تخطى إلى المحتوى

تذكري الرحيل 2024

  • بواسطة

الونشريس

تذكري الرحيل
" … مرّ عليّ رضي الله عنه بالمقبرة مع أصحاب له فقال: "السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقترة أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع وإنا بكم عما قليل لاحقون، يا أهل القبور: أما الأزواج فقد نكحت، وأما الديار فقد سكنت، وأما الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ مالي أراكم لا تجيبون؟!

وجدنا أن خير الزاد التقوى".

ثم التفت إلى أصحابه وقال: أما إنهم لو تكلموا لقالوا:
وتذكر ذلك اليوم الرهيب حين يبلغ الخوف بالعباد منتهاه، تذكر يوم القامة وما يصير الناس إليه من رحمة أو من عذاب وهم ما بين فرح مسرور وحزين مهموم، ذلك اليوم الذي حذر الله سبحانه عباده منه وخوفهم من هول مطلعه، حيث قال جل وعلا: {وَأَنذِرهُم يَومَ الآزِفَةِ إذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَالِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ}..

قال أحد السلف تعليقاً على هذه الآية: ".. كيف يكون لظالم حميم أو شفيع والمطالب له رب العالمين؟ إنك والله لو رأيت الظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأنكال إلى الجحيم حفاة عراة مسودة وجوههم، مزرقّة عيونهم، ذائبة أجسادهم ينادون يا ويلنا يا ثبورنا ماذا نزل بنا؟ ماذا حل بنا أين يذهب بنا؟ ماذا يراد منا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران فمرّة يجرّون على وجوههم ويسحبون عليها منكبين، ومرة يقادون إليها مقرّنين من بين باكٍ دماً بعد انقطاع الدموع، ومن بين صارخٍ طائر القلب مبهوت، إنك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظراً لا يقوم له بصرك ولا يثبت له قلبك ولا تستقر لفظاعة هوله على قدمك…."

أختي الغالية… تذكري تلك اللحظة الحاسمة التي لا مفر منها، تذكري الرحلة الأخيرة عن هذه الدنيا والإقبال على الآخرة… تذكري (الموت) وسكراته ونزعه وانظري في نفسك ماذا أعددت لذلك الموقف الرهيب؟

هل تذكرت حالتك إذا يبس لسانك وتوقف قلبك وارتخت يداك وشخصت عيناك وبلغت الروح الحلقوم:

{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاقُ} هل أخذت معكي من الزاد ما يكفي؟ هل تذكرتي ظلمة القبر وضمّته؟ هل تذكرتي حالتك عندما يهال عليك التراب وتبقى وحيدة في ذلك القبر الموحش…

في ظلمة القبر لا أم هناك ولا أبٌ شفيق ولا أخ يؤانسني

هل قدمت بين يديك ما يكون سبباً في نجاتك من عذاب الله..

(@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@)

وإذا الجنــين بأمه متعلق خـوف الحساب وقلبه مذعور

هذا بلا ذنب يخاف لهـوله كيف المقيم على الذنوب دهور

تذكري ذلك المفرق الصعب حين ينقسم الناس إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير، فأين سيكون المصير إلى جنات الخلود التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟

تلك الجنة التي تنسي أبأس أهل الدنيا ما مرّ عليه من البؤس والشقاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط"[3].

غمسة واحدة في الجنة جعلته يقسم بالله أنه لم يرَ بؤساً قط ولا شدة قط، وقد كان أبأس أهل الدنيا، فكيف بمن كانت الجنة له مقاماً؟.

وأعظم من ذلك أن يرى المؤمن وجه ربه الكريم الذي طالما خضعت له جوارحه ولهج لسانه بذكره وتحرك قلبه بمناجاته، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجّنا من النار، فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم"[4].

فهذه هي قمة السعادة وأعظم الجزاء وهذه هي الزيادة التي ذكرها ربنا جلّ وعلا في كتابه العزيز حيث قال: {لِّلِّذينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَزْهَقُ وُجُهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَةٌ أُولَئِكَ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ}.

أم سيكون المصير إلى نار جهنم التي وقودها الناس والحجارة، تلك النار التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءاً من حرّ جهنم" قالوا: والله إنها لكافيه يا رسول الله، قال: "فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها"[5].

تلك النار التي ما إن ترى أصحابها حتى تتغيظ وتزفر تريد الانقضاض عليهم جزاء لما اقترفوا من السيئات وابتعادهم عن الطريق القويم والصراط المستقيم، فلو ترى على وجوههم الذلة والانكسار والخوف وهم يقادون إلى جهنم يريدون الخلاص ويتمنون الرجوع حتى يعملوا صالحا ولكن هيهات… {وَالذِينَ كَسَبُوا السّيِئاتِ جَزَاءُ سَيِئَةٍ بِمِثْلِهَا وتَرهَقُهُم ذِلَّةٌ مالَهُم منَ اللهِ مِن عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِن الليلِ مُظلِماً أُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ}.

فمن يخلصهم من عذاب الله؟.. ومن يعصمهم من بطشه وهو الجبار الذي لا عاصم من أمره إلا من رحم ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه.

سئل أبو حازم التابعي رحمه الله: كيف القدوم على الآخرة؟، قال: "أما المحسن فإنه يقدم على الآخرة كالغائب الذي يقدم على أهله من سفر بعيد، وأما قدوم المسيء فكالعبد الآبق يؤخذ فيشد كتافه فيؤتى به إلى سيد فظّ غليظ فإن شاء عفا عنه وإن شاء عذب".

فاعمل يا أخي لذلك اليوم وتذكر الرحيل والقدوم على الله، وانظر في نفسك هل أخذت معك من الزاد ما يبلغك الغاية المنشودة والخلاص من عذاب الله في ذلك اليوم العصيب؟.. أم تريد أن تكون من الذين قال الله جل وعلا عنهم: {إنَّ الذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالحَيَاةِ الدُنيَا واطمَأنُّوا بِهَا والذِينَ هُم عَن آَيَاتِنَا غَافِلُون * أُولَئِكَ مَأوَاهمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ}.

احذري أن تكوني من هؤلاء واقدمي على طاعة ربك ولا تكوني من الذين عمروا دنياهم بخراب آخرتهم ثم رحلوا عن الدنيا وملذاتها ولم يأخذوا منها شيئاً فخسروا دينهم ودنياهم..

نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّع

فهاهم قدموا على ربهم الذي لا يظلم أحد، فاحذري أن تكون عاقبتك مثلهم فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.


يتبع


    اختاري صديق السفر..

    أختيّ الغالية.. تعلمي أن السفر إذا كان طويلاً فإنه من الواجب أن يختار الإنسان له صديقاً ورفيقاً يعينه بعد الله عز وجل على قطع الطريق، فلعلّ هذا الإنسان يصيبه مرض أو يتكاسل في أثناء سيره من طول الطريق، وهنا يجد أن الرفيق الذي اختاره عوناً له يأخذ بيده ويمدّ له يد المساعدة حتى يصلوا إلى المكان الذي سافروا إليه.

    ونحن في هذه الدنيا مسافرون ولا شك أن السفر شاق ومتعب لذلك فإن من الواجب على المرء أن يختار الرفيق الذي يكون له عوناً على طاعة الله.

    الرفيق الذي إذ سقط حمله، وإذا جزع صبّره، وإذا تعب أسنده حتى يصل وإياه إلى المرحلة الأخيرة.

    حتى إذا مات أحدهما دفنه الآخر وصلى عليه ودعا له بالرحمة واستبشر له خيراً بما مات عليه من الطاعة.

    ولذلك إذا أردت أن تكوني من أهل الصلاح فصاحبي أهل التقى والخير الذين لا تسمعي منهم ما يؤذي مشاعرك، ولا ترى منهم ما يكون سبباً في موت حيائك، ولا تجني من وراء صحبتهم إلا ثناء الناس ومحبتهم لك وثقتهم بك، خصوصاً عندما يرون فيكي الأخت النصوح والقلب الكبير الذي يريد لهم الخير ويسعى جاهداً لتوصيله لهم، وهذا من ثمرات الصحبة الطيبة الذين يتواصون بالخير فيما بينهم ويصبرون على ما ينالهم من الأذى حتى يبلغوا دعوة ربهم.

    وإياك وصحبة السوء الذين لا تجني بسبب صحبتك إياهم إلا استهجان الناس واحتقارهم وبغضهم لك.

    رفقاء السوء الذين لا يزالون بصاحبهم حتى إذا أوقعوه بمصيبة تقصم ظهره تركوه وحيداً يكابد العناء ويعض أصابع الندم وولّوا مدبرين عنه.

    فكم من شاب وقع في المخدرات.. وآخر وقع في جريمة أخلاقية.. وآخر انعدمت غيرته وغير ذلك من قواصم الظهر.. كل ذلك بسبب صديق السوء الذي تفنن في إضلاله حتى صار مثلاً في الانحراف بعد أن كان أملا مشرقاً يرجى منه أن يكون عنصراً نافعاً لأمته.

    هذا في الدنيا وأما في الآخرة، فإنه يتخلى عنه ويتبرأ منه، وتظهر العداوة بينهما بعد أن كانا رفيقين، فكل صحبة تقوم على المعاصي والمنكرات تكون هذه عاقبتها، قال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا}.

    فهو يتألم ويتحسّر على تلك الصحبة التي لم يكن لها رباط وثيق ولم تكن على طاعة الله، ويلقي باللوم على صديقه الذي أغواه ويعض أصابع الندم، ولكن حين لا ينفع الندم.

    فإذا عرفت أنّك في سفر وتيقنتي من طول الطريق فاختاري من يعينك حتى تصلي إلى آخر المشوار.

    سئل الحسن البصري: يا أبا سعيد كيف نصنع بمجالسة أقوام ها هنا يحدثوننا حتى تكاد قلوبنا تطير؟

    فقال: "إنك والله لأن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تدرك أمناً خير من أن تصحب أقواماً يؤمنونك، حتى تلحقك المخاوف"[6].

    إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

    لا يغرنك طول الأمل..

    كم من أناس اغتروا بشبابهم، وظنّوا انهم سيعيشون طويلاً فأسرفوا على أنفسهم بالمعاصي، وزين لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل حتى جاءهم الموت بغتة، فرحلوا عن هذه الدنيا ولم يأخذوا معهم من ملذاتها شيئاً يتزودون به ويكون عوناً لهم في سفرهم الطويل.


    الونشريس

    وقد كان عليّ رضي الله عنه يحذر أصحابه من طول الأمل ويقول: "إن أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق…".

    ولذا فإن الإنسان إذا أطلق لنفسه العنان فلن تنقاد له بسهولة ويسر، لأن النفس بطبيعتها تميل إلى الراحة والدعة وتحب اللهو والعبث ويعينها على ذلك الشيطان الذي يغرر بهذا الإنسان ويزين له زخارف الحياة ويصور له أنه لن يغادر هذه الحياة ويخدعه ويمنيه ويقول له: إنك ما زلت صغيراً والعمر أمامك طويل فلا تستعجل، تمتّع بشبابك وذق طعم الدنيا ولا يزال الوقت مبكراً على التوبة فإذا تقدم بك العمر وذقت ملذّات الدنيا وشبعت منها، فعند ذلك تب إلى الله، والله غفور رحيم، وهكذا يغرر به ولا يدري هل سيعيش حتى يتوب أو أنه سيرحل قبل أن يصل هذه المرحلة.

    والنفس كالطفل إن لم تهمله شبّ على حب الرضـاع وإن تفطمـه ينفطم

    فجاهد النفس والشيطـان واعصهما وإن همـا محّضـاك النصـح فاتّهم

    ولا تطـع فيهما خصماً ولا حكماً فأنت تعلـم كيـد الخصم والحكم

    فعليك يا أختي أن تتجّنبي طريق المعاصي ولا تطيعي الشيطان ولا تتبعي خطواته، فإن الشيطان لم يزل بأناس يمنيهم ويزين لهم حتى أرداهم في نار جهنم والعياذ بالله..

    التوبة… التوبة

    الونشريس
    بادر بالتوبة والرجوع إلى الله فإن في ذلك النجاة والخلاص، وتأملي سيرة سلفك الصالح، وانظري إلى أي مدى وصلت بهم الخشية من الله، فكوني مقتدية بهم، واسلكي طريقهم، فإن في ذلك الخير كله.. وإياكي أن تستهيني بالذنب مهما كان صغيراً، ولا تنظري إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظم من عصيت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقّرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه"[7].

    فلا تقولي هذه صغيرة وهذا ذنب هين فإنكي لا تدرين لعل هذا العمل الذي تستصغرينه يكون سبباً في هلاككي، لذلك كان السلف على كثرة أعمالهم وتقواهم كانوا يخشون الله جل وعلا حق خشيته ويخافون منه خوف الذنب وكأنهم أكثر الناس ذنوباً وذلك لرقة قلوبهم وقربهم من الله.

    كان الإمام الحسن البصري يبكي في الليل حتى يبكي جيرانه فيأتي أحدهم إليه في الغداة ويقول: لقد أبكيت أهلنا، فيقول له: إني قلت يا حسن لعل الله نظر إليك على بعض هناتك، فقال: اعمل ما شئت لست أقبل منك شيئاً[8].

    وكان ذات يوم صائماً فأتى له بكوب من ماء ليفطر عليه فلمّا أدناه من فيه بكى، فقيل له مالك؟ فقال: تذكرت أمنية أهل النار وقولهم لأهل الجنة: {أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} وتذكرت ما أجيبوا به: {إن الله حرمهما على الكافرين}.

    وقام منصور بن زاذان ذات يوم فتوضأ فلما فرغ دمعت عيناه ثم جعل يبكي حتى انقطع صوته فقيل له: رحمك الله ما شأنك؟ قال: وأي شأن أعظم من شأني؟ إني أريد أن أقوم بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم فلعله يعرض عنيّ[

    الونشريس
    أختيّ..

    انظري إلى أحوال كثير من الشباب الذين تاهوا وضاعوا وانحرفوا عن الصراط المستقيم، ماذا جنوا من طول الطريق واقتراف المعاصي؟!

    هل كانت المعاصي سبباً في سعادتهم؟..أم كانت سبباً في شقائهم وضيق صدورهم؟

    فإلى متى هذه الحيرة؟!

    دعي الحيرة وأقبلي على الله، وأجيبي داعية الله سبحانه وتعالى وإياك والتسويف بالتوبة، فإنك لا تدري متى ساعة الرحيل، واعلمي أن غاية السعادة وانشراح الصدور إنما هو في طاعة الله واتباع أوامره والإنابة إليه سبحانه.

    {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعّد في السماء}.

    هذا ونسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    الهوامـــش:


    (1) رواه البخاري (3175)، ومسلم (2638)

    (2) "الجواب الكافي" لابن القيم (ص 146)

    (3) مسلم (2807)

    (4) مسلم (181).

    (5) البخاري (3091)، مسلم (2843)

    (6) الزهد لابن المبارك (303)

    (7) رواه أحمد، وهو في "صحيح الجامع الصغير" (2687)

    ربنا يجعله في ميزان حسناتك

    بارك الله فيكي

    منورييييين

    تقبل الله منكى صالح الاعمال
    وجعلها فى ميزان حسناتك

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.