فالمراد باللوح المحفوظ كما قال غير واحد من أهل التفسير: الكتاب الذي كتب الله فيه مقادير الخلق قبل أن يخلقهم، وهو
الكتاب المبين المذكور في الآية المشار إليها في قول الله تعالى:.. وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ
وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ {الأنعام:59}.
وقد ذكر بهذا اللفظ وبغيره في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى، جاء في تفسير الطبري: قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولا
تسقط ورقةٌ في الصحاري والبراري، ولا في الأمصار والقرى، إلا الله يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا
في كتاب مبين، يقول: ولا شيء أيضًا مما هو موجود، أو ممّا سيوجد ولم يوجد بعد، إلا وهو مثبت في اللوح المحفوظ مكتوبٌ
ذلك فيه، ومرسوم عددُه ومبلغه، والوقت الذي يوجد فيه، والحالُ التي يفنى فيها، ويعني بقوله: مبين ـ أنه يبين عن صحة ما
هو فيه، بوجود ما رُسم فيه على ما رُسم