تخطى إلى المحتوى

التعلق بمن نحب مرض ام طبيعى 2024

الونشريس

قد يحدث يوما ان نتعرف بأشخاص في حياتنا نجاذبهم الحديث وتقوى العلاقة بيننا يوما بعد يوم حتى تصل الى ما يسمى الارتباط الكامل بالطرف الآخر والذوبان فيه فيصبح الشغل الشاغل للشخص ومحور تفكيرة هو الصديق او الصديقة التي تعود عليها فتنقلب الظاهرة ادمانا وهذا يحدث بين الاصدقاء، الأحبة وحتى موجودا بين الأم وابنها
هل ظاهرة التعلق العاطفي هي ظاهرة صحية طبيعية يجب ان تحدث بنمو المشاعر بين الطرفين أم هي ظاهرة مرضية؟؟

بداية يجب ان نوضح مفهوم التعلق: أصل التعلق في اللغة من مادة " عَلِقَ "، يقال : علق به: أي نشب به. وكأنما قصدوا بقولهم تعلق : نشوب الحب بقلب المحب حتى لا يكاد يفارقه.
الونشريس
ويبدأ التعلق منذ مرحلة الطفولة والتعلق ظاهرة ضرورية بين الأم والطفل حيث ترتبط الأم بطلفها منذ ايام الحمل الأولى ويزداد هذا الارتباط مع اقتراب موعد والولادة وهذا الأمر طبيعي وهذا يبنبع من حرص الأم على تهيئة محيط عاطفي لا ستقبال المولود الجديد.

هنا التعلق هو عملية وثاق بيولوجي بين الأم والطفل ووفق هذا النموذج يسعى الطفل للتعلق بالأم أو حتى من يرعاه للحصول على الحنان المطلوب او رد فعل مريح ومفيد وتبدأ هذه العملية من الأسابيع الأولى للولادة وتستمر ذروتها إلى عمر مل بين 6-18 شهر.
الونشريس
ومن المهم هنا الاشارة أن فترة حمل الأم وما تتعرض له من ضغوط وصدمات تؤثر على العلاقة بينها وبين الوليد القادم فأما ان تزيد من ارتباطها بالمولود واما أن يقلل التوتر من ارتباطها بالطفل القادم ويؤثر ذلك سلبا على علاقته بالأم وشخصيته وتكوينه مستقبلا.
الونشريس
من هنا نسنتج ان التعلق ظاهرة طبيعية في حدودها الطبيعية نتشأ لدى الطفل تجاه الأم أو من يعمل على رعايته وهناك استراتيجيات للتعلق بين الطفل والأم وهي:

1- الطفل الآمن Secure Child: يعود الطفل إلى التقرب بسرعة عند رجوع الأم ويشعر بالسعادة.
2- الطفل المتجنب Avoidant Child : يكون أقل قلقاً عند الفراق ولا يبالي بعودة الأم وحتى بمن يتولى رعايته.

الونشريس
3- الطفل المتردد أو القلق أو المعارض Ambivalent, Anxious, or Resistant : يكون أكثر الأطفال كرباً وألماً عند الفراق وتظهر عليه علامات الغضب وسلوك التشبث عند رجوع الأم.
الونشريس

4- الطفل المضطرب والمشوش Disorganized – Disoriented : لا يمكن الحصول على أي سلوك واضح له عند الفراق من الأم والعودة لها.

هذه الاستراتيجيات الأربعة تشبه إلى حد كبير فئات أو أنواع التعلق بين البالغين كما يلي:
الونشريس
1- الأفراد الذين يشعرون بالاستقلال والأمن ويحرصون كل الحرص على العلاقات البشرية مع الغير.
2- الأفراد الذين لا يشعرون بالأمن في العلاقات ويميلون إلى تحقير العلاقات وغيرهم من الناس في معظم الأحيان، وأحياناً ولفترة محدودة يجللون بعض العلاقات البشرية.
3- أفراد يشغلون تفكيرهم بعلاقات الماضي والحاضر وتراهم في ضياع وارتباك مع غيرهم من البشر.
4- أفراد لا يفهمون موقعهم في الدنيا وترى آثار الإهمال وصدمات الماضي واضحة عليهم.
الونشريس
مراحل التعلق:

يبدأ تعلق الطفل بالأم وكذلك الأم بطفلها منذ الايام الأولى لنشاته وتكوينه ثم يتعلق الطفل بالأب فهو يمثل له القدوة والقوة والحماية ثم الأخوة بعد ذلك يبدأ التفاعل بين الطفل والمجتمع المحيط فيخرج من محيط المنزل الى المدرسة فيتعلق بالمعلمين والأصحاب ثم تأتي المراهقة ثم مرحلة البلوغ فيتعلق بعدد أكبر من الأقران أو يتوجه عاطفيا للجنس الآخر والتعلق هنا شيء طبيعي مهم النمو العاطفي والوجداني وبدونه يتشوه البناء النفسي للانسان.
الونشريس
متى يصبح التعلق مشكلة؟؟

يتحول التعلق الى ظاهرة مرضية عندما يتحول سلوك الشخص الى الاتجاه التمثيلي التام والكامل للشخص المتعلق به ويعرف التعلق المرضي على انه قابلية الإنسان على إدراك أن تفكيره وتفكير الآخرين تمثيلي Representational في طبيعته، وأن سلوكه وسلوك الآخرين مدفوع بحالة داخلية مثل الأفكار والمشاعر (Fonagy 1998).

الونشريس

بمعنى ان التعلق يتمسك يالشخص الذي ارتبط به عاطفيا بحيث يذوب فيه تماما فيصبح تابعا أو ظلا ويفقد استقلاليته تماما فيصبح شغله الشغل ومحور تفكيرة وانسحاب تفكيره للداخل فهو دائم الانشغال بالطرف الآخر المتعلق به.
الونشريس
ويتخذ التعلق اشكالا منها تعلق الشاب بالفتاة أو العكس وفي بعض الحالات ينحرف البعض ليتعلق شابا بشاب أو فتاة بفتاة تعلقا مرضيا مثليا وهناك تعلق الصغير بالكبير من خلال التقدير والاحترام بينهما وهذا شكل من اشكال التعلق السوي كما يحدث بين الأخ الكبير والصغير تعلق الابناء بالآباء ..
الونشريس
مظاهر التعلق المرضي:

للتعلق المرضي مظاهر معرفية، وأخرى سلوكية، وأهمها:
• هيمنة المتعلق به على تفكيره فهو منشغل به على الدوام.
• انسحاب طاقته العملية إلى الداخل لانشغالها بالتفكير في المتعلق به.
الونشريس

• إدمان النظر إلى المحبوب، وتقديم رؤيته على كل شيء. فإذا أعياه ذلك تمنى المحال حتى يراه ، وربما بالغ بعضهم في طلب وصال من تعلق به.
• السعي الدائب للقرب منه.
• ارتهان سعادته وسروره بالمحبوب.
الونشريس

• موافقته في كل ما يقول وإن كان محالاً
• الاضطراب عند رؤيته فجأة .
• الرغبة الدائمة في ذكره والحديث عنه وتتبع أخباره.
• محاولة إظهار النفس أمامه في أجمل صورة، حتى ولو كان ذلك على غير طبيعتها (فالبخيل يكرم، والجبان يشجع ..).
• ظهور بعض الأعراض الاكتئابية: من حزن وبكاء عند فقدان المتعلق به، وانسحابية من الحياة الاجتماعية، وخمول، وهزال جسدي.
الونشريس
أسباب التعلق المرضي:

1- الحرمان العاطفي في الأسرة: سواء كان بسبب خلافات أسرية، أو مخطوطات معرفية خاطئة تمنع الآباء من إظهار عواطفهم لأبنائهم.
2- التأثر بالنموذج : والنماذج التي يمكن أن يتأثر بها الإنسان متعددة ، ومنها:
• نماذج أسرية : الأب ، الأم ، الأخوات ، الإخوة ، الأعمام ، العمات ، الأخوال ، الخالات .
• نماذج الرفاق في الحي أو المدرسة أو العمل .
• نماذج إعلامية : في الأفلام أو المسلسلات أو البرامج أو الأغاني ( الفيديو كليب) .
الونشريس

• نماذج مقروءة : القصص والروايات .
3- ضعف الثقة بالنفس ، والبحث عن شخصية يتوحد فيها لكي يشعر بشي من القوة .
4- ضعف الصلة بالله جل وعلا : والأصل في ذلك قوله تعالى " ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ، والذي آمنوا أشد حباً لله " والإمام ابن تيمية رحمه الله يقرر قاعدة متميزة في ذلك فيقول في كتاب " العبودية " : من لم يكن عبداً لله كان عبداً لهواه ، شاء أم أبى.
الونشريس

5- وفرة التعزيز في العلاقة : فإذا كان الفرد يشعر بالحرمان ، ثم يجد لذة بالغة في تعلقه المرضي ، فستكون هذه اللذة دافعاً لاستمرار العلاقة .
6- اضطراب الشخصية : هناك اضطرابات خاصة في الشخصية يمكن أن تؤدي إلى التعلق المرضي ؛ فالشخصية الاعتمادية : بطبعها تبحث عمن يسيرها ، وتدور حوله ، وكثير من التعلقات المرضية تنشأ بسبب اعتمادية كامنة . وكذلك اضطراب الشخصية الحدية عند المتعلق ، واضطراب الشخصية النرجسية عند المتعلق به .
الونشريس
مآل الحالة:

تتغير مع مرور الوقت إما بأن تتطور لتصبح مرضا وإما أن تنحصر بإكتساب الخبرة ويعود الشخص إلى حالة السواء وكل ما كان يحتاجه الوقت الذى إزداد فيه خبرة وتعرض لمواقف ناجحة فى حياته جعلته أكثر ثقة فى نفسه وأكثر قدرة على اقامة علاقات إجتماعية بشكل سوى وإكتساب صداقات جيدة .
الونشريس
العلاج لهذه الحالة:

إستشارة طبيب نفسى والخضوع لجلسات علاج نفسى سلوكى على يد أخصائي نفسى مدرب ويتضمن العلاج السلوكي لهذه المشكلة جلسات التأمل التي يقضيها المتعلق في مراجعة أفكاره ومعتقداته ، أو جلسات المناصحة والاستشارة التي يحاول فيها مع بعض أصدقائه العقلاء ترتيب أفكاره ، يأتي دور السلوكيات التي تساعد في علاج التعلق المرضي .
الونشريس
• المصارحة في العلاقة بين الوالدين والأبناء : كثيراً ما يكون التعلق هرباً من الأرض الجرداء من العواطف التي أُشبِع بها البيت ، وبحثاً عن قنوات أخرى للتواصل غير قنوات الوالدين المغلقة ، واعتماد مبدأ المصارحة بين الابن ووالديه ( أو أحدهما ) يقلل من حرمانه ، ويكون قناة فعالة للتواصل وحل المشكلات .
الونشريس
• إرضاء الأهل مطالب تقدير الذات عند أبنائهم: يضن كثير من الآباء على أبنائه بالمديح على أفعاله الإيجابية ، ويجد الابن هذا التقدير له في علاقة التعلق ، فينجرف إليها باعتبارها صورة من صور تقديره لذاته ، وإذا أشبعت حاجة " تقدير الذات " بصورة سوية لم تلجأ إلى الصور المرضية .
الونشريس
• حل النزاعات والمشاكل الأسرية : الأسرة المضطربة مرتع خصب للمشاكل والاضطرابات الانفعالية ، ويكون التعلق المرضي مهرباً لابن هذه الأسرة ، وفي حل النزاعات الأسرية ، وإضفاء جو المودة بين أفراد البيت إشباع للرغبة في الحب .
الونشريس
• سد المنافذ المهيجة عليه : لأن التعرض لها يقوي من حدة التعلق ، كالقنوات الفاضحة ، الأسواق المختلطة ، الروايات المهيجة … إلخ .

• التقليل من الاختلاط بالجنس الآخر أو رفقاء السوء : بين الجنسين ، أو رفقاء السوء من نفس الجنس .
الونشريس
• الزواج : هو العلاج الأساسي لاضطرابات التعلق ، سواء ما كانت مرتبطة بالجنس الآخر أو الجنس نفسه . لأن اضطرابات التعلق المثلي مبنية على غريزة لم تشبع أنتجبت أخيولات خاطئة ، وأدت إلى أفعال سلوكية مرضية .

• تفريغ الطاقة في الهوايات المحببة ، وإن لم يكن فخلق هوايات جديدة .

• غض البصر وكف الذهن عن التفكير في المتعلق به : ورغم مشقة ذلك في البداية إلا أنه آلية رئيسية ، فلا يمكن علاج التعلق مع إدامة النظر إليه والتفكير فيه .
الونشريس

كثرة الصلاة : فبها يزداد قرب العبد من الله ، وتُستَنزَلُ رحمته .
الونشريس

    شكرا هووووووووووووب موضوعى متميز جدا

    مشكووووووووووووووووووووره يا قمر
    موضوع حلو اوى يسلمووووووووووووو

    مشكووووووووووووووووورة

    نورتم يا عسلات

    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.