كراسنويارسك (بالروسية: Красноярск) هي إحدى مدن روسيا وعاصمة الكيان الفدرالي الروسي كراسنويارسك كراي. تعداد سكّانها يناهز المليون نسمة.
تقع مدينة كراسنويارسك على نهر ينسي
وتبعد عن العاصمة موسكو حوالي 4000 كم. ومساحتها 354 كيلومترا مربعا. المدينة أحد اضخم المراكز الصناعية والثقافية والتعليمية والعلمية والتجارية في روسيا الاتحادية كما انها محور مهم للنقل ولصناعة الألومنيوم.تأسست المدينة عام 1628 على يد القوزاق لتكون حصنا لحماية حدود الدولة الروسية من هجمات التتار والقبائل الرحل وأيضا لجمع الضرائب من سكان المنطقة لمصلحة الخزينة الروسية.
منحت صفة مدينة عام 1690 ومن العوامل المهمة التي ساعدت على توسعها وتطورها مرور طريق سيبيريا الكبير عبر المدينة، هذا الطريق ربط كراسنويارسك بأتشينسك وباقي اجزاء روسيا الواقعة في أوروبا.
كما ساعد اكتشاف مكامن الذهب في المنطقة على تطور المدينة وازدياد نفوسها إضافة إلى ربطها بخط سكك الحديد عام 1895. في عام 1913 انجز العمل في مد شبكة توزيع المياه في المدينة.
خلال العهد القيصري كانت كراسنويارسك احدى المدن التي ينفى إليها المعارضون السياسيون ومنهم فلاديمير لينين وجوزيف ستالين وفيليكس دزيرجينسكي وغيرهم، بحيث ان نسبة المنفيين إلى المدينة شكلت 23 % من عدد نفوسها في نهاية القرن الـ 19.
لقد أصبحت المدينة بنهاية القرن الـ 19 من المراكز التجارية والصناعية الكبيرة في سيبيريا وتوسعت كثيرا حيث زاد عدد منازلها عن ألف منزل وفيها 10 كنائس أرثوذكسية وكنيستان كاثوليكية وبروتستانية وكنيس وفيها مدارس عديدة ومكتبات عامة ومتاحف ومتنزهات.
بعد ثورة أكتوبر عام 1917 استمر توسع المدينة الذي رافقه ازدياد عدد السكان واقامة مؤسسات صناعية جديدة وفتح مدارس مهنية وجامعات ومعاهد عالية ومستشفيات ومنتجعات وغير ذلك من المؤسسات الثقافية والعلمية.
ونظرا لتوسعها ونموها أصبحت عام 1934 مركزا إداريا لإقليم كراسنويارسك الذي يحتل من حيث المساحة المرتبة الثانية بين الأقاليم الروسية.
خلال سنوات الحرب الوطنية العظمى (1941 – 1945) اجليت إلى المدينة عشرات المصانع من المناطق القريبة من جبهات القتال. لقد دعمت هذه المصانع القاعدة الصناعية في المدينة ووسعتها كثيرا.
بعد انتهاء الحرب اقيمت مصانع جديدة مثل مصنع الالمينيوم ومصنع الميتالورجيا (التعدين) ومصنع لمعالجة المعادن الملونة وغيرها من المصانع التي جذبت العديد من الشباب والشابات إلى المدينة ليعملوا ويستقروا فيها.
ان مدينة كراسنويارسك اليوم أحد اضخم المراكز الصناعية والعلمية والثقافية والرياضية في روسيا، كما انها من محاور النقل المهمة في سيبيريا.
المدينة مركز صناعي متطور، حيث يقع ضمن حدودها عدد كبير من المؤسسات الصناعية التي من بينها ميتالورجيا المعادن الملونة وبناء الماكينات والشاحنات والصناعات الكيميائية وصناعة الاغذية والصناعات الخشبية وغيرها.
كما توجد في المدينة مجموعة من المكتبات العامة حيث كانت أول مكتبة قد افتتحت في المدينة عام 1820 إضافة إلى انه افتتح عام 1920 مستودع مركزي للكتب.
وفي المجال الثقافي أيضا تعمل في المدينة فرق موسيقية عديدة، وكانت أول فرقة سيمفونية قد شكلت في المدينة عام 1887.
ويوجد في المدينة عدد من المتاحف مثل متحف تاريخ الإقليم الذي اسس عام 1889 وهو أحد أكبر المتاحف في روسيا وهناك متاحف عديدة مرتبطة باسم الرسام الروسي المشهور فاسيلي سوريكوف الذي ولد في المدينة وعاش خلال الفترة (1848 – 1916).
وهناك مركز كراسنويارسك للمتاحف الذي يضم قاعة لعرض اللوحات الفنية ورواق " الفن المعاصر في كراسنويارسك " ونصب النصر ومتحف تاريخ المدينة ومتحف جيولوجيا سيبيريا الوسطى. كما هناك متحف الباخرة " القديس نيقولاي " وهي أول باخرة وصلت إلى المدينة عام 1887.
وبقيت الباخرة عاملة حتى عام 1960 حيث تقرر تحويلها إلى متحف وضعت في غرفها تماثيل للمشاهير من ركابها ومن بينهم فلاديمير لينين الذي نقل على متن الباخرة إلى المدينة بعد صدور قرار نفيه. وهناك متحف التشريح ومتحف الغابات ومتحف تاريخ الطب وغيرها من المتاحف العديدة المنتشرة في جميع أنحاء المدينة.
ان مدينة كراسنويارسك غنية بمعالمها التاريخية والمعمارية والطبيعية منها:
الاعمدة الصخرية – وهي من أشهر المواقع الطبيعة التي يقصدها اهل المدينة يقصدها السياح ومحبو تسلق الجبال. فسكان المدينة ياتون إلى هذا المكان بغية ممارسة رياضة تسلق الجبال منذ أكثر من 150 سنة. الاعمدة الصخرية محمية طبيعية في كراسنويارسك وهذه الاعمدة السيانيتية الفريدة في مظهرها تكونت حول الكتل الصخرية الكبيرة والكهوف الكارستية.
المكان الآن يجذب محبي رياضة السير ومحبي رياضة التسلق. إضافة إلى هذه الاعمدة المحمية غنية بأنواع النباتات التي تنمو ضمن حدودها. حيث يتجاوز عدد أنواعها 1030 نوعا مختلفا التي من بينها 150 نوعا مسجلة ضمن القائمة الحمراء المهددة بالانقراض.
متنزه المدينة المركزي – افتتح هذا المتنزه عام 1828 وكان وقتها عبارة عن حديقة صغيرة اما اليوم فمساحته أكبر من 15 هكتار. ويقع في الجزء التاريخي من المدينة.
توجد في المتنزه كل مستلزمات الراحة من مدينة العاب للاطفال إلى المطاعم والمقاهي.
– متحف الرسام فاسيلي سوريكوف – شيد المنزل عام 1830 وتخليدا للرسام فاسيلي سوريكوف تم تحويله إلى متحف عام 1948. ولد الرسام في هذا المنزل عام 1848 وعاش فيه حتى رحيله إلى بطرسبورغ للدراسة في اكاديمية الفنون عام 1868.
الصور من المحترف
أتمنى ما تم طرحه نال إعجابكم
دمتم بحفظ الرحمن