تتمثل الاستراتيجية الرئيسية في المعركة ضد السرطان، في اكتشافه مبكرا – قبل انتشاره، حينما يكون من الأسهل القضاء عليه.
ولسوء الحظ، يظل من الصعب اكتشاف بعض أنواع السرطان، مثل سرطان المخ وسرطان المبيض، حتى المراحل المتأخرة منهما. لكن هذه الحقيقة قد بدأت تتغير. فقد اكتشف فريق من جامعة هارفارد وسيلة بسيطة تخلو من التدخل الجراحي لاكتشاف الإصابة بالسرطان مبكرا – بفحص عنصر في الدم، تجاهله المجتمع الطبي على مدى عقود.
مشكلة اكتشاف الإصابة
* في المعتاد، حاول الأطباء اكتشاف مرض السرطان في مراحله المبكرة من خلال تقنيات متطورة في التصوير بالأشعة وأخذ عينات من الأنسجة والاستكشاف الجراحي. لسوء الحظ، عادة ما تفضي تلك التقنيات إلى اكتشاف السرطان في مراحل متأخرة جدا يصعب معها إيجاد علاج له، ويجب حينذاك التحول لاستخدام أساليب معتمدة على تدخل جراحي.
يتمثل أسلوب يعتمد على أدنى قدر من التدخل الجراحي، في البحث عن إشارات دالة على الإصابة بالسرطان، في داخل الدم. وعلى سبيل المثال، تقوم الأورام بإفراز خلايا سرطانية في الدم، ولكن بأعداد صغيرة جدا بحيث يصبح العثور عليها «مشكلة أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من القش»، على حد قول رالف فايسلدر، مدير مركز بيولوجيا النظم بمستشفى ماساتشوستس العام.
تفرز الأورام المبكرة جدا أيضا بروتينات، مثل الأنتيجن (المولد المضاد) الخاص بالبروستاتا (prostate – specific antigen (PSA، الذي يمكن اكتشافه في الدم لالتقاط الورم في مرحلة مبكرة. لكن العثور على بروتينات الأورام في الدم لم يحقق الآن تقدما ملموسا في اكتشاف السرطان مبكرا.
يرتبط الأسلوب الجديد في التشخيص المبكر بمكون آخر في الدم: وهو عبارة عن جزيئات متناهية الصغر أو «حويصلات مجهرية» (Microvesicles). ويفرز الكثير من أنواع الخلايا حويصلات مجهرية، لكن الكمية التي تفرزها الأورام تكون ضخمة إلى حد بعيد.
حويصلات الدم المجهرية
* يقول الدكتور فايسلدر: «من ثم، سوف تعثر بسهولة على ما بين الملايين والمليارات من حويصلات الأورام المجهرية لكل مليلتر من الدم». لماذا لم يتطلع العلماء إليها من قبل؟ تعتبر الحويصلات المجهرية أضخم من البروتينات، لكنها أصغر من الخلايا السرطانية المتنقلة، ونظرا لأنها تقع بين الاثنين، فقد تم تجاهلها باعتبارها «أنقاضا» على مدى عقود، حسب الدكتور فايسلدر. يشرح قائلا: «لم يحدث حتى الأعوام القليلة الماضية أن أولى الأطباء مزيدا من الاهتمام بها واكتشفوا أنها لا تحتوي فقط على نسخ من الخلايا الناشئة، ولكن أيضا الحمض النووي وجزيئات أخرى». إن إيجاد جزيئات بهذا الصغر قد يتطلب جهازا قويا قادرا على العثور على إبرة وسط كومة من القش.
إنجاز غير مسبوق
* تتطلب الوسيلة المعتادة للعثور على حويصلات مجهرية مرتبطة بالسرطان، عملية معقدة يمكن أن تستغرق أياما. لكن في مركز بيولوجيا الأنظمة التابع لمستشفى ماساتشوستس العام، الذي يوجهه فايسلدر، ابتكر هو وفريقه جهازا يحمل باليد، يستخدم مجسا يعمل بتكنولوجيا النانو للعثور على الحويصلات المجهرية للأورام في قطرة دم خلال نحو ساعتين.
وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة «نيتشر ميديسن»، تمكن الباحثون من اكتشاف هذه الحويصلات المجهرية بشكل مؤكد في عينات دم تم أخذها من فئران وبشر مصابين بورم أرومي دبقي حاد في المخ.
التطبيق
* تنطوي تلك التكنولوجيا على إمكانية اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، يقول فايسلدر إنها مستحدثة. ويقول: «إنها تفتح آفاقا جديدة في مجال التشخيصات المرضية التي يمكن أن تنقذ حياة البشر. نحن نحاول اكتشاف مدى نفعها في علاج أنواع أخرى من السرطان وأمراض أخرى».
وتتمتع تلك التكنولوجيا أيضا بالقدرة على تقييم مدى فاعلية علاجات مرض السرطان قبل التصوير بالأشعة لمعرفة النتائج. ويرجع ذلك إلى أن الجهاز لا يحسب فقط عدد الحويصلات المجهرية، وإنما أيضا تكوينها، اللذين يتغيران مع علاج السرطان. ويقول الدكتور فايسلدر: «في خلال بضع ساعات أو بضعة أيام من العلاج، نقوم بأخذ عينة دم ونقدر مدى تغير أعداد الحويصلات المجهرية وتكوينها، الذي يحدد الاستجابة للعلاج. في دراسة لسرطان المخ، وجد أن عدد الحويصلات الصغيرة قد قل خلال 24 ساعة من بدء العلاج».
إن فايسلدر وفريقه لا يعرفون حتى الآن المرحلة التي يمكن أن تكتشف فيها التكنولوجيا الجديدة السرطان أو كيف يمكن أن تكتشف الاستجابة للعلاج. إنهم يتتبعون تلك الإجابات في التجارب الإكلينيكية التي تركز على سرطان المبيض وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الكبد والرئة وسرطان الدم.
غير أن التكنولوجيا واعدة جدا، ويرى الدكتور فايسلدر أنها ستكون متاحة في مكتب طبيبك خلال فترة الأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة. ويضيف: «إنها أداة أخرى في سعينا من أجل مقاومة السرطان. وداعا للاكتشاف المتأخر للإصابة بمرض السرطان بعد انتشاره، ووداعا للانتظار لفترة أطول لاكتشاف مدى جدوى أدوية السرطان. ويسمح هذا للإخصائي بأخذ عينة دم منك وإعطائك قراءة فورية للسرطان وكيف تمت إزالة الأورام. إنه أمر مذهل جدا».
* «رسالة هارفارد الصحية»، خدمات «تريبيون ميديا»
ولسوء الحظ، يظل من الصعب اكتشاف بعض أنواع السرطان، مثل سرطان المخ وسرطان المبيض، حتى المراحل المتأخرة منهما. لكن هذه الحقيقة قد بدأت تتغير. فقد اكتشف فريق من جامعة هارفارد وسيلة بسيطة تخلو من التدخل الجراحي لاكتشاف الإصابة بالسرطان مبكرا – بفحص عنصر في الدم، تجاهله المجتمع الطبي على مدى عقود.
مشكلة اكتشاف الإصابة
* في المعتاد، حاول الأطباء اكتشاف مرض السرطان في مراحله المبكرة من خلال تقنيات متطورة في التصوير بالأشعة وأخذ عينات من الأنسجة والاستكشاف الجراحي. لسوء الحظ، عادة ما تفضي تلك التقنيات إلى اكتشاف السرطان في مراحل متأخرة جدا يصعب معها إيجاد علاج له، ويجب حينذاك التحول لاستخدام أساليب معتمدة على تدخل جراحي.
يتمثل أسلوب يعتمد على أدنى قدر من التدخل الجراحي، في البحث عن إشارات دالة على الإصابة بالسرطان، في داخل الدم. وعلى سبيل المثال، تقوم الأورام بإفراز خلايا سرطانية في الدم، ولكن بأعداد صغيرة جدا بحيث يصبح العثور عليها «مشكلة أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من القش»، على حد قول رالف فايسلدر، مدير مركز بيولوجيا النظم بمستشفى ماساتشوستس العام.
تفرز الأورام المبكرة جدا أيضا بروتينات، مثل الأنتيجن (المولد المضاد) الخاص بالبروستاتا (prostate – specific antigen (PSA، الذي يمكن اكتشافه في الدم لالتقاط الورم في مرحلة مبكرة. لكن العثور على بروتينات الأورام في الدم لم يحقق الآن تقدما ملموسا في اكتشاف السرطان مبكرا.
يرتبط الأسلوب الجديد في التشخيص المبكر بمكون آخر في الدم: وهو عبارة عن جزيئات متناهية الصغر أو «حويصلات مجهرية» (Microvesicles). ويفرز الكثير من أنواع الخلايا حويصلات مجهرية، لكن الكمية التي تفرزها الأورام تكون ضخمة إلى حد بعيد.
حويصلات الدم المجهرية
* يقول الدكتور فايسلدر: «من ثم، سوف تعثر بسهولة على ما بين الملايين والمليارات من حويصلات الأورام المجهرية لكل مليلتر من الدم». لماذا لم يتطلع العلماء إليها من قبل؟ تعتبر الحويصلات المجهرية أضخم من البروتينات، لكنها أصغر من الخلايا السرطانية المتنقلة، ونظرا لأنها تقع بين الاثنين، فقد تم تجاهلها باعتبارها «أنقاضا» على مدى عقود، حسب الدكتور فايسلدر. يشرح قائلا: «لم يحدث حتى الأعوام القليلة الماضية أن أولى الأطباء مزيدا من الاهتمام بها واكتشفوا أنها لا تحتوي فقط على نسخ من الخلايا الناشئة، ولكن أيضا الحمض النووي وجزيئات أخرى». إن إيجاد جزيئات بهذا الصغر قد يتطلب جهازا قويا قادرا على العثور على إبرة وسط كومة من القش.
إنجاز غير مسبوق
* تتطلب الوسيلة المعتادة للعثور على حويصلات مجهرية مرتبطة بالسرطان، عملية معقدة يمكن أن تستغرق أياما. لكن في مركز بيولوجيا الأنظمة التابع لمستشفى ماساتشوستس العام، الذي يوجهه فايسلدر، ابتكر هو وفريقه جهازا يحمل باليد، يستخدم مجسا يعمل بتكنولوجيا النانو للعثور على الحويصلات المجهرية للأورام في قطرة دم خلال نحو ساعتين.
وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة «نيتشر ميديسن»، تمكن الباحثون من اكتشاف هذه الحويصلات المجهرية بشكل مؤكد في عينات دم تم أخذها من فئران وبشر مصابين بورم أرومي دبقي حاد في المخ.
التطبيق
* تنطوي تلك التكنولوجيا على إمكانية اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، يقول فايسلدر إنها مستحدثة. ويقول: «إنها تفتح آفاقا جديدة في مجال التشخيصات المرضية التي يمكن أن تنقذ حياة البشر. نحن نحاول اكتشاف مدى نفعها في علاج أنواع أخرى من السرطان وأمراض أخرى».
وتتمتع تلك التكنولوجيا أيضا بالقدرة على تقييم مدى فاعلية علاجات مرض السرطان قبل التصوير بالأشعة لمعرفة النتائج. ويرجع ذلك إلى أن الجهاز لا يحسب فقط عدد الحويصلات المجهرية، وإنما أيضا تكوينها، اللذين يتغيران مع علاج السرطان. ويقول الدكتور فايسلدر: «في خلال بضع ساعات أو بضعة أيام من العلاج، نقوم بأخذ عينة دم ونقدر مدى تغير أعداد الحويصلات المجهرية وتكوينها، الذي يحدد الاستجابة للعلاج. في دراسة لسرطان المخ، وجد أن عدد الحويصلات الصغيرة قد قل خلال 24 ساعة من بدء العلاج».
إن فايسلدر وفريقه لا يعرفون حتى الآن المرحلة التي يمكن أن تكتشف فيها التكنولوجيا الجديدة السرطان أو كيف يمكن أن تكتشف الاستجابة للعلاج. إنهم يتتبعون تلك الإجابات في التجارب الإكلينيكية التي تركز على سرطان المبيض وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الكبد والرئة وسرطان الدم.
غير أن التكنولوجيا واعدة جدا، ويرى الدكتور فايسلدر أنها ستكون متاحة في مكتب طبيبك خلال فترة الأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة. ويضيف: «إنها أداة أخرى في سعينا من أجل مقاومة السرطان. وداعا للاكتشاف المتأخر للإصابة بمرض السرطان بعد انتشاره، ووداعا للانتظار لفترة أطول لاكتشاف مدى جدوى أدوية السرطان. ويسمح هذا للإخصائي بأخذ عينة دم منك وإعطائك قراءة فورية للسرطان وكيف تمت إزالة الأورام. إنه أمر مذهل جدا».
* «رسالة هارفارد الصحية»، خدمات «تريبيون ميديا»
شكراًً لكِ
موضوع قيم شكرا لك
شكرا ياقمر على الموضوع وعافانا الله من جميع الأمراض