تخطى إلى المحتوى

قدم الساحرة 2024

قدم الساحرة

في القرون الوسطى احرقت آلاف النساء بتهمة ممارسة السحر
في نهايات القرن التاسع عشر..قامت في عموم (أميركا) حملة مسعورة لاصطياد السحرة وإعدامهم بعد تعذيبهم..
وبالطبع كانت الحملة تلقي القبض على أي شخص لمجرد الاشتباه في ممارسته السحر..ثم يعدمونه حرقا بعد تعذيبه..
وبالطبع راح ضحية ذلك آلاف المظلومين..
وقد سار كولونيل (باك) مؤسس مدينة (باكسبورت) بولاية (مين) على نفس ذلك النهج.. فأباح إعدام من يمارسون السحر ..وأطلق الحملات سعيا لتطهير مدينته من السحرة..
وكما هو معروف..كان ومازال التصور الشائع عن الساحرات في الغرب عبارة عن عجوز دميمة شعثاء الشعر ذات ذقن ناتئ وتصرفات غريبة الأطوار..كما نراها إلى الآن في قصص الأطفال والكارتون..
وطبقا لهذا التصور العام لم يجد الكولونيل (باك) صعوبة في اختيار ضحيته الأولى..
كانت امرأة مسنة وحيدة قد مات عنها زوجها المزارع فاعتزلت الناس في بيتها الفقير انتظارا لموعد لحاقها بزوجها..
لذلك كانت أول المشتبه بهم..وألقى الكولونيل القبض عليها..
وقد حاولت العجوز بكل وسيلة أن تنفي عن نفسها هذه التهمة الظالمة..
لكن الكولونيل لم يستجب لاستعطافها..ومن ثم.. إعدامها..
ودارت الأيام..وانتهت الحملة بعد أن قبضت أرواح المئات في تلك المدينة الصغيرة..
وتكفل الزمن بإسدال ستائر النسيان على ما حدث..
ونسي الناس..ولكن الكولونيل أبدا لم ينس..
ظلت صورة العجوز تقض مضجعه بقية حياته..
كان يصحو فزعا صارخا وقد تصبب جسده بالعرق..فتتجمع أسرته والخدم حوله..فيقول:
لقد جاءت لتقتلني..لقد لفت يديها حول عنقي..توسلت إليها أن تبتعد عني..ولكنها كانت تضحك ساخرة وتقول:
لا تخف..لن أقتلك..لن ألوث يدي بروح خبيثة مثلك..أنا فقط أنتظرك..أنتظرك..
ثم تبتعد وهي تطلق الضحكات المجلجلة..

صورة لقبر الكولونيل باك .. وصورة القدم واضحة عليه
ثم ينهار الكولونيل في البكاء..ويحاول الجميع تهدئته..ولكن بلا جدوى..ويجافي النوم عينيه إلى الصباح..
وقبل أن يموت الكولونيل كانت وصيته أن تكون أحجار قبره ناصعة البياض من الذي لا تشوبه شائبة..
كيف لا وهو مؤسس المدينة وأغنى أغنيائها؟؟
وعندما مات، بذل ورثته جهدا جادا في تنفيذ وصيته..
وبعد اختيار أحجار القبر بعناية قام الورثة بوضع شاهد عند رأس القبر من الحجر الأبيض الناصع يرتفع عاليا في السماء تخليدا لذكرى الرجل..
ومرت الأيام..وكان حارس المقبرة هو أول من لاحظ ما طرأ من تغير..
من ثم أسرع إلى الكنيسة يبلغ القس الذي قام بدوره باستدعاء أقارب الكولونيل (باك)..
لقد ظهر للجميع بوضوح تلك التغييرات التي طرأت على حجر المقبرة والتي رسمت إطارا باهتا لقدم امرأة.. وأخذ الإطار الباهت يزداد وضوحا يوما بعد يوم..
أسرعت أسرة الراحل إلى استدعاء نحات الحجر الذي قام بنحت أحجار المقبرة من جديد، لإخفاء آثار قدم المرأة التي راحت ضحية الكولونيل الراحل.
لكن..
عادت الآثار للظهور بعد عدة أسابيع.. وانتشر الخبر بين الناس في المدينة..
واستدعى الورثة النحات مرة أخرى..وطلبوا منه تغيير الحجر كلية والاستعاضة عنه بحجر جديد..
ومع هذا ذهبت جهودهم سدى وعاد أثر قدم المرأة ليرتسم على الحجر من جديد وكأنه يتحدى الجميع..
عندها توقفت جهود الورثة.. ورضخوا أخيرا للأمر الواقع..
وما زال ذلك الحجر باقيا في مكانه حتى اليوم.. وقد انطبع عليه بوضوح ذلك الأثر..
آثر قدم امرأة مظلومة…

الونشريس

    يسلمو يا مرعب

    يسلمووو

    بجد روعة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.