فقدان الوزن بين الحمية الغذائية والتمرينات الرياضية
النشاط وحده لا يؤدي إليه
* تم إجراء دراستين جديدتين تتناولان السؤال المزعج، وهو: لماذا لا يفقد الكثيرون ممن يمارسون التمرينات الرياضية الوزن، وهو مبعث قلق له صدى خاص هذه الأيام، حيث تلتهب رغبة التمتع بجسد رشيق في نفوس الذين يشاهدون الرياضيين يقفزون في الهواء والماء خلال دورة الألعاب الأولمبية. وفي هذا العالم ينبغي أن تجعلنا ممارسة النشاط الرياضي بانتظام ذوي أجساد رشيقة، لكن أوضحت الكثير من الدراسات أن الكثيرين ممن يمارسون التمرينات الرياضية لا يفقدون الوزن إلا بقدر ضئيل أو منعدم، بل إن البعض يزداد وزنا.
بحث على القبائل
* من أجل فهم السبب على نحو أفضل، اخذ علماء الأنثربولوجيا الذين بدأوا واحدة من الدراسات الجديدة برحلة بحثي إلى تنزانيا استعانوا خلالها بمتطوعين من قبيلة هادزا Hadza التي لا يزال أفرادها يعيشون على الجمع والصيد.
وقدم الباحثون لأفراد هذه القبيلة دورة تدريبية مكثفة في التكنولوجيا الميدانية الحديثة وزودوهم بوحدات نظام تموضع عالمي (لتحديد المواقع الجغرافية) من أجل قياس عدد الكيلومترات التي يقطعونها سيرا على الأقدام يوميا عند بحثهم عن الطعام بدقة. وطلبوا منهم تناول «مياه» عليها بطاقتان، لكن لا يوجد بها مياه، بل عناصر استشعار لمراقبة العمليات البيولوجية. ويمكن للباحثين بفحص هذه العناصر لاحقا في بول الشخص تحديد كمية الطاقة التي استهلكها الفرد ومعدل حرقه للسعرات الحرارية.
وجمع الباحثون بيانات لمدة 11 يوما، ثم حسبوا النشاط البدني اليومي لكل المشاركين ومقدار ما استهلكوه من طاقة ومعدل حرق السعرات الحرارية في وقت الراحة. ثم قارنوا هذه الأرقام بالأرقام نفسها لدى رجل أو سيدة من الغرب.
تصحيح الاعتقادات
* ظل الاعتقاد سائدا بأن نمط حياة المشتغلين بالصيد يتضمن نشاطا بدنيا كبيرا وبالتالي يؤدي إلى حرق كمية من السعرات الحرارية أكبر من متوسط ما يحرقه الأميركيون الذين يعملون وهم جالسون على المكاتب يوميا. وقد كان هذا صحيحا، حيث حدد العلماء أن أفراد قبيلة الهادزا بوجه عام يتحركون أكثر من الكثيرين من الأميركيين، حيث يسير الرجال لمسافة تزيد على سبعة أميال (الميل 1.6 كلم تقريبا) يوميا، بينما تسير السيدات مسافة تصل إلى نحو ثلاثة أميال. مع ذلك لم يكن صحيحا أنهم كانوا يحرقون كمية أكبر من السعرات الحرارية، حيث يبلغ متوسط معدل حرق السعرات الحرارية خلال اليوم لديهم معدل الحرق لدى الغربيين تقريبا بحسب حسابات العلماء. ويشير هذا ضمنا، حسب استنتاجات العلماء، إلى أن «نمط الحياة الذي يتسم بالنشاط» قد لا يقي من السمنة إذا تم تغيير النظام الغذائي من أجل زيادة استهلاك السعرات الحرارية، فحتى الأشخاص الذين يتسمون بالنشاط سوف يزدادون وزنا إذا تناولوا طعام مثل الذي نتناوله في الغرب.
الرسالة المثبطة للعزيمة التي يحملها هذا الاستنتاج هي أن النشاط البدني وحده لن يجعلك رشيقا أو يحافظ على رشاقتك. من الجدير بالذكر الإشارة إلى أن أفراد قبيلة الهادزا كانوا نحيلين.
الحمية الغذائية والتمرينات
* الاستنتاج الأكثر شمولا الذي توصلت له هذه الدراسة، التي نُشرت في شهر يوليو (تموز) الماضي في دورية «بي أو إل إس وان»، ليس جديدا ولا مفاجئا، حسب ما يقول الدكتور تيموثي تشيرش، الذي يشغل منصب كرسي «جون ماكلهني إندود تشير»، في «هيلث ويزدوم» في مركز بنينغتون للأبحاث البيولوجية في لويزيانا الذي درس التمرينات الرياضية والسيطرة على الوزن لفترة طويلة. ويوضح قائلا «لقد كان يعتقد لفترة من الزمن أن فقدان السعرات الحرارية من خلال الحمية الغذائية أسهل من فقدانه من خلال التمرينات الرياضية». ويعد الالتزام باتباع حميات غذائية منخفضة الكربوهيدرات أسهل على الناس من ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام من أجل فقدان الأرطال.
وتوضح مراجعة أخرى مذهلة نشرت حديثا بقلم دكتور تشيرش وآخرين السبب وراء ذلك. والسبب الأساسي، كما جاء في دراسة هادزا، هو أن حرق السعرات الحرارية عند الإنسان يقل بسبب النشاط، على عكس الاعتقاد السائد.
وتقول ديانا توماس، أستاذة الرياضيات في جامعة مونت كلير بولاية نيوجيرسي ورئيسة فريق الدراسة: «من المتوقع أن معدل حرق السعرات الحرارية لن ينخفض مع فقدانك للوزن، بل وربما تصبح وتيرته أسرع إذا مارست تمرينات رياضية».
مع ذلك تقول، إن التدقيق الحسابي للدراسات السابقة عن التمرينات الرياضية وفقدان الوزن يوضح أن هذا الاحتمال المتفائل مع الأسف لا أساس له من الصحة. وتشير واحدة من الدراسات القليلة التي تناولت التمرينات الرياضية ومقدار الطعام المستهلك ومعدل حرق السعرات الحرارية بدقة إلى انخفاض معدلات حرق السعرات الحرارية الأساسي لدى المتطوعين مع فقدان الوزن رغم ممارسة التمرينات الرياضية يوميا. ونتيجة لذلك، انخفض الإجمالي اليومي لمعدل حرقهم للسعرات الحرارية إلى أقل من المستوى الذي كان سيكون عليه في حال عدم تغير معدل حرق السعرات الحرارية، رغم حرقهم 500 سعر حراري خلال التمرين الواحد. وكان ما فقدوه من الوزن أقل من المتوقع.
إن مشكلة الذين يأملون أن يتخلصوا من الدهون من خلال ممارسة التمرينات الرياضية هو أن أكثر الحسابات الحالية الخاصة بالتمرينات الرياضية وفقدان الوزن تفترض ثبات معدل حرق السعرات الحرارية أو زيادته بفعل التمرينات الرياضية. لذا بدأ الدكتور توماس استرجاع طرق فقدان الوزن مع الوضع في الاعتبار انخفاض معدل حرق السعرات الحرارية.
وتعمل ديانا باستخدام طرقها الجديدة مع مجموعة من المتطوعين في مركز بنينغتون، وتقدم لهم معلومات بشأن الوزن المتوقع فقدانه بفضل التمرينات الرياضية. وثبت أن التوقعات دقيقة، ورغم أنها كانت أقل من المقدار المتوقع حسب الطريقة القديمة، شعر المتطوعون بالرضا على حد قولها. وتقول إن «تحقيق التوقعات المتدنية أفضل من خيبة الأمل بسبب عدم فقدان الوزن الذي توقعت فقدانه».
ربما تمثل هي أفضل دعاية لنفسها، حيث فقدت على مدى السنوات القليلة الماضية 70 رطلا، وباستخدام طريقتها الخاصة بحساب عدد السعرات الحرارية التي تحرقها يوميا فعليا بفضل المشي كل يوم، حافظت على الوزن الذي وصلت إليه.
النشاط وحده لا يؤدي إليه
* تم إجراء دراستين جديدتين تتناولان السؤال المزعج، وهو: لماذا لا يفقد الكثيرون ممن يمارسون التمرينات الرياضية الوزن، وهو مبعث قلق له صدى خاص هذه الأيام، حيث تلتهب رغبة التمتع بجسد رشيق في نفوس الذين يشاهدون الرياضيين يقفزون في الهواء والماء خلال دورة الألعاب الأولمبية. وفي هذا العالم ينبغي أن تجعلنا ممارسة النشاط الرياضي بانتظام ذوي أجساد رشيقة، لكن أوضحت الكثير من الدراسات أن الكثيرين ممن يمارسون التمرينات الرياضية لا يفقدون الوزن إلا بقدر ضئيل أو منعدم، بل إن البعض يزداد وزنا.
بحث على القبائل
* من أجل فهم السبب على نحو أفضل، اخذ علماء الأنثربولوجيا الذين بدأوا واحدة من الدراسات الجديدة برحلة بحثي إلى تنزانيا استعانوا خلالها بمتطوعين من قبيلة هادزا Hadza التي لا يزال أفرادها يعيشون على الجمع والصيد.
وقدم الباحثون لأفراد هذه القبيلة دورة تدريبية مكثفة في التكنولوجيا الميدانية الحديثة وزودوهم بوحدات نظام تموضع عالمي (لتحديد المواقع الجغرافية) من أجل قياس عدد الكيلومترات التي يقطعونها سيرا على الأقدام يوميا عند بحثهم عن الطعام بدقة. وطلبوا منهم تناول «مياه» عليها بطاقتان، لكن لا يوجد بها مياه، بل عناصر استشعار لمراقبة العمليات البيولوجية. ويمكن للباحثين بفحص هذه العناصر لاحقا في بول الشخص تحديد كمية الطاقة التي استهلكها الفرد ومعدل حرقه للسعرات الحرارية.
وجمع الباحثون بيانات لمدة 11 يوما، ثم حسبوا النشاط البدني اليومي لكل المشاركين ومقدار ما استهلكوه من طاقة ومعدل حرق السعرات الحرارية في وقت الراحة. ثم قارنوا هذه الأرقام بالأرقام نفسها لدى رجل أو سيدة من الغرب.
تصحيح الاعتقادات
* ظل الاعتقاد سائدا بأن نمط حياة المشتغلين بالصيد يتضمن نشاطا بدنيا كبيرا وبالتالي يؤدي إلى حرق كمية من السعرات الحرارية أكبر من متوسط ما يحرقه الأميركيون الذين يعملون وهم جالسون على المكاتب يوميا. وقد كان هذا صحيحا، حيث حدد العلماء أن أفراد قبيلة الهادزا بوجه عام يتحركون أكثر من الكثيرين من الأميركيين، حيث يسير الرجال لمسافة تزيد على سبعة أميال (الميل 1.6 كلم تقريبا) يوميا، بينما تسير السيدات مسافة تصل إلى نحو ثلاثة أميال. مع ذلك لم يكن صحيحا أنهم كانوا يحرقون كمية أكبر من السعرات الحرارية، حيث يبلغ متوسط معدل حرق السعرات الحرارية خلال اليوم لديهم معدل الحرق لدى الغربيين تقريبا بحسب حسابات العلماء. ويشير هذا ضمنا، حسب استنتاجات العلماء، إلى أن «نمط الحياة الذي يتسم بالنشاط» قد لا يقي من السمنة إذا تم تغيير النظام الغذائي من أجل زيادة استهلاك السعرات الحرارية، فحتى الأشخاص الذين يتسمون بالنشاط سوف يزدادون وزنا إذا تناولوا طعام مثل الذي نتناوله في الغرب.
الرسالة المثبطة للعزيمة التي يحملها هذا الاستنتاج هي أن النشاط البدني وحده لن يجعلك رشيقا أو يحافظ على رشاقتك. من الجدير بالذكر الإشارة إلى أن أفراد قبيلة الهادزا كانوا نحيلين.
الحمية الغذائية والتمرينات
* الاستنتاج الأكثر شمولا الذي توصلت له هذه الدراسة، التي نُشرت في شهر يوليو (تموز) الماضي في دورية «بي أو إل إس وان»، ليس جديدا ولا مفاجئا، حسب ما يقول الدكتور تيموثي تشيرش، الذي يشغل منصب كرسي «جون ماكلهني إندود تشير»، في «هيلث ويزدوم» في مركز بنينغتون للأبحاث البيولوجية في لويزيانا الذي درس التمرينات الرياضية والسيطرة على الوزن لفترة طويلة. ويوضح قائلا «لقد كان يعتقد لفترة من الزمن أن فقدان السعرات الحرارية من خلال الحمية الغذائية أسهل من فقدانه من خلال التمرينات الرياضية». ويعد الالتزام باتباع حميات غذائية منخفضة الكربوهيدرات أسهل على الناس من ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام من أجل فقدان الأرطال.
وتوضح مراجعة أخرى مذهلة نشرت حديثا بقلم دكتور تشيرش وآخرين السبب وراء ذلك. والسبب الأساسي، كما جاء في دراسة هادزا، هو أن حرق السعرات الحرارية عند الإنسان يقل بسبب النشاط، على عكس الاعتقاد السائد.
وتقول ديانا توماس، أستاذة الرياضيات في جامعة مونت كلير بولاية نيوجيرسي ورئيسة فريق الدراسة: «من المتوقع أن معدل حرق السعرات الحرارية لن ينخفض مع فقدانك للوزن، بل وربما تصبح وتيرته أسرع إذا مارست تمرينات رياضية».
مع ذلك تقول، إن التدقيق الحسابي للدراسات السابقة عن التمرينات الرياضية وفقدان الوزن يوضح أن هذا الاحتمال المتفائل مع الأسف لا أساس له من الصحة. وتشير واحدة من الدراسات القليلة التي تناولت التمرينات الرياضية ومقدار الطعام المستهلك ومعدل حرق السعرات الحرارية بدقة إلى انخفاض معدلات حرق السعرات الحرارية الأساسي لدى المتطوعين مع فقدان الوزن رغم ممارسة التمرينات الرياضية يوميا. ونتيجة لذلك، انخفض الإجمالي اليومي لمعدل حرقهم للسعرات الحرارية إلى أقل من المستوى الذي كان سيكون عليه في حال عدم تغير معدل حرق السعرات الحرارية، رغم حرقهم 500 سعر حراري خلال التمرين الواحد. وكان ما فقدوه من الوزن أقل من المتوقع.
إن مشكلة الذين يأملون أن يتخلصوا من الدهون من خلال ممارسة التمرينات الرياضية هو أن أكثر الحسابات الحالية الخاصة بالتمرينات الرياضية وفقدان الوزن تفترض ثبات معدل حرق السعرات الحرارية أو زيادته بفعل التمرينات الرياضية. لذا بدأ الدكتور توماس استرجاع طرق فقدان الوزن مع الوضع في الاعتبار انخفاض معدل حرق السعرات الحرارية.
وتعمل ديانا باستخدام طرقها الجديدة مع مجموعة من المتطوعين في مركز بنينغتون، وتقدم لهم معلومات بشأن الوزن المتوقع فقدانه بفضل التمرينات الرياضية. وثبت أن التوقعات دقيقة، ورغم أنها كانت أقل من المقدار المتوقع حسب الطريقة القديمة، شعر المتطوعون بالرضا على حد قولها. وتقول إن «تحقيق التوقعات المتدنية أفضل من خيبة الأمل بسبب عدم فقدان الوزن الذي توقعت فقدانه».
ربما تمثل هي أفضل دعاية لنفسها، حيث فقدت على مدى السنوات القليلة الماضية 70 رطلا، وباستخدام طريقتها الخاصة بحساب عدد السعرات الحرارية التي تحرقها يوميا فعليا بفضل المشي كل يوم، حافظت على الوزن الذي وصلت إليه.
*غريتشن رينولدز، مؤلفة « The First 20 Minutes: Surprising Science Reveals How We Can Exercise Better، Train Smarter،Live Longer»، «أول 20 دقيقة: العلم المدهش يكشف عن كيفية ممارسة التمرينات الرياضية على نحو أفضل والتمرين والوصول إلى الرشاقة والعيش لمدة أطول»، (هادسون ستريت بريس 2024).