كان مهند طفلاً ذكياً نشيطاً، لا يحب شراء الألعاب، بل يصنع ألعابه بيده..
فكان بعض أصدقائه يستهزئون به وبأفكاره، ويطلبون منه اللعب معهم ويترك أفكاره هذه التي تأخذ وقته كله..
جلب مهند أسلاكاً ومعدات كي يصنع سيارة تمشي بواسطة موتور صغير أخذه من سيارة قديمة مهترئة..
وصار يمضي النهار كله وهو يقص الأسلاك ويصنع منها عجلات للسيارة..
ثم صنع هيكل السيارة من هذه الأسلاك، فصارت سيارة جميلة من أسلاك رفيعة..
ثم أضاف لها الموتور، ولكن السيارة لم تشتغل..
زاره أصدقاؤه كي يطمئنوا على آخر إنجازاته، فرأوه قد وضع الموتور داخل السيارة، ولكن المحرك لا يدور كما يريده هو..
ضحك بعضهم من اختراعه الذي لم ينجح، وصاروا يتهامسون فيما بينهم ويتغامزون عليه..
شعر مهند بالإحباط واليأس، ورمى السيارة تحت سريره وقد قرر ألا يستمر في صنعها، والدموع تملأ عينيه..
حزنت أم مهند عندما رأت ابنها محبطاً يائساً، فجاءته وقالت له وهي تحتضنه بحب وحنان:
– يا بني.. كم من مخترع عظيم استفادت البشرية من اختراعاته، ولكنه كان فاشلاً في أول حياته.. استمر يا بني، ولا تستمع لتثبيط أصدقائك، فلو كان أصدقاؤك يحبونك حقاً لما قالوا لك هذا الكلام، لتعلم يا بني أن هناك أصدقاء مثبطين لك، وهناك من يغار من إنجازاتك، ومنهم من يعيب عليك كل ما تعمله، حتى لا تستمر بإنجازاتك..
مسح مهند دموعه، وأخرج السيارة من تحت سريره، وأكمل عمله بإصرار وتحدٍّ..
وبعد أيام قليلة، خرج مهند إلى الملعب وجمع أصحابه جميعاً، وقال لهم:
– عندي لكم مفاجأة جميلة..
وأخرج السيارة من الكيس الذي يحمله، وبدأ بتشغيلها..
سارت السيارة بين أصحاب مهند وسط صيحات الدهشة والفرح..
وإذا بصديقه حسان يقول له مستهزئاً:
– عملك هذا سهل جداً ولا يدعو لكل هذا الفرح..
تجاهل مهند ما قاله له حسان، وقد أمسك بالسيارة كي يُري أصدقاءه ميّزاتها الجميلة..
ثم توجّه مهند إلى حسان وقال له:
– يا حسان.. اصنع سيارة مثلها وسنفتخر بك كلنا..
شعر حسان بالخجل الشديد من نفسه، وذهب بعيداً عنهم يجرّ أذيال الخيبة والخجل..
يسلمووووووو