الآن الآن الآن …. توقفوا عن هذا الاستغفار … توقفواعن هذا الاستغفار فوراً …. أقلعوا عن هذه العادة من الآن والآن وليس بعد حين …. أسرعوا… لنترك الاستغفار باللسان … استغفار مع إصرار … فاستغفارنا يحتاج إلى استغفار … نستغفر ولا يتجاوز الاستغفار حناجرنا … نستغفر وقلوبنا لاهية … نستغفر ونحن نفكر في الدنيا … بل أحياناً – والله المستعان – نستغفر ونحن نفكر في الإقدام على معصية أو ترك طاعة … لماذا لا يمازج الاستغفار قلوبنا قبل أن تنطق به ألستنا … لماذا لا نتذكر ذنوبنا ونحن نستغفر .. ذنوبنا التي عجزنا أن نتذكرها … فكيف وقد سجلت في صحف حفظت عند الله في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى … لماذا ننسى سيئاتنا ونحصي حسناتنا …. نسرع لنكمل المائة … ثم سبحان الله وبحمده مائة … ونظن أننا مهما فعلنا فقد غفر لنا …. إلى الله وحده المشتكى….
قرأت في هذا كلاماً جميلاً لابن القيم – رحمه الله – في الداء والدواء يقول : وكثير من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل ثم قال أستغفر الله زال الذنب وراح هذا بهذا, وقال لي رجل من المنتسبين إلى الفقه : أنا أفعل ما أفعل ثم أقول : سبحان الله وبحمده مائة مرة وقد غفر ذلك أجمعه……………….إلى أن قال رحمه الله : وهذا الضرب من الناس قد تعلق بنصوص من الرجاء واتكل عليها وتعلق بكلتا يديه وإذا عوتب على الخطايا والانهماك فيها سرد لك ما يحفظه من سعة رحمة الله ومغفرته ونصوص الرجاء , وللجهال من هذا الضرب من الناس في هذا الباب غرائب وعجائبكقول بعضهم:
وكثر ما استطعت من الخطايا***إذا كان القدوم على كريم
وقول الآخر : التنزه من الذنوب جهل بسعة عفو الله
…وقول الآخر : ترك الذنوب جراءة على مغفرة الله واستصغار …
وقال محمد بن حزم : رأيت بعض هؤلاء يقول في دعاءه : اللهم إني أعوذ بك من العصمة ….
–
—!!—- انتهى كلام ابن القيم –!!——–
فيا أحبتي … هيا لنبكي على خطايانا بلا يأس من رحمة الله … !
ولتكن إحدانا ترى ذنوبها كجبل قائم على رأسها يوشك أن ينهار عليها ..
ولا نكن ممن يرى ذنوبه كذباب وقف على أنفه ثم أشاحه بيده …
هيا ؛؛؛؛؛؛؛!!
لنعود إلى الاستغفار ….!.. بالليل والنهار …!.. ولكن …. !
بقلوبنا هذه المرة …!.
م/ن