تخطى إلى المحتوى

أروع القصائد في وصف صورة معبرة 2024

  • بواسطة
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )

الونشريس

أحد .. أحد

عَفّر جبينك في القراب المضرم *** والحق بركب العالم المستسلم
عفَّر جبينك واحتكم للمنتهى *** واشمخ على شهقات جرح مؤلم
وابك استحالة أمة مختارة *** وجهاً لمضمار الحياة المظلم
واسكب أحاحك في قوالب شاعر *** يجد اشتعالك في الفرائص والدم
تذروه ريح قيامة شعرية *** حزناً عليك أخي الصغير المعدم
يا للقصيدة ! هل تُرى بركانها *** يبقى على جسد الأديب الملهم
الله يشهد أن كل جوانحي *** نزافة لعذاب طفل مسلم
وأخال نازعة القصيدة أنطقت *** كل الضلوع وكل عضو أبكم
الله من وهج القصيدة حينما *** أجد انبلاج مخاضها كالبلسم
عَفّر خدودك لا أرى في هذه *** خيراً وقد حفلت بأخرى مأتم
عَفّر خدودك لا تسل عن أمة *** وهوية فلرب رّدّ مفحم
ماتت هنالك أو تناست ذاتها *** ويلمَّ عاشقة الدجى والطلسم
وابك الخصاصة إنما تشكو سدى *** للحاكم العربي أو للأعجمي
مادت سجايا الذل في آفاقنا *** بذيول عهد مثل لونك أدهم
لا زلت تصرخ في غيابة موطن *** هو بالمجاعة والمخافة مفعم
ستموت مسغبة وذلاً أينما *** ولّيت وجه بلائك المستحكم
وتموت تجويعاً وصمتاً قاتلاً *** مهما احتفيت بظالم أو حاكم
وتموت في ( الصومال ) ميتة معدم *** وتموت في ( بغداد ) ميتة متخم
وتموت في الأقصى مصابيح الهدى *** كرهاً فيُفقد نور كل الأنجم
وعلى ذرى القدس الشريف كما ترى *** شارون يفتك بالفريق الأيهم
الخصم يقتلني لذنب واحد *** هو أن للإسلام ذاتي ينتمي
حاولت تُسلس كل عرق جائع *** للباذلين أكف ليث ضرغم
كم جائع في الأرض، كم من مسلم *** يشري الرغيف بكل قول محكم
ها أنت تجثو شامخاً فوق الثرى *** يا للعقيدة والسجود المكرم !
عَفّر خدودك في صعيد مثقل *** ملء الهشيم بحلمك المتحطم
عَفّر خدودك لاهجاً : " أحد أحد " *** فالكل سلم بالهوان المبرم
واسجد لربك شاكراً مستنصراً *** به للجياع وعبده المستعصم
تركوك وحدك للعُقاب وللجوى *** عارٍ ، ولا من مشرب أو مطعم
تهوي النسور إليك قبل المنتهى *** فتظل ناظرة إلى أن ترتمي
ميتاً ، وتصبح جثة – يا للنهى ! – *** أفضت إلى القدر العظيم الأكرم
يدنو العُقاب ودونه استحياؤه *** فيراك تلهج بالدعاء الخاتم
يأبى – وإن أكل الرميمة لاحقاً – *** أن يعتدي شططاً على مستسلم
يأبى – وإن كانت له قدراته – *** قتل البريء وقهر شخص معدم
تلكم رسالته إلى كل الورى *** خُص بالإشارة كل وغد ظالم
جوعاً تموت وكم هنا من مؤمن *** ترفاً يموت على تخوم الدرهم
يا ذمة الله ابرأي من قومنا *** من مؤمني زمنٍ فظيعٍ مبهم

بقلم:محمد نعمان الحكيمي – تعز
هذه القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مساء " آفاق صورة "

    الونشريس

    جود القلم

    بماذا عسى أن يجود القلم *** وبالريشة المنتقاة اصطدم
    ومن أي أجراحه يشتكي *** إذا كان في الحبر يسري الألم
    فلا الشعر يوماً سيشفي الغليل *** ولو كان في مبتداه القسم
    ولا الذكريات التي لم تزل *** نداعبها في ليالي العدم
    وقد غادر النور من أرضنا *** وليل المصائب فينا ادلهم
    فبالأمس كانت لنا منعة *** وقمة مجد تفوق القمم
    ورايات تخفق لا تنثني *** تسير بها للأعالي الهمم
    زمان استكان الأعادي وذلوا *** وصاروا للملوك الطغاة خدم
    لصيحات الله أكبر دانوا *** ويلقى الردى منهمُ من ظلم
    وقد كان نصر الإله حليفنا *** لجيل الجهاد قليل اللمم
    سرى العدل في كل شبر ونادى *** فأسمع في الكون حتى الأصم
    وأصبح في الهند للمسلمين *** وألبانيا حرمة كالحرم
    فعيش رغيد وأمر رشيد *** وعز تليد حمته القيم
    فسارت على الدرب أمة طه *** بنور الهدى وثبات القدم
    يرتل أبناؤها كل حين *** أعدوا أطيعوا وقول استقم
    فلما نسينا التعاليم ذقنا *** المرارات تترى ودب السقم
    تداعت علينا نسور الأعادي *** كما تتداعى ذئاب الغنم
    تداعي جياع البطون الذين *** رأونا قصاع ملأها الدسم
    فهذي جيوش الغزاة اعتلتنا *** وبغداد تشكو الغزاة العجم
    وتشكو فلسطين مما تعاني *** فشارون بالدم فيها استجم
    وفي كل قطر تئن الثكالى *** لجرح وعرض وخد لطم
    وكم من صغير يصيح ولكن *** بلا منقذ إن شكى واعتصم
    وما القلة اليوم نشكوا ولكن *** مليارنا في المآسي عدم
    فقد مزقتنا أيادي الأعادي *** وما جرح سهم الأعادي التئم
    ترى المسلم اليوم يشكو ويبكي *** فينسى ويلهو ويهوى النغم
    يقلد في العيش واللبس خصماً *** وتبع الغرب فيما زعم
    يعظم أمجاد قوم سكارى *** كما عظم الأولون الصنم
    ويرضى بما يصنع المجرمون *** وهل خائن يعتريه الندم
    فصرنا ضحية رأس عميل *** ومستعمر مستبد جثم
    وهذا النظام الذي مجدوه *** فتبت يداه مع من نظم
    نظام من الغاب قد سطروه *** ففيه القوي الضعيف التهم
    فعذراً إليك صغيري وصبرا *** إذا النسر مستهتر قد هجم
    ولا تبتئس إن رأيت المنايا *** أو الخطب من كل فج احتدم
    فما دمت تؤمن بالله رباً *** فأنت الضحية والمتهم
    وكن رافع الرأس ولا تبالي *** ولا تذهب النفس حزناً وهم
    وردد في وجهه أن تمروا *** بعزم قوي وأنف أشم
    فإنا إلى مجدنا عائدون *** إلى منتهانا وحيث العلم
    ففي ديننا الحق طوق النجاة *** وسر الفلاح وأصل النعم
    لنا جولة الغد والصبح آت *** بشمس الفتوحات نمح الظلم
    سنبقى مدى الدهر نبراس عدل *** كما أخبر الله خير الأمم

    بقلم:أحمد علي اللقاحي – البيضاء
    القصيدة أخذت المركز الثاني

    الونشريس

    مأساة طفل

    ليل غشى بظلامه فجراً أغر *** وكهولة برزت على عهد الصغر
    وطفولة سيمت عناءً في الصبا *** وهلال يوم ذاق خسفاً كالقمر
    وربيع عمر في بدايته انتهى *** وشعاع نجم في مجرته طفر
    ونهاية عند البداية أقبلت *** وبداية دون النهاية تحتضر
    ليل تلبد بالمآسي وانتضى *** بقساوة تطوي البوادي والحضر
    مأساة طفل في حداثة سنه *** رسمت معالمها الليالي والغير
    صور تشيب لها الرؤوس تأسّفاً *** ويذوب وجداً عند رؤيتها الحجر
    موت يحوم حول طفل يانع *** من كل ناحية تداعى وانهمر
    من خلفه نذر الحروب تتابعت *** وأمامه دقت نواقيس الخطر
    طفل صغير لم يجاوز أربعاً *** من عمره أًنّى يعي معنى الحذر
    هو مسلم الأبوين لاشك اعتلى *** مجدافه موج المآسي فانكسر
    هو مسلم زرع الأعادي حوله *** سبل الهلاك وأشعلوا جواً وبر
    هو مسلم لاشك قد عصفت به *** تلك الحروب ولم يجد منها مفر
    فقد الأقارب كلهم وجثى هنا *** يستقبل الموت المحقق إذ حضر
    أطرافه توحي ببؤس مزمن *** أوهى قواه وهَدّه فجثى وخر
    فقراته برزت لتحكي للورى *** قصصاً من الإرهاب في أجلى الصور
    أضلاعه تنبي بوضع مؤلم *** وجثوه ينبي بأشياء أخر
    والنسر يقبع خلفه متربصاً *** متشوقاً يرنوا لوعد منتظر
    يبدو رحيماً رغم قسوة طبعه *** مترفّقاً رغم الشراسة بالفطر
    لم يقترب من جسمه مسترهباً *** لم يشقه حياً كما فعل البشر
    أعطى الأمان لروحه مستعظماً *** إزهاقها حتى يوافيها القدر
    هو ميّت والموت صار لمثله *** أولى وأرحم من حياة في سقر
    إن لم يمت بالجوع مات بغيره *** ليل المنايا حول مرقده انتشر
    إن لم يمت فلسوف يحيى ميتاً *** في قبضة التنصير في حلو أمر
    سيباع في سوق الرقيق ويشترى *** ليعود مسموم المبادئ والفكر
    هو ميت في الحالتين وفقده *** روحاً أعز من الحياة بلا وطر
    ماذا جنى ؟ ما جرمه حتى دنى ؟ *** منه الشقاء المستطير من الصغر
    فيما العناء وعمره لم يرتكب *** جرماً ولا حتى على قلبٍ خطر
    لم ينتهك عرضاً ولم يسفك دماً *** لم يفتعل حرباً ولم يوقد شرر
    لم يقترف إثماً ولم يسلك غوى *** لم يقتلع نبتاً ولم يقطف زهر
    ببراءة الأطفال عاش ولم يزل *** يمضي إلى ميعاده زاكٍ أبر
    ما ذنبه ؟ ما إثمه ؟ ما جرمه ؟ *** لج السؤال ولم يوافيه الخبر
    الذنب ذنب القائمين بأمره *** العاكفين على التسالي والسهر
    الجاعلين من الكراسي غاية *** أسمى وأغلا من تعاليم السور
    ألقوا به وبغيره في غابة *** مملوءة رعباً وشراً مستطر
    هذه المآسي بعض بعض ذنوبهم *** وذنوبهم شتى فأنّى تغتفر
    أين العدالة ؟ أين من شدقوا بها *** أين النظام العالمي المبتكر
    أوليس ما يلقاه هذا الطفل في *** قاموسهم ظلماً بمختلف الصور ؟
    أوليس ما يجري انتهاكاً صارخاً *** لحقوق إنسان وشيئاً لا يقر ؟
    أوليس ما يجري يعد جريمة *** في حق عالمنا بشكل مختصر ؟
    أم أن حق المسلمين وأرضهم *** ودماءهم في حكم شرعته هدر
    أمن العدالة أن تدان ضحية *** ويكرم الجاني بدعم مستمر
    أمن العدالة أن تشرّد أمة *** ويقال للمحتل قولاً معتبر
    الحق أن العدل في منظوره *** أمن اليهود وما سواه فلا ضرر
    هذا النظام العالمي وإنه *** ثديٌ إذا لمسته إسرائيل در
    هذا النظام العالمي ومن رأى *** فيه الخلاص من العناء فقد قصر
    أين الذين به تغنوا واحتفوا *** من قومنا وسعوا إليه بلا حذر
    أين الذين دعوا إليه ومَجّدوا *** وبه أشادوا دون وعي أو بصر
    هل يا ترى هذي المشاهد كلها *** تكفي لتجعلهم يعيدون النظر
    هل يا ترى هذي المشاهد كلها *** تكفي لتصبح في مسيرتهم عبر
    هل يا ترى هذه المآسي كلها *** يبقى لها في قلبهم أدنى أثر
    قست القلوب ولم يعد في لينها *** أمل ولو كانت حديداً لانصهر

    فتحي عبد الرحمن محمد – الحديدة
    القصيدة أخذت المركز الثالث

    الونشريس

    على الجيف من يحيا ..
    أنى الطيب يهواه

    الشر طرّز بالضلال سماه *** والفقر أطلق في الحياة وغاه
    واللهجة الجوفاء أزجى بحرها *** لجج الجريمة في سلال لظاه
    والحق بالخذلان كفّن نفسه *** فإذا دموع القهر رجع نواه
    وعواصف الأطماع في مضمارها *** قد أفرخت للعصر رهج عماه
    ورحى العجائب شمرت عن ساقها *** وروت لحاضرنا طريف قذاه
    صوراً قوانين الذئاب سوادها *** والغدر منطقُ متنها ورباه
    خلعت على الحرباء من ألوانها *** ما أضحك الأقوى ورب عصاه
    فاستعبد الأدنى الضعيف مهانة *** تبتز باللأواء رعد إباه
    وتروّض الأسد الهصور " نعامة *** ربداء " يُسْلِم للسلام حماه
    زمن الدهاقنة اللئام بَدا به *** طفل النكاية حاضناً لأساه
    قد أرهق العدم الكؤود وجوده *** فتقاسم الجوع المرير قواه
    وتوشح العُري الموشى بالصقيـ *** ـع أديمه ومضى يشب ضناه
    وتبخرت في وهنه أدواؤه *** بغياً وألقت للعذاب حصاه
    حتى الأحبة خلّفوه وغادروا *** بحثاً عن القوت الشريد فتاهوا
    تركوه للآلام يلعق كربه *** ويخطّ في صلف الوجوم بكاه
    ويصب للتاريخ جام أنينه *** وإدانة الأفعى البغي رجاه
    حتى إذا ما ملّه الكوخ الذي *** برتابة الوجع العُتي كواه
    أمّ الفضاء الرحب يغسل طرفه *** في أرخبيل الليل خلف قُراه
    ومضى يلاعب غُصة الحُرَق التي *** فيها شموخ البؤس سنّ مداه
    وكما رأى – حال المصيبة – أُمّه *** تأتي سجود الخاشعين أتاه
    يا رب : ساد الذل رقعة عالمي *** هذا المصنف ثالثاً لغباه
    وشرى الذي يخزي بمدحة فاجر *** أثنى ليحصد ما تطول يداه
    ومضى يهرول خلفها ولعاً بما *** قالت " حَذامِ " فقولها أجواه
    فإذا بنا في ظل عولمة الدجى *** في الظلم نغرق حاميين لواه
    نفنى لكي يحيا الغني ونمتطي *** حسك الضنا كيما يدوم رخاه
    ونعيش في ذيل الحياة خريطة *** يجتاحنا استغلاله وأذاه
    في " دارفور " وآسيا وإفريقيا *** في كل ما زان الأذانُ سماه
    باسم الحضارة والتقدم والتقى *** والزيف ما نافى النداء صداه
    وأنا ولوني شاهد حيٌّ على *** هذا الذي بالزيف حاط وباه
    وهنا !! أتى نسر تنزل وارتدى *** سُكنى جناحيه وحط وراه
    وكقانص صلب القوام مجرب *** خبر الوقوف على بساط دهاه
    عينيه سدّد كالرصاص وفي سجـ *** ـود الطفل راح يرج قعب مناه
    من بعد ما أخفى تطاول عنقه *** في منكبيه تهيؤاً لغذاه
    من أنت ؟ ما تبغي ؟ لا تبدو هنا ؟ *** والطفل ليس بجيفة أتراه ؟
    أم خانك الأنف الشموم فلم تعد *** تدري سبيلاً للذي تهواه
    ألقى خيول الردَّ في سمت وفي *** ثوب قشيب قال ما فحواه :
    إني أنا شيخ النسور وسيد الـ *** أطيار والرمز الوريف عطاه
    أضحيت بالبأس المفدى كعبة *** للمستجير وراعياً لخطاه
    وغدوت للإرهاب برقاً ماحقاً *** يكفي تخوم الأرض نار بلاه
    وأتيت أحمل للسلام غصونه *** وأسوق للطفل النكيب هناه
    وأمد للتحرير إنسانيتي *** كفاً يحقق للضعيف رجاه
    وبذا فقد كُلفتُ من أمم غدت *** في مجلس التحكيم نبع حداه
    ولما وقوفك هكذا متربصاً ؟ *** رسل السلام وقوفها يرعاه
    لا .. لم أشأ ما خلته من وقفتي *** فأنا الغني عن الذين تناهوا
    ما كنت إلا مصغياً لدعائه *** ذاك الذي إرهابه أملاه
    من ثم عدت مفكراً في علة الـ *** ـداء العضال وفي دلاء دواه
    فوجدت ربقة جهله قد مثّلت *** في عنقه السبب الذي أغواه
    فركبت معراج التأمل طالباً *** وجهاً لبتر رباطها وعناه
    أضحكتني ، شيخ النسور بما حوى *** تبريرك المعسول ما أحلاه
    يبدو بطهر العشب في ألق الضحى *** والجوف يرعد من خلوف رحاه
    أوليس مجلس دجلكم من كال في *** جور بمكيالين دون سواه ؟
    من شره أتت المعرى من عرى *** الأخلاق حين الفسق شاد علاه
    في فعلك الترويع والإرهاب ما *** أفضى إليه بباطل فنماه
    أنى يحب الطيب من يفنى به ؟ *** ومتى يعاف الجيف من يهواه ؟
    فإذا غدوت – لغير دأب – آكلاً *** حياً وإنساناً فإنّ لحاه
    من نزعة العصر الأثيم تفتقت *** بشريعة الغاب اللعين غواه
    لكنما سنصد عنك الطفل ما *** كان استطاع فداءنا وفداه
    وإذا غلبت فإن وافر أكلك الـ *** ـمنهوم حتماً سوف يحكم فاه
    ويحيل بطشك فترةً موَّارة *** تُجري – غداً – للجيل فيك قضاه
    فتبيت رهن العدل ، لا جبروت ، لا *** سلطان لا " فيتو " تُحيل دجاه
    مهما علا في الدهر دخان القوى *** لا بد يدفن في لهاث ذراه

    بقلم:عبد الله محمد العابدي – صنعاء

    الونشريس

    حوار على ضفاف الموت

    الطفل :
    أيها الطير تمهل *** ارحم الطفل المكبل
    إنني طفل يتيم *** ما جنى ذنباً ليؤكل
    إنني طفل ولكن *** من بني الإنسان مهمل
    لم يعد لحمي طرياً *** لا ولا طعمي مفضل
    إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
    أهملت ديناً عظيماً *** أخمدت روحاً وهيكل
    أصبحت للكفر ملهى *** أصبحت للبغي معقل
    الطير :
    أيها الطفل تمهل *** أرني وجهاً تحول
    إنني طير ولكن *** لم تصب ذنباً لتؤكل
    لست كالإنسان قاس *** ينشر الرعب ويرحل
    مسكني الغاب ولكن *** غابة الإنسان أكمل
    غابتي وحش ظلوم *** نابه للهدم معول
    كلنا يشكو ظلوماً *** يسقنا الرعب ويجهل
    ليس لي فيك طعام *** انتصب حقاً لترحل
    إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
    الطفل :
    أيها الطير تقدم *** هدني الجوع وأسقم
    أضحت الدنيا جحيماً *** والبقاء أدهى وأغشم
    مزّق الجسم وصالاً *** داوني فالموت بلسم
    كل إخواني تولّوا *** إنهم أقسى وأظلم
    لو درى الفاروق عني *** جاء بالزاد وأطعم
    ليس لي زين بليل *** يأتني سراً ملثم
    يترك الزاد ببابي *** يفعل الخير ليغنم
    الطير :
    أيها الطفل اليتيم *** لست لي زاداً ومطعم
    إنني أرقب يوماً *** أمةً تغزو وتغنم
    أمة تحمل سيفاً *** أمة تبدو كضيغم
    من بلاد الكفر – طفلي – *** أبتغي علجاً مهندم
    أسقه بعض جراحي *** أسقه مراً وعلقم
    لم يكن يوماً رحيما *** أنت عن ياسين تعلم
    إنني اليوم أنادي *** أيها الطفل لتسلم
    يا بني الإسلام قوموا *** نومكم أضحى محرم
    يا بني الإسلام هبوا *** أنقذوا داراً تهدم
    اسلكوا درب الجهاد *** واطلبوا الجنة مغنم

    الونشريس

    قتيل الأسى

    تروّى فإني قتيل الأسى
    أذوق الردى
    وأبقى أعاني جراح زماني
    فيمشي الزمان
    ويبقى القدر
    فأقضي زماني
    زماني الحزين
    فقد طال ليلي
    وطال الكدر
    فأين الجموع ؟
    وأين البشر
    يبلل جسمي الندى
    وما لاح بعد السحر
    فدعني أسير
    ليفنى الطريق
    بجرح عميق
    عميق .. عميق
    كطول الطريق
    لواد سحيق
    فأفنى لوحدي
    وتبقى العبر
    ويبقى سؤالي
    بجوف المحار
    وتبقى الحروب
    أساس الدمار
    أحالت رحاها ضلوعي طحين
    فجف المطر
    وماتت زروعي
    ومات البشر
    فدعني أعض لجوعي بناني
    ليقوى لساني
    ويعلو ندائي
    ويبلغ صوتي
    فيأتي عمر
    أحس بظلم يمزق جوفي
    وجهد العناء
    أحس بأني حياتي جحيم
    وأني أموت
    فأين الحقوق ؟
    وأين الحشود ؟
    وأين السلام ؟
    وأين البشر ؟
    لوحدي ألملم باقي جراحي
    وصبري طويل
    وجوعي أمر
    يمزق كل ضلوعي
    كوحش كبير
    عظيم الكبر
    ويفنى مدادي ويفنى يراعي
    ويبقى المسير
    ويبقى القدر
    سئمت الحياة بدنيا الوحوش
    وحوش البشر
    مللت حياتي بوجه كسير
    بكائي طويل
    ودمعي مطر
    وتبقى عظامي بمر السنين
    بصوت حزين
    تسوق العبر
    وأفنى ويبقى جراحي كظلي
    طوال السفر
    وتبقى المآسي
    ويبقى الأثر
    وتبقى دياري
    بقايا دياري
    تثير السؤال
    فما من جواب
    وما من خبر

    بقلم:فايز علي دبوان – إب

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.