تخطى إلى المحتوى

هل أتاك نبأ الرسول الكريم؟ 2024


هل أتاكـَ نبأُ الرّسولِ الكَّريمِ؟

إنّه أشرف وأعزُّ وأصدَقُ وَأكْرمُ وَأجلُّ وأنْبَلُ وأجْوَدُ وَأبَرُّ وأحْسَنُ ما خلقَ الله ُ تَعالى ،
بعثه اللهُ رحْمَةً مهداةً
ونِعمَةً معطَاةً
ونُوراً وَضِياءً للبشَريَّةِ جمْعَاء

رَضِيَ الله عَن عليٍّ بن أبي طَالبَ إذْ قالَ : ( كانَ أصْدَقَ النَّاس لهجةً ، وَ أحسن النَّاسِ عشرةً وأوفاهُم ذمَّةً ، وألينهُم عَرِيكَةً ، منْ رآه بديهة هابهُ ومنْ خالطهُ عشرةً أحبَّه .يقولُ نَاعته لمْ أَرَ قبلًهُ ولا بعدَهُ مثْلَهُالونشريس )
وبذلك أصبّح حبّه ايمانا
وإتباعهُ دينًا
والإقتدَاءُ بهِ نجاة

ورحمَ الله القَائلَ :
يارب إنَّ ذُنُوبِي في الوَرى عَظُمَت
وَلَيْسَ لي عَمَلٌ في الحَشْر يُنْجيـني
وَقد أتـيتُكَ بالتوحيد يصْحبـُـه
حـبُّ النبيِّ وهذا القَدْر يكْفيـني
ثمّ بعد:

فإنَّ الحديثَ عن الرّسول الأكْرَم ~~ حَديثٌ أطيَبُ من ريِح المسكِـ ، وأوْسعُ من قطعِ الرَّوْض ،،
وسيرته الفذّة الغّراء حَدِيقَة خِصْبةٌ أيْنَما وَقَعَ نَاظِرُكـ على رُكْنٍ منْ أرْكانِهَا أَلْفَى ثَمَرَةً جَنِيَّةً وَزُهورًا بهِيَّةً .
كيفَ لا وَقَدْ حملَت من الدرُوس مايصلح لبناء أمّة وتأسيس شعب ،،
لما زخرت به من المعاني والتوجيهات والاحكام والارشادات .
*
وَإذا لَمْ يَكُن في مَكنُوننَا الآنَ أن نَسْتَوعبَ تِلكَ السّيرَةَ التِي ازدانتْ بِها هَامَة التَّارِيخِ فّذاكَ لا يَمنَعُ أنْ نَلْتَمسَ من نُورهَا قَبَسًا وأن نَسْتَقي منْ مَعِينهَا شَربَةً ،
فمَا لايُدْرَكُ كلُّهُ لايُتْرَكُ بَعْضُه .
*
ولمّا كَانت حياة الحبيب كلها مواقف وعظات تزخر بالنفائس كان لابد ان نقف معها وقفات
فإلَيكَ بَعْضًا من ضُروب حَيَاةِ المُصْطَفى صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم ورَفيعِ وسَامِي أخلاقِهِ:
أمّا أولى هَذِه الصُّوَر فيَرْوِهَا أنس بنُ مالك إذْ يقُول :بَيْنَما نحْنُ فِي المَسْجِد مَعَ رَسُولِ الله صَلّىَ اللهُ عَلَيْه وسَلّمَ إذْ جَاءَ أعْرَابِي فَقَام يَبُول فِي المَسْجد ،
فَقَال أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلّىَ اللهُ عَلَيْه وسَلّمَ: مَهْ مَهْ قَالَ: قاَلَ رَسُول الله صَلّىَ اللهُ عَلَيْه وسَلّمَ: لاَ تُزرِمُوه دَعُوه .
فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ ثُمَّ إنَّ رَسُول الله صَلّىَ اللهُ عَلَيْه وسَلّمَ دَعَاهُ فَقَالَ لهُ: إنَّ هَذِهِ المَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لشَيءٍ مِنْ هَذَا البَوْل و لا القَذِر ،
إنَّما هِيَ لذِكْر اللهِ عزَّ وَجَل وَالصَلاة وَقراءَة القُرآنِ )
فأمر رَجُلا من القوم فَجَاء بِدَلوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ
فَانظُر – يابَاركَ اللهُ فيك- إلى عظَم رحمَة النَبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم ولينه ورُقيِّ تَعامُلِه مَعَ هَذا الأَعْرابي ،
فَلَم يَكُنْ ليلْعنهُ أو يسبَّه أوْ يأخذهُ بالقوّة، رغم شنيع فعلته ،، بل كان سهلاً سمحاً ليناً رؤوفاً بأمته

فَهُوَ القائل ( إنِّي لَم أبعَث لعَانَا وإنَّما بُعثُّت رَحمَةً ) ،،
( إنَّمَا أنّا رَحْمَةٌ مُهْداة ) .
وأما ثاني هذه الصور والشاهد فيها انس بن مالك رضي الله عنه ،، يقول:
كنت أمشي مع رسول الله الونشريس وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة ،
قال أنس : فنظرت إلى صفحة عاتق النبي الونشريس وقد أثرت فيها حاشية الرداء من شدة جبذته ،
ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء .
فأي صفح وأي حِلم ذاك يارسول الله
وفوق ذلك يضحك ويبتسم
بلْ

ويأمر له بـ عطاء !
إنّها قمّة العظمة الأخلاقية المحمّدية !
كيف لا وهو القائل لمن طلب الوصاية "لاتغضَب"
*,

ثم إنّ المقَام الذي نَاله صلى الله عليْه وسلم والمهام التي كلف بها لم تمْنعه من فُسحات المَرح والدُعابة

وهُو القائِدُ الذِي أُمِّن على هذه الأمّة

والإمام المربّي الذي شُهِدَ له بالصرامة والجديّة

كلُّ ذلك لم يكنْ ليجعله يأنف من المزاح والطَلاقة

فعن أبي هريرة قال: سمعت أذناي هاتان وأبصرت عيناي هاتان رسول الله الونشريس وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا أو حسينا

وقدماه على قدمي رسول الله الونشريس وهو يقول حزقة حزقة أرق عين بقه فيرقى الغلام فيضع قدميه على صدر رسول الله الونشريس ثم قال افتح فاك ثم قبله ثم قال :اللهم من أحبه فإني أحبه

وعن عوف بن مالك الأشجعي أنّه قال :

أتيت رسول الله في غزوة تبوك ، وهو في قبة من أدم ، فسلمت فرد ، وقال : ادخل . فقلت : أكلي يا رسول الله ؟ قال : كلك . فدخلت .

وإنما مزح عوف بن مالك بقوله: أكلِّي يا رسول الله؟ لأن القبة كانت صغيرة .

*,


ومن صور تواضعه عليه افضل صلاة وأتم تسليم أنه


كان ينهى أصحابه عن مدحه ورفعه إلى مكانة غير المكانة التي وضعه الله فيها؛


فعندما سمع رجلا يناديه قائلاً: يا محمد , يا سيدنا وابن سيدنا , وخيرنا وابن خيرنا , قال رسول الله الونشريس : ( عليكم بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان


أنا محمد بن عبد الله , عبد الله ورسوله والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله _ عز وجل ) .


وفي حديث آخر يقول ( لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ) .


فهو بأبي وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرض أن يؤتى مظاهر التبجيل والتعظيم


فمجلسه مجلس المتواضعين


ومأكله ومشربه وملبسه مأكل ومشرب وملبس المخبتين


فكان ينام على الحصير


ويركب الحمير


وينام بـجوعه المضني العسير


ثم أنه من شدة تواضعه يخفض جناحه للصغير والكبير والمسلم والكافر والعبد والحر ،


فلا تكاد تميزه عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم اذا اجتمعوا في مجلس واحد ،،


ولذلك كان الغرباء اذا دخلوا احدى مجالسه سألوا : أيّكم محمد ؟!!


*


فذاك غيض من فيض

فأين المــــــــــــــــحبون ؟؟

وأين المقـــــــــــتدون ؟؟

    جزاكى الله خيراااااااااااا

    بارك الله فيكى حبيبتى

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.