ايهما افضل الولادة الطبيعيه ام القيصريه موضوع هام لكل حامل
كثيراً ما تقع السيدة الحامل، خاصة عند اقتراب موعد ولادتها، في حيرة من أمرها بما يخص انتقاء الطريق الأفضل والأسلم للولادة، وتفترض أن لديها حرية الخيار والحق باتخاذ القرار من دون أن يكون لديها المعرفة الكافية عن ميزات وفوائد أو مضار ومساوئ كل من الطريقتين في الولادة .
الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية:
1- الولادة الطبيعية: الولادة الطبيعية هي التي تتم عفوياً من دون تدخل جراحي من فبل الطبيب، وهي أمر غريزي أو عملية فسيولوجية لها موعد محدد لا نتدخل فيه ولها مسير وتطور تلقائي تكون نتيجته خروج الجنين من جسم الأم عبرالطريق التناسلي ومن مخرج طبيعي، ولا يكون للطبيب دور فيه سوى الانتظار والمراقبة وعدم اللجوء إلى ما ليس له استطباب وهي القاعدة الذهبية في فن التوليد .
2- الولادة القيصرية: هي وسيلة اصطناعية يختار البشر لها موعداً، لا يكون سيرها تلقائياً ويتم إخراج الجنين عن طريقها قسراً من فوهة غير طبيعية، وهي عبارة عن جرح يجريه الطبيب في طبقات جدار البطن والرحم ويكون للطبيب المولد الدور الفاعل والوحيد في هذه الولادة .
نتيجة:
إن الولادة بالعملية القيصرية هي إجراء معاكس للطبيعة ويخالف القوانين الفيزيائية المتعلقة بجسم المرأة، من هذا المنطق، وكما هي الحال في الكثير من الأمور الطبيعية والعلاجية الأخرى بدأ البعض من المعنيين بصحة المرأة الدعوى للعودة إلى الطبيعة وتشجيع الولادة الطبيعية، خصوصاً بعد أن أصبح هنالك شطط في اللجوء للعمل الجراحي كوسيلة للولادة بدون وعي أو استطباب مهم، حتى إنه وحسب دراسات عديدة حصل ارتفاع ملحوظ في معدل إجراء عمليات القيصرية في السنوات الأخيرة من 5 .1% إلى 48 % . وقد بدأت بعض الدول تشجيع ليس فقط الولادة الطبيعية، وإنما الولادات المنزلية من قبل قابلات مؤهلات كما تفعل بعض الدول الإسكندنافية كالسويد والنرويج وفنلندا، والرأي هنا بأن ولادة الحامل في بيتها وغرفة نومها وفي سريرها بعيداً عن أجواء غرف الولادة والعمليات في المشافي وما تحتويه من أجهزة غريبة وروائح دوائية، فوجودها في منزلها يساعدها كثيراً على الاسترخاء والاطمئنان، مما ينعكس إيجابياً على سير الولادة فالولادة بلا خوف هي ولادة بلا ألم .
ما أسباب زيادة نسبة الولادات القيصرية في السنوات الأخيرة؟
1- اختيار التاريخ المناسب (الولادة المبرمجة) حسب جدول الزوج أو الزوجة، كذلك رغبة البعض بتواريخ مميزة مثل 11-11-2019 أو 12-12-،2019 بل وانتقاء الساعة المناسبة أيضاً .
2- اعتقاد الأم بأن تعرض وليدها للمرور بهذة القناة الضيقة يؤثر في صحته وإمكانية اختناقه، وهذا مفهوم خطأ بالطبع .
3- هنالك أسباب يتحمل مسؤوليتها الطبيب المولد، وإذ إنه أصبح للأسف يستسهل الأمر ويميل لاتخاذ قرار العمل الجراحي لأبسط الأسباب، حيث إنه لن يضطر إلى السهر ليلاً لمراجعة تطور المخاض ومراقبة الحالة ليلاً، وإضافة للعامل المادي إذ إن الأجور الطبية للعمل الجراحي أعلى بكثير .
ما مساوئ أو مضاعفات الولادة بالعملية القيصرية؟
1- الولادة القيصرية مثلها مثل أي عملية الجراحية لها اختلاطات ممكنة وواردة مثل المشكلات المتعلقة بالتخدير وتأثيره في الأم والمولود .
2- إمكانية حدوث نزيف خلال الجراحة أو بعدها داخل البطن أو التهاب الجرح فيما بعد .
3- زيادة نسبة العطالة الرحمية Atomy أي عدم تقبض الرحم وتأخر انطماره بسبب وجود ندبة العمل الجراحي عليه، وبالتالي استمرار النزيف .
4- زيادة نسب حدوث الإلصاق الوثيق للمشيمة أو المشيمة المتداخلة Placenta Acreta .
حالات وجوب إجراء الولادة القيصرية:
بالطبع هناك حالات لا يمكن أن نسمح لها بالولادة الطبيعية، وبالتالي تكون القيصرية هي الوسيلة الأفضل للحفاظ على سلامة وصحة الأم والجنين، وتسمى هذة الحالات موانع الاستطباب ومنها ما هو مطلق، ومنها ما هو نسبي .
1- موانع استطباب الولادة الطبيعية المطلقة، وهي الوضعيات المعينة للجنين في الرحم مثل المجيء المعترض أو الجبهي والمجيء القدمي، إضافة إلى ارتكاز المشيمة المركزي وانفكاك المشيمة الباكر الحاد والواسع وغيرها .
2- موانع الاستطباب النسبية، وهي عدم تناسب الحوضي الجنيني والمجيء المعقدي والقيصريات المتعددة .
ما فوائد وميزات الولادة الطبيعية؟
1- العامل النفسي العاطفي، حيث إن تجربة الولادة الطبيعية تعزز الرابط ما بين الأم وطفلها وهو شبيه بما يحدث عند الإرضاع الطبيعي، كما أن الشعور الذي يتولد لها بعد انتهاء الولادة تصفه الأم بأنه رضا وارتياح وسلام واطمئنان .
2- يتعرض الوليد خلال مروره بالقناة التناسلية للأم في سياق والولادة الطبيعية للبكتريا الجيدة، وهذا يساعده على تحضير وتدريب جهازه المناعي لمواجهة الحياة الجيدة .
3- تبين أن الولادة الطبيعية تساعد على تكوين رأس الجنين وأخذ عظام الجمجمة الشكل المناسب .
4- ثبت أن التقلصات الرحمية خلال المخاض تحضر رئتي الوليد لتنفس الهواء وعلى عكس المولود بالعملية القيصرية فهم معرضون بشكل أكبر لحدوث متلازمة الشدة التنفسية عند الوليد .
5- إن الولادة عبر المسير التناسلي الطبيعي تسمح بإمكانية تأخير قص الحبل السري وبقاء اتصال الوليد بأمه حتى بعد خروجه من جسمها لفترة ما، حيث تبين أيضاً أن في ذلك فائدة في تسهيل بداية التنفس لديه .
6- تشير الإحصاءات التي أجريت على البالغين المصابين بالربو إلى أن نسبة كبيرة منهم تمت ولادتهم بالعملية القيصرية مقارنة مع غيرهم .
7- العودة السريعة للأم للنهوض والقيام بأعمالها والعناية بطفلها لا بل الخروج من المنزل والذهاب للعمل إن أرادت .
الخلاصة:
لقد اختار الله للإنسان طريقاً طبيعياً ووسيلة تلقائية لقدومه لهذه الحياة من دون حاجته إلى تدخل لشخص ثالث، ولكن العلم وتطور الطب وضع بين أيدينا وسائل مساعدة يجب اللجوء إليها في وقت الضرورة نستخدمها عند وجود ما يشير إلى خطر على حياة الأم أو الوليد، وذلك ضمن ضوابط وقواعد واستطبابات كي لا يكون هنالك شطط في استخدامها . د . مجاهد حمامي
اختصاصي نسائية وتوليد
وعقبال ماتقومى لنا بالسلامة يارب
مجهود رائع