تخطى إلى المحتوى

مراحل تحريم الخمر 2024

الونشريس

احتلّ الخمر المكانة الأكبر من حيث ذكر الطعام والشراب في القرآن الكريم، و قد جاء تحريمه على مراحل، لأنّ العرب كانوا معتادين على شربه، ولم يكن تركه بالأمر السهل بالنسبة إليهم، وقد تم تحريم الخمر على أربعة مراحل:
المرحلة الأولى:
وتسمّى المرحلة الأولى من مراحل تحريم الخمر بـ (مرحلة المنة والعتاب)، حيث وردت الآية التي تتعلق بهذه المرحلة في سورة النحل، وقال الله تعالى: (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا إنّ في ذلك لآية لقوم يعلمون)، وقد أجمع المفسرون على أنّ هذه الآية هي الأولى التي نزلت في تحريم الخمر.
المرحلة الثانية:
تسمّى بـ مرحلة (السؤال والإجابة)، فالله سبحانه وتعالى في هذه المرحلة، اتّخذ طريقة السؤال والجواب، لكي يلفت أنظار العرب ويوقظ شعورهم ويهيأ نفوسهم لتقبل الحكم في تحريم الخمر، وقد قال الله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثمٌ كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما)، والمعنى المراد بالإثم في سياق هذه الآية هي كل ما ينقص من دين المسلم عند شرب الخمر، ولما لها تأثير على النفس البشرية، حيث تلهي عن ذكر الله تعالى. أمّا عن المعنى المراد بكلمة النفع: فهي ما يستعين به المسلم للوصول إلى الخيرات، أمّا عن المنفعة التي تتواجد في الخمر، هي كسب الأرباح من وراء التجارة فيها، وهي مظهر من مظاهر الكرم فهي تقدم في المناسبات.
المرحلة الثالثة:
وتسمّى بـ (النهي عن قرب الصلاة في حالة السكر)، فالمسلم الذي يشرب الخمر لا يجوز له أداء الصلاة، لانّ عقله يكون غائبًا ولا يعلم ما يقول، لذلك يأمر الله المسلمين الذين يشربون الخمر بعدم الاقتراب من الصلاة، حتّى يتخلصوا من حالة السكر التي أصابتهم، وبعدها يتوضؤون ويقيمون الصلاة، وإنّ الإثم يقع على كل شارب خمرٍ يؤدي الصلاة وهو سكران، وقد قال الله تعالى: (يا أيّها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون) والمستفاد من هذه الآية أمران وهما: الأمر الاول: لا تسكروا في أوقات تأدية الصلاة الأمر الثاني: لا تقيموا الصلاة بينما أنتم في حالة من السكر، حيث قيل أن بعد نزول هذه الآية، امتنع المسلمون عن شرب الخمر في النهار، وقد كانوا يشربوه بعد صلاة العشاء وبعد صلاة الفجر؛ لأنّ الوقت كان طويلًا بين هذه الصلوات والصلوات التي تتبعها.
المرحلة الرابعة:
وتسمّى بـ (الأمر بالاجتناب) بعد أن مهد الله تعالى للأمر الإلهي بما يتعلق بالخمر، وكان قد علق أمر الخمر بين الحلال والحرام، فانّه أنزل هذه الآية ليكون شرب الخمر محرمًا قطعًا، ولا مجال بالتراجع عن هذا الأمر الرباني، وقد قال الله تعالى: (يا أيّها الذين آمنوا إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنّما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)
وتدلّ الآية الكريمة على أنّ شرب الخمر كالرجس، والرجس أي القذارة والنتانة ويعد أيضًا الذنب.
وبعد هذه المراحل تم تحريم الخمر نهائيًا، لما فيه من ذهاب للعقول وتشوش الفكر، وقد يقدم شارب الخمر على أداء المنكرات والموبقات لأنّ عقله يكون مذهبًا، أي لا يستطيع أن يفكر، ولطالما كان لله حكمة في تحريم أو السماح بفعل أي شيء.

الونشريس

    جزاك الله خيرا أختي الفاضلة

    الونشريس

    شكراااا عسووووله

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.