والشك والريبة في شريك الحياة ومايتبع ذلك من تصرفات سمة من سمات أصحاب الشخصية المرتابة الذين لا يثقون بالاخرين ولو كانو اقرب الناس اليهم، ويغلب على هؤلاء التوجس والريبة والشك في النيات، وإيجاد احتمالات سيئة لكل تصرف مهما كان عفويا وبريئا، وكثيرا مايتصور هؤلاء أنهم مستغلون لصالح الاخرين، ويفهمون تصرفات الاخرين على أنها إهانات لهم وراءها مقصود سيئ.
ومن صفات هؤلاء الاشخاص الميل للسرية والتكتم الزائد في كل شيء، والنزوع إلى الجدل والعناد والجدية الزائدة، والنفور من المزاح والدعابة، كما أنهم يبالغون في تقدير أنفسهم وقدراتهم ومواهبهم، وكثيرا ما يتكبرون على الناس، ويترفعون ويتعالون عليهم عجبا وغرورا، ويظهر أثر ذلك في سلوكهم وفي لحن قولهم.
ترجع مشكلة هؤلاء إلى عدم الأمان النفسي الداخلي، ولذا فهم شديدو الحساسية للانتقاد والتوجيه، ويصعب عليهم تكوين صداقات حميمة أو علاقة حب وود حتى مع أقرب الناس إليهم، مهما بذل الطرف الآخر من جهده ووقته لأجل التقرب إليهم وكسب ودهم ورضاهم.
ويمارس صاحب هذه الشخصية الإسقاط النفسي كثيرا، وفيه يسقط أخطاءه على الآخرين، ولا يعترف بقصوره ونقصه، وهذا الاضطراب في الشخصية موجود بنسبة 1 إلى 2 في المائة في المجتمع، ويكثر بين الرجال. وتتعدد أسبابه وتتفاوت، بعضها مرتبط بالوراثة وبعضها مرتبط بمشكلات تربوية في الطفولة.
هذه المشكلة طويلة الأمد وعلاجها ليس سهلا، لاسيما أن صاحبها لايدرك أن لديه اعتلالا في طبعه وشخصيته، فهو غير مستبصر بحالته.
ولسهولة التعامل مع صاحب هذه الشخصية لا بد من الوضوح والصراحة، ويفضل تجنب المزاح والهزل قدر الإمكان.
لا تنتظري من زوجك أن تتغير طباعه في وقت قصير وبجهد يسير، فتغيير الطبع من أصعب الأشياء، وكما يقال: "نقل جبل أهون من تغيير طبع"
أما غيرته الشديدة وشكه الزائد فيفضل أن تطلعي بعض أقاربك وأقاربه على هذه الصفة فيه، وما يتبعها من تصرفاته الخاطئة (دون مبالغة)، بحيث يكونون على علم بذلك، ويحاولون توجيهه بهدوء ولطف ويوعونه بخطورة سلوكياته هذه.
تجنبي أي تصرف يمكن أن يثير شكوكه وريبته، واعلمي أن هذا قد يثير غضبه بشدة إلى درجة يفقد معها السيطرة على نفسه، وقد يكون له سلاح (أي كان) فيستخدمه ضدك ، وهذا واقع في حالات وان كانت نادرة جدا.
يمكنك استعمال اسلوب المراسلة معه، بحيث تكتبين ملاحظاتك على تصرفاته الخاطئة بأسلوب مهذب تستهلينه باحترامه وتقديره، وتختتمينه بمثل ذلك، وتطلبين منه أن يكتب لك ما في خاطره تجاه تصرفاتك وتجاه سلوكياته معك، فهذا أفضل له ولك من المواجهة التي قد تثير غضبه، وتفقده السيطرة على نفسه، وتمنعه من الاعتذار والتراجع.