ويؤكد المؤلفون العلاقة بين التطور اللغوي للطفل ونموه العام في السنوات التي تسبق الالتحاق بالمدرسة. ويحددون ثلاثة أنواع من العوامل:
العامل البدني: يتعلم الطفل قبل سنوات المدرسة جملة من المهارات الحركيةالعامة التي يستعملها في النشاطات العضلية. ويتعلم التوافق العضلي عن طريق هذه النشاطات. وهذه مرحلة يزداد فيها نشاط الطفل الحركي،الأمر الذي يستدعي أن توجه المدرسة اهتمام اخاصا لبرنامج يهدف إلى تنظيم هذه النشاطات وربطها بالبرامج اللغوية. فالمدرسة ليست للجلوس فحسب، كما أن تلقي المعلومات قد يقيدتفكير الطفل وحركته. ويولي المعلم عنايةخاصة لتطوير توافق العضلات الصغيرة كعضلات العينين والفكين واليدين المستعملة في الكلام والقراءة والكتابة.
العامل العقلي: يهتم تلاميذ هذه المرحلة بالأشخاص والأشياء المحيطة بهم بشكل مباشر،وبالتدريج يتعلمون الاهتمام بالأشخاصوالأشياء التي تقع خارج بيئتهم المباشرة. ويجب أن تكون هذه الخبراتحقيقية ويجب أن ترتبط بالخبرات السابقة للأطفال حتى تصبح جزءا من حياة الطفل. والأطفال في هذه المرحلة أطفال واقعيون، فعندما يروون قصةيهتمون اهتماما عظيما بكل تفصيل فيها.وعندما تتقدم بهم السن قليلا يصبحون أكثر انتقائية للتفصيلات في القصة. ولغة الأطفال في هذه المرحلة تركز على الواقع وهي لغةمباشرة ومحددة. وشيئا فشيئا تنتقل اللغة من المادي إلى المجرد. ويهتم الأطفال حتى سن الخامسة أو السادسة بوصف الأشياء، فيحين أنهم بعد السابعة يهتمون بالأسباب وراء حدوث الأشياء وكيفية حدوثها.
العامل الاجتماعي: يبدأ الطفل في سن دخول المدرسة التخلي عن اللعب وحده، ويميل إلى الألعاب الأكثر تنظيما التي يشارك فيها عدد منالأطفال. واللغة هنا مباشرة ومحددة، والجمل واضحة، والطفل هنا أكثر قدرة على المشاركة في المناقشة الجماعية. وفيأواخر هذه المرحلة يأخذ الأطفال بتقسيم أنفسهم إلى فئتين واضحتين: واحدةللبنات وواحدة للأولاد. وكل فئة لها ما يميزها من الألعاب والاهتمامات.
الله يعطيكـِ العآآفية