تخطى إلى المحتوى

نوابنا في الجنة و نوابكم في النار 2024

صدّقوا أو لا تصدّقوا.. أحد النواب باسم تكتل سياسي يقول: مقاعدنا حلال ومقاعدهم حرام، ولو سخن دمه أكثر لقال: نوابنا في الجنة ونوابهم في النار، وهذه فتوى من الفتاوى التي تدوّخ الاجتهاد السياسي في البلاد، فإذا كان من حقّ هذا الطرف الدفاع عن "حلاله"، هل يحقّ له أن يحرّم ويجرّم غيره؟ ومن يكون هو حتى يُفتي فيما يجب أن يُفتي فيه المجلس الأعلى للإفتاء السياسي حتى لا تؤوّل الفتاوى ويتم إصدارها على المقاس؟

عندما تنغمس المنافسة السياسية في مستنقع "اضرب واهرب"، من الطبيعي أن يتنافس هؤلاء وأولئك في اختراع الفتاوى المعلّبة والمهرّبة، حتى وإن كانت ضد كلّ الأديان، ولكم أن تتصوّروا الانخراط في التحليل والتحريم، بدل الانخراط في عرض البرامج والبدائل والتراشق بالحلول والأفكار عوض الاتهامات والإساءات والمغالطات والتنابز بالألقاب!

لو خضع النواب السابقون -لأنه لا ينبغي محاكمة النواب الجُدد ممّن لم يقولوا بسم الله بعد- لو خضعوا إلى الإفتاء، لدخلوا في غالبهم إلى النار، فقد تورطوا في الكذب والنصب والرشوة و"التشيبا"، ومع ذلك فإن لسان حالهم قد يردّد: إن الله غفور رحيم!

بعيدا عن الجنة والنار، والحلال والحرام، عجيب هو أمر بعض السياسيين الذين يحلّلون لأنفسهم ما يحرّمون على غيرهم، وهل وصل العمل البرلماني إلى حدّ التخمة، فلم يعد هؤلاء قادرون على التفريق بين "عمل الجوامع" ونشاط الأحزاب والبرلمانات؟

الجزائريون في غنى عن المهاترات والخزعبلات والهرطقات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، إنـّهم بحاجة إلى حلول جذرية عاجلة وعادلة لمشاكل توزيع السكن ومحاربة البطالة والبيروقراطية والفساد والمحسوبية و"الحڤرة" وسوء التسيير وعشوائية إدارة المسؤولية!

لا فرق بين حزب وطني أو ديمقراطي أو إسلامي أو علماني، إن لم يقدّم خدمات جليلة تعود بالفائدة على البلاد والعباد، وماعدا ذلك، فإن كلّ الذي يصدر من تحت جلابيب تلك التيارات السياسية، يبقى مجرّد ثرثرة لن تغري الغلابى، ولن تسيل لعاب الزوالية!

لعلّ منطق إدخال هؤلاء إلى الجنة وأولئك إلى النار، هو الذي عمّق الفتنة وانتهى بمأساة وطنية، وبالتالي لا داعي للنبش في الجراح والتحريض على الآخر، بل المرغوب المطلوب حوار هادئ وهادف يُخرج مختلف التيارات من عنق الزجاجة ويُبعد الصراع السياسي عن دائرة النزاع الشخصي والمصلحي!

على كلّ طرف أن يضع الجزائر فوق كلّ اعتبار، وأن يكون الشعب هو الهدف المشترك، لإسعاده وخدمته وتحقيق طموحاته والعدل بين فئاته، وأن تكون الجزائر "ساس وراس" الجميع، للكلّ الحق في حبها والدفاع عنها والعيش فيها والحقّ أيضا في النقد والانتقاد وطرح الأفكار والمشاركة في الاستقرار، بعيدا عن الاحتكار والاحتقار!

نعم، إرضاء الناس غاية لا تدرك، لكن رفض الآخر وتتفيه مقترحاته وتسفيه انتصاراته والاستهزاء من هزائمه، ما هي إلاّ جعجعة بلا طحين، فمن الضروري الابتعاد عن مرض "الماكلة مع الذيب والنديب مع الراعي"، وعلى كلّ نائب ووزير وحزب وقائد ومير ومدير ووال ومسؤول، أن يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسب ويُحاسبه غيره.. علينا جميعا أن نقيّم حسناتنا وسيّئاتها، قبل أن يٌفتي هذا أو ذاك بمن يدخل الجنة أو النار!

    الونشريس

    حبيبتى لانستطيع التعليق على الموضوع لاننا لانعلم دواخل الجزائر لان القضية ليست شئ ظاهر ولكنه داخلى بين جنبات البرلمان الجزائرى .
    ولكن ليه التحامل على الاسلاميين فى اى مكان ؟؟ الناس دى كل ذنبها عند بعض الناس انهم عايزين يطبقوا شرع انزله الله تعالى وليس هم بعد ماشافوا ان الحكام اللى قبلهم واللى لم يحكموا بشرع الله سرقوا ونهبوا وظلموا شعوبهم وتسببوا فى معاناة شعوبهم من الجوع والفقر والبطالة والامراض وانتشار كل انواع الفساد بين الشباب من ادمان المخدرات والزنا ووجود الالاف من اطفال الزنا فى المجتمع وانتشار السرقة والرشوة والمحسوبية والفساد الادارى فى كل المصالح … كل ده نتيجة بعد الحاكم والمسئولين فى الدولة عن الحكم بشرع الله فاستباحوا لانفسهم كل الفساد ضد شعوبهم .
    وعلشان كدة الاسلاميين عايزين يزيحوا الفساد ده عن الشعب المطحون ويحكموا بالشرع وتقوى الله اللى حتريح الشعوب .
    يبقى لما الشعوب يحكمها الظالمين الفاسدين البعيدين عن الحكم بشرع وتقوى الله تصرخ ولما يحكمها الاتقياء اللى حينقذوهم من الظلم والفساد يصرخوا يبقى الشعوب عايزة ايه بالظبط ؟؟؟
    وصدقينى كل اللى مش عايز ان الصالحين يحكموا بما انزل الله هم الفاسدين والحرامية اللى خايفين ان شرع الله سيمنع فسادهم وسرقتهم .

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.