فإذا قارنا هذه النسب نجد أنها تنتشر بصورة سريعة جدا, أضف إلي ذلك أن معدلات الإصابة بحساسية الأنف والجيوب الأنفية فاقت هذه النسب بمرحلة كبيرة حيث تصل لأكثر من 500 مليون شخص يعانون من حساسية الأنف كما تشير الإحصائيات إلي أنه بإضافة معدلات الإصابة بحساسية الأنف إلي الصدر سوف يصبح بين كل أربعة أشخاص هناك شخص مصاب بالحساسية أو علي استعداد واضح للإصابة بها.
وفقا لآخر الإحصائيات في مصر فإن نحو من 20 % إلي 30% من المصريين يعانون من حساسية الأنف, ومن المعروف أن الأنف يمثل الحدود الخارجية للجهاز التنفسي وهو المفرز الأمامي للدفاع ضد الغزاة لجسم الإنسان من أنواع الميكروبات المختلفة ومثيرات الحساسية .
ويقول الدكتورمحمد عوض تاج الدين أستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والدرن إن الأنف تعتبر بوابة الجسم التي تنفذ منها الفيروسات إلي بقية الجسم خاصة فيروسات الأنفلونزا التي تغير تركيبها _الانتي جيني_ كل عام وذلك من باب الخداع الذي تتميز به هذه الأنواع من الجراثيم الثقيلة التي تأبي أن تفارق جسم من تصيبه قبل عدة أيام ثقيلة لا تقل بأي حال عن ثلاثة أيام.
أما مرضي الحساسية فقد يمضون بسببها أياما من العناية الفائقة لشدة وطأتها علي الجسم خلال مسارها من الأنف إلي الصدر مبرهنة بذلك علي صدق الدستور العالمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية بأن هناك ارتباطا وثيقا بين حساسية الأنف والإصابة بالربو الشعبي وذلك للتطابق بين الغشاء المخاطي للأنف والصدر
كما أن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل إن الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية تعتبر أحد العوامل الأساسية للإصابة بالربو الشعبي والزيادة المفاجئة لنوباتها الصدرية, لذلك يؤكد الدستور العالمي أنه كلما تمت حالة تشخيص حساسية بالجيوب الأنفية أو حالة إصابة بالربو الشعبي فإن إحدي الحالتين مرتبطة بالأخري .
من جانبه قال الدكتور أسامة عبد الحميد أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة بجامعة عين شمس إن التهاب الجيوب الأنفية ناتج عن مواد مهيجة موجودة في الهواء مثل حبوب اللقاح أو دخان السجائر أو الفطريات والغبار ووبر الحيوانات الأليفة, ومعظم الأطفال لا تحدث لديهم تفاعلات تجاه هذه المواد غير أنه في الأطفال الذين يعانون من الحساسية تحدث استجابة مفرطة من الجهاز المناعي تسبب الالتهاب وتسبب إفراز السوائل داخل الأنف والجيوب الأنفية.
وأشار إلي أن أعراض حساسية الأنف عبارة عن انسداد الأنف والرشح من الأنف والعطس وحكة الأنف ولكن يظل العرض الأكثر إزعاجا للمريض هو انسداد الأنف.
كما أن معظم الأطفال يعانون من حساسية الأنف طوال السنة وهذا يسمي بالالتهاب المستمر, وفي بعض الأطفال تحدث أعراض حساسية الأنف أثناء مواسم حبوب اللقاح وهذا يسمي أحيانا (بحمي القش).
والأطفال المرضي بالتهاب حساسية الأنف قد يعانون أيضا من حكة الأنف والالتهاب المتكرر في الأذن, والجيوب الأنفية والتنفس من الفم والشخير. ومشاكل في النوم وتعب – التوتر والنوم أثناء النهار ومشاكل في التركيز .
وتكمن الخطورة في أنه علي المدي الطويل يمكن أن يؤدي التهاب حساسية الأنف إلي حدوث مضاعفات طبية مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الأذن والربو .
من ناحيته شدد الدكتور رضا كامل أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة جامعة القاهرة علي أن تجنب مسببات الحساسية لا يكفي لتجنب أعراض حساسية الأنف وإنما قد يوصي الأطباء باستخدام أدوية مزيلة للاحتقان أو مضادات للهستامين أو بدائل علاجية أخري.
العديد من هذه الأدوية يعطي فقط راحة قصيرة الأجل كما أنها أيضا لا تزيل جميع الأعراض وفي كثير من الأحيان يجب الجمع بين علاجات أخري .
- ورأي أن بخاخات الأنف هي العلاج الدوائي الأكثر فاعلية لعلاج حساسية الأنف طبقا لمنظمة الصحة العالمية, فهي تقلل التورم داخل الأنف وتخفف نطاقا واسعا من أعراض حساسية الأنف بما فيها الاحتقان والرشح من الأنف والعطاس وحكة الأنف وحكة العين واحمرار العين وكثرة الدموع, وحيث إن بخاخات الأنف ناجحة جدا في تخفيض أعراض كل من الالتهاب المستمر والموسمي فإن الخبراء ينصحون به كأول خطوة للعلاج.
وأشار إلي أن هناك نوعا من البخاخات يتميز بأنه كورتيزون موضعي ويكون تأثيره فقط في الأنف. وبالتالي يكون امتصاصه في الدم يكاد يكون معدوما وبالتالي لا يؤدي إلي أي مضاعفات جانبية كالتي تحدث مع أقراص وحقن الكورتيزون.. تماما مثله مثل كريمات الكورتيزون.
وقال إن هذا النوع الأكثر استخداما من الأطباء علي مستوي العالم, كما أنه آمن جدا و يستخدم للاطفال والكبار من سن سنتين فما فوق, وهو يتيح للمريض التحسن بعد خمس ساعات ويستعمل مرة واحده في اليوم.
استعمال البرفانات بكثرة
بارك الله فيكي حبيبتي