د. هبة قطب
أستاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية
أنا فتاة شابة تعرضت للتحرش حين كنت طفلة، أو بالأحرى لاغتصاب كامل، كانت نتيجته أنني فقدت غشاء البكارة، ولم أفهم ذلك بالطبع إلا بعد أن كبرت قليلاً، لا أحد يعرف ذلك في الدنيا، والآن أنا مخطوبة وقد كنت معقّدة من الرجال، وكرهتهم حيث إنني أيضاً تعرضت للتحرش في مراحل كثيرة من حياتي مما زاد من كرهي لهم، وأنا خائفة أن يُؤثر ذلك على علاقتي بزوجي على نطاق التعامل العادي والعلاقة الجنسية لأنها جزء من كرهي للعلاقة مع الرجال بشكل عام..
لقد بدأ هذا الوسواس يتمكن مني لدرجة أنني قاربت على كره نفسي، وكل مرة أقول لنفسي بأنني سأقاوم، وأنني سأفعل أشياء كثيرة لكني لا أوافق ولا أستطيع مما يزيد من إحباطي… فما هو الحل؟!
آنستي العزيزة…
رفقاً رفقاً يا فتاتي… لقد بنيت قصة وسيناريو وحوارا وإخراجا على شيء فسّره لك عقلك الصغير على أنه تحرش أدى إلى فقدان البكارة، وكان هذا هو المشهد الرئيسي في هذا الفيلم الوهمي الذي تطورت أحداثه بسرعة انتشار النار في الهشيم، وتعمقت بمجريات هذه الأحداث وتأثيرها حتى تمكّنت من رأسك الصغير ودارت بك الدنيا ولم تتوقف عن الدوران مما جعل الأزمة تأخذك إلى مكان سحيق ضللت فيه الطريق، وعندما أفقت على واقع جميل أنت مقبلة عليه فشلت في العودة من هذه الهوة أو بالأحرى في الصعود من هذه البئر العميقة بالمقارنة بفتاة مثلك في مقتبل عمرها وريعان شبابها ولم تؤتَ من القوة التي تؤهلها لاجتياز سدود صلبة كهذه التي تحيطك أو بالأحرى كالتي أحطت نفسك بها.. ولنحلّل مشكلتك بترتيبها الزمني يا فتاتي:
أولاً:
أولاً كنت طفلة وتعرضت للتحرش من إنسان لا ضمير له وقد كان هذا التحرش واصلاً لمرحلة الاعتداء الصريح برغم عدم ورود تفاصيل واضحة لطبيعة هذا الاعتداء، ولكن بما أنك أوردت حدوث نزيف فهذا معناه أنه قد جردك من ملابسك وقد تم احتكاك بين أعضائه وأعضائك ولا سامحه الله، أما ما لا تعرفينه حيال هذا يا عزيزتي فهو أن غشاء البكارة لدى الأطفال أعمق منه لدى الفتيات البالغات، ومن الصعب جداً بل يكون مستحيلاً أن ينفذ العضو الذكري لشخص بالغ خلال فتحة المهبل لدى طفلة حتى يصل لغشاء البكارة العميق فيفضّه!!…
أما النزيف الذي حدث فهو لا يتعدى كونه ناتجاً عن الاحتكاك الخارجي بجلد "العجان" وهو المسافة بين فتحتي المهبل والشرج حيث إنها جلدة رقيقة سريعة الالتهاب ومن ثم يمكن أن يحدث بها نزيف أسهل من نظيرتها من الجلد الذي يغطي سائر جسد الفتاة…
ثانياً:
لقد تعرضت للتحرش كما تقولين أكثر من مرة في حياتك فيما بعد، وهذا معناه أنك انتابتك حالة من الاستسلام والضعف والخنوع واكتفيت بالشجب والاستنكار الداخليين، ثم لجأ عقلك الباطن إلى اختيار الطريق الأسهل وهو كراهية الرجال ولفظ العلاقة معهم سواء الحميمة منها أو حتى العلاقة الحياتية العادية…
ثالثاً:
حدث في حياتك ما لم يكن في الحسبان، فقد جاء فتى الأحلام الذي تحرك قلبك له بشكل غريزي لا إرادي، وبما أنه ينتمي لنصف البشر الآخر -الذي تكرهينه- فهنا حدث الصدام بين عقلك الباطن الذي فرض عليك حظراً ضد الرجال، وبين عاطفتك العذرية الجميلة التي لانت أمام هذا الشاب حيث بدأت المواجهة النفسية التي جعلتك تكتبين هذه الرسالة وتطلبين التفسير والعون النفسيين…
رابعاً:
إنك بدأت بالفعل يا فتاتي الطريق القويم للخروج من أزمتك النفسية هذا الطريق هو استقراؤك للعيب الذي قاد إلى حالتك هذه، وهو السكوت عنها، وأيضاً استنكارك لسكوتك على هذه الحال وعدم مقاومتك لها.. فهاتان الخطوتان هما أول الطريق للعودة إلى السواء النفسي يا صديقتنا العزيزة والذي ليس ببعيد عنك على الإطلاق ولكن يحتاج منك إلى بعض الجهد والاجتياز النفسي لتلك الحواجز الوهمية بداخلك…
وأخيراً أقبِلي على خطيبك واستمتعي بحبه لك واغرقي في التقارب النفسي له وأنصح في ذلك أن تعقدا قرانكما في أقرب فرصة حتى يتسنى لكما التقارب اللفظي والعاطفي دون حرج، فذلك سيساعدكما كثيراً على الوصول إلى النقطة الفاصلة التي يصبو إليها الجميع، أقصد أنت وهو ونحن بما أننا أصبحنا طرفاً حكماً في المسألة، وبصفتنا شركاء لأصدقائنا وقرائنا في أزماتهم والتي نعمل جاهدين أن نحوّل أساهم إلى أفراح وابتسامات…
لا تقلقي على بكارتك يا آنستي العزيزة فأنت مازلتِ عذراء نقية ولكي تقطعي الشك باليقين اذهبي لطبيبة متخصصة في أمراض النساء لتفيدك في هذا الأمر فليس عيباً إطلاقاً الالتجاء إلى الطبيب لوصف العلاج المناسب لحالتك وليصل بك إلى بر الاستواء والتوازن النفسي والعاطفي وتكون سعادتك الزوجية راسخة إن شاء الله.
منقول للافاده والحوار
والله انا تعبت قوي علشان الاقيه لان المحتاره مليانه مشاكل من دى وممكن يكون قالق بنات كتير
وتسلمىعلى المعلومات المفيدة ديه
تسلمى يا قمره
تسلمي
بس يا ريت تعدلي كلمة الله في الآخر غلط تكتب واللهي
شكراً لكِ