ما يثير الرهبة والدهشة في رحلات السردين العملاقة هذه, هو الإجتماع الغريب والتوافق المذهل لعدد من المفترسين (الدلافين, طيور الأطيش, أسماك القرش وحتى الحيتان الأستوائية العملاقة وغيرها الكثير) بحيث يعملون جميعا جنبا إلى جنب ليتساعدوا على فك وتفريق أسراب السردين الذي يرهب تجمعها مع بعضها هؤلاء المفترسين ويقلل من إمكانية إلتهامها ويسهل عملية خروجها سالمة في رحلتها الملحمية والغريب في الموضوع أن أيا من هذه المفترسات لا تحاول الإعتداء على الأخرى فالهدف هنا واحد, تبدأ الدلافين المعركة بدخول أسراب السردين والعمل على تفريقها ودفعها قريبا إلى السطح ليحاذي مجال طيور الأطيش وهي هنا القوات الجوية الجاهزة والعالية التدريب والتي تبدأ بالإنقضاض إلى داخل الماء بأعداد كبيره وهائلة والسباحة هناك مشكلة أسرابا مائية أخرى لتفرق حشود السردين وتتغذى عليها, من ما يغري أسماك القرش لدخول المعركة والحصول على حصتها من هذه الوجبة العملاقة ويتدخل أخيرا الحوت الإستوائي العملاق الذي يلتهم ما يزيد عن 10 آلاف سمكة سردين في لقمة واحدة.
سبب تجمع السردين بهذه الأعداد الهائلة في هذا الوقت من العام هو تفريخها في منطقة تكاثرها في المياه الباردة في المنطقة الشاطئية في جنوب القارة الأفريقية والتي يطلق عليها (منطقة أجولهاس Agulhas Bank) بحيث تتجمع وتنطلق في رحلتها ولكي تبدأ في رحلتها يعتقد العلماء أن المياه يجب أن تنزل حرارتها إلى ما دون الـ 21 درجة مئوية ولا ينجح السردين دائما في هجرته والسبب الأهم في فشل الرحلة ليس الإفتراس, بل هو درجات الحرارة وقد فشل السردين في الوصول إلى وجهته وهي شرق القارة الأفريقية 3 مرات في الـ 23 سنة الماضية منها مرة في عام 2024 وأخرى في عام 2024.
جوانب من المعارك الملحمية السنوية بعدسات المصورين.
انتظر تحميل الصور