أطفال الأمهات البدينات يعانون من بطء النمو
من المعروف أن السيدة التي تعاني من الوزن الزائد أو البدانة تواجه مشاكل صحية متعددة أثناء الحمل. إلا أن دراسة حديثة نشرت مؤخراً بجريدة طب الأطفال أضافت مشكلة جديدة لزيادة وزن الأم الحامل، وتتمثل في تأثير ذلك على نمو أطفالها على الأقل في أثناء المراحل الأولى من حياتهم.
في هذه الدراسة قام فريق بحثي من جامعة أيوا بمقارنة وزن الرضع وطولهم عند مولدهم من أمهات بدينات وغير بدينات. ووجدوا أنه منذ مولد هؤلاء الأطفال وحتي بلوغ سن ثلاثة أشهر يكون الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من البدانة أو الوزن الزائد أقل وزناً وطولاً، ويكتسبون كتلة دهون أقل بالمقارنة بمن يولدون لأمهات يتمتعن بوزن طبيعي.
وتمثل كتلة الدهون عند الصغار أمر حيوي في نمو المخ وتطوره وهو ما يفسر لماذا مواليد البشر الأكثر سمنة بين الثدييات.
وقالت الباحثة كاتي لارسون من جامعة إيوا "لقد وجدنا أن هؤلاء الأطفال لا ينمون بشكل طبيعي. إذا كان هذا حقيقياً فسوف يعني أن وباء البدانة يضر بالصغار بينما لا يزالون في رحم الأم وهو الأمر الذي يزيد من أهمية مواجهة مخاطر البدانة قبل أن تصل الأنثى لعمر الإنجاب حيث يترك التأثير السلبي للبدانة أثره على الأجيال القادمة".
وأشارت دراسة نشرت بجريدة جمعية الطب الأمريكية عام 2024 إلى أن ستة من بين عشرة سيدات في عمر الإنجاب يعانون الوزن الزائد أو البدانة. وقد أوضحت دراسات سابقة أن الأطفال الذين يولدون لأمهات تعاني البدانة أو الوزن الزائد عادة ما يعودون لمعدلات النمو الطبيعية مثل نظرائهم الذين يولدون لأمهات يتمتعن بوزن طبيعي، إلا أنهم ولسوء الحظ يكونون أكثر عرضة لاكتساب وزن زائد في سن المراهقة، وهو الأمر الذي قد يتسبب في مشاكل صحية لهم خلال مراحل حياتهم المختلفة.
في محاولة للوصول لتفسير أسباب بطء نمو الصغار في مراحل عمرهم الأولى، اقترح الباحثون أحد سببين. الأول يرجع للالتهابات حيث إن الخلايا الدهنية التي من شأنها أن تساعد في تثبيط الجهاز المناعي تتزايد بشدة عند الأشخاص الذين يعانون الوزن الزائد. ويعتقد الباحثون أن رد فعل الجهاز المناعي للسيدة الحامل التي تعاني الوزن الزائد أو البدانة يمكن أن يتسبب أيضاً في إشعال نمو الجهاز المناعي للجنين وبذلك يبدد الطاقة التي كان يجب استخدامها لنمو الجنين.
أما السبب الثاني المقترح لبطء نمو الجنين في الرحم فيحدث بطريقتين إما خلال الأحماض الدهنية الحرة المنقولة من الأم للطفل من خلال هرمون النمو الذي يعرف بـ IGF-1 أومن خلال هرمون النمو الذي تفرزه الغدة النخامية بمخ الجنين. ويفترض الباحثون أن الطفل يتلقى الكثير من الأحماض الدهنية الحرة التي تحث هرمونات النمو من الأمهات البدينات بحيث تبطء الغدة النخامية من إنتاجها، مما يعني أنه عند ميلاد الطفل لا تكون قد نمت بشكل كاف لتعويض ذلك