وبوجه عام فإن للأنيميا (فقر الدم) أسباب عدّة لكن لعل (أنيميا نقص الحديد) هي الأكثر شيوعا وانتشارا خاصة في منطقتنا العربية والدول النامية عموماوعلى الرغم أن جميع الفئات والأعمارليست بمنأى عن الإصابة بهذا النوع من الأنيميا إلا أن الإحصائيات تشير إلى ازدياد معدل حدوثها بين الأطفال والنساءحيث يمثل سوء التغذية وعدم الحصول على غذاء متوازن غني بالحديد السبب الرئيس في نقص الحديد عند الأطفال بينما بعض النساء تصاب بهذا النوع من فقر الدم كنتيجة لأسباب عديدة تتعلق أحيانا بفترتي الحمل والرضاعة حيث تزداد حاجة المرأة للحديد خلال تلك الفترة بشكل قد يفوق ما تحصل عليه في غذائها .هذا بالاضافة الى أن بعض النساء والفتيات يكنّ معرضات لهذه الحالة بسبب النزف الشهري (الطمث) والذي قد يكون كثيفا أو طويلا في المدّة في بعض الأحيان ويتسبب في فقدان الحديد بصورة قد تؤدي الى حدوث أنيميا إذا لم يتم تعويض الفاقد بالشكل الكافي
ومن الأشخاص المعرضين أيضا للإصابة بأنيميا نقص الحديد (النباتيون) فعلى الرغم من ان عنصر الحديد يتوافر في الكثير من الخضراوات والفواكه إلا انه قد وجد أن الجسم يقوم بامتصاص الحديد الموجود باللحوم (الحديد العضوي) بصورة أسهل وأفضل من ذلك الموجود بالأغذية النباتية
ومن الأسباب الأخرى أيضا المؤدية للاصابة بنقص الحديد: أمراض النزف المزمن وبعض الأمراض المعوية وسوء الإمتصاص .
التشخيص:
يتم تشخيص الأنيميا من خلال مجموعة من الأعراض مدعومة بالفحوصات السريرية والمخبرية مع التأكيد على انه ليس من الضروري أن تظهر كل أعراض الأنيميا مجتمعة لدى الفرد الواحد وانما يعتمد هذا على درجة الأنيميا وشدتها ومن أبرز هذه الأعراض الشحوب و سرعة الاحساس بالارهاق والوهن مع المجهود خفقان بالقلب بالاضافة الى ضيق بالتنفس في بعض الأحيان واحساس بالدوار وقد يعاني المصاب بالأنيميا أيضا من ضعف بالتركيز وقلة التحصيل العلمي والدراسي الى جانب الشعوربالصداع .
ويظهر الفحص السريري بعض التغيرات مثل وجود شحوب بلون الجلد والذي يظهر خاصة في الشفتين والملتحمة وراحتي اليد و الأظافركما تصاب الأظافرببعض التغيرات فتصبح هشة ومتشققة وقد يحدث لها أحيانا ما يسمى بتفلطح أو تقعّر الأظافر هذا بجانب حدوث هشاشة وسقوط للشعروتغيرات بالأغشية المخاطيةوبعض الحالات قد يصاحبهاأيضا حدوث التهابات وتشققات بزوايا الفم والتهاب باللسان كما قد تزداد قابلية التعرّض للعدوى البكتيرية والفطرية المتكررة
واضافة لأهمية الفحص السريري من الضروري أيضا عمل تحليل مخبري لصورة الدم لتوضيح نسبة الهيموجلوبين واحصاء لعدد كريات الدم الحمراء وحجمها .بالاضافة الى عمل تحليل لنسبة الحديد بالدم.
العلاج:
القاعدة الذهبية تقول درهم وقاية خير من قنطار علاج..ونسبة كبيرة من حالات أنيميا نقص الحديد يكون سببها قلة الوعي الغذائي لذا فان تجنب حدوثها ليس بالأمر الصعب اذا كان السبب هو سوء التغذية وتكمن الوقاية في مراعاة الحصول على قدر واف من الحديد عن طريق الاهتمام بتناول غذاء متوازن غني بهذا العنصر خاصة عندما تزداد حاجة الجسم اليه كما في فترات الحمل والرضاعة والحيض وأيضا خلال فترتي النمو والمراهقة.
ويتوافر عنصر الحديد بشكل طبيعي في اللحوم الحمراء والكبد والأسماك وصفار البيض كما أنه يوجد في الخضراوات الورقية داكنة اللون كالسبانخ والجرجير والملوخيا الحبوب والبقوليات الجافة كالحمص و الفاصوليا واللوبيا وأيضا الفواكه كالتفاح و البلح والمانجو والتين والتمر المجفف وقد وجد أيضا أن تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (ج) الموجود بالحمضيات (كالليمون والبرتقال والجريبفروت) يزيد من فعالية امتصاص الجسم للحديد
أما في حال حدوث الأنيميا فيعتمد العلاج بالدرجة الأولى على معرفة اذا كان هناك سبب مرضي لنقص وفقدان الحديد ومن ثمّ معالجته كما هوالحال بالنسبة للأمراض المعوية وأمراض النزف المزمن كما يقوم الطبيب بوصف بدائل علاجية لتعويض مخزون الحديد في الجسم والتي تكون على هيئة أقراص أو حقن عضلية أو وريدية وان كانت الأقراص هي الأكثر شيوعا واستخداما اما الحقن فيتم اللجوء اليها حين لا يستطيع المريض أخذ أقراص الحديد عن طريق الفم لأسباب قد تتعلق باضطرابات بالجهاز الهضمي أوسوء الامتصاص أو من يفوق لديهم خسارة الحديد الكمية التي يمكن تعويضها عن طريق الفم.
بقي التأكيد على معلومة: أن المبالغة في أخذ بدائل الحديد دون الحاجة اليه أمر يضر بالصحة وقد يكون ساما أيضا اذا تم تناوله بكميات كبيرة لذا ينبغي الاعتماد على الطبيب المختص في تشخيص وعلاج الأنيميا بالصورة الصحيحة.
ودمتم سالمين..
وجزاكي الله خير الجزاء
افادني موضوعك كثير
جزاك الله الف خير
