المـهـارات اليـدويـة فـن وإبـداع فـي أيـدى الفـتيـات
المهارات اليدوية فن وإبداع تميل إليها الفتيات بشكل عام لأنها تمثل لهن فرصة في إثبات الذات وشغل أوقات الفراغ خاصة في فترة الإجازات .
وتساهم المهارات اليدوية في التعبير عن مواهب الفتيات خاصة وأن هذه المهارات يلزمها الدقة والابتكار. كما أنها تعتبر فرصة سامحة بزيادة الدخل وفرصة عمل لمن يتخذها حرفة له، كما إنها تشكل طابعا مميزا لتراث الشعوب خاصة ما يتعلق منها بالحرف اليدوية والبيئية.
ماهي المهارات اليدوية ولماذا تميل الفتيات إليها وكيف نعمل على تنميتها ونشرها للحفاظ عليها من الاندثار ؟ للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها حول المهارات اليدوية قامت "لها أون لاين" بإجراء حوار مع السيدة أميمة رضوان موجهة الاقتصاد المنزلي بالتربية والتعليم..
** ماذا تعنى المهارات اليدوية؟
– المهارات اليدوية هي القدرة الفائقة على القيام بالأعمال الحركية المعقدة بسهولة ودقة وهى تحتاج براعة لأنها تمثل توافق بين أعضاء الجسم المختلفة خاصة بين اليدين والعينين وهو ما يعنى التوافق العصبي العضلي، وهى مهارة بارعة لمن يجيدها
** ماهى أنواع المهارات اليدوية ؟
– المهارات اليدوية عديدة ومنها المنتجات والأعمال اليدوية مثل المشغولات الصوفية (التريكو) وأشغال التطريز على الملابس واللوحات الفنية والطرق على الأواني وصناعة الحلى والسلال والأطباق وكذلك صناعة السجاد اليدوي والحياكة وصناعة الملابس والنقش والرسم والنحت وكلها من الفنون اليدوية التي تحتاج للدقة والإبداع في صناعتها وكذلك مهارة الصانع ومن قبل أن يكون محبا لها .
** أيهما أفضل في مزاولة المهارات اليدوية الفتيات أم الفتيان ؟
– الفتيات بالطبع أكثر ميلا لمزاولة الأعمال اليدوية وهي طبيعة الفتاة التي تميل للتعبير عن أحاسيسها بشكل عملي وهي وسيلة للتنفيس عن مشاعرها وإبراز طاقتها من خلال التعبير الفني في المشغولات المختلفة.
** هل للمهارات اليدوية دور في الحفاظ على التراث الخاص بالشعوب ؟
– بالتأكيد تلعب المهارات اليدوية دورا هاما في الحفاظ على تراث الشعوب لذلك تهتم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني بتشجيع المهارات اليدوية والأعمال الفنية سواء على المستوى العام أو المستوى الفردي.
خاصة وأن مثل هذه الأعمال تمثل طابعاً مميزاً لبعض الدول أو المدن وهي مصدر دخل للأفراد وأحيانا ما تكون من أحد مصادر الدخل القومي لبعض الدول, كفن الارابيسك والخزف وصناعة الملابس والتي هي من الفنون الجميلة وتعد من المهارات اليدوية .
** وكيف ننمي حب تعلم هذه المهارات في الفتيات ؟
– التعليم يبدأ من المدرسة بجانب المنزل حيث يتم تخصيص حصص للأشغال الفنية والأعمال اليدوية مع حصص الاقتصاد المنزلي ..وفيها تتعلم الفتيات كيفية إتقان الأشغال اليدوية الفنية سواء والرسم والنقش على المعادن والخشب وكذلك التطريز وصناعة الملابس وشغل الكنفاة وغيره .
وهنا يتم اكتشاف الموهوبات فيهن ويتم العمل على تنمية مواهبهن بتشجيعهن على إتقان العمل وعمل معارض لمنتجاتهن داخل المدرسة وخارجها .
وهذا بجانب دور الأسرة التي يجب أن تحرص على تعليم الفتيات بعضا من هذه الأشغال والمهارات اليدوية، وهنا يكون العبء كبيراً على الأم لكونها المعلم الأول للفتاة والقدوة لتكون الفتاة قادرة على مزاولة أعمال الخياطة والتطريز أو أشغال الإبرة أو أي هواية أخرى مفيدة .
** وما دور الجمعيات النسائية الأهلية في نشر الاهتمام بالمهارات اليدوية ورعايتها ؟
– للجمعيات الأهلية خاصة النسائية دور هام في الحفاظ على تراث البيئة المحلية والعمل على تعليمها للأجيال الجديدة وإقامة المعارض لعرض وبيع المنتجات ..وهناك كثير من الجمعيات تحرص على تعليم المهارات اليدوية للسيدات والفتيات بشكل خاص لتكون مصدرا للدخل تمكنهم من الإنفاق على الأسرة خاصة في حالة المرأة المعيلة..وذلك مثل صناعة السجاد اليدوي والملابس والتطريز وأعمال التريكو وغيرها من الأعمال .
** إذا الفتاة أو المرأة تشعر بأهميتها بمزاولة هذه المهارات..
– نعم .. فالفتاة تملك الكثير من المواهب والمهارات التي يجب أن تستفيد منها في تنمية دخل الأسرة خاصة وأن إتقان الأعمال اليدوية يمكن أن يجلب دخلاً طيبا لحرص الكثير من الناس على اقتناء الأشغال اليدوية بل أنهم يثمنونها بقيمة عالية .
** وكيف تستطيع الفتاة تلبية احتياجات السوق في هذا المجال؟
– على الفتاة في البداية أن تتعرف على مهاراتها الخاصة وأن تجرب نفسها في أكثر من مجال حتى تكتشف المهارة التي تتقنها وتحبها ثم تبدأ فيتعلمها ويمكنها أن تتجه للمهارة التي تكون شائعة في مجتمعها وعليها الإقبال من المحبين لها .
وعليها أن تحرص على تعليم نفسها وأن تتقن العمل جيداً حتى تجد السوق الرائجة لمنتجاتها ..وهى إن أتقنت صنعتها يمكن أن تفتح لنفسها سوقاً خارج نطاق مدينتها بالمشاركة في المعارض الرسمية أو من خلال الترويج لمنتجاتها عن طريق الانترنت أو من خلال نقاط التجارة الدولية بالمحافظات والتي تقوم بفتح أبواب التسويق أمام المنتجين الصغار مثلهم مثل المستثمرين الكبار .
** في تصورك أن المهارات اليدوية يمكن أن تكون بوابة لإقامة المشروعات الصغيرة؟
– هي بالفعل فرصة كبيرة للمشروعات الصغيرة والتي إن تم المحافظة عليها تصبح مشروعات كبيرة تفيد أصحابها وتفيد المجتمع كله خاصة في المجتمعات النامية مثل مصر ..وهناك مثال واضح في قرية الحرانية التي يعمل معظم سكانها بأعمال السجاد اليدوي وقرية كرداسة التي يعمل أهلها في صناعه العبايات ولكل منها شهرة واسعة تصل أرجاء العالم ..ومن المدهش أن تجدين فتيات صغيرات يتقن هذه الأشغال منذ نعومة أظفارهن .