بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال بعض العلماء إعلم ان للعالم العامل بعلمه حقيقه علامات
وامارات تفرق بينه وبين علماء اللسان فمن العلامات
ان يكون متواضعاً خائفاً وجلاً مشفقاً من خشية الله زاهداً في الدنيا قانعاً باليسير منها بعيداً
عن الحسد والعجب والغيبه والنميمه والمداهنه ملتمساً للفقراء المتمسكين بدينهم ناصحاً لعباد
الله شفيقاً عليهم رحيماً يهم امراً بالمعروففاعلاً له ناهياً عن المنكر مجتنباً له ومسارعاً في
الخيرات ملازماً للعباده حسن الاخلاق متواضعاً واسع الصدر لين الجانب لامتكبر ولامتجبر
ولاطامعاً في الناس ولاحريص على الدنيا ولامؤثراً لها على الاخره ولا منهمكاً بجمع المال
ولاغشاشاً ولامقدماً للاغنياء على الفقراء ولامرائياً ولا محباً للولايات
بالجمله يكون متصفاً بجميع ماحث عليه الكتاب والسنه من الاخلاق الحميده ولاعمال الصالحه
هذه صفات يجب ان يتصفى ويتحلى بها كل مؤمن الا ان العالم وطالب العلم اولى ان يتصف بها
ويحافظ عليها ويدعوا اليها
ينبغي للعالم ان يكون في حديثه مع العامه في حال مخالطته لهم بكلام وعبارات يعرفونها
ويفهمونها
قال اخر إخواني إعلموا ان صلاح الامه وفسادها بصلاح العلماء وفسادهم وان من العلماء رحمة
على الناس يسعد من يقتدي بهم وان من العلماء فتنه على الامه يهلك من تأسى بهم
تلى بعض اهل العلم قوله تعالى (ومن احسن قولاً ممن دعى الى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين)
فقال هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا احب اهل الارض الى الله اجاب
الله في دعوته ودعا الناس الى ماجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحاً في اجابته
قال بعض العلماء من ازداد بالله علماً فازداد للدنيا حباً ازداد من الله بعداً
وقال الفضيل رحمه الله اني لارحم ثلاثه عزبز قوم ذل وغنياً افتقر وعالماً تلعب به الدنيا
ومماينبغي له ان ان المعصيه مع العلم تكون اعظم من المعصيه مع الجهل ولذلك يزل بزلة العالم
عالم لانه قدوه لذلك كان بعض العارفين يتفقد نفسه ولايظهر الا على احسن الاحوال خوفاً ان
يقتدى به في سيئها اويساء الظن به فلا ينتفع به
وقفه
كان الامام احمد يقدر الشافعي رضي الله عنهما ويذكره كثيرا ويثني عليه وكانت له إبنه صالحه
تقوم الليل وتصوم النهار وتحب اخبار الصالحين
وتودّ ان ترى الشافعي لتقدير الامام احمد له فاتفق مبيت لإمام الشافعي عنده ففرحت البنت بذلك
طمعاً في ان ترى افعاله وتسمع مقاله
فلما كان الليل قام الإمام احمد الى الصلاة والإمام الشافعي مستلقٍ على ظهره والبنت تراقبه
لتنظر عمله حتى الفجر
فقالت لابيها انت تقدر الشافعي وتثني عليه ومارايته صلى في هذه الليله ولاسمعت له ذكراً ولاورداً
فبينماهم في الحديث اذا قام الشافعي فقال له احمد كيف كانت ليلتك فقال مارايت ليلة اطيب
منها ولا ابرك ولا اربح فقال كيف ذلك
قال لاني رتبت في هذه الليله مائة مسأله وانا مستلقٍ على طهري كلها في منافع المسلمين ثم ودعه
فقال احمد لابنته هذا الذي عمله الليله وهو نائم افضل مما عملته وانا قائم
الله اكبر قوم كل اعمالهم وسكناتهم وحركاتهم وذكرهم وفكرهم فيما يقربهم الى الله تعالى
هذا والله تعالى اعلم واسامحوني على الاطاله
نفعني الله واياكم بما نقول ونسمع
والحمد الله رب العالمين
الله يعطيكـِ العآآآفية