قولُهُ تعالى: {إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم} [سورة الرعد/15] فمعناهُ أنهُ إذا كانَ قومٌ على طاعةِ اللهِ تعالى وكان يُنزِلُ لهم المطرَ ويُنبِتُ لهم النباتَ فما داموا على تلكَ الحالِ اللهُ يتركُهُم على هذهِ الحالِ ولا يُغيرُ اللهُ ما بهم منَ النعمةِ.
أما إذا كفروا وعصَوْا رسولَهُم وطَغَوْا وبَغَوْا واعتدوْا أو لم يكونوا في زمنِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم بل كانوا بعدَ الرسولِ كأهلِ زمانِنَا هذا فإذا خالفوا الشَّرعَ وتمادَوْا على البغي والعدوانِ فإن اللهَ يُغيرُ ما بهم منَ النعمةِ إلى الخوفِ والنقصِ من الثمراتِ والأموالِ.
قومُ عادٍ لما كانوا على الإيمانِ بنبِيِّهِم كانت بلادُهُم فيها رخاءٌ وأمنٌ، ثم لما كذبوا نبيَّهُم وعكفوا على عبادةِ الأوثانِ اللهُ تعالى أهلكَهُم، سلَّطَ عليهم الريحَ فأبادتهُم، هلكُوا كلُّهُم إلا الذينَ ءامنوا بنبيِّهِم، وكذلكَ حصلَ لغيرِهِم.
دمتي مميزة اختك قلوب خضراء