إذا كنا نحب الطفل حبا مستنيرا واعيا، لأهمية قدراته وحدوده,ويقظته لرغباته وحاجاته، فإن في ظل هذا الحب سينمو الطفل ايضا مطمئنا,وسيرفعنا هذا الحب الى أن نقف منه موقف التشجيع والمساندة ماأحتاج اليهما في كفاحه الدؤوب لممارسة قدراته تحقيقا لحاجات نموه.
لن يخطر لنا ان نقوم عنه ببعض ما يود فنحرمه من لذة الاكتشاف، والأداء اختصارا للوقت والجهد.
فإذا اصاب نجاحاً في جهوده التي تراها صغيرة ،ويراها كبيرةأحس منا الغبطة ولقى الثناء.
وإذا أصاب فشلا،ولمس منا الهدوء والتشجيع على أن يعيد المحاولة من جديد، فإذ به يزداد اطمئنانا الى العالم حوله، وإذ به يبدأ يشعر بالثقة في نفسهثم يستمر في غير خيلاء، أو زهو والطمأنينية تحوطه، والثقة تنمو معه حتى يكبر ليكون إنسانا متميزا هادئا واثقا في نفسه,قادراً على مقابلة تحديات الحياة في فهم وعزم، بعيدا عن أن يزهيه النجاح أو يعقده الفشل,ناعما سعيدا بما يحققه ,منطلقا الى المستقبل في إيمان وتفاؤل,سيد قدره ,ومصيره,في نطاق مايملك الإنسان من سلطان على القدر والمصير.
أما إذا كان حبنا للطفل ،الحب المغلق ،الذي يخاف عليه الاذى فنحوطه بعناية مسرفة، نرقبه في جزع، ونحصي عليه خطواته، نكاد نمنعه من اي نشاط مستقل خشية مما يتعرض له من ضرر.
سينتقل هلعنا الى الطفل، فيباعد بينه وبين الطمأنينة ، وسيبدأ ينظر الى العالم حوله وكأنه مستودع أخطار لايعرف متى أو كيق أو من أين ستدهمه.
والطفل إذا ملأ الخوف نفسه فقد متطلعاته ، وخفقت قدرته على الانطلاق الى الخبرة فقعد دونها.
كيف ننتظر منه إذا كبر أن يكون إنساناً، عارفا قدراته، مطمئنا اليها، واثقا منأنها ستكون عدته وعونه فيما يقابل منمشاكل الحياة.