ﻟﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺹ( ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
)ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﻣﺜﻞ ﺻﻠﺼﻠﺔ ﺍﻟﺠﺮﺱ، ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪﻩ ﻋﻠﻲ،
ﻓﻴﻔﺼﻢ ﻋﻨﻲ، ﻭﻗﺪ ﻭﻋﻴﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ،
ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺭﺟﻼً ﻓﻴﻜﻠﻤﻨﻲ ﻓﺄﻋﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ( ..
ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ) ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ( ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻭﻝ
ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ :
) ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﺮﺩ،
ﻓﻴﻔﺼﻢ ﻋﻨﻪ، ﻭﺇﻥ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻟﻴﺘﻔﺼﺪ ﻋﺮﻗﺎً( .
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻴﺒﻠﻐﻪ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺁﻧﺎً ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻗﺮﺃﻥ، ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻟﺘﺎﻥ :
1 ـ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ،
ﻭﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ
ﺻﻠﺼﻠﺔ ﺍﻟﺠﺮﺱ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻲ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻠﻘﺎﻩ .
ﻓﻴﺒﻠﻐﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺑﻼﻏﻪ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﺑﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ
ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺷﺪﺓ ﻭﺟﻬﺪﺍً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ،
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻼﻍ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ،
ﻭﻗﺪ ﻭﻋﻰ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻋﻦ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﺃﺣﺲ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻭﺟﺒﻴﻨﻪ ﻳﺘﻔﺼﺪ
ﻋﺮﻗﺎً،
ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﺘﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ) ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪﻩ ﻋﻠﻰ(
ﻭﻗﺪ ﺗﻌﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻴﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ :
)ﻻﺗﺤﺮﻙ ﺑﻪ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻟﺘﻌﺠﻞ ﺑﻪ . ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻌﻪ ﻭﻗﺮﺁﻧﻪ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺮﺃﻧﺎﻩ ﻓﺎﺗﺒﻊ ﻗﺮﺁﻧﻪ . ﺛﻢ ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻴﺎﻧﻪ( .
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻘﺐ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻮﺩﺗﻪ ﻟﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ
ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺟﺒﺮﻳﻞ ..
ﺏ ـ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ : ﻓﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﻦ
ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ،
ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ :
)ﻓﻴﻜﻠﻤﻨﻲ ﻓﺄﻋﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ( ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ،
ﺇﺫ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺁﺧﺮ ..
ﻭﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺬﻛﺮﻩ ﻫﻨﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ :
ﻧﺰﻭﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻹﺑﻼﻍ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺑﻐﻴﺮﻩ
ﻛﺄﻥ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ،
ﺃﻭ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻗﺪﺳﻲ، ﺃﻭ ﺑﺨﺒﺮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ، ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ :
ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ) ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ :
) ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺟﻠﻮﺱ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ،
ﺇﺫ ﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ،
ﻻ ﻳﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ، ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ،
ﻓﺄﺳﻨﺪ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﻭﻭﺿﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻳﻪ،
ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ! ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ( ..
ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ، ﺛﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ،
ﺛﻢ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ، ﺛﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻘﺎﻝ :
) ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺄﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ( ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﺤﺪﺛﻪ ﻋﻨﻬﺎ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻘﺐ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﺏ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﺪﻗﺖ .. ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ،
ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻮﻥ ﻳﺘﻌﺠﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ..
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ ) ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ( : ﻓﻠﺒﺜﺖ ﻣﻠﻴﺎً، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ :
) ﻳﺎ ﻋﻤﺮ! ﺃﺗﺪﺭﻱ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ؟( ﻗﻠﺖ : ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ . ﻗﺎﻝ :
) ﺇﻧﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻟﻴﻌﻠﻤﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ( ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻮﻥ ﻳﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻔﻪ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ،
ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﺳﺌﻠﺘﻪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻌﻘﻴﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
ﺻﺪﻗﺖ، ﻣﻤﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﺗﻌﺠﺒﻬﻢ : ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﺪﻗﺖ؟
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺼﻠﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﻛﻴﻔﻴﺘﻪ ﻧﺴﻮﻕ ﺁﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ
ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻃﺮﻕ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻭﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
) ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻭﺣﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺎﺏ
ﺃﻭ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﺳﻮﻻً ﻓﻴﻮﺣﻰ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻜﻴﻢ( .
ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺼﺮ
) ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ …( ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺛﻼﺙ ﻃﺮﻕ،
ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ : ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ :
) ﺍ( )ﺇﻻ ﻭﺣﻴﺎً( : ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻨﻔﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ..
) ﺏ( ) ﺃﻭ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺎﺏ( : ﻭﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺗﻜﻠﻴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﺳﺎﻃﺔ
ﺑﻜﻼﻡ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎً، ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﺣﻴﻦ ﺇﺭﺳﺎﻟﻪ،
ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﺭ، ﻭﻟﻤﺤﻤﺪ )ﺹ( ﺣﻴﻦ ﻋﺮﺝ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ..
) ﺟـ( ) ﺃﻭ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﺳﻮﻻً( : ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﻭﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺑﺤﺎﻟﺘﻴﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺘﻴﻦ ..
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﻗﺪ ﻭﺿﺤﺖ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻟﻠﺒﺸﺮ،
ﻭﺇﺑﻼﻏﻬﻢ ﺑﻤﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﺗﺘﻼﻗﻰ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ
وباااااركـ الله فيكي