستخدم هتلر مجرمي نوفمبر ككبش فداء على الرغم من الخيارات المحدودة للغاية والتي كانت متاحة أمام هؤلاء الساسة في مؤتمر باريس للسلام.

            الونشريس

            يتبـــــــــــــع

            هتلر في عالم السياسة

            وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ظل هتلر في الجيش وعاد إلى ميونيخ حيث شارك في الجنازة العسكرية التي أقيمت لرئيس الوزراء البافاري الذي تم اغتياله – كيرت آيسنر وذلك على خلاف تصريحاته التي أعلنها في وقت لاحق. وفي أعقاب قمع الجمهورية السوفيتية البافارية، شارك هتلر في حضور دورات "الفكر القومي" التي كان ينظمها قسم التعليم والدعاية (Dept Ib/P) التابع للجماعة البافارية التي كان يطلق عليها اسم Reichswehr في مركز القيادة الرئيسي الرابع تحت إشراف كابتن كارل ماير. وتم إلقاء اللوم على الشعب اليهودي الذي ينتشر أفراده في كل أنحاء العالم، وعلى الشيوعيين، وعلى رجال السياسة من كل الانتماءات الحزبية؛ خاصةً تحالف فايمار الائتلافي.

            وفى يوليو، 1919، تم تعيين هتلر في منصب جاسوس للشرطة (ألمانية:Verbindungsmann) وكان يتبع (قيادة الاستخبارات (Aufklärungskommando) التي كانت تتبع قوات الدفاع الوطنية (Reichswehr) من أجل التأثير على الجنود الآخرين واختراق صفوف حزب صغير؛ وهو حزب العمال الألماني (DAP).وأثناء استكشافه للحزب، تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزب آنتون دريكسلر المعادية للسامية والقومية والمناهضة للرأسمالية والمعارضة لأفكارالماركسية. وكانت أفكاره تؤيد وجود حكومة قوية ونشيطة؛ وهي أفكار مستوحاة من الأفكار الاشتراكية "غير اليهودية" ومن الإيمان بضرورة وجود تكافل متبادل بين كل أفراد المجتمع. كما حازت مهارات هتلر الخطابية على إعجاب دريكسلر فدعاه إلى الانضمام للحزب ليصبح العضو الخامس والخمسين فيه. كما أصبح هتلر أيضًا العضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة للحزب. وبعد مرور عدة سنوات، أدعى هتلر إنه العضو السابع من الأعضاء المؤسسين للحزب.

            كما التقى هتلر مع ديتريش إيكارت وهو واحد من المؤسسين الأوائل للحزب، كما كان عضوًا في الجمعية السرية المعروفة باسم Thule Society. وأصبح إيكارت المعلم الخاص بهتلر الذي يعلمه الطريقة التي يجب أن ينتقي بها ملابسه ويتحدث بها، كما قدمه إلى مجتمع واسع من الناس. ووجه هتلر عميق شكره إلى إيكارت عن طريق الثناء عليه في المجلد الثاني من كتابه المعروف باسم Mein Kampf. وفي محاولة لزيادة شعبية الحزب، قام الحزب بتغيير اسمه إلى حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني (بلألمانية: Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei).

            وتم تسريح هتلر من الجيش في مارس، 1920، فبدأ مدعومًا بالتشجيع المستمر من أعضاء الحزب من ذوي المناصب الأعلى في المشاركة الكاملة في أنشطة الحزب. وفي بدايات عام 1921، بدأ هتلر يتمكن بشكل كامل من إجادة فن الخطابة أمام الحشود الكبيرة. وفي فبراير، تحدث هتلر أمام حشد يضم حوالي ستة آلاف فرد في ميونيخ. وللدعاية لهذا الاجتماع، أرسل هتلر شاحنتين محملتين بمؤيدي الحزب ليجوبوا الشوارع وهم يحملون الصليب المعقوف محدثين حالة من الفوضى وهم يلقون بالمنشورات صغيرة الحجم إلى الجماهير في أول تنفيذ للخطة التي قاموا بوضعها. انتشرت سمعة هتلر السيئة خارج الحزب نظرًا لشخصيته الفظة وخطاباته الجدلية العنيفة المناهضة لمعاهدة فرساي والسياسيين المنافسين له (بما في ذلك أنصار الحكم الملكي والمنادين بفكرة القومية وغيرهم من الاشتراكيين غير المؤمنين بسياسة التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول؛ واشتهر بوجه خاص بخطاباته المناهضة للماركسيين ولليهود.

            واتخذ حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني من ميونيخ مقرًا له. وكانت ميونيخ في ذلك الوقت أرضًا خصبة لمناصري القومية الألمانية الذين كان منهم ضباط من الجيش قد عقدوا العزم على سحق الماركسية وتقويض دعائم جمهورية فايمار (الجمهورية التي نشأت في ألمانيا في الفترة من 1919 إلى 1933 كنتيجة للحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا الحرب). وبمرور الوقت، لفت هتلر وحركته التي أخذت في النمو أنظار هؤلاء الضباط باعتبارها أداة مناسبة لتحقيق أهدافهم. وفي صيف عام 1921، سافر هتلر إلى برلين لزيارة بعض الجماعات التي كانت تنادي بالقومية. وفي فترة غيابه، كانت هناك حالة من التمرد بين قيادات حزب العمال الألماني في ميونيخ.

            وتولت إدارة الحزب لجنة تنفيذية نظر أعضاؤها الأساسيون إلى هتلر باعتباره شخصية متغطرسة ومستبدة. وقام هؤلاء الأعضاء بتشكيل حلف مع مجموعة من الاشتراكيين في مدينة Augsburg. وأسرع هتلر بالعودة إلى ميونيخ وحاول مقاومة الهجمة الشرسة عليه بتقديم استقالته رسميًا من الحزب في 11 يوليو في عام 1920. وعندما أدرك هؤلاء الأعضاء أن خسارتهم لهتلر ستعني عمليًا نهاية الحزب، انتهز هتلر الفرصة وأعلن عن إمكانية عودته إلى الحزب شريطة أن يحل محل دريكسلر في رئاسة الحزب متمتعًا بالنفوذ المطلق فيه. وحاول أعضاء الحزب الحانقين (بما فيهم دريكسلر) الدفاع عن مكانتهم في بداية الأمر. وفي ذلك الوقت، ظهر كتيب مجهول المصدر يحمل عنوان "أدولف هتلر: هل هو خائن؟" (بالإنجليزية: Adolf Hitler: Is he a traitor?‏) ليهاجم تعطش هتلر للاستيلاء على السلطة وينتقد زمرة الرجال الملتفين حوله والذين يتميزون بالعنف. وردًا على نشر هذا الكتيب عنه في صحيفة تصدر في ميونيخ، أقام هتلر دعوى قضائية بسبب التشهير، وحظى في وقت لاحق بتسوية بسيطة معهم.

            وتراجعت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني عن موقفها في نهاية الأمر واعترفت بهزيمتها، وتم التصويت بين أعضاء الحزب بشأن الموافقة على مطالب هتلر. وحصل هتلر على موافقة خمسمائة وثلاثة وأربعين صوتًا من أصوات الأعضاء في مقابل الرفض من صوت واحد فقط. وفي الاجتماع التالي لأعضاء الحزب الذي عقد في التاسع والعشرين من يوليو، 1921، تم تقديم أدولف هتلر بصفته فوهرر (بالألمانية: Führer) لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني؛ وهي المرة الأولى التي تم فيها الإعلان عن هذا اللقب على الملأ.

            وبدأت الخطب التي كان هتلر يلقيها في النوادي التي كان يجتمع فيها أفراد الشعب الألماني ليهاجم بها اليهود والديقراطيين الاشتراكيين والليبراليين وأنصار الحكم الملكي الرجعيين والرأسماليين والشيوعيين تؤتي ثمارهاالمرجوة وتجذب إليه المزيد من المؤيدين. وكان من مؤيدي هتلر الأوائل: ردولف هس، والطيار السابق في القوات الجوية هيرمان جورينج وقائد الجيش ايرنست روم الذي أصبح بعد ذلك رئيسًا للمنظمة شبه العسكرية النازية المعروفة باسم SA (كتيبة العاصفة (بالألمانية: Sturmabteilung))التي تولت حماية الاجتماعات والهجوم على خصومه السياسيين. وكوّن هتلر جماعات مستقلة مشابهة مثل: جبهة العمل الألمانية (بالألمانية: Deutsche Werkgemeinschaft) والتي اتخذت من مدينة نورنبيرغ مقرًا لها. وكان يوليوس شترايشر رئيسًا لها، وشغل بعد ذلك منصب Gauleiter (قائد فرع إقليمي لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني) في منطقة Franconia. علاوةً على ذلك، لفت هتلر أنظار أصحاب المصالح التجارية المحليين، وتم قبوله في الدوائر التي كانت تتضمن أصحاب النفوذ في مجتمع مدينة ميونيخ. كما اقترن اسمه باسم القائد العسكري الذي كان ذائعًا في فترة الحرب الجنرال ايريك لودندورف.

            الونشريس

            انقلاب بير هول الفاشل

            محاولة انقلاب هتلر على الحكومة في عام 1923 ولكنها انتهت بالفشل وأدت إلى سجنه.

            كتاب كفاحي

            كتاب جمع بين عناصر السيرة الذاتية والشرح التفصيلي لنظريات هتلر النازية. كتبه هتلر أثناء فترة جلوسه في السجن إثر محاولة الانقلاب الفاشلة.

            الونشريس

            إعادة بناء حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني

            وفي الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح هتلر، كان الموقف السياسي في ألمانيا قد بدأ يهدأ وأخذت الأحوال الاقتصادية في التحسن مما فرض قيودًا على فرص هتلر في الإثارة والتأليب. وبالرغم من أن انقلاب هتلر العسكري قد أكسبه بعض الشهرة على الصعيد القومي، فإن عماد الحزب الذي يترأسه هتلر ظل في مدينة ميونيخ.

            وتم حظر نشاط حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني وأعضائه في بافاريا عقب فشل الانقلاب. وتمكن هتلر من إقناع هاينريش هيلد – رئيس وزراء بافاريا – بأن يرفع هذا الحظر مستندًا إلى مزاعمه التي أكد فيها على أن الحزب سيسعى الآن إلى الحصول على السلطة السياسية عبر القنوات الشرعية. وبالرغم من تفعيل رفع الحظر المفروض على حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني في 16 فبراير 1925، فإن هتلر قد جلب على نفسه حظرًا جديدًا نتيحةً لخطبة ملتهبة ألقاها تسببت في إثارة الشغب. ونظرًا لحرمانه من إلقاء الخطابات العامة، قام هتلر بتعيين جريجور شتراسر – الذي تم انتخابه في عام 1924 لعضوية الرايخستاج (البرلمان الألماني)- في منصب رئيس منظمة الرايخ (بالألمانية: Reichsorganisationsleiter)، ومنحه سلطة تنظيم الحزب في شمال ألمانيا. وسلك شتراسر – بالإضافة إلى شقيقه الأصغر اوتو وجوزيف جوبلز – مسلكًا بدأت استقلاليته في التزايد مع مرور الوقت ليؤكد بذلك على وجود العنصر الاشتراكي في برنامج الحزب. وأصبحت قيادة جبهة العمل الألمانية في فرعها الإقليمي في شمال غرب ألمانيا (بالألمانية: Arbeitsgemeinschaft der Gauleiter Nord-West) تشكل جبهة معارضة داخلية داخل الحزب لتهدد سلطة هتلر. ولكن، لحقت الهزيمة بهذه الزمرة المنشقة في مؤتمر بامبرج الذي عقد في عام 1926 والذي انضم جوبلز خلاله إلى هتلر.

            وعقب هذا الصدام، زاد هتلر من مركزية سلطته في الحزب. وأكد على وجود منصب القائد الأساسي للحزب (نازية) (بالألمانية: Führerprinzip) كمنصب يجعل منه المسئول الأساسي عن تنظيم شئون الحزب. فلا يتم انتخاب القادة من قبل الجماعات التي يقومون بقيادتها، ولكن يقوم رؤساؤهم من ذوي المراكز الأعلى بتعيينهم ويكون لهم ايضًا الحق في مساءلتهم، بينما يتمتع هؤلاء القادة بالطاعة المطلقة ممن هم أقل منهم مركزًا. وتماشيًا مع ازدراء هتلر لفكرة الديمقراطية فقد جعل كل السلطة والنفوذ تنتقل من أعلى لأسفل.

            وكان العامل الرئيسي في ازدياد شعبية هتلر بين الناس هو قدرته على استدعاء روح العزة الوطنية التي عرضتها معاهدة فيرساي للمهانة والتي فرضها الحلفاء الغربيون على الأمبراطورية الألمانية المهزومة. وخسرت ألمانيا جزءاً ذا أهمية اقتصادية من أراضيها في أوروبا إلى جانب مستعمراتها. واعترافًا منها بتحمل المسئولية الكاملة عن الحرب، وافقت على دفع مبلغًا ضخمًا يقدر إجماليًا بحوالي مائة واثنين وثلاثين مليار مارك ألماني من أجل إصلاحات الخسائر التي خلفتها الحرب. واستاء معظم الألمان في مرارة من بنود المعاهدة، ولكن كانت المحاولات السابقة التي قام بها النازيون للحصول على تأييد الشعب الألماني بإلقاء اللوم على "الشعب اليهودي في كل أنحاء العالم" غير مقبولة بين جمهور الناخبين. وسرعان ما تعلم الحزب الدرس، فبدأ دعاية ماهرة تمزج بين معاداة السامية والهجوم على الأخطاء التي قام بها "نظام فايمار" والأحزاب السياسية الموالية له.

            وبعد فشل الانقلاب الذي قاده هتلر للإطاحة بجمهورية فايمار، انتهج هتلر "استراتيجية الشرعية": وهي تعني الامتثال الرسمي لمبادئ جمهورية فايمار حتى يتولى زمام الحكم بصفة قانونية. ومن ثم، يمكنه استغلال المؤسسات التابعة لجمهورية فايمار للتخلص من هذه الجمهورية وتنصيب نفسه ديكتاتوراً على البلاد. وقد عارض بعض أعضاء الحزب، لاسيما ممثلي كتيبة العاصفة شبه العسكرية، هذه الاستراتيجية التي انتهجها هتلر. وسخر روم وآخرون من هتلر وأطلقوا عليه اسم أدولف الشرعي (بالألمانية: Adolphe Legalité).

            الونشريس

            الرايخ الثالث

            الصليب المعقوف أصبح علم الدولة النازية الجديدة

            بعد تمكنه من إحكام سيطرته على السلطة السياسية بشكل كامل، حاول هتلر أن يكسب تأييد الجماهير لسياساته عن طريق إقناع معظم الشعب الألماني بأنه من سينقذهم من موجة الكساد الاقتصادي التي اجتاحت العالم، وكذلك من معاهدة فرساي والشيوعية و"البلاشفة اليهود" (الذين أثروا سلبًا على الحركة الشيوعية في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية) وكذلك من تأثير الأقليات الأخرى "غير المرغوب فيها". واستأصل النازي كل معارضة صادفته عن طريق العملية التي أطلق عليها التنسيق بين كل الأنظمة ودمجها في نظام واحد {ألم|Gleichschaltung}.

            الونشريس

            الاقتصاد والثقافة

            أشرف هتلر على واحدة من أكبر التوسعات في مجال الإنتاج الصناعي والتطويرات المدنية التي شهدتها ألمانيا طوال تاريخها. وقد اعتمد في ذلك على أسلوب تعويم الديون وزيادة عدد أفراد القوات المسلحة. وشجعت السياسة النازية النساء على المكوث في المنزل لإنجاب الأطفال والعناية بالمنزل. وهكذا، تحدث أدولف هتلر في إحدى خطبه التي ألقاها في سبتمبر من عام 1943 أمام الرابطة الاشتراكية الوطنية للمرأة فقال إنه بالنسبة للمرأة الألمانية: "لا بد أن يتركز عالمها حول زوجها وعائلتها وأطفالها وبيتها". وعزز هتلر الإيمان بهذه السياسة بمنحه صليب الشرف الخاص بتكريم الأم الألمانية (بالإنجليزية: Cross of Honor of the German Mother‏) لكل امرأة تلد أربعة من الأطفال أو أكثر. وفعليًا، تراجع معدل البطالة عن طريق عاملين أساسيين وهما: إنتاج الأسلحة وعودة النساء للمكوث في منازلهن حتى تتحن الفرصة للرجال للحصول على الوظائف التي كن يشغلنها. لذلك، كان الإدعاء الذي ساد في هذه الفترة بأن الاقتصاد الألماني استطاع أن يصل تقريبًا إلى العمالة الكاملة يرجع جزئيًا – وذلك على أقل تقدير – إلى الدعاية البارعة التي تم استخدامها في هذا العهد. وحصل هتلر على معظم التمويل الذي استخدمه في إعادة بناء البلاد وإعادة التسلح من سياسة التلاعب بالعملة للتأثير على الأسعار في الأسواق التجارية التي قام بها هايمار شاخت؛ وهو رئيس البنك المركزي الألماني في هذا العهد والمسئول عن العملة. وتضمنت سياسة التلاعب إصدار سندات مشكوك في أمرها ومنها تلك التي كانت تعرف باسم "Mefo bills"، وهي سندات إضافة قامت حكومة النازي بإصدارها – بدءاً من عام 1934 وما بعده – تحت غطاء شركة "Metallurgische Forschung" وعرف اسمها اختصارًا باسم "MEFO".
            احتفالية نوريمبرج عام 1934

            كذلك، أشرف هتلر على واحدة من أكبر حملات تطوير البنية التحتية في التاريخ الألماني. واشتمل هذا التطوير على إنشاء العديد والعديد من السدود، والطرق السريعة التي تسير عليها المركبات، وطرق السكك الحديدية إلى جانب عدد آخر من الإنشاءات المدنية. وأكدت سياسات هتلر على أهمية الحياة الأسرية؛ وهي الحياة التي يسعى فيها الرجل وراء كسب لقمة العيش بينما تكون الأولوية في حياة المرأة لتربية الأطفال والعناية بشئون المنزل. وجاء هذا الانتعاش في مجالي الصناعة والبنية التحتية على حساب المستوى العام للمعيشة؛ على الأقل بالنسبة لمن لم يتأثروا بحالة البطالة المزمنة التي كانت تسيطر على البلاد أثناء عهد جمهورية فايمار السابقة (التي تم إعلانها عام 1919 في مدينة فايمر الألمانية)، وذلك لأن الأجور قد تم تخفيضها قليلاً في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية على الرغم من ارتفاع نفقات المعيشة بنسبة خمسة وعشرين بالمائة. وبالرغم من ذلك، فقد شعر العمال والفلاحون – وهي الفئات التي كانت تعطي أصواتها لصالح حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني – بطفرة في مستوى المعيشة الخاص بهم.

            ووجهت حكومة هتلر رعايتها لفن العمارة على نطاق واسع، واشتهر ألبرت سبير بأنه المعماري الأول في حكومة الرايخ. ولا يفوق الشهرة التي اكتسبها سبير كمعماري قام بتنفيذ رؤية هتلر الكلاسيكية التي أعاد بها تفسير الحضارة الألمانية إلا دوره الفعال الذي قام به كوزير للتسلح والذخيرة في السنوات الأخيرة للحرب العالمية الثانية. وفي عام 1936، قامت برلين باستضافة دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية التي افتتحها هتلر بنفسه وتم وضع ألحانها بحيث تظهر تفوق الجنس الآري على كل الأجناس البشرية الأخرى، الأمر الذي جعل هذه الدورة تحقق نتائج مشوشة.

            وبالرغم من أن هتلر كان قد خطط لإنشاء شبكة متكاملة من السكك الحديدية العريضة (بالألمانية: Breitspurbahn) فإن نشوب الحرب العالمية الثانية قد أدى إلى التراجع عن إتمام هذا المشروع العملاق. فلو كانت هذه الشبكة العريضة والمتكاملة من خطوط السكك الحديدية قد تم إنشائها بالفعل لكان عرضها سيصل إلى ثلاثة أمتار، وكانت بذلك ستفوق في اتساعها شبكة السكك الحديدية القديمة التي أنشأتها شركة Great Western Railway في المملكة المتحدة.

            أسهم هتلر بشكل بسيط في تصميم السيارة التي تم إطلاق اسم فولكسفاجن بيتل عليها بعد ذلك. وقد عهد هتلر بمهمة تصميم السيارة وصناعتها إلى فرديناند بورش. وقد تم إرجاء إنتاج هذه السيارة أيضًا بسبب نشوب الحرب.

            اعتبر هتلر أن اسبرطة هي أولى الدول التي طبقت مبادئ الاشتراكية القومية، وامتدح السياسة التي انتهجتها مبكرًا من أجل تحسين النسل، والطريقة التي عاملت بها النسل المشوه من الأطفال.

            ويعتبر الخلاف حول مسألة "التحديث" الذي تبناه هتلر من أهم الموضوعات التي يثور حولها الجدال عند مناقشة السياسات الاقتصادية التي انتهجها هتلر. ويعتقد بعض المؤرخين مثل: دافيد شونباوم وهنري اشبي تيرنر أن السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تبناها هتلر كانت نوعًا من أنواع التحديث يراد به السعي وراء أهداف ضد الحداثة. وأكدت مجموعة أخرى من المؤرخين – خاصةً راينر تسيتلمان – على أن هتلر قد تعمد انتهاج سياسة تسعى وراء التحديث الثوري للمجتمع الألماني.

            الونشريس

            يتبــــــــــــــع

            إعادة التسلح والتحالفات الجديدة

            أدولف هتلر وبينيتو موسوليني أثناء الزيارة التي قام بها هتلر لفينسيا في الفترة ما بين الرابع عشر والسادس عشر من يونيو في عام 1934.

            خرجت ألمانيا من الحرب العالمية الأولى بهزيمة مذلة مما أجبرها على التوقيع على معاهدة فرساي والتي حملت ألمانيا مسئولية الحرب وأرغمت علي دفع تعويضات للمتضررين، مما أثقل كاهل الاقتصاد والشعب الألماني بالكثير من الأعباء المالية وولد شعور بالذلة والمهانة بين أفراد الشعب والرغبة في استرداد الكرامة الضائعة للوطن.

            سياسيا، نتج عن الهزيمة سقوط الرايخ الثاني وتأسيس جمهورية فايمار، التي بدأت برنامجاً سرياً لإعادة التسلح خارقة بذلك بنود معاهدة فرساي. استمر البرنامج محدود النشاط لفترة إلى أن أعتلى أدولف هتلر قمة هرم السلطة في عام 1933، وحينئذ أعطي البرنامج أولوية أولى، مما تطلب تقوية بعض العلاقات الاقتصادية مع بعض الدول الغنية بالمواد الخام التي تحتاجها الصناعات العسكرية كالصين.

            كما شهدت فترة حكم النازي التي سبقت الحرب العالمية الثانية، الكثير من مشاهد التحول في السياسات الخرجية لألمانيا، علي سبيل المثال:

            * تحسين العلاقات مع بولندا رغم استقطاع معاهدة فرساي لبعض الأراضي الألمانية لصالح بولندا ثم الأتجاه لضمها إلى ألمانيا في بداية الحرب
            * قطع العلاقات مع الصين وتوقيع اتفاقية المحور مع اليابان
            * الدخول في تحالف مع إيطاليا رغم أنسحابها من المعسكر الألماني في الحرب العالمية الأولى والتي يمكن اعتبارها خيانة عسكرية والتي كانت من الأسباب الرئيسية لخسارة ألمانيا للحرب

            الونشريس

            الحرب العالمية الثانية

            انتصارات دبلوماسية مبكرة

            التحالف مع اليابان

            في فبراير 1938، أنهى هتلر أخيرًا الأزمة التي أصابت السياسة الألمانية فيما يتعلق بالشرق الأقصى؛ والتي تتعلق بالاختيار بين الاستمرار في التحالف الصيني الألماني غير الرسمي والقائم مع الصين منذ العقد الثاني من القرن العشرين أو الدخول في تحالف جديد مع اليابان. وفضل الجيش تمامًا في هذا الوقت استمرار ألمانيا في تحالفها مع الصين. وكان كل من وزير الخارجية، كونستنين فون نيورات، ووزير الحرب، فيرنر فون بلومبرج. الذين كان يطلق عليهما اسم "اللوبي الصيني" يؤيدان الصين، وحاولا توجيه السياسة الخارجية لألمانيا بعيدًا عن الدخول في أي حروب في أوروبا. ولكن، قام هتلر بصرف الوزيرين من الخدمة في بدايات عام 1938. وبناءاً على نصيحة وزير الخارجية الجديد الذي عينه هتلر جواشيم فون ريبنتروب، المؤيد لليابان بقوة، اختار هتلر إنهاء التحالف مع الصين في سبيل الفوز بتحالف مع اليابان الأكثر قوة وتحضرًا. وفي إحدى خطبه أمام "الرايخستاج"، تحدث هتلر عن اعتراف ألمانيا بولاية مانشوكو؛ وكانت ولاية في منشوريا احتلتها اليابان وأصبح لها السيادة الاسمية عليها. وتخلى عن المطامع الألمانية في مستعمراتها السابقة في المحيط الهادي. وأمر هتلر بوقف إرسال شحنات الأسلحة إلى الصين إلى جانب استدعاء جميع الضباط الألمان المنضمين للجيش الصيني. وانتقامًا من ألمانيا لإنهاء دعمها للصين في حربها ضد اليابان، قام القائد العام الصيني شيانج كاي شيك، بإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية بين الصين وألمانيا. وكان نتيجة ذلك أن حرمت ألمانيا من المواد الخام، مثل التنجستين الذي كانت تزودها به الصين في السابق. وأدى إنهاء التحالف الصيني الألماني إلى زيادة مشكلات ألمانيا المتعلقة بإعادة التسلح؛ حيث إن ألمانيا أصبحت الآن مضطرة إلى اللجوء إلى احتياطي العملة الأجنبية المحدود لشراء المواد الخام من السوق المفتوحة.

            الونشريس

            النمسا وتشيكوسلوفاكيا

            في مارس من عام 1938، ضغط هتلر على النمسا من أجل ضمها لألمانيا (وأطلق على عملية الاندماج مع النمسا اسم آنشلوس) وبالفعل في 14 مارس من العام نفسه، دخل هتلر فيينا منتصرًا. وبعد ذلك، أكد هتلر على الأزمة الموجودة حول إقليم السوديت التابع لتشيكوسلوفاكيا والذي تقطنه أغلبية ألمانية.

            والتقى السفير البريطاني نيفيل هندرسون بهتلر في 3 مارس 1938 نائبًا عن حكومته ليتقدم باقتراح لإقامة اتحاد دولي يهدف إلى السيطرة على معظم القارة الأفريقية (على أن يكون لألمانيا دورًا قياديًا في هذا الأمر) في مقابل الحصول على وعد من ألمانيا بعدم اللجوء إلى الحرب لتغيير الحدود. إلا أن هتلر رفض عرض بريطانيا؛ حيث إنه كان مهتمًا بالتوسع في أوروبا الشرقية أكثر من اهتمامه بالدخول في اتحادات دولية. وبرر هتلر هذا الرفض برغبته في عودة المستعمرات الألمانية في أفريقيا إلى حكم ألمانيا النازية، لا أن يدخل في اتحاد دولي يحكم أفريقيا الوسطى. فضلاً عن ذلك، اعتبر هتلر إنه من الإهانة البالغة من قبل بريطانيا أن تملي شروطًا على ألمانيا تتعلق بكيفية إدارة شئونها في أوروبا في مقابل الحصول على منطقة في أفريقيا. وأنهى هتلر حديثه مع هندرسون قائلاً إنه على استعداد للانتظار عشرين عامًا قادمة لاستعادة المستعمرات الألمانية في أفريقيا على أن يقبل شروط بريطانيا الخاصة لتجنب الحرب.

            علاوةً على ذلك، عقد هتلر يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من مارس عام 1938 سلسلة من الاجتماعات السرية في برلين مع كونراد هنلاين؛ قائد حزب الجبهة الداخلية (بالألمانية: Heimfront) وهو أكبر الأحزاب العرقية الألمانية في سوديتنلاند. وفي أثناء هذه الاجتماعات، تم الاتفاق على أن يقدم هنلاين ذريعة تغزو بها ألمانيا تشيكوسلوفاكيا وهي مطالبة الألمان في منطقة سوديتنلاند حكومة براج بحقهم في الحصول على الحكم الذاتي؛ وهو مطلب من غير المحتمل أن تقره الحكومة هناك. وفي أبريل من عام 1938، أخبر هنلاين وزير خارجية المجر أنه "مهما كانت عروض الحكومة التشيكية سخية، فإنه سيستمر في زيادة المطالب، لإفساد أية وسيلة للتفاهم لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتدمير تشيكوسلوفاكيا سريعًا". وبشكل غير معلن، لم تكن قضية منطقة سوديتنلاند ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهتلر، بل إن نواياه الحقيقية كانت استغلال هذه القضية كوسيلة يبرر بها داخل البلاد وخارجها شن الحرب على تشيكوسلوفاكيا وتدميرها بدافع حق أهل هذه المنطقة في تقرير مصيرهم ورفض حكومة براج تلبية مطالب هنلاين. وخطط هتلر لضرورة وجود تعزيزات عسكرية ضخمة على الحدود التشيكية، ولشن هجمات دعائية ضارية تتحدث عن الاضطهاد الذي يلقاه الألمان في هذه المنطقة. وأخيرًا، لإلقاء الضوء على مجموعة من الحوادث بين نشطاء الجبهة الداخلية والسلطات التشيكية بغرض تبرير الغزو الذي سيجتاح تشيكوسلوفاكيا سريعًا في حملة تستغرق أيامًا قلائل قبل أن تتمكن القوى الأخرى من التدخل. وبما أن هتلر كان يرغب في جني أكبر قدر من الثمار وإكمال ما أطلق عليه اسم "الحائط الغربي" لحماية منطقة راينلاند، فقد اختار أن يتم الغزو في آخر سبتمبر أو في بدايات شهر أكتوبر من عام 1938.

            أما في أبريل من عام 1938، فقد أمر هتلر القيادة العليا للقوات المسلحة بالتحضير لخطة للاستيلاء على تشيكوسلوفاكيا والتي أطلق عليها اسم الخطة الاستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا (بالألمانية: Fall Grün). وكانت أزمة مايو التي استمرت في الفترة ما بين التاسع عشر والثاني والعشرين من مايو في عام 1938 من العوامل التي أدت إلى زيادة التوتر في أوروبا. وكانت أزمة مايو التي حدثت في عام 1938 عبارة عن إنذار كاذب أطلقته الشائعات المنذرة بتعرض تشيكوسلوفاكيا للغزو في نهاية الأسبوع الذي ستجرى فيه الانتخابات المحلية في البلاد وكذلك التقارير الخاطئة التي تحدثت عن تحركات خطيرة للجيوش الألمانية على طول الحدود التشيكية قبل إجراء الانتخابات مباشرة. ومن العوامل الأخرى التي أكدت على ذلك قتل الشرطة التشيكية لاثنين من الألمان العرقيين وتلميحات ريبنتروب التي تحمل معنى العنف لهندرسون عندما سأله الأخير عن مدى صحة الأخبار القائلة بوقوع غزو في نهاية الأسبوع. وقد أدى هذا الأمر إلى قيام تشيكوسلوفاكيا بالتعبئة الجزئية وإطلاق لندن تحذيرات صارمة من الغزو الألماني لتشيكوسلوفاكيا في نهاية الأسبوع، وذلك قبل أن تدرك عدم صحة هذه الشائعات وأنه لا وجود لأي غزو ألماني في نهاية هذا الأسبوع. وعلى الرغم من عدم التخطيط لأي غزو في مايو من عام 1938، فإن البعض في لندن كانوا يعتقدون بأن برلين تفكر في هذا الأمر حتمًا مما أدى إلى صدور إنذارين في يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من شهر مارس مفادهما أن المملكة المتحدة على استعداد للدخول في حرب إلى جانب ألمانيا في حالة دخول فرنسا في حالة حرب ضد ألمانيا. ومن جانبه، استخدم هتلر كلمات أحد معاونيه من الضباط وعبر عن شعوره "بالغضب" العارم بسبب اضطراره للتراجع بعد عملية التعبئة التي قامت بها تشيكوسلوفاكيا وبعد تحذيرات كل من لندن وباريس على الرغم من أنه لم يخطط للغزو في نهاية هذا الأسبوع. وبالرغم من أن مسودة خطة الغزو كانت قد وضعت بالفعل في أبريل من عام 1938 لغزو تشيكوسلوفاكيا في المستقبل القريب، فإن أزمة مايو وفكرة الهزيمة الدبلوماسية قد زادتا من قناعة هتلر بصحة المسار الذي اختاره. ويبدو أن أزمة مايو قد أقنعت هتلر بصعوبة التوسع "دون مساندة بريطانيا"، وأن التوسع "ضد بريطانيا" كان النهج الوحيد القابل للتطبيق في ذلك الوقت. ومن النتائج المباشرة التي ترتبت على أزمة مايو أن هتلر قد أصدر أوامره بإسراع الخطى في صناعة البناء البحرية بصورة تفوق المنصوص عليه في المعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا. وجاء لأول مرة في المذكرة المعروفة باسم "Heye memorandum" والتي صدرت بناءً على أوامر من هتلر – أن الأسطول الملكي البريطاني هو العدو الرئيسي للقوات البحرية الألمانية .

            فضلاً عن ذلك، أعلن هتلر في المؤتمر الذي أقيم في 28 مايو في 1938 أن قراره الخاص "بسحق تشيكوسلوفاكيا" بحلول الأول من أكتوبر من نفس العام "غير قابل للتغيير". وكان تبريره لهذا الأمر هو أن هذه الطريقة هي التي سيؤمن بها الجناح الشرقي في الجيش "حتى يتمكن من الزحف نحو الغرب في إنجلترا وفرنسا". وفي المؤتمر نفسه، أعرب هتلر عن اعتقاده الراسخ في أن بريطانيا لن تخاطر بشن حرب إلا بعد الانتهاء من عملية إعادة التسلح التي يعتقد هتلر أنها ستتم بين عامي 1941 و1942. كما ينبغي على ألمانيا أن تتخلص من فرنسا وحلفائها في أوروبا في الفترة ما بين الأعوام 1938 و1941، وهي الفترة التي ستكون فيها عملية إعادة التسلح الألمانية لا تزال قيد التنفيذ. وأدى إصرار هتلر الشديد على تنفيذ خطة "Fall Grün" في عام 1938 إلى إثارة أزمة خطيرة داخل الهيكل القيادي في ألمانيا . فقد احتج رئيس أركان الحرب، الجنرال لودفيج بيك، في سلسلة مطولة من المذكرات قام بتقديمها على أن خطة "Fall Grün" التي ستتسبب في إشعال حرب عالمية تخسرها ألمانيا. كما حث هتلر على التخلي عن فكرة الحرب التي يخطط لها. أما هتلر فقد رأى أن آراء بيك المضادة للحرب ما هي إلا "حسابات طفولية "kindische Kräfteberechnugen".

            و بدايةً من شهر أغسطس في عام 1938 وصلت أخبار إلى لندن تفيد بأن ألمانيا بدأت في تحريك جنود الاحتياط. كما تسربت بعض الأخبار من قبل عناصر تعارض الحرب في الجيش الألماني بأن الحرب ستشتعل في وقت ما في شهر سبتمبر. وفي النهاية، ونتيجة لضغوط دبلوماسية شديدة من فرنسا وبريطانيا على وجه الخصوص، كشف الرئيس التشيكي إدفارد بينيس، يوم الخامس من سبتمبر في عام 1938 عما أطلق عليه اسم "الخطة الرابعة" لإعادة التنظيم الدستوري لدولته والذي يلبي فيها معظم مطالب الألمان في إقليم سوديتنلاند والتي تتعلق بالحكم الذاتي والتي تقدم بها هنلاين في خطابه الذي ألقاه في منطقة كارلسباد (بالألمانية: Karlsbad) في شهر أبريل من عام 1938. كما صرح الرئيس التشيكي بأنه سيبطل كل الذرائع حتى لا يعطي الألمان الفرصة لغزو دولته. وسرعان ما جاءت استجابة حزب الجبهة الداخلية بزعامة هنلاين لهذا لعرض "الخطة الرابعة" بإثارة سلسلة من الاشتباكات العنيفة مع الشرطة التشيكية والتي وصلت إلى ذروتها في منتصف سبتمبر مما أدى إلى إعلان الأحكام العرفية في مناطق معينة في سوديتنلاند وكرد فعل لهذا الموقف الحرج، فكر رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، في اللجوء للخطة التي تم إطلاق اسم Plan Z عليها، والتي تقضي بسفره إلى ألمانيا والالتقاء بهتلر للتوصل إلى اتفاقية تعمل على إنهاء الأزمة. وفي الثالث عشر من سبتمبر في عام 1938، تقدم تشامبرلين بعرض للسفر إلى ألمانيا لبحث حل لهذه الأزمة. وهكذا، قرر رئيس الوزراء تنفيذ "خطة ز" ردًا على المعلومات الخاطئة التي أصدرتها المعارضة الألمانية والتي تنذر بأن الغزو الألماني من المتوقع حدوثه في أي وقت بعد يوم الثامن عشر من سبتمبر من العام نفسه. وبالرغم من عدم رضا هتلر عن عرض تشامبرلين، فإنه قد وافق على مقابلة رئيس الوزراء لأن رفضه لهذا العرض سيكذب مزاعمه التي دأب على تكرارها عن كونه رجل سلام لا يدفعه إلى الحرب سوى عناد الرئيس التشيكي بينيس. وفي أثناء القمة التي عقدت في منطقة بيرشتيسجادين (بالألمانية: Berchtesgaden)، وعد تشامبرلين بالضغط على بينيس ليوافق على مطالب هتلر المعلنة بخصوص تحويل تبعية منطقة ستودينتلاند إلى ألمانيا في مقابل الوعد الذي أبرمه هتلر على مضض بتأجيل اتخاذ أي رد فعل عسكري حتى يتيح الفرصة أمام تشامبرلين ليفي بوعده. وما كان هتلر ليوافق على هذا التأجيل إلا لتأكده من فشل تشامبرلين في الحصول على موافقة حكومة براج بتحويل تبعية ستودينتلاند. ولذلك، أصابه إحباط شديد عندما نجحت الضغوط البريطانية والفرنسية في مساعيها وجعلت حكومة براج تجيبه إلى طلبه. ولقد زاد من صعوبة المحادثات التي تمت في سبتمبر من عام 1938 بين هتلر وتشامبرلين اختلاف المفاهيم المتأصلة لدى كل منهما فيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تتخذه الخريطة الأوروبية. فقد كان هتلر يهدف إلى التذرع بمشكلة سوديتنلاند لإشعال الحرب، بينما كان تشامبرلين يناضل في سبيل إيجاد حل سلمي للمشكلة.

            عندما عاد تشامبرلين إلى ألمانيا في الثاني والعشرين من سبتمبر من العام نفسه لعرض خطة السلام المتمثلة في نقل تبعية سوديتنلاند إلى ألمانيا في قمة يتم عقدها مع هتلر بمنطقة باد جوديسبيرغ (بالألمانية: Bad Godesberg)، فوجئ الوفد البريطاني المفوض للتفاوض برفض هتلر تنفيذ الشروط التي وضعها بنفسه في بيرشتيسجادين. وفي سبيل القضاء على جهود السلام المبذولة من قبل تشامبرلين إلى الأبد، طالب هتلر تشيكوسلوفاكيا بالتخلي تمامًا عن سوديتنلاند في موعد أقصاه الثامن والعشرين من سبتمبر في عام 1938 ودون إجراء مفاوضات بين براج وبرلين ودون تفويض دولي لمراقبة عملية نقل التبعية. إلى جانب ذلك، طالب هتلر بعدم إجراء أي استفتاءات عامة في المناطق التي سيتم نقل تبعيتها إلى ألمانيا قبل الانتهاء من هذه العملية. وأضاف هتلر أن ألمانيا لن تتخلى عن خيار الحرب إلا بعد أن تتوصل تشيكوسلوفاكيا إلى حلول لادعاءات بولندا والمجر ضدها. ولقد ظهر مدى تباين الآراء بين كل من هتلر وتشامبرلين جلياً عندما تعرف الأخير على مطالب الأول الجديدة واحتج على لهجة الإنذار التي اتسمت بها هذه المطالب مما دفع هتلر إلى أن يرد بحجة معاكسة مفادها إنه نظرًا لأن الوثيقة المدون بها مطالبه معنونة باسم "مذكرة"، فهذا يعني أنها ليست إنذارًا.

            وفي الخامس والعشرين من سبتمبر في عام 1938، قامت بريطانيا برفض إنذار باد جوديسبيرغ وبدأت في الاستعداد للحرب. وللتأكيد على هذه النقطة، زار سير هوريس ويلسون – المستشار الصناعي الأول في الحكومة البريطانية – والمساعد المقرب لتشامبرلين هتلر كرسول ليخبره أنه في حالة هجوم ألمانيا على تشيكوسلوفاكيا، فإن فرنسا ستنفذ التزاماتها الخاصة بالتحالف بين تشيكوسلوفاكيا وفرنسا والتي تم إبرامها في عام 1924. ومن ثم "ستجد إنجلترا نفسها ملزمة بعرض المساعدة على فرنسا". وخلال يومي 27 و28 سبتمبر وإصرارًا منه على شن الهجوم المقرر في الأول من أكتوبر 1938، أعاد هتلر التفكير فيما انتوى أن يقوم به ووافق على اقتراح قدمه موسوليني وتوسط لقبوله خاص بعقد مؤتمر في ميونيخ يحضره كل من تشابرلين وموسوليني ورئيس الوزراء الفرنسي إدوارد دالادييه لبحث الوضع في تشيكوسلوفاكيا. أما الأسباب التي دعت هتلر إلى تغيير موقفه، فليست واضحة. ولكن يبدو أن هذه الأسباب تكمن في اتحاد التحذيرات البريطانية والفرنسية على نفس الفكرة خاصةً بعد تحرك الأسطول البريطاني بالفعل مما جعل هتلر يرى أخيرًا النتائج التي ستؤول إليها خطة Fall Grün. كذلك ظهوره بمظهر المعتدي نتيجة لطبيعة التصريحات لتي يمكن أن تكون ذريعة لنشوب الحرب والتي أعلنها عن التوقيت الذي يطالب فيه بتحويل تبعية ستودينتلاند، إلى جانب آراء مستشاريه الألمان بعدم استعداد ألمانيا للدخول في حرب عالمية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية. أيضًا، كانت هناك تلك التحذيرات التي تلقاها من بعض الدول التي كان ينظر إليها على أنها دول حليفة له وتتضمن إيطاليا واليابان وبولندا والمجر والتي جاء فيها أنها لن تحارب بالنيابة عن ألمانيا. أخيرًا، كانت هناك إشارات تامة الوضوح إلى أن غالبية الشعب الألماني غير راضِ عن فكرة الحرب بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، كانت ألمانيا تعاني من نقص الإمدادات الكافية من الزيت وغيره من المواد الخام الأساسية (لأن المصانع التي كان من المقرر أن تنتج النفط الصناعي لاستخدامه في المجهود الحربي الألماني كانت لم تعمل بعد)، وكان الاعتماد لدرجة كبيرة على الوارادات من الخارجMurray 1984, pp. 256–260. كما أعلنت القوات البحرية الألمانية أنه في حالة الدخول في حرب مع بريطانيا فإنها لن تستطيع اختراق الحصار البريطاني. ولأن ألمانيا لم يكن لديها تقريبًا أي مخزون احتياطي من الزيت، فإن هذا السبب يكفي وحده لخسارتها الحرب. كما أخبرت وزارة الاقتصاد هتلر أن ألمانيا لا تمتلك سوى 2.6 مليون طن من الزيت في الوقت الحالي وأن الدخول في حرب ضد بريطانيا وفرنسا يستلزم ما لا يقل عن 7.6 مليون طن من الزيت. ومنذ الثامن عشر من سبتمبر في عام 1938، رفضت بريطانيا إمداد الرايخ بالمعادن، وفي الرابع والعشرين من سبتمبر منعت قياة البحرية الملكية البريطانية السفن البريطانية من الإبحار إلى ألمانيا. وقامت بريطانيا باحتجاز ناقلة البترول Invershannon التي تحمل 8600 طن من البترول إلى مدينة هامبورج بألمانيا مما أدى إلى حدوث تأثيرات سلبية اقتصادية مباشرة على ألمانيا. ومع الأخذ في الاعتبار أن ألمانيا كانت تعتمد على استيراد النفط (حيث إن 80% من النفط في ألمانيا خلال فترة الثلاثينات من القرن العشرين كان يأتي إليها من قارات العالم الجديد) بالإضافة إلى أن احتمالية دخول ألمانيا في حرب مع بريطانيا كانت ستضعها في حصار يقطع عنها إمدادات النفط التي تحتاجها، يرى المؤرخون أن قرار هتلر بإيجاد حل سلمي وإلغاء خطة Fall Grün يرجع إلى مخاوف هتلر حيال مشكلة النفط.

            الونشريس

            هتلر ولتشامبرلين ودالادييه وموسوليني

            في مؤتمر ميونيخ الذي أقيم في الثلانين من سبتمبر من عام 1938.

            وفي المؤتمر الذي استغرق يومًا واحدًا وتم عقده في ميونيخ وحضره كل من هتلر ولتشامبرلين ودالادييه وموسوليني، تم توقيع معاهدة ميونيخ التي استجابت لطلبات هتلر الظاهرية ونقلت تبعية المناطق الموجودة في ستودينتلاند إلى ألمانيا. وبما أن لندن وباريس كانتا قد وافقتا بالفعل على فكرة نقل تبعية المنطقة المتنازع عليها في منتصف شهر سبتمبر، فإن المؤتمر قد تناول في يوم واحد المحادثات الخاصة بالمسائل الفنية المتعلقة بكيفية تنفيذ عملية نقل التبعية. كما ناقش المؤتمر التنازلات البسيطة التي سيقوم بها هتلر والتي تتمثل في أن تتم عملية نقل التبعية في غضون عشرة أيام في شهر أكتوبر بتفويض دولي يراقب عملية نقل التبعية، وستنتظر ألمانيا حتى يتم تسوية الإدعاءات المجرية والبولندية. وفي ختام المؤتمر، وقع هتلر معاهدة صداقة ألمانية بريطانية علق عليها تشامبرلين آمالاً كبيرة بينما لم تكن لهذه المعاهدة لدى هتلر أدنى أهمية. وعلى الرغم من أن تشامبرلين كان راضيًا عن مؤتمر ميونيخ؛ الأمر الذي أدى إلى إدعائه الزائف بأن هذا المؤتمر قد ضمن "تحقيق السلام في الوقت الراهن"، فإن هتلر كان من داخله يشعر بالغضب الشديد لاضطراره "التخلي" عن الحرب التي كان يصبو إلى شنها في عام 1938. وكنتيجة للقمة التي تم عقدها، فاز هتلر في استفتاء مجلة تايم بلقب رجل العام وذلك في عام 1938.

            الونشريس

            يتبــــــــــــع

            هتلر في حي الالمان في ستودينتلاند أكتوبر

            عام 1938

            وقد رحب رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، بهذه المعاهدة باعتبارها "مبادرة للسلام في الوقت الراهن"، ولكن أثناء مساعيهم لاستمالة هتلر وكسب رضائه، تركت كل من فرنسا وبريطانيا تشيكوسلوفاكيا تحت رحمة هتلر. وبالرغم من أن هتلر كان قد أعلن على الملأ عن سعادته الغامرة إثر تحقيق مطالبه الظاهرية، فإنه كان قد عقد عزمه سرًا على الدخول في حرب في المرة القادمة التي يتاح له فيها ذلك حتى يتأكد من أن مطالب ألمانيا المستقبلية قد تم الحصول عليها. ورأى هتلر من وجهة نظره أن مبادرة السلام التي توسطت فيها بريطانيا كانت بمثابة هزيمة دبلوماسية لألمانيا بالرغم من أنها تخدم بشدة مطالب ألمانيا الظاهرية؛ وذلك لأنها أثبتت أن أحلامه للتوسع في الشرق لن تتحقق إلا بالقضاء على قوة بريطانيا. وفي أعقاب معاهدة ميونيخ، شعر هتلر أنه نظرًا لأن بريطانيا لن تتحالف مع ألمانيا أو تلتزم الحياد مما يسمح لألمانيا بتحقيق طموحاتها في القارة الأوروبية، فقد أصبحت تُشكل تهديدًا رئيسيًا لألمانيا. وهكذا، حلت بريطانيا محل الاتحاد السوفيتي في ذهنه باعتبارها العدو الرئيسي للرايخ من وجهة نظر هتلر؛ الأمر الذي يستلزم إعادة توجيه السياسات الألمانية. وفي خطبة له في التاسع من أكتوبر عام 1938 في مدينة ساربروكين (بالألمانية: Saarbrücken)، أعرب هتلر عن خيبة أمله تجاه معاهدة ميونيخ عندما هاجم شخصيات اعتبرهم من المحافظين الذين لا يسعون أبدًا إلى تهدأة الأوضاع وهم وينستون تشيرشل وألفريد داف كوبر وانتوني إيدن والذين وصفهم بأنهم زمرة من مثيري الحرب المعادين لألمانيا والذين سيهاجمون ألمانيا في أول فرصة تسنح لهم. وعبر عن اعتقاده أن هؤلاء الأشخاص من الممكن أن يتقلدوا زمام الأمور في بريطانيا في أية لحظة. وفي نفس الخطاب، أعلن هتلر: "نحن الألمان لن نتحمل بعد اليوم هذا التدخل الذي يفرض سلطته علينا. يجب على بريطانيا أن تلتفت لشئونها هي فقط وتهتم بحل مشكلاتها هي فقط" وفي نوفمبر من عام 1938، أمر هتلر بإطلاق حملة دعائية كبرى ضد بريطانيا تم فيها استخدام عبارات التجريح التي تستنكر "سياسة النفاق" التي تنتهجها بريطانيا للحفاظ على إمبراطوريتها في جميع أنحاء العالم بينما تسعى لمنع الألمان من تكوين إمبراطوريتهم الخاصة. وتم تخصيص جزء من هذه الحملة الدعائية لانتقاد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها بريطانيا في تعاملها مع انتفاضة العرب في كل من فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني وفي الهند، وكذلك سياسة النفاق التي انتهجتها بريطانيا في انتقادها لحادثة ليلة الزجاج المحطم (بالألمانية: Kristallnacht)؛ التي وقعت في نوفمبر من عام 1938. ويشير هذا إلى تحول هائل عن الأفكار التي سادت خلال السنوات الأولى من عهد الرايخ الثالث عندما كانت وسائل الإعلام الألمانية تقدم الإمبراطورية البريطانية في صورة رائعة ومميزة. وفي نوفمبر من عام 1938، صدر أمر لوزير الخارجية جواشيم فون ريبنتروب بتحويل اتفاقية مكافحة الشيوعية إلى تحالف عسكري مفتوح مناهض لبريطانيا يكون مقدمة لإعلان الحرب على كل من بريطانيا وفرنسا. وفي السابع والعشرين من يناير في عام 1939، وافق هتلر على تنفيذ الخطة التي عرفت باسم "الخطة زي"، وهو برنامج للتوسع البحري يستمر لمدة خمس سنوات ويدعو إلى تأسيس قوات بحرية ألمانية بحلول عام 1944 تضم عشرة بوارج وأربع حاملات للطائرات وثلاثة طرادات مقاتلة وأربعة وأربعين طرادة خفيفة وثمان طرادات ثقيلة وثمانية وستين مدمرة ومائتين وتسعة وأربعين غواصة ألمانية وذلك بهدف سحق البحرية الملكية البريطانية. ويمكن أن نلمس أهمية هذه الخطة من خلال الأوامر التي أصدرها هتلر والتي تقضي برفع القوات البحرية الألمانية من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأولي من حيث الأحقية في الحصول على المواد الخام والأموال والعمالة الماهرة. وفي ربيع عام 1939، أصدر هتلر أوامره إلى القوات الجوية الألمانية بالبدء في بناء قوة استراتيجية من قاذفات القنابل يكون هدفها هدم المدن البريطانية هدماً تاماً. واستدعت خطط هتلر لحربه ضد بريطانيا وجود سلاح هجومي مشترك بين القوات البحرية الألمانية والقوات الجوية الألمانية يقوم بتوجيه "ضربات إبادة سريعة" على المدن وسفن الشحن البريطانية لأنه من المتوقع "أن تستسلم بريطانيا وتعلن الخضوع في اللحظة التي يتم فيها قطع الإمدادات عنها". وتوقع هتلر أن تفوق تجربة الحياة في إحدى الجزر البريطانية تحت وطأة الحصار والمجاعة ونيران القذف قدرة الشعب البريطاني على الاحتمال.

            الونشريس
            نوافذ محلات يهودية بعد حادثة ليلة الزجاج المحطم

            وفي نوفمبر من عام 1938، ذكر هتلر في أحد خطاباته السرية التي ألقاها أمام مجموعة من الصحفيين الألمان أنه كان مكرهاً على الحديث عن السلام باعتباره الهدف الذي يسعى إليه من أجل أن يتمكن من الوصول إلى مستوى إعادة التسلح "الذي كان يعتبر مطلبًا ضروريًا، بالنسبة للمرحلة القادمة". وفي نفس الخطاب، أعرب هتلر عن تذمره نظراً لأن الدعاية الخاصة بالسلام التي أطلقها في الخمس سنوات السابقة قد حققت نجاحًا كبيرًا، وإنه قد حان الوقت الآن لكي يخرج على الشعب الألماني بفكرة الترويج للحرب. وأوضح هتلر أن "التجربة العملية قد برهنت على أن الدعاية التي روجت للسلام في العقد السابق كانت فكرة محفوفة بالمخاطر لأنها من السهل جدًا أن تقنع الشعب بأن الحكومة الحالية تلتزم بقرارها وبنواياها للحفاظ على السلام تحت كل الظروف". وعوضًا عن ذلك، دعا هتلر إلى وجود نوع جديد من الصحافة "تقع على عاتقه مسئولية تقديم وقائع معينة في السياسة الخارجية بأسلوب يجعل صوت الشعب نفسه يعلو بالهتاف بضرورة البدء في استخدام القوة".. وفي وقت لاحق من نوفمبر في عام 1938، أعرب هتلر عن خيبة الأمل التي كان يشعر بها من تلك النصائح الحريصة التي كان يتلقاها من بعض الجهات. وأطلق هتلر على كل من الخبير الاقتصادي كارل فريدريش جويردلر والجنرال لودفيج بيك ودكتور هيلمار شاخت والدبلوماسي أولريش فون هاسل ورجل الاقتصاد ردولف برينكمان اسم "دوائر التفكير الحريص أكثر من اللازم"، فقد حاولوا عرقلته عن إتمام مهمته عبر مناشدته بتوخي الحذر في تصرفاته. وكانت حاجة هتلر إلى مهاراتهم، هي التي منعته من "التخلص منهم في يوم من الأيام أو القيام بشيء من هذا القبيل"

            وفي ديسمبر من عام 1938، تسلمت مستشارية الفوهرر برئاسة فيليب بوهلر خطابًا يتعلق بطفلة تدعى صوفيا كناور مصابة بعجز بدني وذهني شديد وتعيش في مدينةليبزيج. في تلك الفترة، كانت هناك منافسة شرسة بين مكتب بوهلر، ومكتب مستشارية الرايخ الذي يرأسه هانز هيانريش لامرز، والمستشارية الرئاسية بزعامة اوتو مايسنر، ومكتب الضابط المساعد لهتلر فيلهيلم بروكنر، ومكتب نائب الفوهرر الذي كان يسيطر عليه عمليًا مارتن بورمان على السعي لنيل الحظوة عند هتلر. وكجزء من لعبة القوة التي يستخدمها ضد خصومه، قدم بوهلر الخطاب الذي يتعلق بالطفلة المعاقة إلى هتلر الذي أعرب عن شكره لبوهلر لأنه أطلعه على هذا الأمر، وكان رده على هذا الخطاب هو توجيه أمر إلى طبيبه الشخصي د.كارل براندت بقتل الطفلة. وفي يناير من عام 1939، أمر هتلر كل من بوهلر ود.براندت بالبدء منذ تلك اللحظة في قتل جميع الأطفال المعاقين الذين يولدون في ألمانيا. وكان ذلك هو أصل برنامج القتل الرحيم. ونتيجة لذلك، أخذ كل من د.براندت وبوهلر يتصرفان دون الرجوع لهتلر، في محاولة لكسب رضاه حيث قاموا بالتوسع في عملية القتل وفقًا لبرنامج القتل الرحيم لقتل جميع الأطفال المعاقين بدنيًا أو ذهنيًا في ألمانيا كمرحلة أولى ثم قتل البالغين المعاقين كلهم بعد ذلك.

            وفي أواخر عام 1938 وبدايات عام 1939، أدت الأزمة الاقتصادية المستمرة التي سببتها مشكلات عملية إعادة التسلح خاصةً تلك المشكلة التي تتعلق بنقص العملات الصعبة التي كانت تحتاج إليها ألمانيا لشراء المواد الخام التي كانت تنقصها، بالإضافة إلى التقارير التي وردت من جورينج بشأن استحالة تنفيذ الجدول الزمني المقرر "لخطة السنوات الأربعة" بهتلر إلى أن يضطر في يناير من عام 1939 إلى أن يصدر على مضض أمرًا ينص على تخفيض حصص المواد التي تلزم قوة الدفاع؛ بحيث يتم تخفيض حصة الصلب بنسبة ثلاثين بالمائة، والألومنيوم بنسبة سبعة وأربعين بالمائة، والأسمنت بنسبة خمسة وعشرين بالمائة، والمطاط بنسبة أربعة عشر بالمائة، والنحاس بنسبة عشرين بالمائة. وفي الثلاثين من يناير عام 1939، ألقى هتلر خطابًا تحت عنوان "التصدير أو الموت" يدعو فيه إلى بناء اقتصاد ألماني "هجومي" (أو "معركة الصادارت" كما أطلق عليها هتلر) من أجل زيادة ما تملكه ألمانيا من العملة الأجنبية والتي تحتاج إليها لشراء المواد الخام مثل الحديد عالي الجودة اللازم للمواد العسكرية. وعُرف هذا الخطاب أيضًا باسم "خطاب النبوءة". ويأتي الاسم الذي عرف به هذا الخطاب من "نبوءة" هتلر التي صرح بها في الجزء الأخير من خطابه،

            هناك شيء واحد أود أن أقوله في هذا اليوم وأود أن يبقى محفورًا في ذاكرة الآخرين وفي ذاكرتنا نحن الألمان: على مدى مشوار حياتي، أتاحت لي الظروف في أحيان كثيرة أن أتنبأ ببعض الأمور التي سخر مني الآخرين عندما صرحت بها. وأثناء كفاحي للوصول إلى السلطة، كان اليهود هم أول من قابل نبواءتي بقدر من السخرية خاصةً عندما صرحت بإنني سأتولى زعامة الدولة في يوم من الأيام، وزعامة الأمة بأسرها، وإنني سأتمكن حينها من تسوية مشكلة اليهود وأقوم بالكثير من الأمور الأخرى. وكانت ضحكاتهم صاخبة، ولكنني أظن إنهم يسخرون منذ فترة طويلة من الوقت على ما لا ينبغي السخرية منه. اسمحوا لي اليوم أن أخبركم مرةً أخرى بواحدة من نبوءاتي. فإذا نجحت القوى المالية اليهودية خارج أوروبا في إقحام الأمم مرةً أخرى في حرب عالمية جديدة، فإن النتيجة لن تكون سيادة البلشفية في كل أرجاء الأرض فحسب – وبالتالي تحقيق اليهود للنصر – بل ستكون هلاك العرق اليهودي في أوروبا!

            ولقد دار جدال تاريخي مهم حول خطاب هتلر المعروف باسم "خطاب النبوءة". فالمؤرخون أمثال ايبرهارد جاكيل الذين يعتقدون أن هتلر كان يعني تمامًا ما قاله في خطابه يعتقدون أنه على الأقل منذ إلقاء خطاب النبوءة فإن هتلر كان قد وضع نصب عينيه تنفيذ عمليات إبادة جماعية لليهود كهدف رئيسي يسعى لتنفيذه. وقد قال كل من لوسي داويدوفيتش وجيرالد فليمينج أن هذا الخطاب أفسح المجال أمام هتلر للتصريح بأنه بمجرد إعلانه للحرب العالمية، فإنه سيستخدمها كستار لمخططاته الموجودة سابقًا لإبادة اليهود تمامًا. وأغفل كل من كريستوفر براونينج وجهتي النظر المتعارضتين بشأن الحقيقة التاريخية الخاصة بالهولوكست؛ والتي تقول أحدهما بإن أوامر الهولوكست قد صدرت من بعض مرؤوسي هتلر وإنه لم تكن لديه أبدًا النية لعمل ذلك، بينما تقول وجهة النظر الثانية بإن هتلر كانت لديه النية المبيتة منذ توليه الحكم لإبادة اليهود في الهولوكست. هذا التفسير زعمًا منهم بأنه إذا كان هتلر صادقًا في نواياه التي عبر عنها في خطابه ما كان استمر في تأجيل حكم الإعدام الذي نوى أن ينفذه ضد اليهود لمدة ثلاثين شهراً؛ وهي الفترة ما بين اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر من عام 1939 وافتتاح أول معسكر اعتقال لإبادة اليهود في أواخر عام 1941. علاوةً على ذلك، أشار براونينج إلى وجود خطة مدغشقر (بالإنجليزية: Madagascar Plan‏) في الفترة ما بين عامي 1940 و1941 وغيرها من المخططات الأخرى التي تبرهن على أنه لم تكن هناك خطة رئيسية موضوعة بهدف الإبادة الجماعية لليهود. هذا ويرى براونينج أن خطاب النبوءة كان مجرد محاولة للتظاهر بالشجاعة من جانب هتلر وأن هناك رابط ضعيف بين هذا الخطاب وبين الكشف الفعلي عن حقيقة السياسات المعادية للسامية التي كان يؤمن بها.

            وعلى الأقل يتمثل جزء من السبب الذي دفع هتلر إلى انتهاك معاهدة ميوينخ – عندما قام بالاستيلاء على النصف التشيكي من تشيكوسلوفاكيا في مارس من عام 1939 – في رغبته في الحصول على مصادر جديدة للثروة والقوة تساعده في التغلب على أزمته الاقتصادية. وأصدر هتلر أوامره إلى الجيش الألماني بدخول براغ في الخامس عشر من مارس في عام 1939 بدخول قلعة براغ التي أعلن منها أن منطقتي بوهيميا (بالاتشيكية:Bohemia) ومورافيا (بالاتشيكية:Moravia) قد أصبحتا تحت الحماية الألمانية.

            الونشريس

            يتبــــــــــــع

            بداية الحرب العالمية الثانية

            كانت هناك ضرورة حتمية من وجهة نظر هتلر – من منطلق منهجه في معاداة بريطانيا – لضم بولندا إلى جانب ألمانيا باعتبارها دولة تابعة أو حتى دولة محايدة في هذا الصراع. واعتقد هتلر أن تحقيق ذلك يمثل ضرورة على الصعيد الاستراتيجي من ناحية لأنه يضمن تأمين الجانب الشرقي للرايخ، وعلى الصعيد الاقتصادي من ناحية أخرى لتجنب الأثر السلبي للحصار البريطاني. وكان طموح ألمانيا في المقام الأول ينصب على تحويل بولندا إلى دولة تابعة لها، ولكن مع حلول مارس من عام 1939 وعندما رفضت بولندا المطالب الألمانية ثلاث مرات، عقد هتلر عزمه على تدمير بولندا تنفيذًا للهدف الرئيسي للسياسة الخارجية لألمانيا في عام 1939. وفي الثالث من أبريل لعام 1939، أمر هتلر قواته العسكرية ببدء التجهيز للمخطط المعروف باسم غزو بولندا (بالألمانية: Fall Weiss)؛ وهو مخطط يقضي بتنفيذ الغزو الألماني في الخامس والعشرين من أغسطس في عام 1939. وفي أغسطس من عام 1939، تحدث هتلر مع قادته العسكريين عن خطته الرئيسية لعام 1939 فقال: "إقامة علاقة مقبولة بين ألمانيا وبولندا من أجل محاربة الغرب". ولكن نظرًا لأن البولنديين لن يقبلوا بالتعاون مع ألمانيا من أجل إقامة "علاقة مقبولة" (بمعنى أن يوافقوا على أن تصبح بولندا دولة تابعة لألمانيا)، فقد رأى هتلر أنه لن يكون هناك بديل عن محو بولندا من الوجود . وقد أوضح المؤرخ جيرهارد فاينبرج أن شعب هتلر كان يشتمل على مجموعة تؤمن بفكرة تدمير بولندا (فقد كانت المشاعر المعادية لبولندا قوية جدًا في الجيش الألماني)، ولكنهم كانوا أقل رضا عن فكرة الدخول في حرب مع بريطانيا وفرنسا. فإذا كان هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه ألمانيا من أجل تدمير بولندا، سيكون هتلر قد نجح على الأرجح بخطته تلك في التعبير عما يريده شعبه. وفي مناقشاته الخاصة مع أعوانه، كان هتلر دائمًا ما يصف بريطانيا بأنها العدو الأساسي لألمانيا الذي يجب أن تلحق به الهزيمة. ومن وجهة نظره، كان محو بولندا من الوجود مقدمة ضرورية يجب أن تتم حتى يتمكن من تحقيق الهدف الذي يسعى إليه وهو تأمين الجانب الشرقي من بلاده وإضافة المزيد إلى المجال الحيوي لألمانيا. وشعر هتلر بالإهانة البالغة من "الوعد" الإنجليزي بحماية الاستقلال البولندي الذي تم الإعلان عنه في الحادي والثلاثين من شهر مارس في عام 1939، وأخبر معاونيه أنه "سيسقي البريطانيين من مر الكأس حتى يستجيروا" ، وفي خطابه الذي ألقاه في مدينة فيلهيلمسهافن (بالألمانية: Wilhelmshaven) بمناسبة تدشين البارجة "Admiral Tirpitz" في الأول من أبريل من عام 1939، هدد هتلر بإلغاء المعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا إذا أصر البريطانيين على "سياسة التطويق" والتي تتمثل في "ضمانهم" للاستقلال البولندي. وكجزء من منهجه الجديد، أبدى هتلر تبرمه في خطاب ألقاه أمام الرايخستاج في الثامن والعشرين من أبريل في عام 1939 من "سياسة التطويق" التي تستعملها بريطانيا مع ألمانيا، وأعلن إلغاء كل من المعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا ومعاهدة عدم الاعتداء الألمانية البولندية.

            ولإيجاد ذريعة للاعتداء على بولندا، طالب هتلر بضم مدينة دانزيج (بالألمانية: Danzig) التي تتمتع بالحكم الذاتي، وكذلك بحقه في إنشاء طرق "إقليمية إضافية" عبر الممر البولندي الذي تم اقتطاعه من ألمانيا رغمًا عنها بموجب معاهدة فرساي. وبالنسبة لهتلر، كانت مدينة دانزيج مجرد ذريعة لتبرير اعتدائه على بولندا تمامًا كما فعل في حالة منطقة ستودينتلاند في عام 1938 وطوال عام 1939. وبينما تم تسليط الضوء على قضية Danzig كأحد شكاوى الألمان، كان الألمان عادةً ما يرفضون الدخول في مناقشات حول هذه القضية. وهكذا، ظهر تعارض ملحوظ في مخططات هتلر بين منهجه طويل الأجل المعادي لبريطانيا – الذي أعد له العدة بالتوسع لحد كبير في "القوات البحرية الألمانية" "والقوات الجوية الألمانية" والذي كان سيستلزم سنوات عديدة حتى يكتمل – وبين سياسته الخارجية الحالية التي انتهجها على مدار عام 1939 والتي كانت ستؤدي على الأرجح إلى اندلاع حرب عامة إثر القيام بأعمال مثل الاعتداء على بولندا. واستطاع هتلر أن يتغلب على التمزق الذي كان يعاني منه بين أهدافه قصيرة الأجل وأهدافه طويلة الأجل بمساعدة وزير الخارجية ريبنتروب، الذي أخبر هتلر بأن فرنسا وبريطانيا لن يلتزما بوعودهما تجاه بولندا، وبالتالي ستكون أي حرب بين ألمانيا وبولندا حربًا إقليمية محدودة.وأرجع ريبنتروب تقديره للموقف بشكل جزئي إلى إحدى العبارات التي زعم أن وزير الخارجية الفرنسي جورج بونيت، قد قالها له في ديسمبر من عام 1938 عندما أخبره أن فرنسا الآن تنظر إلى أوروبا الشرقية باعتبارها منطقة نفوذ تخضع لألمانيا وحدها. علاوةً على ذلك، كان منصب ريبنتروب السابق كسفير لألمانيا في لندن سببًا جعل هتلر ينظر إليه باعتباره الخبير النازي الأول في الشئون البريطانية؛ وبالتالي كان لنصيحته عند هتلر وزنها وأهميتها. كذلك، أطلع ريبنتروب هتلر على البرقيات الدبلوماسية التي تدعم تحليله فقط دون غيرها من البرقيات التي لا تساند تحليله.

            كما أن السفير الألماني في لندن هيربرت فون ديركسن، عمد إلى إرسال تقارير من شأنها دعم تحليل ريبنتروب مثل الرسالة التي حملها موفده في أغسطس من عام 1939 والتي ورد فيها أن نيفيل تشامبرلين يعلم أن "الهيكل الاجتماعي لبريطانيا لن يتحمل الفوضى الناجمة عن الحرب حتى وإن انتصر فيها بالرغم من إيمانه بفكرة الإمبراطورية البريطانية" وبالتالي سيتراجع عن فكرة الحرب. ويمكن ملاحظة الدرجة التي تأثر بها هتلر بنصيحة ريبنتروب من خلال أوامره التي أصدرها ٍإلى الجيش الألماني في الحادي والعشرين من أغسطس في عام 1939 بإعلان حالة تعبئة محدودة ضد بولندا وحدها. واختار هتلر آخر أغسطس كموعد لتنفيذ مخطط Fall Weiss وذلك للحد من الأثر السلبي لإعلان حالة التعبئة على الإنتاج الزراعي الألماني. وكانت المشكلات التي نجمت عن الحاجة لبدء الحملة على بولندا في آخر أغسطس أو بدايات سبتمبر حتى يتم الانتهاء منها قبل موسم هطول الأمطار في شهر أكتوبر، وكذلك حتى تحصل القوات الألمانية على قدر كافِ من الوقت حتى تستطيع الاحتشاد على الحدود البولندية وقد فرضت على هتلر وضعاً وجد نفسه فيه في أغسطس من عام 1939 في أمس الحاجة لتعاون السوفيت معه إذا كان يريد أن يدخل الحرب في هذا العام.

            وكانت معاهدة ميونيخ كافية لتبديد آخر أمل تبقى لدى بعض الدوائر السوفيتيية بالاعتقاد في فكرة "معاهدة الأمن الجماعي" ، وفي الثالث والعشرين من أغسطس في عام 1939، وافق جوزيف ستالين على عرض هتلر لإبرام اتفاقية عدم اعتداء (معاهدة مولتوف-ريبنتروب)؛ وهي المعاهدة التي نصت بنودها السرية على الاتفاق على تقسيم بولندا. وتعتبر الأسباب التي تقف وراء خيارات هتلر في مجال السياسة الخارجية في عام 1939 من أهم الموضوعات التاريخية التي يثور الجدال بشأنها. فهناك رأي يقول بإن الأزمة المتعلقة بالبنية الاقتصادية للبلاد هي التي دفعت هتلر لأن "يهرب منها إلى الحرب"؛ وذلك كما يرى المؤرخ الماركسي تيموثي ماسون. وهناك رأي آخر يقول بإن تصرفات هتلر كانت متأثرة بدرجة أكبر بعوامل غير اقتصادية؛ وهو الرأي الذي يتنباه المؤرخ الاقتصادي ريتشارد أوفري. والمؤرخون الذين تجادلوا بهذا الشأن مثل: ويليام كار وجيرهارد فاينبرج وايان كيرشو يعتقدون أن أحد الأسباب غير الاقتصادية التي أدت بهتلر إلى أن يتعجل دخول الحرب هي الخوف المرضي الذي كان يستحوذ عليه من فكرة دنو أجله؛ وبالتالي الشعور بعدم وجود الكثير من الوقت أمامه لتنفيذ طموحاته. وفي آخر أيام السلام، كان هتلر يتأرجح بين التصميم على محاربة القوى الغربية إذا اضطرته الظروف، وبين العديد من المخططات التي كانت تهدف لإبعاد بريطانيا عن دائرة الحرب. ولكن، على أي حال ما كان هتلر ليتراجع عن هدفه بغزو بولندا. وكانت الأسباب التي نجحت في إقناع هتلر بإرجاء الهجوم المقرر على بولندا لفترة قصيرة من تاريخ الخامس والعشرين من أغسطس وحتى لأول من سبتمبر هي تلك الأخبار التي وردت إليه بتوقيع تحالف إنجليزي بولندي في الخامس والعشرين من شهر أغسطس رداً على معاهدة عدم الاعتداء الألمانية الروسية (وذلك بدلاً من توطيد الصلات بين لندن ووارسو كما تنبأ ريبنتروب)، بالإضافة إلى الأخبار التي وردت إليه من إيطاليا بأن موسوليني لن يلتزم بالميثاق المعروف باسم ميثاق الصداقة والتحالف بين ألمانيا وايطاليا (بالإنجليزية: Pact of Steel‏) (بالألمانية: Stahlpakt) (بالإيطالية: Patto d’Acciaio). واختار هتلر أن يقضي أيام السلام الأخيرة إما في مراوغة البريطانيين ومحاولة تحييدهم عن طريق "ضمان الحماية وعدم الاعتداء" الذي تقدم به في الخامس والعشرين من شهر أغسطس في عام 1939 إلى الامبراطورية البريطانية أو في إرسال ريبنتروب إلى هندرسون بخطة للسلام في اللحظات الأخيرة قبل نشوب الحرب بشرط زمني يستحيل قبوله حتى يتمكن من إلقاء اللوم على البريطانيين والبولنديين للتسبب في نشوب الحرب. وفي الأول من سبتمبر من عام 1939، قامت ألمانيا باجتياح غرب بولندا. وأعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في الثالث من سبتمبر، ولكن لم تتخذا إجراءات فورية لتفعيل هذا الإعلان. وكان أكثر ما أثار استياء ودهشة هتلر هو تلقيه إعلان الحرب البريطاني في الثالث من سبتمبر من عام 1939، فالتفت إلى ريبنتروب وسأله: "ماذا سنفعل الآن؟". ولم يكن لدى ريبنتروب ما يقوله سوى أن السفير الفرنسي روبرت كولوندر، قد يقوم في وقت لاحق في هذا اليوم بتقديم الإعلان الفرنسي للحرب على ألمانيا. ولم يمر وقت طويل حتى قامت القوات الروسية باجتياح شرق بولندا في السابع عشر من سبتمبر.

            وبعد سقوط بولندا، كانت هناك فترة زمنية أطلق عليها الصحفيون الحرب الزائفة. وفي جزء يقع في الشمال الغربي لبولندا تم ضمه إلى ألمانيا، أوكل هتلر إلى اثنين ممن يحملون رتبة (Gauleiters) (القائدين النازيين الإقليميين المسئولين عن تلك المنطقة) وهما: ألبرت فورستر وأرتر جرايسر مهمة "مد سطوة اللغة والبشر والحضارة الألمانية" إلى هذه المنطقة، ووعدهما بأنهما "لن يكونا عرضة للمساءلة من أي إنسان أو جهة" عن الطريقة التي تتم بها عملية "فرض السطوة الألمانية". وقد قام كل من فورستر وجرايسر بتفسير هذه الأوامر من منظوره الشخصي. فقد اتبع فورستر سياسة بسيطة تتمثل في جعل البولنديين المحليين يقومون بالتوقيع على نماذج مطبوعة توضح أنهم من أصل ألماني دون الحاجة إلى تقديم وثائق تثبت ذلك. وفي نفس الوقت، قام جرايسر بحملة تطهير عرقي وحشية؛ فقد قام بطرد كل السكان البولنديين المحليين إلى المنطقة الواقعة تحت الاحتلال العسكري الألماني في بولندا. عندئذ، اشتكى جرايسر إلى هتلر – وتلاه هيملر في شكواه – من أن فورستر يقبل آلاف البولنديين كمواطنين ألمان "من أصل ألماني"؛ الأمر الذي يعني تلويث "النقاء العرقي" الألماني. وطلب الاثنان من هتلر أن يأمر فورستر بالتوقف عما يفعله. فما كان من هتلر إلا أن رد عليهما بأن عليهما أن يقوما بتسوية خلافاتهما مع فورستر وألا يقحماه في الموضوع. وتعتبر الطريقة التي تعامل بها هتلر مع المشكلة التي نشبت بين فورستر وجرايسر نموذجاً يبرهن على نظرية ايان كيرشو التي وردت في كتاب “Working Towards the Führer”؛ وهي أن هتلر كان يصدر أوامر غامضة ويسمح لمعاونيه أن يعملوا وفق سياسات خاصة بهم وحدهم.

            وبعد غزو بولندا، نشب خلاف كبير آخر بين قوتين مختلفتين؛ تركزت الأولى حول اثنين من ضباط وحدات النخبة النازية الذين كانا يحملان رتبة SS Reichsfüherer وهما هاينريش هيملر وآرتر جرايسر؛ وكانا يناصران وينفذان خططًا للتطهير العرقي في بولندا. بينما تركزت الثانية حول هيرمان جورينج وهانز فرانك وطالبت بتحويل بولندا إلى "مخزن غلال" الرايخ . وتم تسوية هذا الخلاف في مؤتمر تم عقده في الثاني عشر من فبراير في عام 1940 في ضيعة كارينهول (بالألمانية: Karinhall) المملوكة لجورينج. وقد تم حسم الخلاف لصالح وجهة نظر جورينج وفرانك القائمة على الاستغلال الاقتصادي لبولندا، وووضع حد لعملية الترحيل الجماعي التي تتم للسكان البولنديين نظرًا لأنها تعوق النمو الاقتصادي الألماني. علاوةً على ذلك، وفي الخامس عشر من مايو من عام 1940 قام هيملر بعرض مذكرة على هتلر بعنوان" أفكار للتعامل مع السكان الغرباء في الشرق" (بالإنجليزية: Some Thoughts on the Treatment of Alien Population in the East‏)؛ وكانت هذه المذكرة تطالب بطرد كل السكان اليهود من أوروبا إلى أفريقيا، وتحويل ما تبقى من السكان البولنديين إلى "طبقة عاملة بلا قائد". وقد علق هتلر عن المذكرة بأنها "جيدة وصائبة". وأدى تعليق هتلر على المذكرة إلى الإسراع بتنفيذ خطوات ما أطلق عليه اتفاقية كارينهول، كما أدى إلى انتصار وجهة النظر التي تبناها هاينريش هيملر وجرايسر في التعامل مع بولندا.

            واستمرت بريطانيا – التي كانت قواتها قد قامت بمغادرة فرنسا عن طريق البحر من ميناء دونكيرك (بالفرنسية: Dunkerque‏) – في القتال جنبًا إلى جنب مع المناطق الأخرى الخاضعة لها في معركة الأطلسي. وبعد رفض البريطانيين – الذين أصبحوا الآن تحت قيادة وينستون تشرشل – عروض السلام التي قدمها هتلر.أمر هتلر بشن غارات قصف على المملكة المتحدة. وكانت معركة بريطانيا هي المقدمة التي تسبق الغزو الذي خطط له هتلر. وبدأت الهجمات بالضرب العنيف للقواعد الجوية ومحطات الرادار التي تحمي شمال شرق بريطانيا والتابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية. وبالرغم من ذلك، فشلت القوات الجوية الألمانية في هزيمة القوات الجوية الملكية البريطانية. وفي السابع والعشرين من سبتمبر في عام 1940، وقع المعاهدة ثلاثية الأطراف في برلين كل من؛ سابيرو كوروسو من الإمبراطورية اليابانية وهتلر وتشانو. وكان الغرض من توقيع هذه المعاهدة ثلاثية الأطراف – والتي كانت موجهة ضد قوة لم يتم التصريح على الرغم من أنه كان واضحًا إنها الولايات المتحدة – هو ردع الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم البريطانيين. وتوسعت المعاهدة بعد ذلك لينضم إليها كل من: المجر ورومانيا وبلغاريا. وعرفت الدول الموقعة على هذه المعاهدة إجمالاً باسم تحالف دول المحور. وبنهاية شهر أكتوبر من عام 1940، لم تكن السيادة الجوية الألمانية بعد عملية أسد البحر (بالإنجليزية: Operation Sealion‏) (عملية أسد البحر؛ الخطة الألمانية لغزو المملكة المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية) قد تأكدت. وأمر هتلر بالقصف – الذي كان يتم في الليل في معظم الأحيان – للمدن البريطانية، وشملت هذه المدن: لندن وبليموث وكوفينتري.

            الونشريس

            الطريق إلى الهزيمة

            في الثاني والعشرين من شهر يونيو في عام 1941، قام ثلاثة ملايين جندي من القوات الألمانية بمهاجمة الإتحاد السوفيتي ضاربين بمعاهدة عدم الاعتداء التي وقعها هتلر مع ستالين منذ عامين عرض الحائط. وتعتبر الأسباب التي دعت هتلر إلى غزو الإتحاد السوفيتي من الموضوعات التي ثار بشأنها جدلاً تاريخيًا كبيرًا. وقد تم إطلاق اسم رمزي على هذا الغزو وهو عملية بارباروسا. وقد صرح بعض المؤرخين مثل أندريس هيلجروبر أن هذه العملية لم تكن إلا "خطوة مرحلية" ضمن خطة هتلر التي أطلق عليها اسم "خطة الخطوات المرحلية" (بالألمانية: Stufenplan) والتي كانت تستهدف إخضاع العالم. ويعتقد هيلجروبر أن هتلر قد وضع هذه الخطة في سنوات العشرينات من القرن العشرين. وعلى صعيد آخر، يرى مؤرخون آخرون مثل: جون لوكاكس أن هتلر لم يكن لديه أبدًا خطة مرحلية لإخضاع العالم، وأن غزو الإتحاد السوفيتي كان خطوة "قام بها هتلر لغرض معين" بعد أن رفضت بريطانيا الاستسلام. وقد صرح لوكاكس أن السبب الذي صرح به هتلر في حديث خاص لغزو الإتحاد السوفيتي كان بالتحديد أن وينستون تشرشل قد علق الأمل على اشتراك الإتحاد السوفيتي في الحرب إلى جانب قوات الحلفاء، ومن ثم وجد هتلر أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع أن يجبر بريطانيا على الاستسلام هي القضاء على هذا الأمل. وكان ذلك هو السبب الحقيقي الذي دفع هتلر إلى تنفيذ هذه العملية. ومن وجهة نظر لوكاكس، فإن عملية غزو الاتحاد السوفيتي كانت من هذا المنطلق خطوة قام بها هتلر أساسًا ضد بريطانيا لإجبارها على أن تسعى للسلام معه عن طريق تدمير أملها الوحيد في النصر، فلم تكن هذه الخطوة – في حقيقة الأمر – ضد الإتحاد السوفيتي. ويعتقد كلاوس هيلدبراند أن كل من ستالين وهتلر كان يخطط منفرداً للهجوم على الآخر في عام 1941. ويرى هيلدبراند أيضًا أن الأخبار التي انتشرت في ربيع عام 1941 عن احتشاد القوات السوفيتية على الحدود أدت إلى اشتراك هتلر في خطة الفرار إلى الأمام (بالألمانية: flucht nach vorn) (وتعني مجابهة الخطر عن طريق الهجوم بدلاً من الانسحاب). وتوجد طائفة أخرى من المؤرخين تضم مجموعة متنوعة منهم مثل: فيكتور سافوروف ويواشيم هوفمان وارنست نولت ودافيد ايرفينج تعتقد أن السبب الرسمي الذي صرح به الألمان لقيامهم بعملية غزو الإتحاد السوفيتي في عام 1941 هو السبب الفعلي وراء هذه العملية؛ وبهذا تكون هذه العملية "حرب وقائية" وجد هتلر نفسه مجبرًا على الدخول فيها لتفادي هجوم سوفيتي كان سيعوقه عن تحقيق أحلامه؛ ذلك الهجوم الذي كان مقررًا له أن يتم في يوليو من عام 1941. وتعرضت هذه النظرية لهجوم كبير وتم وصفها بإنها خاطئة؛ وقد قام المؤرخ الأمريكي جيرهارد فاينبرج بتشبيه المدافعين عن نظرية الحرب الوقائية بمن يؤمنون في "الحكايات الخرافية".

            واستولت القوات الألمانية في غزوها على أجزاء كبيرة من الأراضي التي شملت، دول البلطيق وروسيا البيضاء وأوكرانيا. كذلك، حاصرت القوات الألمانية الكثير من القوات السوفيتية ودمرتها، وهي القوات التي أصدر ستالين أوامره إليها بعدم الانسحاب. وبالرغم من ذلك، فقد وجدت القوات الألمانية نفسها مجبرة على التوقف قبيل تمكنها من دخول موسكو مباشرةً في ديسمبر من عام 1941 بسبب الشتاء الروسي القارس والمقاومة السوفيتية العنيفة. وفشل الغرو في تحقيق النصر السريع الذي كان هتلر يريده. وفي الثامن عشر من شهر ديسمبر من عام 1941، سجل هاينريش هيلمر الذي كان يحمل رتبة Reichsführer-SS في وحدات النخبة النازية في الدفتر الذي كان يدون فيه تفاصيل المقابلات التي يقوم بها سؤاله إلى هتلر، "ماذا سنفعل مع يهود روسيا؟" وكانت إجابة هتلر على السؤال: "als Partisanen auszurotten" أو "قم بإبادتهم على أنهم أعضاء القوات غير النظامية التي تزعج القوات الألمانية المحتلة بشن الغارات المتكررة عليها". ويعلق المؤرخ الإسرائيلي يهودا باوير على هذا الموضوع بأنه يمكن اعتبار الملحوظة التي سجلها هيلمر في دفترة هي أقوى الدلائل التي يمكن العثور عليها لإثبات الأمر الصريح الصادر من هتلر بإنشاء الهولوكست.

            وقد وضع إعلان هتلر الحرب على الولايات المتحدة في الحادي عشر من ديسمبر في عام 1941 بعد أربعة أيام من قيام الإمبراطورية اليابانية بالهجوم على ميناء بيرل هاربور في هاواي، وبعد ستة أيام من اقتراب القوات النازية الألمانية من موسكو في مواجهة ائتلاف ضم أكبر إمبراطورية في العالم ممثلة في الإمبراطورية البريطانية، وأكبر قوة صناعية ومالية في العالم ممثلة في الولايات المتحدة، وأكبر جيش في العالم ممثلاً في الإتحاد السوفيتي.

            وفي أواخر عام 1942، لحقت الهزيمة بالقوات الألمانية في معركة العلمين الثانية؛ الأمر الذي وضع حدًا لمحاولة هتلر الاستيلاء على قناة السويس والشرق الأوسط. وفي فبراير من عام 1943، انتهت معركة ستالينجراد الهائلة بتدمير الجيش السادس الألماني. وبعد ذلك، وقعت معركة كورسك الهائلة. وأصبحت قرارات هتلر العسكرية غريبة الأطوار بشكل متزايد، وأخذ الوضع العسكري والاقتصادي لألمانيا في التدهور. كذلك، تدهورت حالة هتلر الصحية. فقد كانت يده اليسرى ترتجف. ويعتقد ايان كيرشو الذي كتب السيرة الذاتية لهتلر وآخرون أن هتلر ربما يكون قد عانى من مرض الشلل الرعاش. كما يشتبه في أن يكون مرض الزهري سببًا في بعض الأعراض المرضية التي ظهرت على هتلر بالرغم من أن الدليل المتوافر على صحة هذا الاعتقاد ضعيف.

            ويعد اجتياح قوات الحلفاء لصقلية عملية هاسكي في عام 1943، تم عزل موسوليني من قبل بييترو بادوليو الذي أعلن استسلامه لقوات الحلفاء. وطوال عامي 1943 و1944، كانت القوات السوفيتية تجبر جيوش هتلر على الانسحاب بكل ثبات على طول الجبهة الشرقية. وفي السادس من يونيو من عام 1944، تمت عملية إنزال جيوش الحلفاء الغربيون في شمالي فرنسا في واحدة من أكبر العمليات البرمائية التي حدثت في تاريخ العسكرية؛ وهي العملية التي تعرف باسم عملة القائد الأعلى (بالإنجليزية: Operation Overlord‏). وكان أصحاب الرؤية الواقعية في الجيش الألماني يعرفون أن الهزيمة حتمية، وخطط البعض منهم لإقصاء هتلر عن السلطة. وفي يوليو من عام 1944، قام كلاوس فون شتاوفينبرج بزرع قنبلة في مركز قيادة الفوهرر هتلر المعروف باسم وكر الذئب (بالألمانية: Wolfsschanze) في رستنبورج (بالألمانية: Rastenburg) ولكن هتلر نجا من الموت بأعجوبة. وأصدر هتلر أوامره بالقيام بعملية انتقام وحشية تم فيها تنفيذ حكم الإعدام في أكثر من أربعة آلاف وتسعمائة شخص. الأمر الذي تم أحيانًا عن طريق التجويع في الحبس الانفرادي الذي يعقبه التعرض البطئ للاختناق. وتم القضاء على حركة المقاومة الرئيسية بالرغم من أن بعض المجموعات المتفرقة الأصغر حجمًا استمرت في محاولاتها. .

            الونشريس

            يتبـــــــــــــع