كل يوم قصة ما قبل النوم، إلا أنه في هذا اليوم لم يجد
في نفسه الرغبة في قصِّ القصص، نظر إلى
أحفاده نظرة حب وعطف ثم قال :
– " أتحبون رمضان " ؟
ورد الأطفال ردودًا شتى:
" أنا أحب رمضان؛ لأننا نأكل فيه ما لذ وما طاب ".
" أنا أحبه؛ لأننا نصوم فيه ".
" أنا أحبه؛ لأننا نخرج مع أبي للصلاة ".
تداخلت الأصوات وعلت وامتزجت، ولم يوقفها
سوى إشارة الجد وقوله: "أنا أحب
رمضان لأمور كثيرة وعديدة، أتدرون ما هي ؟!
رمضان شهر حلاوة الإيمان، شهر يستشعر فيه المسلم
حلاوة الاستمساك بدين الله بحبل الله المتين،
يتمسك بصلته بربه وبسمو وعلو إرادته الحرة
أمام ما لذ وما طاب، أمام مغريات الحياة ,,,"
وأخذ الجد يستطرد على مدار الأيام التالية
في نفس الموعد في شرح معاني رمضان:
صوم، عبادة، صلاة، ترتيل وذكر، تكافل، إحساس بالآخرين، دعاء
وابتهال، قرب من الله، ونصر من عند الله.
هكذا أراد الجد أن يُعِدَّ أحفاده -جيل المستقبل-
لاستقبال هذا الشهر الكريم.
والاستفادة من شهر رمضان على المستوى التربوي،
لا بد أن يكون الشغل الشاغل لآباء وأمهات اليوم،
فبجانب دروس العقيدة والتذكير بفضائل هذا الشهر،
يمكن لبعض السلوكيات العملية البسيطة أن يكون
لها بالغ الأثر في بناء وتشكيل الوعي
وسيبقى رمضان دومًا فرصة ذهبية لتشكيل الوعي الديني للصغار… ولكن نلاحظ
أن بعض الأبناء أو الغالبية العظمى منهم يشعرون
بالخوف من الصيام؛ لأنهم سيحرمون من الطعام والشراب
والحلويات لفترة طويلة، فيكون شعورهم في هذا
الشهر الخوف من أنهم لن يستطيعوا الصيام.
وبعض الأطفال يدخل هذا الشهر بقوة وتحدٍّ،
ويصومونه كاملاً وهم في سن صغير،
والفارق بين هؤلاء الأطفال يرجع إلى الفارق في التربية.
ولنا في الصحابه اسوة حسنه ….
رضوان الله عليهم- كانوا يُصوِّمون أبناءهم
ويمنعون عنهم الطعام. نعم، ولكنهم في المقابل
كانوا يقدِّمون لهم اللعب والدُّمَى حتى تلهيهم عن الجوع والعطش..
وهذا من فقه الصحابة رضوان الله عليهم.
وأقرهم على ذلك رسول الله ، فقد روى البخاري في صحيحه
عن الرُّبيِّع بنت مُعوِّذ قالت:
( أرسل النبي غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطراً
فليتم بقية يومه ومن أصبح صائماً فليصم، قالت
: فكنا نصومه بعد ونُصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على
الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار),
هذا أيضًا ما يجب أن نفعله مع أبنائنا.. لا بد أن يشعروا
أن شهر رمضان شهر جميل ومحبَّب إلى نفوسهم. لا بد أن ينغرس هذا المعنى في نفوسهم منذ الصغر
حتى يستقر بعد ذلك في أنفسهم عند الكبر.
و قد تتسأل الاسره كيف نحبب أولادنا في الصيام و نرغبهم فيه ؟! ..
كيف نجعلهم يقبلون على شهر رمضان
بسعادة لقدومه وليس خوفاً من الحرمان من الطعام والشراب ؟!
ولتتغلب الاسره على هذه المشكله وخاصة الام
هذه بعض الأفكار التي تحبب الصغار لصيام وترغبهم فيه
* من النقاط المهمة هي التحدث مع الطفل عن شهر رمضان قبل قدومه حتى يكون لدى طفل
فكرة عن رمضان ولماذا امرنا الله بصيامه ..
* إشاعة الجو الديني والبهجة في أرجاء المنزل حتى يشعر بأهمية شهر رمضان واختلافه عن بقية الشهور .
* عدم إجبار الطفل على الصيام رغماً عنه لما في ذلك من
أذى نفسي له لصغر سنه ,غير
أن الصيام فريضة لابد أن يدخلها الشخص عن
قناعة وإيمان يسبقها التدريب والذي يؤدي
للتعود ثم التعبد , وتوضيح فوائد الصيام له حتى لا يضطر
إلى الإفطار خفية عن الأهل مما يجعله يتعود على
الغش والخداع والتحايل حتى في الكبر
* المدح والثناء على الطفل وسط الكبار وبين أقرانه
من الأطفال على قدرته وصبره وتحمله وطاعته لله تعالى .
* تخصيص بعض الهدايا والنقود او الحلويات لكل يوم يصوم فيه
* اخذه الى المسجد حتى يصلي مع والده صلاة التراويح …
ليس المطلوب ان يصلي كل الركعات
لكن على الاقل يستشعر الصلاة ويرى اقرانه من الاطفال
حتى نشجعه ونرغبه ايضا في صلاة التراويح
* التحدث مع الطفل عن الفقراء والمساكين الذين
لا يملكون الطعام ولا المال عند صيامه حتى يحس بهم وبمدى معاناتهم …
و يحمد الله على نعمه التي لا تحصى …وتشجيعه على التصدق
ولو بالقليل من اجل الفقراء في رمضان
* عدم المقارنة بين الإخوة بمدح الصائمين وذم الفاطر
لما في ذلك من زرع للعداوة بين
نفوسهم وتولد للحقد والغيرة والتي تضر ولا تنفع فكل طفل له
قدراته على إتمام الصيام قد يطول تدريبه عليه او يقصر
اللهم صل علي النبي
|
نورتنى ياغالية