كان الربيع بن خيثم شابا معروفاً بجماله، حتى أن المرأة إذا نظرت إليه لا تستطيع أن تملك نفسها، وقيل عنه: إنه كان يغطي على جزء من وجهه حتى لا يفتن النساء، ولكن كان مع هذا من أعظم عباد الله خوفًا من الله، وكان عُمره لا يجاوز الثلاثين؛ وكان في بلده فُسَّاق وفُجَّار يتواصون على إفساد الناس، وليسوا في بلد الربيع فقط ..
إتفقوا جميعا على إفساد الربيع، فجاؤوا بأجمل امرأةعندهم، وقالوا: هذه ألف دينار، قالت: …علامَ؟ قالوا: على قُبْلة واحدة من الربيع، قالت: ولكــم فوق ذلك أن يزني بي !!
ثم ذهبت وتعرَّضت له في ساعة خلوة، وأبدت مفاتنها، ووقفت أمامه، فلما رآها صرخ فيها قائلاً: يا أمة الله، كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك ، فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك أمكيف بك إذا نزل ملك الموت،فقطع منك حبل الوتين؟! أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟! أم كيف بك يوم تقفين بين يدي الربِّ العظيم؟! أم كيف بك إن لم تتوبي يوم تُرمَيْن في الجحيم؟! فصرخت وولَّت هاربة تائبة عابدة عائدة إلى الله – عز وجـل تقوم الليل وتصوم النهار ، حتى أنها لقِّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة !
وكان هؤلاء المفسدون يقولون: أردناها أن تفسد الربيع فأفسدها علينا الربيع !!
منقول