(1) الخبرة والتجربة :
إن الإنسان يقوم بخبراته وتجاربه في الحياة ، وكلما كثرت تجارب الإنسان كلما استطاع
أن يواجه محن الحياة ومنحها بحكمة ودراية ، فما من مشكلة يخوضها الزوجان إلا وتزيد
في رصيدهما المعرفي من الخبرات في الحياة ، وهذا يجعلهما يحسنان التعامل مع
أي مشكلة زوجية سواء أكانت المشكلة لهما أم لغيرهما ..
(2) الوقاية المستقبلية:
إن كثرة المشاكل الزوجية التي يخوضها الزوجان معاً ، تساهم في إغناء رصيد
كل واحد منهما في التعرف على الآخر ، هذه المعرفة والخبرة إن استثمرت في
وضع الخطة المستقبلية لهما في التعامل الزوجي ، فإنهما سيكشفان بعد فترة من
الزواج أن نسبة المشاكل الزوجية بينهما قليلة ، وذلك لأن كل واحد منهما
بدأ يتعامل مع الآخر بما يملك من رصيد معرفي عن الطرف الآخر .
(3) الأهداف المشتركة:
إن من علامات الزواج الناجح أن يكون للزوجين أهداف مشتركة يسعيان لتحقيقها
والمشاكل الزوجية بين الطرفين تساهم في تحقيق هذه الفائدة
لأن المشاكل الزوجية عندما تحدث بين الطرفين ، فإن كل طرف يعبر عما في نفسه
وما يرجوه من الطرف الآخر ، وهذا الفعل يقرب المساحة التفاهمية بين الطرفين
ويعرف كل طرف على أحلام الآخر وطموحه من خلال حدوث المشكلة
وهذا يحدث مع بعض الزيجات … والأصل أن يحدث هذا التفاهم في جو
من المصارحة والحوار الهادئ ، ولكن بعض الناس لا يتكلم
أو يصارح إلا إذا مر بأزمة زوجية.
(4) السلبيات والإيجابيات:
عند حدوث أي مشكلة زوجية ، فإن كل طرف تتعرى شخصية أمام الطرف الآخر
فيمكن لأي منهما أن يتعرف على نقاط الضعف والقوة لدى الآخر ، وهذا مما يزيد
في التفاهم بين الزوجين ، ولهذا فبقدر ما تكون معرفة أحد الطرفين بسلبيات
وإيجابيات الطرف الآخر بقدر ما يتحقق حسن التعامل المستقبلي وقلة الخلاف .
(5) الروح الرياضية:
إن المشاكل الزوجية تربى في الزوجين نفسية الروح الرياضية في التعامل معها
وذلك لأن كثيراً من الأزواج أو الزوجات يهربن من مواجهة المشاكل الزوجية
مما يدعو إلى تفاقمها وتعقدها ، فتنتهي حياتهما بالفشل ، أما إذا كان الزوجان يتمتعان
بروح رياضية مرنة وتستوعب الخلافات ، فإنهما سيكونان قادرين على مواجهة أي مشكلة مستقبلية.
(6) مهارات سلوكية:
هناك عدة مهارات يمكن للزوجين تدريب نفسيهما عليها ، والتمكن فيها من خلال تعرضهما
لعدة خلافات زوجية ، وذلك لأن المهارات السلوكية والأخلاقية كالصبر والعفو والتضحية
وضبط النفس وكظم الغيظ ، والحلم والأناة والتسامح ، كلها يمكن للزوجين تعلمها أو تطوير
نفسيهما فيها في مدرسة الحياة الزوجية ، إن لم تتح لهما فرصة تدريب نفسيهما على
هذه القيم والأخلاق قبل الزواج.
(7) المصارحة وحسن الجوار:
إن معرفة الزوجين بمهارات الحوار والمصارحة سبب من أسباب نجاح الزواج واستمرار يته
فما هي الكلمات التي يقولها كل طرف للآخر وقت الخلاف؟!
-وكيف يصارح كل طرف الآخر بما يغضب الآخر لو سمعه ؟!
-وكيف يتعامل أحد الطرفين مع الطرف الآخر الصامت والكتوم؟!
-وما هي الكلمات التي تغيظ الطرف الآخر أو تهدئ من روعه ؟!
-وما هي أفضل الأوقات للمصارحة وإخراج ما في النفوس ؟!
وأسئلة كثيرة مهمة لنجاح أي علاقة سواء أكانت علاقة زوجية أم علاقة صداقةأم غيرها
(8) أًصل الاكتشافات والاختراعات :
لو بحثنا في قصة أول مكتشف للكهرباء ، لوجدنا أنه كان يعيش في معاناة الظلام
ومشاكله، فبدأ يفكر بالحل إلى أن استطاع " أديسون " أن يكتشف طريقة الإنارة
ولولا المعاناة التي عاشها " هنري فورد " في ذهابه إلى العمل ورجوعه منه لما
حاول أن يخوض التجارب إلى أن صنع أول سيارة في العالم.
فالدنيا إذن قائمة على سنة واضحة بيّنة ، وهي أن دخول الإنسان في المشاكل من
أجل التفكير في حلها والتفكير في كيفية عدم وقوع غيره بها ، وهذا ما نرجوه عند
دخول الزوجين في مشاكل زوجية ، أن يفكر في كيفية منه
وقوع غيرهما يستحقان شهادة " براءة الاختراع.
(9) الالتفات إلى النفس :
يسقط غالبية الناس أسباب المشاكل عند حدوثها لهم على غيرهم ، فدائماً نسمع
عبارة " أبي هو السبب " أو أمي ، أو المدرسة ، أو أبنائي أو الحكومة
أو أمريكا هي السبب دائماً يردد الناس هذه العبارات ، والتي يحب فيها الشخص
أن يخلي نفسه من دائرة المسؤولية ، ويعلق فضله على الآخرين
ولكن هذا تصرف الضعيف والإنسان السلبي ، أما الشخص الإيجابي فهو الذي يلتفت
إلى نفسه وإلى ذاته عند حدوث أي مشكلة له ، وهذا ما نريده للزوجين عندما يخوضان
أي مشكلة زوجية أن يستفيدا منها ، فيكون من فوائد هذه المشكلة أن يلتفتا إلى أنفسهما
ويحاسبا أنفسهما ، وأن يكتشفا الخلل الشخصي ، ثم يبدآن في وضع خطة لتطوير