تخطى إلى المحتوى

الحكيم وابنه 2024

الونشريس
يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي بعيد عن صخب المدينة وهمومها
سلك الاثنان واديا عميقا تحيط به جبال شاهقة
وأثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته
سقط على ركبته صرخ الطفل على إثرها بصوت مرتفع تعبيرا عن ألمه : آه
فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل : آه
نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلا مصدر الصوت : ومن أنت ؟
فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكدا .
: بل أنا أسألك من أنت ؟
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة
: بل أنا أسألك من أنت ؟
الونشريس
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب …
فصاح غاضبا "أنت جبان"
فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..
وبنفس القوة يجيء الرد "أنت جبان"
الونشريس
أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلا جديدا في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس .
الونشريس
تعامل الأب كعادته بحكمة مع الحدث .
وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي : " إني أحترمك "
كان الجواب من جنس العمل أيضا .
فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " .
عجب الشاب من تغير لهجة المجيب .
الونشريس
ولكن الأب أكمل المساجلة قائلا : " كم أنت رائع "
فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "
الونشريس
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيرا من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .
الونشريس
علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة " أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى )
الونشريس

لكنها في الواقع هي الحياة بعينها
إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها
ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك
إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك
وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك
وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك
إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك
وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولا
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .
الونشريس

    جميلة اوى يا دودو
    تسلمى

    الونشريس

    الونشريس

    روعة تسلمي

    كلامات رائعه
    مشكوره ياقمر

    الوسوم:

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.