تخطى إلى المحتوى

عذراء ماليزيا 2024


الونشريسعذراء ماليزيا

قد ﻻ يعرف الكثير من المسلمين أن اسم العاصمة الفلبينية "مانيﻼ"
هو تحريف وتحوير لﻼسم اﻷول الذي اتخذه المسلمون لها وهو "أمان الله"

عندما كانت جزء من أرض اﻹسﻼم وركيزة ﻻنطﻼق دعوته إلى باقي مناطق جنوب شرق آسيا.
فقد دخلها اﻹسلام كغيرها من الكثير من الدول الممالك فدخل أهل الفلبين في دين الله أفواجا.

وانتشر بعد ذلك اﻹسﻼم في ربوع الفلبين التي سماها المسلمون "عذراء ماليزيا"

واتخذوا العاصمة " أمان الله" التي أسسها السلطان رجا سليمان وأطلق عليها هذااﻻسم,

وتكونت في غيرها من المناطق عدة إمارات إسﻼمية داخل الفلبين ومنها مملكة صولو والتي كان أول من حكمها الشريف الهاشمي أبو بكر وأصله من حضرموت

ثم سلطنة ماجنداناو التي حكمها السلطان الشريف محمد فبونصوان وهو أيضا من جذور عربية. لكن اﻻستخراب الذي أطبق على الفلبين

كغيرها من المدن والممالك اﻹسﻼمية والذي أطلق عليه كذبا وزورا "اﻻستعمار" قد حاول منذ البدء طمس هويتها اﻹسﻼمية

في المظهر والجوهر حتى يقطع صلتها باﻹسﻼم كلية وهذا ما تم فعله في كل المناطق التي احتلوها فعندما جاء اﻻستعمار اﻷسباني لها العام 923هـ -1521 م,

فبدؤوا بتغيير اسم البﻼد من عذراء ماليزيا إلى الفلبين نسبة إلى ملكهم الذي تم احتﻼلها في عهده فيليب الثاني, وتم تغيير أمان الله إلى مانيﻼ

وﻻ يزال اﻻسمين يستعمﻼن إلى اﻵن في محو كامل لجزء هام وأساسي من تاريخ تلك البﻼد. وتبدلت وجوه المستعمرين عليها بدء من اﻷسبان مرورا باليابانيين

واﻷمريكيين فقد ظلت الفلبين خاضعة لﻼحتﻼل اﻷسباني واﻷمريكي والياباني منذ عام1521م حتى نالت استقﻼلها لتصبح دولة ذات سيادة من دول قارة آسيا عام 1945م.

وكعادة المستعمرين في كل البلدان اﻹسﻼمية ﻻ يتركون بلدا حتى في حاﻻت ما يسمى باﻻستقﻼل إﻻ إذا زرعوا مكانهم حكومات محلية موالية لهم

تنفذ أفكارهم ومخططاتهم بل ويكونون أشد على أهل البﻼد من المحتلين في تعاملهم معهم,

فبعد استقﻼل الفلبين تشكلت عدة أنظمة حكومية جعلت من التعرض للمسلمين هدفا لها وخاصة في المناطق التي يكون فيها المسلمون أغلبية مثل المناطق الجنوبية

حيث يعاملون المسلمين بسياسة أمنية واحدة قائمة على قمع الحريات واغتصاب الحقوق للدرجة التي يمكن القول فيها أن المواطن الفلبيني المسلم

يعامل باتهام مؤكد وبراءة ظنية, وأن نظرة الشك ﻻ تفارق المؤسسة اﻷمنية تجاه كل من يحمل في هويته أنه مسلم.

وعلى الرغم من كل تلك الممارسات القمعية تجاه المسلمين إﻻ أنه وبفضل الله يدخل الناس كل يوم بأعداد متزايدة في اﻹسﻼم نظرا لحسن سلوك المسلمين

وحسن تعاملهم مع غير المسلمين داخل الفلبين وخارجها وخاصة ممن عمل منهم في الدول العربية وخاصة الخليجية

وباﻹجمال تصل نسبة المسلمين في التقارير اﻷخيرة في الفلبين إلى%25 أي ما يزيد على عشرين مليونا من إجمالي ثمانين مليونا، وهي نسبة قابلة للزيادة

باطراد نظرا ﻹسﻼم عائﻼت بأكملها بعد عودة ابنهم الذي يسلم في الدول الخليجية بعد أن يطلعهم على سماحة اﻹسﻼم وحسن تعامل أبنائه.

ويتركز المسلمون في الجنوب الفلبيني الذي قاوم المحتلين مقاومة عنيفة رافضا أن يسلم لهم أرضه أو يقبل بتغيير هويته,

لكن السياسة اﻻستيطانية الخبيثة "فرق تسد" هي التي تمكنت من إضعاف صفهم وتمكن عدوهم منهم,

كما قال الله سبحانه وبين في كتابه أن أول عوامل النصر اجتماع القوى وعدم التفرق

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَﻻ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"

ولذلك احتلتها أسبانيا أربعة قرون حتى باعت أسبانيا الفلبين للوﻻيات المتحدة في عام 1900م في تصرف عجيب وغريب حيث باع من ﻻ يملك وقبض الثمن

فأصدرت الوﻻيات المتحدة مرسوما بأن جميع رخص امتﻼك اﻷرض غير المصدق عليها من أسبانيا تعد ملكية عامة وبهذا أصبحت أراضي المسلمين ملكا للحكومة اﻷمريكية.

ثم جاءت معركة التنصير التي خاضها المسلمون بقلة في اﻹمكانيات في مواجهة ﻹمكانيات مادية وبشرية وتكنولوجية في غاية القوة والخطورة,

وقاوم المسلمون مقاومة عنيفة وخاصة في المغريات التي كانت تمنح لكل متنصر وخاصة مع التضييق على المسلمين بكل شكل للقضاء عليهم,

والتي كان من أخطرها الحرب البيولوجية بالجراثيم واﻷوبئة والتي راح ضحيتها المﻼيين من المسلمين بالكوليرا والجدري والطاعون وغيرها,

والغريب أن كل هذا موثق وثابت في تقارير ما تسمى بمنظمة اﻷمم المتحدة التي ﻻ يصدر عنها صوت إﻻ ضد كل ما هو إسﻼمي.

ويحاول مسلمو جنوب الفلبين وهم ما يسمون بشعب المورو الحصول على حكم ذاتي من الحكومة الفلبينية وخاضوا سلسلة معارك طويلة للحفاظ على هويتهم اﻹسﻼمية

وارتقى شهداء كثيرون في تلك المعارك زادوا في بعض اﻷوقات عن ثﻼثين ألف شهيد وتم استرقاق بنات المسلمين من قبل القوات الحكومية

ليتم الدفع بهن في أسواق النخاسة ومكاتب الدعارة في الفلبين رغما عنهم مما دفع الكثيرات منهم لمحاولة اﻻنتحار واستطاعت كثيرات منهم اﻻنتحار

للفكاك من الهوان الذي يلقونه على أيدي هؤﻻء المجرمين.

وكنتيجة للجرائم التي تعرض لها شعب المورو وكرغبة في تحرير الجزء اﻹسﻼمي من ذلك اﻻضطهاد المتكرر تكونت جماعات مقاومة مسلحة

أبرزها جبهة تحرير مورو في عام 1962م لتصد الهجمات المتتالية بقوة غير متكافئة من المنظمات المعتدية الفلبينية ومن اشهرها منظمة "إﻻجا "

فقُتل من المسلمين في تلك اﻻعتداءات أكثر من مائة ألف مسلم وشُرد نحو مليوني مدني أعزل واغتصبت مئات آﻻف الهكتارات من أراضى المسلمين وأحرقت البيوت والمساجد والمدارس.

الفلبين حضارة إسﻼمية وتاريخ طويل وإخوة في الدين ينتظرون المساندة والدعم ولهم حق معلوم في مال المسلمين فرضا ﻻ نفﻼ,

ولهم حق في الدفاع عن قضيتهم وتبني وجهة نظرهم ومطالبة الحكومات بمعاملتهم المعاملة اﻵدمية التي يفتقرون إليها,

فليس من المعقول أن تدافع كل أمة عن أقلياتها في كل الدول بل وعن افرادها كذلك ونترك إخوة لنا في العقيدة يعانون وحدهم

دون أدنى قدر من اﻷخوة اﻹيمانية التي ﻻ يكتمل دونها إيمان المؤمن

منقووول

الونشريس

    الونشريس

    مشكوره ياقمر

    شكرا يا قمر

    الوسوم:

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.