قد تكون السرعة إحدى أهم سمات حياة البشر في هذا العصر، إلاّ أن مجموعة فريدة من الحيوانات قد تفوقت في سباق السرعة على سائر المخلوقات منذ آلاف السنين. فكل نوع من الحيوانات المذكورة لاحقاً قد سجل رقماٌ قياسياً في سرعته ضمن بيئته، برية كانت أو جوية أو بحرية. فالسرعة من أهم مقومات البقاء، إمّا بالهروب من المفترس أو بالهجوم على الفريسة.
الأسرع جواً: صقر الشاهين
نبدأ من أعلى سرعة سجلت لمخلوق على الأرض، 323 كلم/الساعة (200 ميل/ الساعة)، و صاحبها هو طائر الرحّالة أو الجوّال أو ما يعرف بصقر الشاهين الجارح، و سرعته هذه توازي سرعة سيارة “Ferrari Enzo”. لا يصل الشاهين لهذه السرعة الاّ لحظة انقضاضه على فريسته التي عادة ما يصطادها في الهواء.
تتكون حمية الشاهين من الطيور متوسطة الحجم كالحمام و اليمام، و الثدييات الصغيرة كالأرانب البرية و الجرذان و كذلك من الزواحف و الحشرات.
لدى هذا الطائر قدرة كبيرة على التأقلم لذلك نجده في كل قارات العالم، فهي تعشش على النتوءات الطبيعيّة كالأجراف الصخريّة غالبا، إلا أنها أصبحت مؤخرا تعشش على المباني البشريّة المرتفعة أيضا، ففي مدينة نيويورك مثلاٌ يعيش ستة عشر زوجاٌ منها.
استُخدم الشاهين في الصيد منذ مايزيد على 3000 سنة و يعتبر سكان شبه الجزيرة العربية من اهم من احترف هذه الرياضة و ما زالوا يمارسونها حتى هذا الزمن، و يعرف عند اهلها “بالشيهانة”.
الأسرع برّاً: الفهد
أما في سباق السرعة على وجه الأرض فالمرتبة الأولى هي للفهد الصياد بلا منازع، فسرعته تصل إلى 120 كلم/الساعة أي أسرع من السيارات على الطريق السريع (Highway)ويستطيع التسارع من صفر إلى 100 كلم/الساعة في 3 ثوان فقط أي أكبر من تسارع سيارة “McLaren F1” الرياضية.
لكن مقابل هذه التفوق فإن بنيته ضعيفة و نحيلة بالمقارنة مع ابناء فصيلته السنوريات. ورغم ان الفهد الصياد هو حيوان مفترس إلا أن العديد من الحضارات استخدمته في الصيد كما فعل المصريون القدماء و من بعدهم الفرس ثم العرب ثم الأوروبيون.
الأسرع بحراً: سمكة أبو شراع
بقي لدينا عالم البحار فالتفوق فيه هو لسمكة أبو شراع التي تعيش في المياه الدافئة و المعتدلة، إذ تصل سرعتها إلى 110 كلم/الساعة. تتميز هذه السمكة بخاصيتين فريدتين، الأولى وجود الشراع على ظهرها و الثانية بألوانها.
هذا بعضٌ مما حيّر عقول البشر من إعجاز الخالق، ويبقى ما يخفى منه أكثر مما ظهر.