تخطى إلى المحتوى

زيادة الكولسترول الحميد هل هي أفضل للصحة؟ 2024

  • بواسطة
كثيرا ما يشجع الأطباء المصابين بأمراض القلب أو المعرضين لها على رفع نسبة الكولسترول مرتفع الكثافة (HDL) إلى مستوى فوق 40 مليغراما لكل ديسيلتر، إذ يعتقد أن انخفاض نسبته عن هذا المستوى يضعف من التأثير «المفيد» للكولسترول في حماية القلب والأوعية الدموية، لكن أهمية زيادة نسبة هذا الكولسترول مرتفع الكثافة (HDL) ربما تكون أقل، وخاصة بالنسبة لمن لديهم نسبة متدنية جدا من الكولسترول منخفض الكثافة.
دور الكولسترول الحميد:
ويعود ذلك إلى أن فهم فائدة الكولسترول مرتفع الكثافة للجسم لا يزال أقل من فهم كيفية إحداث الكولسترول منخفض الكثافة (LDL) للتأثيرات السلبية. ونحن نعرف بالفعل أن الكولسترول مرتفع الكثافة له مهام متعددة، حيث يعمل على نقل الكولسترول من الأوعية الدموية إلى الكبد للتخلص منه، كما يمنع الأكسجين من تحويل الكولسترول منخفض الكثافة إلى مادة أكثر ضررا بكثير، تتسبب في انسداد الأوعية الدموية. وهو يخفف من الالتهابات التي تعتبر أحد عوامل تكون «التخثر»، كما يقلل «الفبرينوجين» fibrinogen، الذي يعتبر عاملا أساسيا في تكون جلطات الدم التي تتسبب في حدوث النوبات القلبية ومعظم السكتات الدماغية.
لكن هذه الفوائد المتعددة التي يتسم بها الكولسترول مرتفع الكثافة لم تكن ذات أهمية لدى المتطوعين في الدراسة التي تحمل عنوان «إيم هاي» AIM – HIGH study، وهي دراسة تهدف إلى تحديد ما إذا كان مرضى القلب الذين لديهم انخفاض في نسبة الكولسترول مرتفع الكثافة سيتعرضون لمشكلات أقل في القلب والأوعية الدموية بعد استعمال علاج بـ«النياسين» niacin الذي يعزز الكولسترول مرتفع الكثافة (ويعرف أيضا بفيتامين «بي 3» أو حمض النيكوتين).
لكن النتيجة جاءت سلبية، فبعد انتهاء العلاج كانت نسبة الكولسترول مرتفع الكثافة (HDL) لدى أفراد مجموعة العلاج بـ«النياسين» أعلى من أفراد مجموعة العلاج الوهمي، في حين كانت نسبة الكولسترول (LDL) الضار والدهون الثلاثية أقل. ولكن على مدار الدراسة التي استغرقت ثلاث سنوات، لم يكن هناك أي فارق في التصنيفات الإكلينيكية ذات الأهمية الحقيقية، وهي النوبات القلبية، والسكتات الدماغية الناتجة عن جلطة، ودخول المستشفى والوفاة بسبب مرض القلب («نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن»، نشرت على الإنترنت في 15-11-2019).
دور أدوية الستاتين
* هل تقوم أدوية الستاتين ststins بمعظم العمل؟ إليكم ما حدث: كان جميع أفراد العينة في الدراسة يتناولون أيضا جرعات من أدوية «ستاتين» عالية بما يكفي لخفض نسبة الكولسترول منخفض الكثافة لديهم (ما بين 40 و80 ملغم/ ديسيلتر)، ومن هنا فإن رفع الكولسترول مرتفع الكثافة باستخدام «النياسين» كان يبدو زائدا وأكبر من اللازم. ويظن بعض الباحثين أن من حصلوا على جرعات عالية من «الستاتين» في الدراسة كانت لديهم ترسبات مستقرة على جدران الشرايين بالفعل، وغير معرضة للتفكك والتسبب في حدوث جلطة، ومن ثم لم يكن هناك ما يمكن أن يفعله الكولسترول مرتفع الكثافة أكثر من ذلك.
ويثير ذلك مجددا السؤال حول الأثر الحقيقي لنسبة الكولسترول مرتفع الكثافة على مرضى القلب والسعي لإيجاد عقاقير من أجل رفع تلك النسبة.
تغيير نمط الحياة:
يظل تغيير نمط الحياة هو الخيار الأفضل، لأن ذلك يقلل أيضا من نسبة الكولسترول منخفض الكثافة، إلى جانب الكثير من الآثار الأخرى المفيدة للصحة. وعليه، نكرر أن على كل من يتعرض لاحتمال الإصابة بأمراض القلب أن يحرص على:
* الإقلاع عن التدخين وخفض الوزن إذا كان يحتاج إلى ذلك.
* زيادة الأنشطة البدنية.
* تناول كميات أكبر من الفواكه والخضراوات، وتقليل تناول الكربوهيدرات المعدلة، والابتعاد تماما عن الدهون غير المشبعة.
* كما يعتبر الاعتدال في تناول الكحوليات جزءا من أسلوب الحياة المفيد للقلب.. وتذكر أنه حتى في حالة تناول كميات متوسطة من الكحوليات، فإنها قد تزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية نزفية أو الوفاة بالسكتة الدماغية.
دور «النياسين» ثانوي
* هذه ليست بالضرورة هي نهاية المهمة بالنسبة لـ«النياسين»، الذي كان يستعمل قبل «الستاتين» في ضبط نسبة الكولسترول. وهناك دراسة دولية واسعة النطاق تجرى حاليا على «النياسين»، وتشمل عينة مشاركين أكبر بكثير من دراسة «إيم هاي»، ومن المتوقع أن تنشر نتائج هذه الدراسة سنة 2024، وهذه النتائج ستساعد بالتأكيد على توضيح الوظيفة التي يقوم بها «النياسين».
وإلى أن تنشر تلك النتائج، ينبغي على الأطباء «الاعتماد (على النياسين) بشكل جزئي» بالنسبة للمرضى الذين لا يتحملون أدوية «الستاتين»، حسب مقالة صاحبة الدراسة التي نشرتها «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن»، وقد يفيد أيضا مستخدمي «الستاتين» الذين يستمر ارتفاع نسبة الكولسترول منخفض الكثافة لديهم. ولكن إذا ظهر لديك الكولسترول مرتفع الكثافة في العشرينات أو الثلاثينات من العمر، والكولسترول منخفض الكثافة في السبعينات أو الثمانينات من العمر، مثل كثير من المشاركين في دراسة «إيم هاي»، فقد يكون ما تحتاج إليه هو نمط حياة صحيا، وليس إنفاق المزيد من النقود والتعرض لخطر الأعراض الجانبية (التي تشمل مبدئيا الاحمرار والإحساس بالوخز في الجلد) من تناول «النياسين».
* رسالة هارفارد للقلب – خدمات «تريبيون ميديا»

    جزاكِ الله خيراً

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.