تشكو بعضُ النساء من عدم انتظام أو غَزارة النزف الحَيضي. عندما يكون النزف شاذّاً ولا يكون بإمكان الطبيب علاجَهُ عن طريقِ الخياراتِ العلاجيّة الأخرى، فقد يشيرُ لجَذّ بِطانَة الرّحم الحَراريّ، أو HTA اختصاراً. جَذّ بِطانَة الرّحم الحَراريّ عبارة عن إجراء يُضَخّ فيه ماءٌ ساخن في الرحِم لأزالة بِطانَتةِ الداخليّة. يُقلّلُ هذا الإجراء النزف الرَّحِمي ويوقفهُ تماماً في بعضِ الحالات. جَذّ بِطانَة الرّحم الحَراريّ هو إجراءٌ دائم، وقد يُصبحُ الحملُ غير مُمكن بعده.
الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم، أو HTA اختصاراً، هو إجراءٌ يسمحُ للأطبّاء لازالة البطانة الداخليّة للرحم. وهو أحد طُرُق علاج النساء اللواتي يُعانينَ من نزف حيضي زائد، أو إذا كانَ النزف الحيضي غَير مُنتظم. قد يوصي الطبيبُ بإجراء الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم للمريضة. ويرجعُ قرار القيام بهذا الإجراء من عدمه للمريضة نفسها. يُساعدُ هذا البرنامج التثقيفيّ على معرفة فوائِد ومَخاطِر الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. وهوَ يُغطّي الاستطبابات والمنافع والخيارات العلاجيّة والمَخاطر وما الذي يُمكنُ توقّعه بعدَ الإجراء.
التشريح
يَستعرضُ القسمُ التالي تشريح الأعضاء التناسليّة الأنثوية. وتتضمّن الأعضاءُ التناسليّة الأنثويّة ما يلي:
تتوضّعُ تلك الأعضاء في الحوض، بينَ المَثانة والمُستقيم. الوظيفتان الرئيسيتان للمبيضين هما إطلاق الهرمونات وإطلاقُ البيوض. والهرمونان الرئيسيان للمبيضين هما الإستروجين والبروجسترون. يلزم لعملية التكاثر، أن يُطلق المبيضان بيضة أو أكثر في كلّ شهر. ويُطلَقُ على ذلك اسم الإباضَة. يُساعدُ هرمونا الإستروجين والبرجسترون على ضَبط دورة الإباضَة. كما يُجهِّزُ الإستروجين والبرجسترون البطانة الداخليّة للرحم للحَمل. عندما يُطلقُ المبيضُ بيضَة، تنتقلُ عبرَ البوق إلى الرحم، حيثُ يُمكن أن تتلقَّح. إذا تلقَّحت البيضةُ، فسوفَ تربطُ نفسها إلى بِطانة الرّحِم. وتُصبحُ بطانة الرَّحِم أثخَن في حال تلقّحت البيضَة. يُطلَقُ على البطانة الداخلية للرحم اسمَ البطانة الرَّحميّة. إذا لم تتلقَّح البيضَة، فسوف يطرحُها الجسم مع البطانة الداخلية السميكة للرحم. ويتخلّصُ الجِسمُ من النسيج الزائد والبيضة عن طريق المَهبِل. وتُعرَفُ تلك العمليّة عادَةً باسم الدّورة الحيضيّة. معَ اقتراب سنّ اليأس، تُصبحُ الدورات الحَيضيّة غير مُنتظمَة لتتوقَّفَ في نهاية الأمر. وتُعرَفُ تلكَ الفترة باسم مرحلة ما قبلَ سنّ اليأس. ومع الوقت سيتوقّفُ المبيضان عن إنتاج الهرمونات وعن إطلاق البيوض تماماً؛ ويُعرَفُ ذلكَ بسنّ اليأس. عُنق الرّحم هو الجزء السُفليّ من الرَّحم؛ وهو الممرّ إلى المَهبِل. والمَهبِلُ هو قناة تُؤدي إلى خارج الجِسم. وهوَ يتَوضَّعُ بينَ الإحليل والمُستقيم. يُثبَّتُ الرحمُ في مكانه بواسطة أربطَة. وتُساعدُ تلكَ الأربطة على منع الرحم من الانزلاق عن مَكانه والنزول إلى المَهبِل. تتوضّعُ المَثانَة أمامَ المَهبِل والرحِم. +تُصرّف الكليتان البول إلى المَثانة عبرَ أنبوبين اسمهما الحالبين. تتوضّعُ الأمعاءُ والمُستقيم فوقَ وخلفَ المَهبِل والرَّحِم.
الأعراض والأسباب
النزفُ الرحمي هو حالة يَخرجُ فيها دمٌ أكثر من المُعتاد من المَهبِل. وهو قد يحدثُ لأسباب مُتنوّعة كثيرة، وهو ما سنناقشهُ في هذا القسم. قد يُؤثّر النزفُ الرحميّ في حياة المرأة الاجتماعيّة وفي نَشاطاتها اليوميّة؛ فمثلاً، قد يحتاجُ الأمر من المرأة المُصابة بنزفِ غزير أن تأخذ وقتاً لتغيير الفوطة الصحيّة كلّ ساعَة. كما قد يتسبّب النزفُ الرحميّ بآثار جانبية سيئة على الصحة، مثل فقر الدم والضّعف. يكونُ لدى مُعظم النساء دورات حيضيّة مُنتظمة تستمرّ نحوَ 4-5 أيّام كلّ 28 يوم. ويكونُ لدى بعضِ النساء دورات حيضيّة غير مُنتظمة أو دورات حيضيّة تستمرُّ لفترةٍ طويلةٍ مع دفق دموي غَزير. ويُعرَفُ عندما تستمرّ الدورة الحيضيّة لفترةٍ طويلةٍ مع نزفٍ غَزير باسم غَزارةُ الطّمث. قد تتسبّبُ الدورات الحيضيّة الغزيرة بأن تخسرَ المرأةُ كميّةَ دمٍ كبيرة. وغالباً ما يحدث مَعَص شَديد وانزعاج بطني معَ غَزارةِ الطَّمث. هُناك العديدُ من الأسباب لحُدوثِ نزف حيضي غزير بشكل غير عادي بما في ذلك بعض الحالات التالية. قد تتسبّب اضطرابات التوازن الهرموني بنزف غير مُعتاد، لاسيما حوالي سنّ اليأس. كما يمكن للأورام الحميدة أو غير السّرطانيّة أن تتسبّب أيضاً بنزف زائد. وتُعرَفُ تلك الأورام أيضاً بالأورام الليفيّة. وهي تتوضّعٌ في الطبقَة العَضليّة للرحم وقد تنمو لحجمٍ كبيرٍ جداً، ممَّا يتسبّب بمعَص وألم. كما أنها قد تَضغطُ على الأعضاء المُجاورة. يمكنُ لأجزاء من البطانة الداخلية للرحم، أو البطانة الرحميّة، أن تنمو للداخل، وتصبحَ كبيرة بحجم حبّة العنب ولتتدلّى داخل الرحم. وتُعرف تلك "الناميات" التي تكون بحجم العنب باسم السلائل. السلائل ليست سَرطانيّة عادةً، غيرَ أنَّها قد تتسبّب بنزف غير طبيعي. يمكنُ للسرطانات التي تُصيب البطانة الرحميّة أن تتسبّب بنزف غير طبيعي. يمكن أن يحدثَ نزف غير طبيعي بسبب وُجود حاجز رحمي. الحاجزُ الرحمي هو حالة ينقسمُ الرحمُ فيها من الداخل لأقسام بفعل وجود نسيج زائد. إذا كانت المرأة حاملاً، فقد يتسبّب الحاجز الرحمي بالإجهاض. وقد يكونُ هُناكَ ضرورةً لاستئصال النسيج الذي يقسّم الرحم جِراحياً. يمكنُ في بعض الأحيان أن يتكوّن نسيج ندبيّ داخل الرحم. ويمكنُ لهذا النسيج أن يتسبّب بالكثير من النزف وبدورات حيضيّة غير مُنتظمة وحتى أنه قد يجعل الحملَ مُستحيلاً. قد تنمو البطانة الداخليّة للرحم باتجاه الطبقة العضليّة المُتوسّطة للرحم. ويُعرَفُ ذلك باسم العُضال الغدّي. يَتسبّب العُضال الغُدّي بألم ومَعص ونَزف غير طبيعي.
الخيارات العلاجية
سيجري طبيب النسائيات فحصاً وسيطلب بعض الفحوص الدموية وحتى أنه قد يجري فحصاً بالأمواج فوق الصوتية ليحاول العُثور على سبب النزف غير الطبيعي. إذا حَصل النزفُ الرحمي بسبب اضطراب التوازن الهرموني، فقد يشير الطبيبُ بأن تتناول المريضَة حبوب منع الحَمل أو البروجسترون. قد يُطلَبُ من المريضةِ أيضاً إجراءَ تنظيرِ الرحِم. وتنظيرُ الرحم هو فحص يُدخَلُ فيه مِنظار لداخل الرحم. ويَسمحُ هذا للطبيب بتفحّص الرحم بشكلٍ أفضل ومن التأكّد من عدم وجود مَشاكل أخرى. يُجرى هذا الفحصُ غالباً في نفس وقت إجراء الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. إذا عَثرَ الطبيبُ على سبب النزف أثناء إجراء تنظير الرحم، فقد يكونُ قادراً على استئصاله أو علاجه باستخدام أدوات خاصّة تُدخَلُ عبرَ المِنظار. إذا كان الطبيبُ غير قادرٍ بعد تنظير الرحم على اكتشاف وعلاج سبب مُشكلة النزف عند المريضَة، فقد يجري الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم هو إجراء صُمِّمَ لأزالة بِطانَة الرحِم. يُقلّل الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم في مُعظم الحالات النزفَ الغزير وغير المُنتظم. ويُمكنه في بعض الأحيان أن يوقفَ النزفَ تماماً.
قبل الإجراء
بما أنّ هذا الإجراءُ يهدفُ للتخلّصِ من بطانة الرحم، فالحمول المُستقبليّة تُصبح غير واردة عادةً. ولهذا يكون من المهمّ جداً التأكدّ من عدم الرّغبَة بإنجاب المزيد من الأطفال. يجب أن تُخبر المريضة طبيبَ النسائيّات إن كان عندها أية حساسية، بما في ذلك الحساسيات تجاه الأدوية والطعام ومواد مثل اللاتكس. كما يجب إخباره إن كان لديها أية حالات صحيّة، مثل عمليّات سابقة ومَشاكل قلبية وصُعوبات في التنفّس وعدوى سابقة. يجب التأكد من إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي تأخذها المريضة. ويتضمّن هذا أي أدوية تؤخَذ بموجب وَصفة طبية أو دونها وأي مكملات غذائية أو أدوية عُشبية. كما يجب إخبار الطبيب عمَّا لو كان يُمكن أن تكون المريضةُ حاملاً. وذلك أمرٌ مهمٌّ، لأنّ الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم سينهي الحمل. قد يُعطي طبيبُ النسائياتِ المريضةَ بعض الأدوية. وهذا لمساعدة الرحم على التجهيز للعمليّة. يجب التأكد من أخذها كما وُصِفَت.
هناكَ العديد من الطّرق للتخلّص من البطانة الداخليّة للرحم. وتُناقشُ هذه الوحدة اجراءً اسمه الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. في أثناء الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم يُضَخَّ داخل الرحم ماءٌ حار بضغط يتمّ التحكّم به . وهذا يُزيلُ نسيج بطانة الرحم نهائيا عن طريق حرقه. يُجرى هذا الإجراء في المُستشفى عادةً أو في مَركز جراحي تحت التخدير العامّ. وهذا يعني أنّ المريضة ستكون في نومٍ عميق ولن تشعرَ بالألم. وهو إجراءٌ للمرضى الخارجيين، أي أنّ المريضة سوف تذهبُ إلى منزلها في نفس اليوم. قبلَ بدء إجراء الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم، سيجري طبيبُ النسائيات تنظير الرحم. وأثناءَ تنظير الرحم، سيُدخَلُ المِنظار لداخل الرحم، بحيثُ يستطيع الطبيب إلقاء نظرةٍ عن كثب إلى الرحم. سوف تُوضَعُ قدما المريضة أثناء هذا الإجراء في الرُّكاب. ثمّ تُعقّمُ المنطقة المَهبليّة للوقاية من العدوى. يُدخلُ مِنظار مَهبلي إلى المهبل. والمنظار المهبلي هو أداةٌ تُساعدُ الطبيبَ على إبقاء المهبل مَفتوحاً في أثناء هذا الإجراء. وهو غير مُؤلم عادةً، لكنه قد يكون مُزعجاً. ويمكن تخفيف الانزعاج أو الألم الحاصلان بسبب المنظار المهبلي عن طريق الاسترخاء. ومن المهمّ إخبار الطبيب إذا شَعرت المريضة بأي ألم أو انزعاج. يُخدّرُ عُنق الرحم بمُخدّر موضعي مثل الليدوكائين. يُخدّر التبنيج الموضعي منطقة مُحدّدة ، ويجب أن لا تشعر المريضة بأي ألم في تلكَ المنطقة. وبعدَ أن يتخدَّر عُنق الرحم، يقوم الطبيب بتوسيعه باستخدام أدوات خاصّة. عندما يُصبح عُنق الرحم واسعاً بما فيه الكفاية، يُدخَلُ المِنظار إلى الرحم. وينتقلُ السائل إلى الرحم عبر المِنظار. وهذا يجعلُ فحص الرحم أسهل على الطبيب. وقد تَشعر المريضة بتقطير هذا السائل وهو يخرج عندَ تصريفه. سيتفحّصُ الطبيبُ أثناء هذا الإجراء الرحم وفتحتي البوقين. وبإمكان الطبيب في حال اكتشافه سلائل ونسيج ذا مظهرٍ شاذ أن يستأصله باستخدام أدوات خاصّة تُدخَلُ داخل المِنظار. وفي حال العُثور على حاجز رحمي، يُمكنُ استئصال النسيج. ويمكن للطبيب عندَ الضَّرورة أن يأخذ عيّنة من البطانة الداخليّة للتحقّق من وجود خلايا سَرطانيّة. إذا لم يكن الطبيبُ قادراً بعدَ تنظيرِ الرحم على إيجاد سبب مُشكلة النزف وعِلاجِها، فسوفَ يبدأ بالاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. وسيقوم طبيبُ التخدير في البداية بإعطاء التخدير العام. سوف يستخدم الإجراء مِنظار ومَضخّة يتحكم بها كمبيوتر وسخان مياه. يُسخَّنُ الماء في أثناء الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم إلى درجة حرارة 90 درجة مئويّة ويُضخُّ في الرحم لعشر دقائق. ويتسبّبُ ذلك بتخريب بطانة الرحم. يُراقب ضَغط الماء عن كَثَب. فإذا كانَ هُناكَ أيّ تغيير في ضَغط الماء، فسوفَ يُمتَصُّ الماءُ فوراً إلى الخارج. ولهذا سوفَ يبقى الماءُ في الرّحم ولن يَذهبَ إلى البوقين أو البطن. ويُصرَّف الماء بعد عشر دقائق. ثمّ يُسحَبُ مِنظارُ الرحم.
المخاطر والمضاعفات
هذا الإجراءُ آمنٌ جداً؛ لكن هُناك عدّة مخاطر ومُضاعفات مُحتملة، والتي تكون غير مُرجحة، غير أنَّها مُحتملة. وتحتاجُ المريضة لمعرفتها تَحسّباً لحال حدوثها. وستكونُ المريضةُ عن طريق تثقيفها قادرةً على مُساعدة الطبيب في كَشفها باكراً. تتضمّنُ المَخاطر والمُضاعفات:
تتضمّنُ المخاطر المرتبطة بالتخدير العامّ الغثيان والقياء واحتباس البول وشُقوق الشفتين وتكسّر الأسنان والتهاب الحلق والصُداع.
وتشمل المخاطر الأكثر خُطورة للتخدير العام النوبات القلبية والسكتات الدماغية والتهاب الرئة.
سيناقشُ طبيبُ التخدير تلك المَخاطِر مع المريضة، وسوف يسألها إن كانت مُصابةً بحساسيَّة تجاه أدوية مُعيّنة.
قد تحدث جلطاتٌ دمويّة في الرجلين بسبب عدم الحركة في أثناء وبعد الجراحة. وتظهر تلكَ الجلطات عادةً بعد الجراحة ببضعة أيام. وهي تتسبّب بتورّم الرجل وحدوث ألم فيها. ويمكن أن تنفصل الجلطات الدمويّة من الرجل وتنتقلَ إلى الرئتين، حيث تتسبّب بضيق النفس وألم صدري وربما الموت. وقد يحدثُ ضيق النفس أحياناً دون سابق إنذار. من المهم جداً إخبار مُقدّم الرعاية الصحيّة في حال حُدوث أي من تلك الأعراض فوراً. ويمكن للنهوض من الفراش و المشي بعد العملية أن يُساعدَ على تقليل خُطورة الإصابة بجلطات دموية في الرجلين. تُلاحَظُ بعضُ المَخاطر، مثلَ العدوى والنزف، في أيّ نوع جراحة.
ترتبط المخاطر والمُضاعفات الأخرى بخصوصيّة تنظير الرحم والاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. تلكَ المَخاطر والمُضاعفات نادرةٌ جداً، لكن من المهم معرفتها. بسبب كيفيّة توضّع الرجلين في الرّكاب، يُمكنُ أن ينشد عَصبُ قُرب الرّكبة ما يتسبّب ببعض الضعفِ و التنميل في الرجل. وهذا نادرٌ جداً. يمكنُ في أحوال نادرة أن تُصاب بُنىً في الحوض والبطن أثناء الإجراء، لاسيما إن كان هُناكَ الكثير من التندّب بسبب جِراحَة سَابقة. ويمكنُ أن يُصابَ الرحمُ والبوقان، ما يستلزمُ عمليّة أخرى لترميم الإصابة. يمكنُ في أحوال نادرة للغاية أن تُصاب الأمعاء والأوعية الدمويّة، ما يستلزم إجراء عمليّة أخرى. ويمكن للسائل المُستخدَمُ في الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم في أحوال غير مُرجحة أبداً أن يتسرّبَ إلى البطن أو إلى المهبل، ما قد يتسبّب بحُروق وتندّب. يندرُ جداً إصابة المَثانة والأنبوبين اللذين يصلان الكليتين إلى المثانة، إلا أنّ الأمرَ قد يستلزمُ في حال حدوث ذلك لعمليّة أخرى وقد يؤدي لخسارة كلية. في أحوال نادرة للغايَة، قد تُصابُ أعصابٌ صغيرةٌ في الحوض ما يتسبّبُ بنقص الإحساس في الأعضاء الجنسيّة. وهذا قد يُؤدّي إلى خللِ الوظيفةِ الجنسيّة. بما أنّ هذا الإجراء يهدفُ لازالة بطانة الرحِم، فإن حدوث حُمول مُستقبليّة لا يكونُ وارداً. وهذا هو سبَبُ أنّ هذا الإجراء لا يُجرى إلا عندما تكونُ المرأةُ متأكدةً من أنها لا ترغب بأن تنجب المزيد من الأطفال. المبيضان لا يتأثران في أثناء هذا الإجراء، لذلكَ سوفَ تستمرُّ الإباضَة بالحُدوث.
في حال تلقّحت البيضةَ، فمن الطبيعي أن تكون غير قادرة على ربط نفسها لما تبقى من بطانة الرحم، لأنّ مُعظمه يكون قد أُزيل. حتى ولو تبقى القليل من بطانة الرّحِم، فإنها لا تكون قادرةً عادةً على مُواصلة الحمل. وإذا حدثَ حملٌ بعدَ الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم، فإنّه ينتهي بالإجهاض عادةً. ومعَ أنَّ هذه العمليّة تجعل احتمال أن تحملَ المرأةُ ضئيلاً للغاية، إلا أن الحمل يظلُّ وارداً لكنه نادر. لا يقي الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس. الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم إجراء ناجح جداً عُموماً، غيرَ أنّ هُناك دوماُ احتمال بأن لا تستفيد بعض المريضات من هذه العملية.
بعد الإجراء
سوفَ تُؤخذ المريضةُ بعد الإجراء إلى قسم النقاهة، حيثُ يُتاح لها أن تتعافى من التخدير العام. قد يُوضَعُ أنبوبٌ في مَثانة المريضة لمُساعدتها على تفريغ البول. ويُطلَقُ على هذا الأنبوب اسم قِثطار فولي وسوفَ يُسحَب قبلَ تركِ المُستشفى. يُتوقّعُ حُدوث بعض المَعَص والنَزف المَهبلي بعد التنظير الرحمي والاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. تفيدُ الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية والتي تُصرَفُ بموجب وَصفة طبيّة عادةً في تخفيفِ المعص. ويجب التأكد من سُؤال الطبيب عن الأدوية التي يُمكن تناولها. يجب الاتصال بالطبيب إذا أصبحَ النزف غزيراً أو إذا لاحظت المريضَة وجود نجيج كريه الرائحة. فقد يكونُ ذلك علامةً على وجود مُضاعفات. كما يجب الاتصال بالطبيب في حال وُجود ألم بطني شَديد أو حُمّى أو نوافض أو ألم رجل أو أي علامات غير اعتياديّة أخرى. يجب على المريضة ألاَّ تمارس أي اتصال جِنسي أو أن تَضع أيّ شيء داخل المهبل إلى أن يقولَ الطبيب إنَّه لا بأسَ بذلك. ينبغي على المريضة أن تمشي خطوات صغيرة لتُساعدَ على دوران الدم في رجليها، ولتقي نفسها من تشكّل جَلطات دمويّة. لن تحدثَ دورات حيضيّة عند معظم المَريضات بعدَ هذا الإجراء. وسيكون عند بعض المريضات دورات حيضية أخفّ وأقصر.
الخلاصة
تشكو بعضُ النساء من عدم انتظام أو غزارة النزف الحَيضي. عندما يكون النزف شاذاً، ولا يكون بإمكان الطبيب علاجَهُ عن طريقِ الخياراتِ العلاجيّة الأخرى، فقد يشيرُ لتنظير الرحم مع الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. تنظير الرحم هو إجراء يُدخَلُ فيه مِنظار إلى الرحم بهدفِ تَشخيص وربما علاج النزف الرحمي. وإذا لم يكن بإمكان تنظير الرحم أن يُعالج سبب النزف الرحمي، قد يجري الطبيب الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم. الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم هو إجراء يُضخّ فيه ماءٌ ساخن في الرحِم لازالة بِطانَته الداخليّة. يُقلّلُ هذا الإجراء النزف الرَّحِمي ويوقفهُ تماماً في بعضِ الحالات. الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم هو إجراءٌ دائم، وقد يُصبحُ الحملُ غير مُمكن بعده. الاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم إجراءٌ آمن وناجح. ولتنظير الرحم والاجتثاث الحَراريّ لبِطانَة الرّحم مَخاطر مُعيّنة مثل أي إجراء جراحي آخر. ومعرفةُ تلك المخاطر قد تُساعد على كشفها وعلاجها باكراً في حال حدوثها.
تسلمين غاليتى